الجـــديد
14.2.14
فتحي الشوادفي يكتب: ارادة قهر المقهورين
Written By Unknown on الجمعة | 14.2.14
التسميات:
مقالات
10.8.13
رفعت السعيد يكتب : الإخوان وفقه العنف
Written By Unknown on السبت | 10.8.13
عندما تمطع المرشد الذى كان، وأفتى بأن عزل مرسى أشد كفرا من هدم الكعبة حجراً حجراً. ولأن الكعبة هى الرمز الأقدس عند المسلمين، فإن مناصرة هذا الكفر هى كفر بواح. وإذا كان أكثر من ثلاثين مليونا من المصريين قد خرجوا وتظاهروا معلنين مناصرتهم لعزل مرسى. فهل يمكن أن نتخيل أن من كان مرشدا سمح لنفسه بتكفيرهم جميعاً؟ وأنا أجيب بالقطع نعم.
فبديع هو فى الجوهر قطبى النزعة والانتماء. وسيد قطب الذى سار على خطى حسن البنا ومضى بالخط الذى رسمه على استقامته لا يرى أى إسلام فى هؤلاء. ونقرأ لسيد قطب ما قرأه بديع والتزم به. «إن المشقة الكبرى التى تواجه حركات الإسلام الحقيقية تتمثل فى وجود أقوام من الناس فى أوطان كانت فى يوم من الأيام داراً للإسلام يسيطر عليها دين الله وتحكم بشريعته، ثم إذا بهذه الأرض تهجر الإسلام حقيقة وتعلنه اسما. وفى الأرض اليوم أناس أسماؤهم أسماء المسلمين وهم من سلالات المسلمين لكنهم لا يشهدون أن لا إله إلا الله بهذا المدلول (لأن الشرك بالله يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير الله من عباده ولو لم يصحبه شرك فى الاعتقاد بألوهيته)»، «سيد قطب- فى ظلال القرآن جزء 7– ص 939 ». وأيضا «والأمة الإسلامية ليست أرضا كان يعيش فيها الإسلام وليست قوما كان أجدادهم يعيشون بالنظام الإسلامى، وإنما الأمة الإسلامية انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله»، ( قطب – معالم فى الطريق – ص 5). ثم «لا أنصاف حلول فإما إسلام وإما جاهلية ووظيفة الإسلاميين هى إقصاء الجاهلية من قيادة البشرية»، ويقرر سيد قطب الفكرة الإخوانية بصراحة «إن هناك حزباً واحداً لله لا يتعدد، وأحزاباً أخرى كلها للشيطان ودار واحدة هى دار الإسلام التى تهيمن عليها شريعة الله وما عداها دار حرب. ثم إن وسيلة البيان لا تجدى، وإنما لابد من حركة فى صورة الجهاد بالسيف إلى جانب البيان» (العالم – ص 134). ثم «وحيثما يبلغ المؤمنون بهذه العقيدة ثلاثة أفراد فهم مجتمع إسلامى منفصل عن المجتمع الجاهلى، ويكون الجهاد بالسيف مكملا للجهاد بالبيان».. وبدونه لا يكتمل إيمان المسلم وفق رأيهم..
وهكذا يصبح العنف سبيلا ضروريا للإيمان الحق. ومنذ البداية الأولى كان الأمر كذلك. فالبنا إذ اختلف مع بعض أتباعه الذين اتهموه باختلاس أموال الجماعة قال فى مذكرات الدعوة والداعية «تلبسهم الشيطان فأمرت بهم فضربوا علقة ساخنة» ووالده الشيخ عبد الرحمن كتب مطالبا أعضاء الجماعة بإعداد الدواء للأمة «ولتقم على إعطائه فرقة الإنقاذ منكم فإذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد وجرعوها الدواء بالقوة، وإن وجدتم فى جسمها عضوا خبيثا فاقطعوه أو سرطانا خطيرا فأزيلوه»، (النذير. المحرم. 1357 هـ). والبنا نفسه يؤكد «ما كان السيف إلا كالدواء المر الذى تحمل عليه الإنسانية العابثة المتهالكة حملا ليرد جماحها ويكسر طغيانها، فالسيف فى يد المسلم كالمشرط فى يد الجراح لحسم الداء الاجتماعى» (النذير- رمضان – 1357 هـ).
إنه ذات ما قاله سيد قطب وذات ما يفعله الإخوان الآن من جرائم. ويروى أحد قادة الجهاز السرى للجماعة أن البيعة تتم على مصحف ومسدس، وبعدها يقول له من تلقى البيعة «فإن أنت خنت العهد أو أفشيت السر يخلى سبيل الجماعة منك ويكون مأواك جهنم» (أى تقتل). [محمود الصباغ – الجهاز الخاص ص 132]، أما لائحة الجهاز السرى فتنص على «أن كل من يحاول مناوأتهم أو الوقوف فى سبيلهم مهدر دمه وقاتله يثاب على فعله، ومن سياستها أن الإسلام يتجاوز عن قتل المسلمين إذا كان فى ذلك مصلحة» [ملف قضية سيارة الجيب. سنة 1948]. فهل من جديد؟.. فالعنف والوحشية والقتل هى أشياء متممة لصحة الإيمان بالفكرة الإخوانية المتأسلمة.. هكذا منذ البنا وسيد قطب وحتى بديع.
المقــال الاصــلي
فبديع هو فى الجوهر قطبى النزعة والانتماء. وسيد قطب الذى سار على خطى حسن البنا ومضى بالخط الذى رسمه على استقامته لا يرى أى إسلام فى هؤلاء. ونقرأ لسيد قطب ما قرأه بديع والتزم به. «إن المشقة الكبرى التى تواجه حركات الإسلام الحقيقية تتمثل فى وجود أقوام من الناس فى أوطان كانت فى يوم من الأيام داراً للإسلام يسيطر عليها دين الله وتحكم بشريعته، ثم إذا بهذه الأرض تهجر الإسلام حقيقة وتعلنه اسما. وفى الأرض اليوم أناس أسماؤهم أسماء المسلمين وهم من سلالات المسلمين لكنهم لا يشهدون أن لا إله إلا الله بهذا المدلول (لأن الشرك بالله يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير الله من عباده ولو لم يصحبه شرك فى الاعتقاد بألوهيته)»، «سيد قطب- فى ظلال القرآن جزء 7– ص 939 ». وأيضا «والأمة الإسلامية ليست أرضا كان يعيش فيها الإسلام وليست قوما كان أجدادهم يعيشون بالنظام الإسلامى، وإنما الأمة الإسلامية انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله»، ( قطب – معالم فى الطريق – ص 5). ثم «لا أنصاف حلول فإما إسلام وإما جاهلية ووظيفة الإسلاميين هى إقصاء الجاهلية من قيادة البشرية»، ويقرر سيد قطب الفكرة الإخوانية بصراحة «إن هناك حزباً واحداً لله لا يتعدد، وأحزاباً أخرى كلها للشيطان ودار واحدة هى دار الإسلام التى تهيمن عليها شريعة الله وما عداها دار حرب. ثم إن وسيلة البيان لا تجدى، وإنما لابد من حركة فى صورة الجهاد بالسيف إلى جانب البيان» (العالم – ص 134). ثم «وحيثما يبلغ المؤمنون بهذه العقيدة ثلاثة أفراد فهم مجتمع إسلامى منفصل عن المجتمع الجاهلى، ويكون الجهاد بالسيف مكملا للجهاد بالبيان».. وبدونه لا يكتمل إيمان المسلم وفق رأيهم..
وهكذا يصبح العنف سبيلا ضروريا للإيمان الحق. ومنذ البداية الأولى كان الأمر كذلك. فالبنا إذ اختلف مع بعض أتباعه الذين اتهموه باختلاس أموال الجماعة قال فى مذكرات الدعوة والداعية «تلبسهم الشيطان فأمرت بهم فضربوا علقة ساخنة» ووالده الشيخ عبد الرحمن كتب مطالبا أعضاء الجماعة بإعداد الدواء للأمة «ولتقم على إعطائه فرقة الإنقاذ منكم فإذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد وجرعوها الدواء بالقوة، وإن وجدتم فى جسمها عضوا خبيثا فاقطعوه أو سرطانا خطيرا فأزيلوه»، (النذير. المحرم. 1357 هـ). والبنا نفسه يؤكد «ما كان السيف إلا كالدواء المر الذى تحمل عليه الإنسانية العابثة المتهالكة حملا ليرد جماحها ويكسر طغيانها، فالسيف فى يد المسلم كالمشرط فى يد الجراح لحسم الداء الاجتماعى» (النذير- رمضان – 1357 هـ).
إنه ذات ما قاله سيد قطب وذات ما يفعله الإخوان الآن من جرائم. ويروى أحد قادة الجهاز السرى للجماعة أن البيعة تتم على مصحف ومسدس، وبعدها يقول له من تلقى البيعة «فإن أنت خنت العهد أو أفشيت السر يخلى سبيل الجماعة منك ويكون مأواك جهنم» (أى تقتل). [محمود الصباغ – الجهاز الخاص ص 132]، أما لائحة الجهاز السرى فتنص على «أن كل من يحاول مناوأتهم أو الوقوف فى سبيلهم مهدر دمه وقاتله يثاب على فعله، ومن سياستها أن الإسلام يتجاوز عن قتل المسلمين إذا كان فى ذلك مصلحة» [ملف قضية سيارة الجيب. سنة 1948]. فهل من جديد؟.. فالعنف والوحشية والقتل هى أشياء متممة لصحة الإيمان بالفكرة الإخوانية المتأسلمة.. هكذا منذ البنا وسيد قطب وحتى بديع.
المقــال الاصــلي
التسميات:
مقالات
10.8.13
لا يتفاءل العرب كثيراً بطلات السيناتور جون ماكين. الطيار السابق لم يلق سلاحه منذ كان يقصف الشعب الفيتنامي. زادته الجرائم الإنسانية في فيتنام قوة. ما زال يرى الولايات المتحدة منقذاً للبشرية. مهمتها نشر القيم الديموقراطية، حتى لو اضطرت إلى إبادة الشعوب المتوحشة. القيم الأميركية أهم من الإنسان، خصوصاً إذا كانت تخدم مصالح واشنطن.
جون ماكين يهب لإنقاذ الحلفاء. لا يتورع عن الذهاب إلى الأمكنة الخطرة. من ليبيا، حيث دعم الثوار، إلى شمال لبنان حيث اطلع على الاستعدادات العملية لاقتحام سورية. ومنها إلى الشمال السوري حيث شد أزر الجماعات المسلحة. جماعات «القاعدة» و»النصرة» و»الجيش الحر» وعشرات الأسماء الأخرى. وتعهد للجميع بالضغط على البيت الأبيض لإقامة منطقة عازلة «لحماية الثوار وتحويلها إلى قاعدة انطلاق باتجاه دمشق لإسقاط الديكتاتورية وإقامة الدولة الديموقراطية الوطنية العادلة».
ليس من خصال ماكين ترك الحلفاء وقت الأزمات. ها هو يهب لنجدة «الإخوان المسلمين» في مصر. ومعه هذه المرة زميله ليندسي غراهام. الرجلان لا يتدخلان في شؤون مصر. لكنهما أبلغا إلى قائد «الانقلاب» عبد الفتاح السيسي، أنهما حالا دون قرار بقطع المساعدات العسكرية عن الجيش. كان تهديدهما واضحاً: إما الموافقة على عودة الإخوان وتسليم الحكم إلى الشعب أو قطع المساعدات. وكي يكون كلامهما أكثر وضوحاً، علَ أحداً لم يفهمه، أضافا أنهما يمثلان الكونغرس لكن زيارتهما القاهرة كانت بالتنسيق مع البيت الأبيض. أي أن الإدارة مع الإخوان ضد الجيش وليس الكونغرس وحده.
حجة ماكين أن الشعب اختار الإخوان، ويجب احترام إرادته. حجة ديموقراطية صحيحة إذا اعتبرنا الديموقراطية مجرد صندوقة اقتراع. لكن ماذا عن إرادة عشرات الملايين الذين تظاهروا ضد ممارسات الإخوان خلال سنة من حكمهم، آخذين عليهم أخونة المؤسسات، صغيرها والكبير؟ وماذا عن سياساتهم الخارجية وهي امتداد لسياسة الحكم السابق؟
واقع الأمر أن الديموقراطية وإرادة الشعوب آخر هم واشنطن. هذا ما أكدته الأحداث، من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط، من دون أن ننسى إفريقيا وآسيا. والسيد ماكين خير من يمثل هذا التوجه ويسعى إلى بلورته كلما أتيحت له الفرصة. و»الربيع العربي» أتاح له فرصاً ذهبية لن يفوتها.
لا ينسى أي عربي، مؤيداً للسياسة الأميركية أو معارضاً لها، أن الهم الأساسي للبيت الأبيض والكونغرس في الشرق الأوسط هو ضمان أمن إسرائيل. وهذا ليس تكهناً أو تحليلاً فكل تصريحات المسؤولين الأميركيين تؤكد ذلك، وكل «وساطة» يضطلع بها شيوخ الكونغرس أو البيت الأبيض تصب في هذا الاتجاه. لا فرق بين الديموقراطيين والجمهوريين. ومن يخرج عن هذا السياق ينبذ. ليست مصادفة أن يختار وزير الخارجية جون كيري السفير مارتن أنديك مساعداً له لإحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وقد كرس الرجل حياته كلها لخدمة الصهيونية وإسرائيل، وقصة اللوبي وحصوله على الجنسية الأميركية وتعيينه سفيراً في تل أبيب في عهد كلينتون معروفة للجميع. وجون ماكين لا يقل عنه شأناً في هذا المجال. كان من أشد المؤيدين لتدمير العراق. ومن أكثر المتحمسين لتدمير ليبيا. ومن الداعين إلى ضرب سورية. والمحرضين على غزو إسرائيل لبنان. يتمسك بالقدس عاصمة للدولة اليهودية. ووساطته في مصر لا تخرج عن هذا السياق. لكنه فشل. وكلما فشل كلما تمسك بمواقفه.
في زيارته القاهرة ودفاعه عن الرئيس المخلوع ألقى ماكين على الإخوان شبهة التنسيق مع إسرائيل. هل هي مجرد شبهة؟
المقــال الاصــلي
مصطفى زين يكتب : عندما يزورنا ماكين
لا يتفاءل العرب كثيراً بطلات السيناتور جون ماكين. الطيار السابق لم يلق سلاحه منذ كان يقصف الشعب الفيتنامي. زادته الجرائم الإنسانية في فيتنام قوة. ما زال يرى الولايات المتحدة منقذاً للبشرية. مهمتها نشر القيم الديموقراطية، حتى لو اضطرت إلى إبادة الشعوب المتوحشة. القيم الأميركية أهم من الإنسان، خصوصاً إذا كانت تخدم مصالح واشنطن.
جون ماكين يهب لإنقاذ الحلفاء. لا يتورع عن الذهاب إلى الأمكنة الخطرة. من ليبيا، حيث دعم الثوار، إلى شمال لبنان حيث اطلع على الاستعدادات العملية لاقتحام سورية. ومنها إلى الشمال السوري حيث شد أزر الجماعات المسلحة. جماعات «القاعدة» و»النصرة» و»الجيش الحر» وعشرات الأسماء الأخرى. وتعهد للجميع بالضغط على البيت الأبيض لإقامة منطقة عازلة «لحماية الثوار وتحويلها إلى قاعدة انطلاق باتجاه دمشق لإسقاط الديكتاتورية وإقامة الدولة الديموقراطية الوطنية العادلة».
ليس من خصال ماكين ترك الحلفاء وقت الأزمات. ها هو يهب لنجدة «الإخوان المسلمين» في مصر. ومعه هذه المرة زميله ليندسي غراهام. الرجلان لا يتدخلان في شؤون مصر. لكنهما أبلغا إلى قائد «الانقلاب» عبد الفتاح السيسي، أنهما حالا دون قرار بقطع المساعدات العسكرية عن الجيش. كان تهديدهما واضحاً: إما الموافقة على عودة الإخوان وتسليم الحكم إلى الشعب أو قطع المساعدات. وكي يكون كلامهما أكثر وضوحاً، علَ أحداً لم يفهمه، أضافا أنهما يمثلان الكونغرس لكن زيارتهما القاهرة كانت بالتنسيق مع البيت الأبيض. أي أن الإدارة مع الإخوان ضد الجيش وليس الكونغرس وحده.
حجة ماكين أن الشعب اختار الإخوان، ويجب احترام إرادته. حجة ديموقراطية صحيحة إذا اعتبرنا الديموقراطية مجرد صندوقة اقتراع. لكن ماذا عن إرادة عشرات الملايين الذين تظاهروا ضد ممارسات الإخوان خلال سنة من حكمهم، آخذين عليهم أخونة المؤسسات، صغيرها والكبير؟ وماذا عن سياساتهم الخارجية وهي امتداد لسياسة الحكم السابق؟
واقع الأمر أن الديموقراطية وإرادة الشعوب آخر هم واشنطن. هذا ما أكدته الأحداث، من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط، من دون أن ننسى إفريقيا وآسيا. والسيد ماكين خير من يمثل هذا التوجه ويسعى إلى بلورته كلما أتيحت له الفرصة. و»الربيع العربي» أتاح له فرصاً ذهبية لن يفوتها.
لا ينسى أي عربي، مؤيداً للسياسة الأميركية أو معارضاً لها، أن الهم الأساسي للبيت الأبيض والكونغرس في الشرق الأوسط هو ضمان أمن إسرائيل. وهذا ليس تكهناً أو تحليلاً فكل تصريحات المسؤولين الأميركيين تؤكد ذلك، وكل «وساطة» يضطلع بها شيوخ الكونغرس أو البيت الأبيض تصب في هذا الاتجاه. لا فرق بين الديموقراطيين والجمهوريين. ومن يخرج عن هذا السياق ينبذ. ليست مصادفة أن يختار وزير الخارجية جون كيري السفير مارتن أنديك مساعداً له لإحياء المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وقد كرس الرجل حياته كلها لخدمة الصهيونية وإسرائيل، وقصة اللوبي وحصوله على الجنسية الأميركية وتعيينه سفيراً في تل أبيب في عهد كلينتون معروفة للجميع. وجون ماكين لا يقل عنه شأناً في هذا المجال. كان من أشد المؤيدين لتدمير العراق. ومن أكثر المتحمسين لتدمير ليبيا. ومن الداعين إلى ضرب سورية. والمحرضين على غزو إسرائيل لبنان. يتمسك بالقدس عاصمة للدولة اليهودية. ووساطته في مصر لا تخرج عن هذا السياق. لكنه فشل. وكلما فشل كلما تمسك بمواقفه.
في زيارته القاهرة ودفاعه عن الرئيس المخلوع ألقى ماكين على الإخوان شبهة التنسيق مع إسرائيل. هل هي مجرد شبهة؟
المقــال الاصــلي
التسميات:
مقالات
10.8.13
عادل درويش يكتب :حل التنظيم الدولي قبل أي خطوة
استثمار واشنطن 58 مليار دولار دعما على مدار 33 عاما في مصر في طريقه إلى أدراج الرياح، بسبب سوء تقدير الأميركيين وإغضابهم أغلبية المصريين بإدارة ساستهم أزمة تعقدها تغطية غير متوازنة من الشبكات العالمية، خاصة الـ«بي بي سي» (وبقية التيار اليساري في صحافة بريطانيا)، والـ«سي إن إن» الأميركية.
هذه المؤسسات الصحافية ومنظمات حقوق الإنسان (باستثناء تقرير يتيم لـ«هيومن رايتس ووتش») تتجاهل قصتين يسيل لهما لعاب أي صحافي محترف؛ الأولى استغلال الأطفال (مناقضا للقوانين، والصحة العامة والأخلاق) - ومعظمهم دون العاشرة غير قادرين عقليا على الاختيار الحر - من جانب الإخوان بإبقائهم في جو غير صحي في أوقات متأخرة من الليل في اعتصام إشارة مرور رابعة العدوية.
فيديوهات (يتفاخر بها الإخوان) همجية كحمل الأطفال لأكفان الشهادة، أو دفع مشعوذ رؤوسهم على الرصيف لشم بقعة دم إنساني.
يتجاهل زملاؤنا في الـ«بي بي سي» والـ«سي إن إن» مشاهد يدركون أنها لو حدثت في أميركا أو بريطانيا، فلن تكون فقط خبر الصفحة الأولى بل ستلجأ إدارات الشؤون الاجتماعية للقضاء لمنحها حق حضانة هؤلاء الأطفال وحرمان الأبوين من الاتصال بهما إلا في حضرة المتخصص الاجتماعي، والزج في السجن بمن دفع وجه الطفل إلى بقعة الدم. هل الطفل المصري من سلالة أدنى من نظيره الأميركي لتجاهل القصة؟
الثانية أن إصابة شخص واحد في مظاهرة مأساة تستحق التغطية، لكنها تبقى حادثة غير مقصودة، إلا أن الأعمال الإرهابية في سيناء ليست مصادفة بل مقصودة ومخطط لها عمدا ولوقت طويل، فلماذا لم نشاهد أو نسمع في الـ«بي بي سي» والـ«سي إن إن» تغطية لأي منها؟ هناك تسجيلات لزعماء الإخوان بأنها ستتوقف فور الاستجابة لمطلبهم بعودة محمد مرسي للرئاسة، ألا يثير ذلك فضول أي صحافي عادي لاكتشاف هل هي مصادفة أم هناك ارتباط تنظيمي؟ ألا يجعل تصادف إرهاب سيناء مع إغلاق بريطانيا وأميركا بعض سفاراتهما خشية الإرهاب الخبر موضع اهتمام المشاهدين؟ وخاصة أن الشبكات تكرر بث أن المخابرات تتوقع هجمات إرهابية بعد التنصت على مكالمات زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الذي أصدر تعليمات بتأييد الإخوان (وهو أصلا من الجماعة) و«شرعية الرئيس» مرسي وإعلان الجهاد لنصرتهما في مصر.
وأذكّر القراء بما تسرب من خطة بحثها التنظيم الدولي للإخوان في مؤتمر سري في تركيا تتلخص في الاعتداء على المسيحيين وافتعال اشتباكات مسلحة عن طريق تنظيمهم السري مع القوى السياسية المصرية فيضطر الأمن، وربما الجيش، للتدخل لحماية المواطنين والمنشآت، وتنشط قنوات تلفزيونية عربية وتركية مؤيدة للإخوان في معركة البروباغندا ثم يستنجد الإخوان - عبر التنظيم الدولي بعلاقاته الوثيقة بالمخابرات الغربية - طالبين تدخلا دوليا بقيادة أميركا لتدمير الجيش المصري.
المصريون معذورون بضعف جهاز العلاقات العامة عن مواجهة مراسلين لا يحترمون شرف المهنة، لكن ما العذر في دبلوماسية السماح لأي كان بالتعاطي في شؤون مصر، كالسيناتور ماكين والسيناتور غراهام، ووفد مجلسي العموم واللوردات البريطانيين، ونواب اسكوتلندا وآيرلندا، من قبل نشطاء حركة حماس الغزاوية من لندن حتى إشارة رابعة العدوية مرورا بمكتب وزير الخارجية المصري؟
الحكومة المصرية تريد إفشال خطة التنظيم الدولي بالصبر على الإخوان علهم يعودون إلى رشدهم، مع وجود مئات الأطفال والنساء كدروع بشرية في رابعة والنهضة، لكن الاستمرار في السماح لشخصيات بالتدخل - بلا شروط مسبقة وبلا إشراف حكومي مصري على أي مقابلة - بزيارة مرسي وزعماء الإخوان (المحتجزين رهن التحقيق في قضايا جنائية قانونية) منحهم فرصة الادعاء المغالط بأن المتهمين «معتقلون سياسيون» يجب الإفراج عنهم لـ«تسوية سياسية» - لاحظ أن settlement (التسوية) ترتبط في الأذهان بقضايا القانون الدولي كاحتلال إسرائيل للجولان أو الصين للتبت - وهذا يشجع السياسة الأميركية والبريطانية – الأوروبية على إعطاء الإخوان انطباعا خاطئا بأن الضغوط الدولية قادرة على إعادتهم ومرسيهم إلى الحكم وهو ما لا ولن يقبله السواد الأعظم من المصريين. هذا يزيد من تعنت الإخوان، وإطالة معاناة الأطفال في الاعتصام وفرصة الإرهابيين في إراقة المزيد من الدماء في سيناء. فليكف المصريون عن ترديد عبارة «وساطة دولية».. فالإخوان ليسوا طرفا ندا للدولة أو للأمة المصرية (80 في المائة من المصريين). التشبيه الأقرب لاعتصامي رابعة والنهضة تجده في الأفلام البوليسية: خارج على القانون حاصرته الشرطة فوق السطوح. «الوساطة» هنا لشخص حكيم لإقناعه بتسليم نفسه بدلا من النهاية الانتحارية بفتح النار على البوليس (وقد يصاب جيران أبرياء وتتلف ممتلكاتهم). ولتضع حكومة الدكتور الببلاوي شرطا لا مناقشة فيه لأي تدخل أو «وساطة»، خاصة أميركية أو بريطانية: الحل الفوري للتنظيم الدولي للإخوان (وإدراجه على قائمة الإرهاب لأنه أخطبوط أذرعته «القاعدة» وطالبان و«بوكو حرام»، وحركات مالي وبقية خلايا الإرهاب حول العالم) قبل أن يطأ أي مبعوث أرض مصر. هذا سيثبت حسن نية الأطراف، خاصة إدارة الرئيس أوباما، والحكومة البريطانية التي يعمل قسم فيها بأقصى الجهود على إعادة الإخوان للحكم في مصر، أو على الأقل وضع قدمهم في الباب قبل أن يغلق، حيث تسرب لندن وواشنطن وبروكسل (حيث مكاتب اتصال التنظيم الدولي بالمخابرات) أخبارا عن مقايضة فض الاعتصام بخروج آمن لمرسي وحقائب وزارية للإخوان. فمصر اليوم يا سادة لا تواجه الجناح المتشدد لجماعة الإخوان المصرية وتنظيمها السري (بتاريخه الإرهابي من قنابل وتفجيرات واغتيالات وحرق القاهرة 1952) فقط وإنما التنظيم الدولي للإخوان مدعوما من شبكة مصالح دولية بأبعاد سياسية وعسكرية واقتصادية كتجارة سلاح وجاسوسية. ومثل حلف بغداد في الخمسينات كاستراتيجية الحرب الباردة لمواجهة النفوذ السوفياتي جنوب المتوسط والهلال الخصيب والخليج، فإن استراتيجية لندن - واشنطن - بروكسل للقرن الـ21 لاحتواء المد الإيراني الشيعي كانت حلف التنظيم الدولي بحكومات إخوان (بأسماء متعددة) محور أنقرة - القاهرة - طرابلس – تونس، وهو وراء إصرار لندن - واشنطن على دعم الإخوان كنموذج تركي إسلامي «معتدل».
بعد أن أحبطت ثورة الأمة (30 يونيو/ حزيران وملحقها 26 يوليو/ تموز) المخطط، فعلى حكومة الببلاوي الوطنية اليوم أن تنتبه لمحاولة الالتفاف على إرادة الشعب وإدخال حصان طروادة (وفي بطنه جواسيس الجماعة) إلى الحصن المصري.
المقال الاصــلي
هذه المؤسسات الصحافية ومنظمات حقوق الإنسان (باستثناء تقرير يتيم لـ«هيومن رايتس ووتش») تتجاهل قصتين يسيل لهما لعاب أي صحافي محترف؛ الأولى استغلال الأطفال (مناقضا للقوانين، والصحة العامة والأخلاق) - ومعظمهم دون العاشرة غير قادرين عقليا على الاختيار الحر - من جانب الإخوان بإبقائهم في جو غير صحي في أوقات متأخرة من الليل في اعتصام إشارة مرور رابعة العدوية.
فيديوهات (يتفاخر بها الإخوان) همجية كحمل الأطفال لأكفان الشهادة، أو دفع مشعوذ رؤوسهم على الرصيف لشم بقعة دم إنساني.
يتجاهل زملاؤنا في الـ«بي بي سي» والـ«سي إن إن» مشاهد يدركون أنها لو حدثت في أميركا أو بريطانيا، فلن تكون فقط خبر الصفحة الأولى بل ستلجأ إدارات الشؤون الاجتماعية للقضاء لمنحها حق حضانة هؤلاء الأطفال وحرمان الأبوين من الاتصال بهما إلا في حضرة المتخصص الاجتماعي، والزج في السجن بمن دفع وجه الطفل إلى بقعة الدم. هل الطفل المصري من سلالة أدنى من نظيره الأميركي لتجاهل القصة؟
الثانية أن إصابة شخص واحد في مظاهرة مأساة تستحق التغطية، لكنها تبقى حادثة غير مقصودة، إلا أن الأعمال الإرهابية في سيناء ليست مصادفة بل مقصودة ومخطط لها عمدا ولوقت طويل، فلماذا لم نشاهد أو نسمع في الـ«بي بي سي» والـ«سي إن إن» تغطية لأي منها؟ هناك تسجيلات لزعماء الإخوان بأنها ستتوقف فور الاستجابة لمطلبهم بعودة محمد مرسي للرئاسة، ألا يثير ذلك فضول أي صحافي عادي لاكتشاف هل هي مصادفة أم هناك ارتباط تنظيمي؟ ألا يجعل تصادف إرهاب سيناء مع إغلاق بريطانيا وأميركا بعض سفاراتهما خشية الإرهاب الخبر موضع اهتمام المشاهدين؟ وخاصة أن الشبكات تكرر بث أن المخابرات تتوقع هجمات إرهابية بعد التنصت على مكالمات زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري الذي أصدر تعليمات بتأييد الإخوان (وهو أصلا من الجماعة) و«شرعية الرئيس» مرسي وإعلان الجهاد لنصرتهما في مصر.
وأذكّر القراء بما تسرب من خطة بحثها التنظيم الدولي للإخوان في مؤتمر سري في تركيا تتلخص في الاعتداء على المسيحيين وافتعال اشتباكات مسلحة عن طريق تنظيمهم السري مع القوى السياسية المصرية فيضطر الأمن، وربما الجيش، للتدخل لحماية المواطنين والمنشآت، وتنشط قنوات تلفزيونية عربية وتركية مؤيدة للإخوان في معركة البروباغندا ثم يستنجد الإخوان - عبر التنظيم الدولي بعلاقاته الوثيقة بالمخابرات الغربية - طالبين تدخلا دوليا بقيادة أميركا لتدمير الجيش المصري.
المصريون معذورون بضعف جهاز العلاقات العامة عن مواجهة مراسلين لا يحترمون شرف المهنة، لكن ما العذر في دبلوماسية السماح لأي كان بالتعاطي في شؤون مصر، كالسيناتور ماكين والسيناتور غراهام، ووفد مجلسي العموم واللوردات البريطانيين، ونواب اسكوتلندا وآيرلندا، من قبل نشطاء حركة حماس الغزاوية من لندن حتى إشارة رابعة العدوية مرورا بمكتب وزير الخارجية المصري؟
الحكومة المصرية تريد إفشال خطة التنظيم الدولي بالصبر على الإخوان علهم يعودون إلى رشدهم، مع وجود مئات الأطفال والنساء كدروع بشرية في رابعة والنهضة، لكن الاستمرار في السماح لشخصيات بالتدخل - بلا شروط مسبقة وبلا إشراف حكومي مصري على أي مقابلة - بزيارة مرسي وزعماء الإخوان (المحتجزين رهن التحقيق في قضايا جنائية قانونية) منحهم فرصة الادعاء المغالط بأن المتهمين «معتقلون سياسيون» يجب الإفراج عنهم لـ«تسوية سياسية» - لاحظ أن settlement (التسوية) ترتبط في الأذهان بقضايا القانون الدولي كاحتلال إسرائيل للجولان أو الصين للتبت - وهذا يشجع السياسة الأميركية والبريطانية – الأوروبية على إعطاء الإخوان انطباعا خاطئا بأن الضغوط الدولية قادرة على إعادتهم ومرسيهم إلى الحكم وهو ما لا ولن يقبله السواد الأعظم من المصريين. هذا يزيد من تعنت الإخوان، وإطالة معاناة الأطفال في الاعتصام وفرصة الإرهابيين في إراقة المزيد من الدماء في سيناء. فليكف المصريون عن ترديد عبارة «وساطة دولية».. فالإخوان ليسوا طرفا ندا للدولة أو للأمة المصرية (80 في المائة من المصريين). التشبيه الأقرب لاعتصامي رابعة والنهضة تجده في الأفلام البوليسية: خارج على القانون حاصرته الشرطة فوق السطوح. «الوساطة» هنا لشخص حكيم لإقناعه بتسليم نفسه بدلا من النهاية الانتحارية بفتح النار على البوليس (وقد يصاب جيران أبرياء وتتلف ممتلكاتهم). ولتضع حكومة الدكتور الببلاوي شرطا لا مناقشة فيه لأي تدخل أو «وساطة»، خاصة أميركية أو بريطانية: الحل الفوري للتنظيم الدولي للإخوان (وإدراجه على قائمة الإرهاب لأنه أخطبوط أذرعته «القاعدة» وطالبان و«بوكو حرام»، وحركات مالي وبقية خلايا الإرهاب حول العالم) قبل أن يطأ أي مبعوث أرض مصر. هذا سيثبت حسن نية الأطراف، خاصة إدارة الرئيس أوباما، والحكومة البريطانية التي يعمل قسم فيها بأقصى الجهود على إعادة الإخوان للحكم في مصر، أو على الأقل وضع قدمهم في الباب قبل أن يغلق، حيث تسرب لندن وواشنطن وبروكسل (حيث مكاتب اتصال التنظيم الدولي بالمخابرات) أخبارا عن مقايضة فض الاعتصام بخروج آمن لمرسي وحقائب وزارية للإخوان. فمصر اليوم يا سادة لا تواجه الجناح المتشدد لجماعة الإخوان المصرية وتنظيمها السري (بتاريخه الإرهابي من قنابل وتفجيرات واغتيالات وحرق القاهرة 1952) فقط وإنما التنظيم الدولي للإخوان مدعوما من شبكة مصالح دولية بأبعاد سياسية وعسكرية واقتصادية كتجارة سلاح وجاسوسية. ومثل حلف بغداد في الخمسينات كاستراتيجية الحرب الباردة لمواجهة النفوذ السوفياتي جنوب المتوسط والهلال الخصيب والخليج، فإن استراتيجية لندن - واشنطن - بروكسل للقرن الـ21 لاحتواء المد الإيراني الشيعي كانت حلف التنظيم الدولي بحكومات إخوان (بأسماء متعددة) محور أنقرة - القاهرة - طرابلس – تونس، وهو وراء إصرار لندن - واشنطن على دعم الإخوان كنموذج تركي إسلامي «معتدل».
بعد أن أحبطت ثورة الأمة (30 يونيو/ حزيران وملحقها 26 يوليو/ تموز) المخطط، فعلى حكومة الببلاوي الوطنية اليوم أن تنتبه لمحاولة الالتفاف على إرادة الشعب وإدخال حصان طروادة (وفي بطنه جواسيس الجماعة) إلى الحصن المصري.
المقال الاصــلي
التسميات:
مقالات
10.8.13
من الصعب التكهن بمآل الحملة العسكرية التي بدأها الجيش المصري في سيناء للقضاء على “المجموعات الإرهابية” التي رفعت وتيرة عملياتها المسلحة ضد المواقع العسكرية والشرطية بعد عزل الرئيس محمد مرسي . ومرد هذه الصعوبة لا يتعلق فقط بالجانب العملاني في شبه الجزيرة المصرية الواسعة الأرجاء التي تحولت إلى ساحة جذب للإرهابيين من أرجاء العالمين العربي والإسلامي، وإنما يتصل كذلك، وبالأساس، بتعقيدات مشهد العلاقات المركّب الذي طفا على سطح الخريطة المصرية الداخلية، وعلى شكل وطبيعة العلاقة مع الجوار الفلسطيني (الحمساوي) و”الإسرائيلي”، ومن خلفه الولايات المتحدة، بعد إطاحة حكم الإخوان المسلمين الذين أعلنوا، ومن دون مواربة، أنهم، وبموازاة تشكيل ميليشيات مسلحة لمهاجمة الجيش في الداخل المصري، لن يعيدوا الهدوء إلى سيناء إلا بعد عودة الرئيس المعزول .
وقبل التوجه إلى تفكيك أجزاء الصورة الملتبسة في سيناء التي يجري تحويلها إلى ساحة حرب واستنزاف للمصريين وجيشهم وثورتهم، لا بد من التأكيد أن الجيش المصري الذي يجري التصويب عليه من قبل تحالف الإخوان المسلمين وقوى الخارج، هو آخر جيش عربي مازال يحتفظ بقوته وتماسكه، ويرى أن دولة “إسرائيل” وجيشها هما العدو، رغم مرور أكثر من 33 عاماً على “كامب ديفيد”، ورغم العلاقة الخاصة التي تربطه، تدريباً وتأهيلاً وتسليحاً، بالولايات المتحدة . كما لا بد من الإشارة إلى أن المضي في طريق “الثورة” وتحقيق إنجازات وطنية وسياسية واقتصادية واجتماعية تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب المصري، سيصطدم، بالضرورة، بالخطوط الحمر “الإسرائيلية” والأمريكية، وتجلياتها المتعددة على مختلف المستويات، سواء ما تعلق منها باتفاقية “كامب ديفيد” التي عزلت مصر عن بيئتها العربية الطبيعية، وكبّلتها، سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً، أو ما له علاقة بقيود التبعية المتعددة الأطراف للولايات المتحدة التي تمنع الدولة الوطنية المصرية من القيام بدورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي المفترض، وتحوّلها إلى مجرد ظل للسياسات الأمريكية ومخططاتها في المنطقة .
انطلاقاً من ذلك، ومن خلال زوايا هذه الرؤية التي تسلط الضوء على التناقض الموضوعي ما بين أهداف الشعب المصري وتطلعاته المحرّكة للجولة الثانية من الثورة، ومصالح وأهداف الدولة العبرية والإدارة الأمريكية، يمكن النظر إلى مواقف “تل أبيب” وواشنطن حيال التطورات المصرية الأخيرة وتداعياتها المتخمة بالتحديات والمخاطر، وخاصة في سيناء التي يهدد الإخوان المسلمون باستخدامها ساحة صراع دموي رئيسة ضد الجيش المصري . إذ، بالنسبة إلى “إسرائيل” التي وافقت على تعليق العمل جزئياً باتفاقية “كامب ديفيد” حتى انتهاء حملة الجيش الأمنية، فإن خطابها الرسمي المعلن هو بذل المستطاع للحفاظ على كنز “معاهدة السلام”، بدليل إبلاغها الأمريكيين أن أي مساس بالمعونة الأمريكية السنوية لمصر يلحق أضراراً بالدولة العبرية؛ ومنع عمليات المنظمات الإسلامية ضدها انطلاقاً من سيناء، من خلال إقامة سياج أمني، بطول مئات الأمتار على طول الحدود البحرية القريبة من مصر، بين مدينتي إيلات وطابا في البحر الأحمر، بعد الانتهاء من بناء معظم أجزاء الجدار البري في منطقة إيلات، ومواصلة نشر وحدات معززة من قواتها على طول الحدود الجنوبية، ما يبقيها في حالة تردد بين تدخل محدود بنية اعتراض خطر بعينه، وبين الخوف من الانجرار إلى قلب الأحداث .
غير أن ثمة وجها آخر، غير مرئي، لهذه السياسة، تحكمه الاستراتيجية الحقيقية ل”إسرائيل”، التي تقوم على قاعدة مفادها أن “أمن واستقرار” الدولة العبرية يتطلب حالة من “الفوضى وعدم الاستقرار” في الدول العربية المحيطة، وعلى ضرورة “تسوية الأمور” مع المتطرفين، على حساب معسكر الديمقراطية والتقدم تحت سقف تفوق الدولة العبرية العسكري، بهدف إبقاء كرة النار مشتعلة في ملعب الدول العربية، وعدم السماح لأي شعب عربي بتقديم أنموذج ديمقراطي استقلالي يضع قضايا التحرر والسيادة والعدالة الاجتماعية في مقدمة جدول أعماله، ما يعني أن “إسرائيل” ستكون معنية بإذكاء نار الفتنة ضد الجيش المصري في سيناء، واستخدام العديد من المجموعات المتطرفة لإدارة “حرب عصابات” في مواجهته، ليس فقط للتأثير في شكل وطبيعة النظام السياسي الذي يتبلور راهناً في القاهرة، وإفقاده القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية تعيد بلاد النيل إلى دورها الريادي في الساحة العربية، بما في ذلك وضع حد لمعاهدة “كامب ديفيد”، بل، وأيضاً، لاستنزاف الجيش المصري ووضعه في سيناريو شبيه بما يحدث في سوريا .
أما بخصوص الأمريكيين الذين لم يتمكنوا من إخفاء علاقتهم الخاصة بزعامات “الإخوان المسلمين” في مصر، وتعاطفهم مع حكم محمد مرسي حتى اللحظة الأخيرة، لا بل والتلويح بقطع المعونة الاقتصادية، فيبدو أنهم غير معنيين، حتى الآن، بتقديم خطاب واضح وجلي يزيل الالتباس المتعلق بمصطلحات “الشرعية” و”الانقلاب العسكري”، و”الانتقال المدني والسلمي للسلطة” و”أهمية الأمن للشعب المصري والدول المجاورة والمنطقة” . وأسباب ذلك، وفق المرئي، تتجاوز مسألة المفاجأة والارتباك والتردد، إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على الجيش المصري والقوى المدنية والأحزاب السياسية، وإبقاء سيف “إرهاب الإخوان” وأشقائهم المتطرفين مسلطاً على رؤوس الجميع، لإبقاء مصر تحت عباءة التبعية، وعدم السماح لها بالتأثير في “إسرائيل” أو في المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، ولا سيما بعد أن بدأت تجربة حركة “تمرد” وثورة 30 يونيو/ حزيران تنقل عدواها إلى دول عربية أخرى .
نقلاً عن صحيفة "الخليج"
مأمون الحسيني يكتب : سيناء . . جبهة استنزاف للجيش المصري
من الصعب التكهن بمآل الحملة العسكرية التي بدأها الجيش المصري في سيناء للقضاء على “المجموعات الإرهابية” التي رفعت وتيرة عملياتها المسلحة ضد المواقع العسكرية والشرطية بعد عزل الرئيس محمد مرسي . ومرد هذه الصعوبة لا يتعلق فقط بالجانب العملاني في شبه الجزيرة المصرية الواسعة الأرجاء التي تحولت إلى ساحة جذب للإرهابيين من أرجاء العالمين العربي والإسلامي، وإنما يتصل كذلك، وبالأساس، بتعقيدات مشهد العلاقات المركّب الذي طفا على سطح الخريطة المصرية الداخلية، وعلى شكل وطبيعة العلاقة مع الجوار الفلسطيني (الحمساوي) و”الإسرائيلي”، ومن خلفه الولايات المتحدة، بعد إطاحة حكم الإخوان المسلمين الذين أعلنوا، ومن دون مواربة، أنهم، وبموازاة تشكيل ميليشيات مسلحة لمهاجمة الجيش في الداخل المصري، لن يعيدوا الهدوء إلى سيناء إلا بعد عودة الرئيس المعزول .
وقبل التوجه إلى تفكيك أجزاء الصورة الملتبسة في سيناء التي يجري تحويلها إلى ساحة حرب واستنزاف للمصريين وجيشهم وثورتهم، لا بد من التأكيد أن الجيش المصري الذي يجري التصويب عليه من قبل تحالف الإخوان المسلمين وقوى الخارج، هو آخر جيش عربي مازال يحتفظ بقوته وتماسكه، ويرى أن دولة “إسرائيل” وجيشها هما العدو، رغم مرور أكثر من 33 عاماً على “كامب ديفيد”، ورغم العلاقة الخاصة التي تربطه، تدريباً وتأهيلاً وتسليحاً، بالولايات المتحدة . كما لا بد من الإشارة إلى أن المضي في طريق “الثورة” وتحقيق إنجازات وطنية وسياسية واقتصادية واجتماعية تلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب المصري، سيصطدم، بالضرورة، بالخطوط الحمر “الإسرائيلية” والأمريكية، وتجلياتها المتعددة على مختلف المستويات، سواء ما تعلق منها باتفاقية “كامب ديفيد” التي عزلت مصر عن بيئتها العربية الطبيعية، وكبّلتها، سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً وثقافياً، أو ما له علاقة بقيود التبعية المتعددة الأطراف للولايات المتحدة التي تمنع الدولة الوطنية المصرية من القيام بدورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي المفترض، وتحوّلها إلى مجرد ظل للسياسات الأمريكية ومخططاتها في المنطقة .
انطلاقاً من ذلك، ومن خلال زوايا هذه الرؤية التي تسلط الضوء على التناقض الموضوعي ما بين أهداف الشعب المصري وتطلعاته المحرّكة للجولة الثانية من الثورة، ومصالح وأهداف الدولة العبرية والإدارة الأمريكية، يمكن النظر إلى مواقف “تل أبيب” وواشنطن حيال التطورات المصرية الأخيرة وتداعياتها المتخمة بالتحديات والمخاطر، وخاصة في سيناء التي يهدد الإخوان المسلمون باستخدامها ساحة صراع دموي رئيسة ضد الجيش المصري . إذ، بالنسبة إلى “إسرائيل” التي وافقت على تعليق العمل جزئياً باتفاقية “كامب ديفيد” حتى انتهاء حملة الجيش الأمنية، فإن خطابها الرسمي المعلن هو بذل المستطاع للحفاظ على كنز “معاهدة السلام”، بدليل إبلاغها الأمريكيين أن أي مساس بالمعونة الأمريكية السنوية لمصر يلحق أضراراً بالدولة العبرية؛ ومنع عمليات المنظمات الإسلامية ضدها انطلاقاً من سيناء، من خلال إقامة سياج أمني، بطول مئات الأمتار على طول الحدود البحرية القريبة من مصر، بين مدينتي إيلات وطابا في البحر الأحمر، بعد الانتهاء من بناء معظم أجزاء الجدار البري في منطقة إيلات، ومواصلة نشر وحدات معززة من قواتها على طول الحدود الجنوبية، ما يبقيها في حالة تردد بين تدخل محدود بنية اعتراض خطر بعينه، وبين الخوف من الانجرار إلى قلب الأحداث .
غير أن ثمة وجها آخر، غير مرئي، لهذه السياسة، تحكمه الاستراتيجية الحقيقية ل”إسرائيل”، التي تقوم على قاعدة مفادها أن “أمن واستقرار” الدولة العبرية يتطلب حالة من “الفوضى وعدم الاستقرار” في الدول العربية المحيطة، وعلى ضرورة “تسوية الأمور” مع المتطرفين، على حساب معسكر الديمقراطية والتقدم تحت سقف تفوق الدولة العبرية العسكري، بهدف إبقاء كرة النار مشتعلة في ملعب الدول العربية، وعدم السماح لأي شعب عربي بتقديم أنموذج ديمقراطي استقلالي يضع قضايا التحرر والسيادة والعدالة الاجتماعية في مقدمة جدول أعماله، ما يعني أن “إسرائيل” ستكون معنية بإذكاء نار الفتنة ضد الجيش المصري في سيناء، واستخدام العديد من المجموعات المتطرفة لإدارة “حرب عصابات” في مواجهته، ليس فقط للتأثير في شكل وطبيعة النظام السياسي الذي يتبلور راهناً في القاهرة، وإفقاده القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية تعيد بلاد النيل إلى دورها الريادي في الساحة العربية، بما في ذلك وضع حد لمعاهدة “كامب ديفيد”، بل، وأيضاً، لاستنزاف الجيش المصري ووضعه في سيناريو شبيه بما يحدث في سوريا .
أما بخصوص الأمريكيين الذين لم يتمكنوا من إخفاء علاقتهم الخاصة بزعامات “الإخوان المسلمين” في مصر، وتعاطفهم مع حكم محمد مرسي حتى اللحظة الأخيرة، لا بل والتلويح بقطع المعونة الاقتصادية، فيبدو أنهم غير معنيين، حتى الآن، بتقديم خطاب واضح وجلي يزيل الالتباس المتعلق بمصطلحات “الشرعية” و”الانقلاب العسكري”، و”الانتقال المدني والسلمي للسلطة” و”أهمية الأمن للشعب المصري والدول المجاورة والمنطقة” . وأسباب ذلك، وفق المرئي، تتجاوز مسألة المفاجأة والارتباك والتردد، إلى ممارسة أقصى درجات الضغط على الجيش المصري والقوى المدنية والأحزاب السياسية، وإبقاء سيف “إرهاب الإخوان” وأشقائهم المتطرفين مسلطاً على رؤوس الجميع، لإبقاء مصر تحت عباءة التبعية، وعدم السماح لها بالتأثير في “إسرائيل” أو في المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط، ولا سيما بعد أن بدأت تجربة حركة “تمرد” وثورة 30 يونيو/ حزيران تنقل عدواها إلى دول عربية أخرى .
نقلاً عن صحيفة "الخليج"
التسميات:
مقالات
9.8.13
هل يعقل أن كل الأنظمة فى مصر تكرر نفسها بهذا الشكل السقيم ويتم الترويع المفزع والاستهداف المميت للأقباط قبل وبعد الثورة، وهل هذا ثمن خروج المسيحيين للدفاع عن الهوية وثقافة هذا البلد، لأنهم يعشقون ترابها الذى ارتوى بدماء آبائهم وأجدادهم وتعايشوا فى سلام ومحبة، نراهم فى كل المناسبات مندمجين مع إخوتهم وشركائهم فى الوطن وعلى سبيل المثال لا الحصر شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا جميعاً بالخير تجد الأقباط والمسلمين يفطرون سوياً ويتبادلون كلمات الحب والاحترام الحقيقى ويتذكرون الأيام الجميلة التى جمعت بينهم على أريكة الفصل أو البيت الذى جمعهم وخروجهم من المدرسة لتناول الغداء عند أم محمد أو أم جرجس ولايوجد فرق بين هنا وهناك فى العادات والتقاليد، فكلهم أبناء وطن واحد وثقافة وحضارة واحدة، ويأتى نظام بعد الآخر ينتهك حقوق الإنسان والمواطنة إما بالتحريض وإلهاء الناس عن السياسات الخاطئة، أو بالصمت لعمل توازنات وإرضاء فصيل على الآخر، وخاصة عندما تكون كل المشكلات ذات أسباب واهية مثل قميص احترق عند مكوجى مسيحى أو صاحب قهوة يسمع أغنية وطنية لم تكن على هوى أحد أبناء القرية الذى ينتمى لفصيل متطرف فيتم معاقبة كل المسيحيين فى البلدة ويتم إتلاف محلاتهم وسرقتها وحرق عرباتهم وتدمير ممتلكاتهم وهذا على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية.
وإذا كان هذا الفصيل يعاقب المسيحيين على مشاركة إخوتهم فى الوطن فى ثورة ٢٥ يناير و٣٠ يونية، فأين الحكومة من هذه الانتهاكات وأين التفويض الذى خرج من أجله الملايين لكسر يد الإرهاب التى تمتد على كل المصريين وهل هؤلاء الأبرياء المعتدى عليهم ليسوا مصريين؟! ألا يساوى هؤلاء معتصمى رابعة الذين تتمهلون عليهم رغم كل الانتهاكات، وهؤلاء لهم حقوق والمعتدى عليهم ليس لهم حقوق عند الدولة قبل وبعد الثورة لم يتم معاقبة أى أحد من الجناة فى أى قضية طائفية، رغم أن كل النخب تدين وتشجب الاعتداءات وتدين عدم تحرك القائمين على النظام وحينما تصبح فى نفس الوضع تفعل ما كان يفعله النظام السابق، أعتقد أن المسيحيين خرجوا عن سلبيتهم وأصبحوا يستطيعون الدفاع عن تراب هذا الوطن وإذا كانوا قد خرجوا عن بكرة أبيهم للدفاع والحفاظ على هوية ووسطية مصر، فبالأولى أن ينزلوا الآن للدفاع عن حقوقهم، أهذه المرة الألف التى تقف فيها الشرطة صامتة أمام الاعتداءات ودماء المسيحيين المسفوكة بلا سبب، فهذا الوزير نفسه الذى حدثت أحداث الكاتدرائية التى أدمت قلوب المصريين جميعاً وجعلت البسطاء من المسيحيين يخافون من النزول إلى كنائسهم للصلاة ويتحملون ذلك من أجل أن تمر الأمور بسلام، حتى متى يستشعر المسيحيون أنهم لا بد من دفع الضريبة وبلع مرارة الظلم من أجل أن يحيا الوطن بدون قلاقل، فى السابق كانوا يتهمونهم بأنهم يستقوون بالخارج، لقد أثبتت الأيام مَن الذين يستقوون بالخارج، ومن يرفض أن يتدخل أحد فى شئوننا فى أى قضية والمتاجرة بها.
وسوف يظل المصريون يداً واحدة فى كل زمان ومكان مهما حدث من السفهاء، وكل عام ومصر والمصريون بخير وسلام وهم يد واحدة بمناسبة عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الأمة الإسلامية والعربية بالخير والبركة.
المقــال الاصـــلي
مارجريت عازر تكتب : إلى متى الصبر على السفهاء؟
Written By Unknown on الجمعة | 9.8.13
هل يعقل أن كل الأنظمة فى مصر تكرر نفسها بهذا الشكل السقيم ويتم الترويع المفزع والاستهداف المميت للأقباط قبل وبعد الثورة، وهل هذا ثمن خروج المسيحيين للدفاع عن الهوية وثقافة هذا البلد، لأنهم يعشقون ترابها الذى ارتوى بدماء آبائهم وأجدادهم وتعايشوا فى سلام ومحبة، نراهم فى كل المناسبات مندمجين مع إخوتهم وشركائهم فى الوطن وعلى سبيل المثال لا الحصر شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا جميعاً بالخير تجد الأقباط والمسلمين يفطرون سوياً ويتبادلون كلمات الحب والاحترام الحقيقى ويتذكرون الأيام الجميلة التى جمعت بينهم على أريكة الفصل أو البيت الذى جمعهم وخروجهم من المدرسة لتناول الغداء عند أم محمد أو أم جرجس ولايوجد فرق بين هنا وهناك فى العادات والتقاليد، فكلهم أبناء وطن واحد وثقافة وحضارة واحدة، ويأتى نظام بعد الآخر ينتهك حقوق الإنسان والمواطنة إما بالتحريض وإلهاء الناس عن السياسات الخاطئة، أو بالصمت لعمل توازنات وإرضاء فصيل على الآخر، وخاصة عندما تكون كل المشكلات ذات أسباب واهية مثل قميص احترق عند مكوجى مسيحى أو صاحب قهوة يسمع أغنية وطنية لم تكن على هوى أحد أبناء القرية الذى ينتمى لفصيل متطرف فيتم معاقبة كل المسيحيين فى البلدة ويتم إتلاف محلاتهم وسرقتها وحرق عرباتهم وتدمير ممتلكاتهم وهذا على مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية.
وإذا كان هذا الفصيل يعاقب المسيحيين على مشاركة إخوتهم فى الوطن فى ثورة ٢٥ يناير و٣٠ يونية، فأين الحكومة من هذه الانتهاكات وأين التفويض الذى خرج من أجله الملايين لكسر يد الإرهاب التى تمتد على كل المصريين وهل هؤلاء الأبرياء المعتدى عليهم ليسوا مصريين؟! ألا يساوى هؤلاء معتصمى رابعة الذين تتمهلون عليهم رغم كل الانتهاكات، وهؤلاء لهم حقوق والمعتدى عليهم ليس لهم حقوق عند الدولة قبل وبعد الثورة لم يتم معاقبة أى أحد من الجناة فى أى قضية طائفية، رغم أن كل النخب تدين وتشجب الاعتداءات وتدين عدم تحرك القائمين على النظام وحينما تصبح فى نفس الوضع تفعل ما كان يفعله النظام السابق، أعتقد أن المسيحيين خرجوا عن سلبيتهم وأصبحوا يستطيعون الدفاع عن تراب هذا الوطن وإذا كانوا قد خرجوا عن بكرة أبيهم للدفاع والحفاظ على هوية ووسطية مصر، فبالأولى أن ينزلوا الآن للدفاع عن حقوقهم، أهذه المرة الألف التى تقف فيها الشرطة صامتة أمام الاعتداءات ودماء المسيحيين المسفوكة بلا سبب، فهذا الوزير نفسه الذى حدثت أحداث الكاتدرائية التى أدمت قلوب المصريين جميعاً وجعلت البسطاء من المسيحيين يخافون من النزول إلى كنائسهم للصلاة ويتحملون ذلك من أجل أن تمر الأمور بسلام، حتى متى يستشعر المسيحيون أنهم لا بد من دفع الضريبة وبلع مرارة الظلم من أجل أن يحيا الوطن بدون قلاقل، فى السابق كانوا يتهمونهم بأنهم يستقوون بالخارج، لقد أثبتت الأيام مَن الذين يستقوون بالخارج، ومن يرفض أن يتدخل أحد فى شئوننا فى أى قضية والمتاجرة بها.
وسوف يظل المصريون يداً واحدة فى كل زمان ومكان مهما حدث من السفهاء، وكل عام ومصر والمصريون بخير وسلام وهم يد واحدة بمناسبة عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الأمة الإسلامية والعربية بالخير والبركة.
المقــال الاصـــلي
التسميات:
مقالات
9.8.13
زياد العليمي يكتب : معركة ثورتنا: خطوة للأمام وخطوتان للأمام
منذ 11 فبراير2011، أيقن عدد كبير من الثوار أن ثورتنا لن تحسم بمعركة واحدة حاسمة، تقضى على النظام القديم ومؤسساته لتبنى نظامها الجديد ومؤسسات الثورة والدولة الوطنية الحديثة، وأن انتصار الثورة سيأتى عن طريق خوض عدد كبير من المعارك المنفصلة- المتصلة، مع الحفاظ على المسارين السياسى والثورى لتحقيق جميع أهداف الثورة المصرية.
وخلال الشهر الماضى بدأت مؤسسات النظام القديم تقدم بعض التنازلات، سواء فيما يتعلق بتنازلات عن مكتسبات سياسية حققتها نتيجة الفساد، أو تلك التنازلات المتعلقة بالعملية الديمقراطية، وحقوق المصريين فى التعبير والممارسة الديمقراطية.
ولعل أول وأبرز تلك المكتسبات الاعتراف بأن شرعية الحكم تستمد وتبدأ بانتخابات يعبر فيها المصريون عن رأيهم فيمن يتولى شؤون البلاد، مع الاعتراف بأن التظاهر آلية ديمقراطية أيضا يمكن أن تسقط شرعية وتأتى بشرعية جديدة! وبالتالى، سوف يهتم المرشح مستقبلاً بمحاولة نيل رضا المصريين، لكسب أصواتهم فى الانتخابات، كما سيهتم بالحفاظ على مصالحهم، حتى لا يسقطوا شرعيته بالآلية الديمقراطية التى صاروا يجيدون استخدامها.
وأغلب الظن أن حرص عدد من المؤسسات الخيرية مؤخرا على إعلان أنها لم ولن تنتمى لأى تيار سياسى أو دينى، ناتج عن تأثر حجم التبرعات التى تحصل عليها بعدما أشيع عن علاقة تربط بعض تلك المؤسسات الكبيرة بجماعة الإخوان المسلمين! وأظن أن هذا مكسب آخر يضاف لمكتسبات الفترة الماضية التى يجب الحفاظ عليها، فبعد سنوات طويلة من استغلال حاجة فقراء المصريين، وقيام عدد من المؤسسات الخيرية التابعة لأحزاب أو جماعات بجمع التبرعات وتوصيلها للمحتاجين مقابل الحصول على أصواتهم فى الانتخابات، أصبحت المؤسسات الخيرية تعلن عدم ارتباطها بأى حزب أو جماعة، وهو إقرار علنى بأن ارتباط التبرع بهدف سياسى ينال من مصداقيتها.
يضاف إلى تلك المكاسب ما أثاره اعتصام الإخوان المسلمين بميدان رابعة، وما ارتبط به من عنف، وإصرار عدد كبير من الحقوقيين على عدم فض الاعتصام إلا بضمانات لعدم إصابة من لم يرتكب جريمة بأذى، وهو ما دفع المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية إلى الإعلان عن أن الاعتصام لن يفض إلا بعد:
1ـ إصدار النائب العام قرارا بفض الاعتصام.
2ـ تواجد أعضاء النيابة العامة أثناء فض الاعتصام، واعتبارهم ـ وحدهم ـ المكلفين بتقرير تدرج العنف للفض.
3ـ إذاعة الفض على الشبكات التليفزيونية، لطمأنة المجتمع إلى عدم ارتكاب جرائم بحق أى مصرى أثناء الفض، وتحديد المبادر بالعنف ومحاسبته.
وبغض النظر عن جدية المتحدث باسم وزارة الداخلية من عدمه فيما أعلنه، إلا أن الثوار عليهم أن يتمسكوا به، كما يتمسكوا بجميع التنازلات التى قدمها النظام القديم، واعتبارها خطوة على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف الثورة. كما لا يجب التوقف عند إقرارها بالممارسة، بل اتخاذ خطوات أخرى للأمام، بالسعى من أجل تقنين تلك التنازلات، وجعلها جزءا من القواعد الديمقراطية للمجتمع التى اتفق عليها كل الأطراف حاليا، من أجل العمل بها فى المستقبل، واستكمال الثورة لبناء دولتنا الحديثة، القائمة على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
المقــال الاصلي
وخلال الشهر الماضى بدأت مؤسسات النظام القديم تقدم بعض التنازلات، سواء فيما يتعلق بتنازلات عن مكتسبات سياسية حققتها نتيجة الفساد، أو تلك التنازلات المتعلقة بالعملية الديمقراطية، وحقوق المصريين فى التعبير والممارسة الديمقراطية.
ولعل أول وأبرز تلك المكتسبات الاعتراف بأن شرعية الحكم تستمد وتبدأ بانتخابات يعبر فيها المصريون عن رأيهم فيمن يتولى شؤون البلاد، مع الاعتراف بأن التظاهر آلية ديمقراطية أيضا يمكن أن تسقط شرعية وتأتى بشرعية جديدة! وبالتالى، سوف يهتم المرشح مستقبلاً بمحاولة نيل رضا المصريين، لكسب أصواتهم فى الانتخابات، كما سيهتم بالحفاظ على مصالحهم، حتى لا يسقطوا شرعيته بالآلية الديمقراطية التى صاروا يجيدون استخدامها.
وأغلب الظن أن حرص عدد من المؤسسات الخيرية مؤخرا على إعلان أنها لم ولن تنتمى لأى تيار سياسى أو دينى، ناتج عن تأثر حجم التبرعات التى تحصل عليها بعدما أشيع عن علاقة تربط بعض تلك المؤسسات الكبيرة بجماعة الإخوان المسلمين! وأظن أن هذا مكسب آخر يضاف لمكتسبات الفترة الماضية التى يجب الحفاظ عليها، فبعد سنوات طويلة من استغلال حاجة فقراء المصريين، وقيام عدد من المؤسسات الخيرية التابعة لأحزاب أو جماعات بجمع التبرعات وتوصيلها للمحتاجين مقابل الحصول على أصواتهم فى الانتخابات، أصبحت المؤسسات الخيرية تعلن عدم ارتباطها بأى حزب أو جماعة، وهو إقرار علنى بأن ارتباط التبرع بهدف سياسى ينال من مصداقيتها.
يضاف إلى تلك المكاسب ما أثاره اعتصام الإخوان المسلمين بميدان رابعة، وما ارتبط به من عنف، وإصرار عدد كبير من الحقوقيين على عدم فض الاعتصام إلا بضمانات لعدم إصابة من لم يرتكب جريمة بأذى، وهو ما دفع المتحدث الرسمى لوزارة الداخلية إلى الإعلان عن أن الاعتصام لن يفض إلا بعد:
1ـ إصدار النائب العام قرارا بفض الاعتصام.
2ـ تواجد أعضاء النيابة العامة أثناء فض الاعتصام، واعتبارهم ـ وحدهم ـ المكلفين بتقرير تدرج العنف للفض.
3ـ إذاعة الفض على الشبكات التليفزيونية، لطمأنة المجتمع إلى عدم ارتكاب جرائم بحق أى مصرى أثناء الفض، وتحديد المبادر بالعنف ومحاسبته.
وبغض النظر عن جدية المتحدث باسم وزارة الداخلية من عدمه فيما أعلنه، إلا أن الثوار عليهم أن يتمسكوا به، كما يتمسكوا بجميع التنازلات التى قدمها النظام القديم، واعتبارها خطوة على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف الثورة. كما لا يجب التوقف عند إقرارها بالممارسة، بل اتخاذ خطوات أخرى للأمام، بالسعى من أجل تقنين تلك التنازلات، وجعلها جزءا من القواعد الديمقراطية للمجتمع التى اتفق عليها كل الأطراف حاليا، من أجل العمل بها فى المستقبل، واستكمال الثورة لبناء دولتنا الحديثة، القائمة على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
المقــال الاصلي
التسميات:
مقالات
9.8.13
أى واحد عنده ذرة من العقل فى رأسه لابد أن يتساءل عن ذلك السبب القوى الذى يجعل السيناتور الأمريكى الوقح، جون ماكين، يتعاطف مع جماعة الإخوان إلى هذا الحد!.. إذ الطبيعى، والحال هكذا، أن يسأل المرء نفسه: ماذا بالضبط، بين الجماعة وبين هذا الأمريكى الصفيق؟!
حقيقة الأمر أنك لو كنت ممن يطرحون مثل هذا السؤال على أنفسهم بقوة هذه الأيام، دون أن تصل إلى إجابة شافية، فسوف يكون عليك أن تفتش عن المعلومات المتاحة عن هذا الرجل، فى أى موقع، وعندها سوف تكتشف أنه صهيونى بامتياز، وأنه مجرد مندوب لتل أبيب فى الكونجرس الأمريكى الذى يحمل بطاقة العضوية فيه.
وسوف تعود لتتساءل من جديد عن علاقة صهيونيته الفجة بما يبديه من تعاطف مع جماعة، لن تتردد بحكم طبيعتها عن ممارسة العنف ضد الأمريكان أنفسهم فى المستقبل، بعد أن ظلت تمارسه ولاتزال منذ ثورة 30 يونيو ضد مصريين مسالمين لم يمارسوا عنفاً مع أى إخوانى، ولا حرضوا عليه فى أى وقت؟!
وسوف يكون الجواب على سؤالك أن الوقح ماكين يتعاطف فى حقيقة الأمر مع إسرائيل وليس مع الإخوان، ويريد بالتالى أن يحتفظ بالإخوان فى المشهد السياسى المصرى، لعلهم مستقبلاً يضغطون فى اتجاه مواصلة تقديم ما كان المعزول قد ظل يقدمه لإسرائيل خلال عام واحد قضاه فى الحكم.
فالمعزول، لمن لا يعرف، هو أول رئيس مصرى يخاطب الرئيس الإسرائيلى بيريز، فيكتب له فى خطاب رسمى منشور ويقول: صديقى العظيم بيريز!.. لم يفعلها مبارك طوال 30 عاماً، ولا فعلها السادات، ولا طبعاً عبدالناصر، الذى إذا لم يكن فى تاريخه سوى أنه أول من عامل الإخوان بما يستحقون ويفهمون، فإن هذا وحده يكفيه ويخلده فى التاريخ!
والمعزول، لمن لا يعرف، هو الذى سمح بتركيب أجهزة مراقبة من نوع ما على طول الحدود بيننا وبين إسرائيل بما يحقق أمن الإسرائيليين أكثر، ولم تكن القضية فى أنه مجرد سمح بتركيبها وإنما يكفى أن نعرف أن «مبارك» رفضها على مدى عصره.. رغم الضغط الإسرائيلى المتواصل عليه، فلما جاء «مرسى» كان أول شىء يفعله هو السماح بها!
والمعزول، لمن لا يعرف، كان هو الذى اشتغل ضابط إيقاع فى قطاع غزة، بحيث كانت مهمته الأساسية، التى على أساسها راح الأمريكان يدعمونه ويدعمون جماعته، هى وقف أى هجوم فلسطينى من القطاع على إسرائيل، وهو ما حدث طوال 12 شهراً وبالتزام وانضباط كاملين من جانبه!
هل نتوقع بعد هذا كله، وبعد هذه الخدمات الجليلة من الإخوان لأمريكا ثم إسرائيل بشكل خاص، أن يفرطوا فيهم بسهولة.
المقــال الاصــلي
سليمان جودة يكتب : سر الوقح «ماكين»
أى واحد عنده ذرة من العقل فى رأسه لابد أن يتساءل عن ذلك السبب القوى الذى يجعل السيناتور الأمريكى الوقح، جون ماكين، يتعاطف مع جماعة الإخوان إلى هذا الحد!.. إذ الطبيعى، والحال هكذا، أن يسأل المرء نفسه: ماذا بالضبط، بين الجماعة وبين هذا الأمريكى الصفيق؟!
حقيقة الأمر أنك لو كنت ممن يطرحون مثل هذا السؤال على أنفسهم بقوة هذه الأيام، دون أن تصل إلى إجابة شافية، فسوف يكون عليك أن تفتش عن المعلومات المتاحة عن هذا الرجل، فى أى موقع، وعندها سوف تكتشف أنه صهيونى بامتياز، وأنه مجرد مندوب لتل أبيب فى الكونجرس الأمريكى الذى يحمل بطاقة العضوية فيه.
وسوف تعود لتتساءل من جديد عن علاقة صهيونيته الفجة بما يبديه من تعاطف مع جماعة، لن تتردد بحكم طبيعتها عن ممارسة العنف ضد الأمريكان أنفسهم فى المستقبل، بعد أن ظلت تمارسه ولاتزال منذ ثورة 30 يونيو ضد مصريين مسالمين لم يمارسوا عنفاً مع أى إخوانى، ولا حرضوا عليه فى أى وقت؟!
وسوف يكون الجواب على سؤالك أن الوقح ماكين يتعاطف فى حقيقة الأمر مع إسرائيل وليس مع الإخوان، ويريد بالتالى أن يحتفظ بالإخوان فى المشهد السياسى المصرى، لعلهم مستقبلاً يضغطون فى اتجاه مواصلة تقديم ما كان المعزول قد ظل يقدمه لإسرائيل خلال عام واحد قضاه فى الحكم.
فالمعزول، لمن لا يعرف، هو أول رئيس مصرى يخاطب الرئيس الإسرائيلى بيريز، فيكتب له فى خطاب رسمى منشور ويقول: صديقى العظيم بيريز!.. لم يفعلها مبارك طوال 30 عاماً، ولا فعلها السادات، ولا طبعاً عبدالناصر، الذى إذا لم يكن فى تاريخه سوى أنه أول من عامل الإخوان بما يستحقون ويفهمون، فإن هذا وحده يكفيه ويخلده فى التاريخ!
والمعزول، لمن لا يعرف، هو الذى سمح بتركيب أجهزة مراقبة من نوع ما على طول الحدود بيننا وبين إسرائيل بما يحقق أمن الإسرائيليين أكثر، ولم تكن القضية فى أنه مجرد سمح بتركيبها وإنما يكفى أن نعرف أن «مبارك» رفضها على مدى عصره.. رغم الضغط الإسرائيلى المتواصل عليه، فلما جاء «مرسى» كان أول شىء يفعله هو السماح بها!
والمعزول، لمن لا يعرف، كان هو الذى اشتغل ضابط إيقاع فى قطاع غزة، بحيث كانت مهمته الأساسية، التى على أساسها راح الأمريكان يدعمونه ويدعمون جماعته، هى وقف أى هجوم فلسطينى من القطاع على إسرائيل، وهو ما حدث طوال 12 شهراً وبالتزام وانضباط كاملين من جانبه!
هل نتوقع بعد هذا كله، وبعد هذه الخدمات الجليلة من الإخوان لأمريكا ثم إسرائيل بشكل خاص، أن يفرطوا فيهم بسهولة.
المقــال الاصــلي
التسميات:
مقالات
8.8.13
طوى الحكم الموقت في مصر سريعاً صفحة الجهود الأميركية والأوروبية والعربية التي سعت إلى نزع فتيل مواجهة شاملة في الشارع، مع أنصار «الإخوان المسلمين»، ما أن أدرج السيناتور جون ماكين وزميله الجمهوري لينزي غراهام، عزل الرئيس محمد مرسي في خانة «الانقلاب». وما بدا أكيداً أن تشكيك غراهام في شرعية مَنْ باتوا في الحكم وسجنوا «المنتخبين» أثار صدمة لدى الرئاسة، إذ قلّب ماكين وزميله موفدَيْن من البيت الأبيض أوراق الأزمة- المأزق في القاهرة. ولم يخفف وقع الصدمة والغضب حرصهما على النأي بالسياسة الخارجية الأميركية عن موقفهما، فيما الجميع يتذكر التلعثم الذي سقطت فيه إدارة الرئيس باراك أوباما وحيرتها في التعامل مع أحداث واكبت تدخل الجيش المصري لعزل مرسي، وتلته.
قبل خيبة الحكم الموقت مما آلت إليه مهمة السيناتورين، كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري حاسماً وجازماً في تبرئة الجيش ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي خصوصاً، من شبهة تنفيذ انقلاب بعد الثلاثين من حزيران (يونيو). ويثير ما حصل في الأيام الثلاثة الماضية ومهّد لنعي الجهود الدولية لكسر جدار المأزق المصري، علامات استفهام عديدة حول ما يريده الأميركيون من دولة ما زالت حليفاً، تعتبرها واشنطن حجر أساس في استراتيجيتها الإقليمية- الأمنية في المنطقة، وعلامات استفهام أخرى حول فقدانهم رؤية متجانسة في التعامل مع أكبر دول «الربيع العربي». ويبقى الخوف الأكبر الآن مما ستؤول إليه الطرق المسدودة مع «الإخوان».
واضح أن جماعة «الإخوان المسلمين» في سعيها إلى الحفاظ على تماسك قواعدها في الشارع، وكسب تعاطف عربي- دولي، بنَت خطتها على أولوية إطلاق الرئيس المعزول محمد مرسي. وحين سُرِّبت معلومات عن احتمال قبول الجماعة معادلة «السيسي مقابل مرسي»، لضمان موقعها في المرحلة الانتقالية مع إزاحة الرجلين، تعمّدت الغموض لإبعاد مؤشرات إلى استعدادها للتضحية بالرئيس المعزول، ضمن صفقة ما أو مبادرة. بل إن الجماعة تدرك قبل غيرها، أن المؤسسة العسكرية حين تطلق مرسي ستكون حتماً كمن يوقّع صك اعتراف بارتكاب خطيئة، وهو ما لا قِبَلَ لها به، في حين يتبدّد سريعاً الحديث عن إمكانات الاحتذاء بالنموذج اليمني (الخروج الآمن لمرسي)، نتيجة البون الشاسع بين حكم وثورة في اليمن، وثورة ثانية في مصر على المتهمين بخطف 25 يناير ومصادرة الدولة.
وبعيداً من الغوص في وقائع الملابسات التي رافقت زيارة الوفد الدولي- العربي للقيادي «الإخواني» خيْرَت الشاطر في سجنه، والحوار الذي أجراه معه نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز، لم تكن يسيرة مهمة الجماعة في تفنيد اتهامات بمحاولتها ابتزاز الحكم الموقت، عبر تصلّبها الذي لن يقود إلا الى المواجهة، وإلباس الجيش رداء الجلاّد الذي لن يستخدم الورود حتماً ما إن يبدأ فض اعتصام «الإخوان» في ميدان رابعة العدوية.
في لعبة عض الأصابع في ربع الساعة الأخير، لا يستقيم منطق «الإخوان» إلا بلسان الضحية اليوم، بعدما ضيّعوا فرصة تاريخية لإرساء مشاركة في الحكم، تفصل بين البرنامج الحكومي المتغيّر، والهوية الثابتة للدولة المصرية والمجتمع. وإذ يدركون بعد فشل الجهود الديبلوماسية أن الحكم الموقت يشاطرهم المأزق العسير على حافة ما سمّاه السيناتور ماكين «حمام دم شاملاً»، يتضخم المأزق بحجم الكارثة إن أغرى الجماعة مجرد التفكير في استسهال إغراق أصحاب السلطة في مستنقعات الدم، بعدما استسهلوا لأسابيع إغراق الحكم والبلد في دوامة فوضى، تغري في المقابل دعاة «شيطنة» الجماعة. و «الشيطنة» إذ باتت «تقليداً» في إعلام حرّ إلا من الغرائز، ينقاد الجميع إلى متاريس كراهية، لا يستقيم معها أي صلح أو مصالحة.
والحال أن ماكين لم يخطئ في تحذير الجماعة من محاولة «استعادة الشرعية» بالعنف، وتوبيخ مَنْ «يتوهّم» إمكان التفاوض مع سجين، ما دام «الإخوان» يصرّون على مرسي «ممثلاً شرعياً وحيداً»... للشارع والدولة!
ولكن، هل يمكن توقّع نجاح الأزهر حيث فشل الأميركيون والأوروبيون والقطريون والإماراتيون في إبعاد كأس المواجهة المُرّة؟
خطأ ماكين أنه يرى المعضلة المصرية بعين الديموقراطية الغربية، وخطيئة كثيرين في دول «الربيع العربي» التذاكي بعصا العنف للابتزاز، وبالابتزاز لإيهام ضحايا الاستبداد بحق فئة وحيدة في الدفاع عن مصالحهم... أليست الفئة «الأنقى»؟
بعد مغادرة وفود الوسطاء القاهرة، جاء إصرار رئيس الوزراء الموقّت حازم الببلاوي على فض اعتصام «الإخوان» جرس إنذار أخير، قبل الكارثة.
المقــال الأصــلي
زهير قصيباتي يكتب : صدمة ماكين ومتاريس القاهرة
Written By Unknown on الخميس | 8.8.13
طوى الحكم الموقت في مصر سريعاً صفحة الجهود الأميركية والأوروبية والعربية التي سعت إلى نزع فتيل مواجهة شاملة في الشارع، مع أنصار «الإخوان المسلمين»، ما أن أدرج السيناتور جون ماكين وزميله الجمهوري لينزي غراهام، عزل الرئيس محمد مرسي في خانة «الانقلاب». وما بدا أكيداً أن تشكيك غراهام في شرعية مَنْ باتوا في الحكم وسجنوا «المنتخبين» أثار صدمة لدى الرئاسة، إذ قلّب ماكين وزميله موفدَيْن من البيت الأبيض أوراق الأزمة- المأزق في القاهرة. ولم يخفف وقع الصدمة والغضب حرصهما على النأي بالسياسة الخارجية الأميركية عن موقفهما، فيما الجميع يتذكر التلعثم الذي سقطت فيه إدارة الرئيس باراك أوباما وحيرتها في التعامل مع أحداث واكبت تدخل الجيش المصري لعزل مرسي، وتلته.
قبل خيبة الحكم الموقت مما آلت إليه مهمة السيناتورين، كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري حاسماً وجازماً في تبرئة الجيش ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي خصوصاً، من شبهة تنفيذ انقلاب بعد الثلاثين من حزيران (يونيو). ويثير ما حصل في الأيام الثلاثة الماضية ومهّد لنعي الجهود الدولية لكسر جدار المأزق المصري، علامات استفهام عديدة حول ما يريده الأميركيون من دولة ما زالت حليفاً، تعتبرها واشنطن حجر أساس في استراتيجيتها الإقليمية- الأمنية في المنطقة، وعلامات استفهام أخرى حول فقدانهم رؤية متجانسة في التعامل مع أكبر دول «الربيع العربي». ويبقى الخوف الأكبر الآن مما ستؤول إليه الطرق المسدودة مع «الإخوان».
واضح أن جماعة «الإخوان المسلمين» في سعيها إلى الحفاظ على تماسك قواعدها في الشارع، وكسب تعاطف عربي- دولي، بنَت خطتها على أولوية إطلاق الرئيس المعزول محمد مرسي. وحين سُرِّبت معلومات عن احتمال قبول الجماعة معادلة «السيسي مقابل مرسي»، لضمان موقعها في المرحلة الانتقالية مع إزاحة الرجلين، تعمّدت الغموض لإبعاد مؤشرات إلى استعدادها للتضحية بالرئيس المعزول، ضمن صفقة ما أو مبادرة. بل إن الجماعة تدرك قبل غيرها، أن المؤسسة العسكرية حين تطلق مرسي ستكون حتماً كمن يوقّع صك اعتراف بارتكاب خطيئة، وهو ما لا قِبَلَ لها به، في حين يتبدّد سريعاً الحديث عن إمكانات الاحتذاء بالنموذج اليمني (الخروج الآمن لمرسي)، نتيجة البون الشاسع بين حكم وثورة في اليمن، وثورة ثانية في مصر على المتهمين بخطف 25 يناير ومصادرة الدولة.
وبعيداً من الغوص في وقائع الملابسات التي رافقت زيارة الوفد الدولي- العربي للقيادي «الإخواني» خيْرَت الشاطر في سجنه، والحوار الذي أجراه معه نائب وزير الخارجية الأميركي وليام بيرنز، لم تكن يسيرة مهمة الجماعة في تفنيد اتهامات بمحاولتها ابتزاز الحكم الموقت، عبر تصلّبها الذي لن يقود إلا الى المواجهة، وإلباس الجيش رداء الجلاّد الذي لن يستخدم الورود حتماً ما إن يبدأ فض اعتصام «الإخوان» في ميدان رابعة العدوية.
في لعبة عض الأصابع في ربع الساعة الأخير، لا يستقيم منطق «الإخوان» إلا بلسان الضحية اليوم، بعدما ضيّعوا فرصة تاريخية لإرساء مشاركة في الحكم، تفصل بين البرنامج الحكومي المتغيّر، والهوية الثابتة للدولة المصرية والمجتمع. وإذ يدركون بعد فشل الجهود الديبلوماسية أن الحكم الموقت يشاطرهم المأزق العسير على حافة ما سمّاه السيناتور ماكين «حمام دم شاملاً»، يتضخم المأزق بحجم الكارثة إن أغرى الجماعة مجرد التفكير في استسهال إغراق أصحاب السلطة في مستنقعات الدم، بعدما استسهلوا لأسابيع إغراق الحكم والبلد في دوامة فوضى، تغري في المقابل دعاة «شيطنة» الجماعة. و «الشيطنة» إذ باتت «تقليداً» في إعلام حرّ إلا من الغرائز، ينقاد الجميع إلى متاريس كراهية، لا يستقيم معها أي صلح أو مصالحة.
والحال أن ماكين لم يخطئ في تحذير الجماعة من محاولة «استعادة الشرعية» بالعنف، وتوبيخ مَنْ «يتوهّم» إمكان التفاوض مع سجين، ما دام «الإخوان» يصرّون على مرسي «ممثلاً شرعياً وحيداً»... للشارع والدولة!
ولكن، هل يمكن توقّع نجاح الأزهر حيث فشل الأميركيون والأوروبيون والقطريون والإماراتيون في إبعاد كأس المواجهة المُرّة؟
خطأ ماكين أنه يرى المعضلة المصرية بعين الديموقراطية الغربية، وخطيئة كثيرين في دول «الربيع العربي» التذاكي بعصا العنف للابتزاز، وبالابتزاز لإيهام ضحايا الاستبداد بحق فئة وحيدة في الدفاع عن مصالحهم... أليست الفئة «الأنقى»؟
بعد مغادرة وفود الوسطاء القاهرة، جاء إصرار رئيس الوزراء الموقّت حازم الببلاوي على فض اعتصام «الإخوان» جرس إنذار أخير، قبل الكارثة.
المقــال الأصــلي
التسميات:
مقالات
8.8.13
لم يكن مفاجئاً ان يقف جون ماكين في القاهرة ليقول "ان الظروف التي احاطت بالرئيس المعزول محمد مرسي كانت انقلاباً عسكرياً"، قبله لم تتردد آن باترسون في دعوة مرسي و"الاخوان المسلمين" الى مواصلة حكم مصر من رابعة العدوية، وهو ما يعتبره الشعب المصري تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية وضلوعاً وقحاً في التحريض على اشعال الفتنة!
لقد استمعت جيداً الى ما قاله ماكين وليندسي غراهام في مؤتمرهما الصحافي، ولا ابالغ اذا قلت انهما بديا وكأنهما من اعضاء الكنيست الاسرائيلية لا من اعضاء الكونغرس الاميركي [ ما الفرق؟] وخصوصاً عندما تأكد ان الهدف من "وساطتهما" الفظة هو الحرص على راحة اسرائيل اكثر من الاستقرار في مصر.
فليس قليلاً ان يعترف ماكين بأن سعي اميركا للمصالحة في مصر "يهدف في الاساس الى الحفاظ على أمن اسرائيل" وان الاهتمام الاميركي بالتطورات المصرية يتصل بالعلاقة مع اسرائيل "لأن الوضع في سيناء وما سيحدث سيكون له تأثير كبير عليها" وهو ما ذكّرني بذلك الود العميق بين "الاخوان المسلمين" واسرائيل، وقد بكّر مرسي في التعبير عنه في رسالة من "الصديق المخلص مرسي الى الصديق العزيز شمعون بيريس"!
عندما فاضت شوارع مصر بأكثر من 33 مليون مواطن يدعون الى رحيل مرسي و"الاخوان" وهو ما يوازي مثلاً خروج 100 مليون اميركي يطالبون اوباما بالرحيل، لم تلاحظ واشنطن روح الديموقراطية التي تذرف الآن دموع التماسيح عليها، بل قالت انه انقلاب عسكري وبلغت بها التفاهة درجة اهانة الشعب المصري عندما هددت بحجب المساعدات وهي قبضة من الدولارات قياساً بالمليارات التي قدمتها السعودية والامارات والكويت، دعماً لاستعادة الديموقراطية التي اختطفها مرسي وجماعته عندما انكبوا سريعاً على "أخونة" الدولة المصرية بعدما كانوا قد اختطفوا "ثورة 25 يناير". فعن اي ديموقراطية تتحدث واشنطن وكيف يستطيع السناتور غراهام ان يقول "نحن رسل للديموقراطية" وهو ما يدعو الى السخرية؟
لم تسمع واشنطن صراخ ملايين المصريين ضد موقفها المنحاز الى "الاخوان" ولا ارادت ان تقتنع بأن خريطة الطريق التي وضعها الجيش كانت لمنع مصر من الوقوع في حرب اهلية، بل انكبت على تحريض "الاخوان" الذين زادوا تطرفاً وعناداً، فلم يشاركوا في الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس الانتقالي ووجدوا ان وقوف دولة كبرى وراءهم يشجعهم على الاعتصامات والعنف اللذين يراهن الاميركيون والاسرائيليون عليهما مدخلاً الى الحرب الأهلية لتكتمل حلقة الفوضى الاقليمية التي يفترض ان تنتهي بالتقسيم!
قبل اسبوعين قالت الرئاسة المصرية صراحة: "ما يحكمنا هو البيت المصري وليس البيت الابيض"، ومع ذلك تستمر المحاولات الاميركية لتدمير مصر!
المقـال الأصــلي
راجح الخوري يكتب : اميركا وتدمير مصر!
لم يكن مفاجئاً ان يقف جون ماكين في القاهرة ليقول "ان الظروف التي احاطت بالرئيس المعزول محمد مرسي كانت انقلاباً عسكرياً"، قبله لم تتردد آن باترسون في دعوة مرسي و"الاخوان المسلمين" الى مواصلة حكم مصر من رابعة العدوية، وهو ما يعتبره الشعب المصري تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية وضلوعاً وقحاً في التحريض على اشعال الفتنة!
لقد استمعت جيداً الى ما قاله ماكين وليندسي غراهام في مؤتمرهما الصحافي، ولا ابالغ اذا قلت انهما بديا وكأنهما من اعضاء الكنيست الاسرائيلية لا من اعضاء الكونغرس الاميركي [ ما الفرق؟] وخصوصاً عندما تأكد ان الهدف من "وساطتهما" الفظة هو الحرص على راحة اسرائيل اكثر من الاستقرار في مصر.
فليس قليلاً ان يعترف ماكين بأن سعي اميركا للمصالحة في مصر "يهدف في الاساس الى الحفاظ على أمن اسرائيل" وان الاهتمام الاميركي بالتطورات المصرية يتصل بالعلاقة مع اسرائيل "لأن الوضع في سيناء وما سيحدث سيكون له تأثير كبير عليها" وهو ما ذكّرني بذلك الود العميق بين "الاخوان المسلمين" واسرائيل، وقد بكّر مرسي في التعبير عنه في رسالة من "الصديق المخلص مرسي الى الصديق العزيز شمعون بيريس"!
عندما فاضت شوارع مصر بأكثر من 33 مليون مواطن يدعون الى رحيل مرسي و"الاخوان" وهو ما يوازي مثلاً خروج 100 مليون اميركي يطالبون اوباما بالرحيل، لم تلاحظ واشنطن روح الديموقراطية التي تذرف الآن دموع التماسيح عليها، بل قالت انه انقلاب عسكري وبلغت بها التفاهة درجة اهانة الشعب المصري عندما هددت بحجب المساعدات وهي قبضة من الدولارات قياساً بالمليارات التي قدمتها السعودية والامارات والكويت، دعماً لاستعادة الديموقراطية التي اختطفها مرسي وجماعته عندما انكبوا سريعاً على "أخونة" الدولة المصرية بعدما كانوا قد اختطفوا "ثورة 25 يناير". فعن اي ديموقراطية تتحدث واشنطن وكيف يستطيع السناتور غراهام ان يقول "نحن رسل للديموقراطية" وهو ما يدعو الى السخرية؟
لم تسمع واشنطن صراخ ملايين المصريين ضد موقفها المنحاز الى "الاخوان" ولا ارادت ان تقتنع بأن خريطة الطريق التي وضعها الجيش كانت لمنع مصر من الوقوع في حرب اهلية، بل انكبت على تحريض "الاخوان" الذين زادوا تطرفاً وعناداً، فلم يشاركوا في الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس الانتقالي ووجدوا ان وقوف دولة كبرى وراءهم يشجعهم على الاعتصامات والعنف اللذين يراهن الاميركيون والاسرائيليون عليهما مدخلاً الى الحرب الأهلية لتكتمل حلقة الفوضى الاقليمية التي يفترض ان تنتهي بالتقسيم!
قبل اسبوعين قالت الرئاسة المصرية صراحة: "ما يحكمنا هو البيت المصري وليس البيت الابيض"، ومع ذلك تستمر المحاولات الاميركية لتدمير مصر!
المقـال الأصــلي
التسميات:
مقالات
8.8.13
أمجد عرار يكتب : تونس والسيناريو المصري
إعلان رئيس المجلس التأسيسي في تونس، مصطفى بن جعفر، تعليق عمل المجلس يشير إلى أن التطورات السياسية في هذا البلد تدخل منعطفاً حاداً، ورغم أن هذا القرار يمثل استجابة لمطالب التظاهرات التي تشهدها تونس منذ فترة، وبلغت مستويات حاشدة خلال اليومين الماضيين على نحو يذكّر بتلك التي أطاحت زين العابدين بن علي، فإن حركة النهضة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وصفت القرار بأنه “انقلاب على الشرعية” .
نجيب مراد، النائب عن حركة النهضة، انتقد قرار تعليق عمل المجلس بعد تجميد عدد من النواب عضويتهم فيه وقال: إنه “أمر دبر بليل” . هذا الموقف يمثّل استمراراً للمنهج الإخواني ذاته، فكل انتقاد أو إجراء احتجاجي يدرج في إطار محاربة “الشرعية” و”التدبير بليل” . وبالنظر إلى أن القرار بتعليق عمل المجلس التأسيسي ما زال طازجاً، فإننا سنشهد مزيداً من التصعيد في ردود الفعل وسنسمع كلاماً عن مؤامرة وانقلاب، وفتاوى تكفّر من يعبس في وجه “النهضة” .
هذا النمط من التعاطي السياسي يريد للعالم أن يرى التظاهرات الحاشدة في العاصمة تونس، مجرد سرب نمل ينتهي به المطاف إلى جحره، ولا داعي للالتفات إلى مطالبه، وهؤلاء المتظاهرون إن لم يكونوا إخوانيين سلفيين تكفيريين، فهم “مخربون أو إرهابيون ومناصرون لكفرة انقلابيين وأعداء للإسلام” .
على أية حال، يبدو الشبه بين تونس ومصر يعبر عن نفسه في كل شيء تقريباً، فالإخوان في مصر تجاهلوا مطالب غالبية الشعب المصري، ومضوا في مخطط أخونة الدولة، فيما معيشة المصريين كانت في تدهور مستمر . كما أن كل الخطوات التي وصفها المعارضون والمراقبون بأنها خاطئة، عاد قادة الإخوان ليعترفوا بذلك لكن بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي .
في تونس يتكرر السيناريو وطريقة التعاطي، وعندما يتكرر السبب تتكرر النتيجة . ويبدو أن قادة “النهضة” لم يستوعبوا الدرس المعمّد بالتجربة، ولم يفهموا بعد أن إضفاء القداسة على شخوصهم وسياساتهم وقراراتهم، لا يمر على الناس الذين يقيسون الفشل والنجاح بمعيار الوقائع والنتائج، وليس بالنظر إلى الكلام على المنابر وفي وسائل الإعلام . عندما يجري الحديث عن واقعة فساد موثّقة، ويكون الرد عليها بالتكفير والتهديد بالجلد، فإن هذا يذكّر التونسيين بالفساد الذي اخرجهم من بيوتهم في احتجاجات ديسمبر/كانون الأول 2010 . الاغتيالات السياسية التي نسيها التونسيون منذ عقود، عادت في عصر “النهضة” وكان ضحيتها قادة تاريخيون ومناضلون يعرفهم الشعب التونسي تماماً كما عرفتهم زنازين النظام البائد، ويخرج قادة طارئون سمع بهم التونسيون منذ ركبوا الموجة، ليتحدّثوا عن مؤامرة لتشويه “النهضة” . أما عن الفشل في تحقيق أمن الناس، فهؤلاء لا يتحدثون عنه، ما دام “من بيده المغرفة لا يجوع” .
الدفاع عن “الشرعية” شكّل غطاء للتصعيد الإرهابي في سيناء، واحتضان “النهضة” التونسية للتكفيريين وإرسال “الجهاديين” في طريق طويلة، يمرون خلالها بفلسطين، باتجاه هدفهم “الجهادي” في سوريا، يشكل غطاء للإرهاب في جبل الشعانبي . ويبدو أن فوبيا عبدالفتاح السيسي حاضرة في أذهان قادة تونس في ظل حل “المجلس التأسيسي” .
نقلاً عن صحيفة "الخليج"
نجيب مراد، النائب عن حركة النهضة، انتقد قرار تعليق عمل المجلس بعد تجميد عدد من النواب عضويتهم فيه وقال: إنه “أمر دبر بليل” . هذا الموقف يمثّل استمراراً للمنهج الإخواني ذاته، فكل انتقاد أو إجراء احتجاجي يدرج في إطار محاربة “الشرعية” و”التدبير بليل” . وبالنظر إلى أن القرار بتعليق عمل المجلس التأسيسي ما زال طازجاً، فإننا سنشهد مزيداً من التصعيد في ردود الفعل وسنسمع كلاماً عن مؤامرة وانقلاب، وفتاوى تكفّر من يعبس في وجه “النهضة” .
هذا النمط من التعاطي السياسي يريد للعالم أن يرى التظاهرات الحاشدة في العاصمة تونس، مجرد سرب نمل ينتهي به المطاف إلى جحره، ولا داعي للالتفات إلى مطالبه، وهؤلاء المتظاهرون إن لم يكونوا إخوانيين سلفيين تكفيريين، فهم “مخربون أو إرهابيون ومناصرون لكفرة انقلابيين وأعداء للإسلام” .
على أية حال، يبدو الشبه بين تونس ومصر يعبر عن نفسه في كل شيء تقريباً، فالإخوان في مصر تجاهلوا مطالب غالبية الشعب المصري، ومضوا في مخطط أخونة الدولة، فيما معيشة المصريين كانت في تدهور مستمر . كما أن كل الخطوات التي وصفها المعارضون والمراقبون بأنها خاطئة، عاد قادة الإخوان ليعترفوا بذلك لكن بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي .
في تونس يتكرر السيناريو وطريقة التعاطي، وعندما يتكرر السبب تتكرر النتيجة . ويبدو أن قادة “النهضة” لم يستوعبوا الدرس المعمّد بالتجربة، ولم يفهموا بعد أن إضفاء القداسة على شخوصهم وسياساتهم وقراراتهم، لا يمر على الناس الذين يقيسون الفشل والنجاح بمعيار الوقائع والنتائج، وليس بالنظر إلى الكلام على المنابر وفي وسائل الإعلام . عندما يجري الحديث عن واقعة فساد موثّقة، ويكون الرد عليها بالتكفير والتهديد بالجلد، فإن هذا يذكّر التونسيين بالفساد الذي اخرجهم من بيوتهم في احتجاجات ديسمبر/كانون الأول 2010 . الاغتيالات السياسية التي نسيها التونسيون منذ عقود، عادت في عصر “النهضة” وكان ضحيتها قادة تاريخيون ومناضلون يعرفهم الشعب التونسي تماماً كما عرفتهم زنازين النظام البائد، ويخرج قادة طارئون سمع بهم التونسيون منذ ركبوا الموجة، ليتحدّثوا عن مؤامرة لتشويه “النهضة” . أما عن الفشل في تحقيق أمن الناس، فهؤلاء لا يتحدثون عنه، ما دام “من بيده المغرفة لا يجوع” .
الدفاع عن “الشرعية” شكّل غطاء للتصعيد الإرهابي في سيناء، واحتضان “النهضة” التونسية للتكفيريين وإرسال “الجهاديين” في طريق طويلة، يمرون خلالها بفلسطين، باتجاه هدفهم “الجهادي” في سوريا، يشكل غطاء للإرهاب في جبل الشعانبي . ويبدو أن فوبيا عبدالفتاح السيسي حاضرة في أذهان قادة تونس في ظل حل “المجلس التأسيسي” .
نقلاً عن صحيفة "الخليج"
التسميات:
مقالات
8.8.13
الإخوان المسلمون يعملون لتدمير مصر. هم مثل ذلك العاشق الذي تتزوج فتاته شاباً آخر فيقتلها وشعاره: إذا لم تكن لي فلن تكون لغيري.
أنصار الإخوان لا يعملون ليعيلوا أسرهم فعملهم الاعتصامات والتظاهرات وهذه هدفها واحد: منع الحكم الانتقالي الجديد من إصلاح ما خرب الإخوان في سنة لهم في الحكم. كان الاقتصاد المصري نشطاً في العقد الأول من هذا القرن، يتقدم سنة بعد سنة بحسب أرقام صندوق النقد الدولي لا رأيي أنا. وكان هناك فساد، فجاء الإخوان وحاربوا الاقتصاد وأبقوا على الفساد وزادوه، فكانت سنتهم كارثية على مصر.
هذا في الداخل، أما على الصعيد الخارجي، فقد أحجمت الدول العربية القادرة عن مساعدة مصر بسبب سوء علاقتها مع الجماعة عبر عقود، وتآمر الإخوان المصريون والمحليون في دول الخليج على هذا البلد أو ذاك. (التأييد القطري للإخوان أساسه خلاف شخصي مع الرئيس حسني مبارك، وهذا الموقف سيتغير، أو يعدل، والشيخ تميم بن حمد في الحكم).
وهكذا فالإخوان المسلمون لم يحققوا أي هدف وعدوا الشعب المصري به في الداخل، وبنوا علاقة طيبة واحدة مع العدو إسرائيل، ومع ولية أمرها الولايات المتحدة، وسقط محمد مرسي فأخذوا يتحدثون عن الشرعية والانتخابات الرئاسية الحرة. في الأخبار أن وزير الدفاع الأميركي تشك هاغل يتصل بوزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي يوماً بعد يوم لحماية الإخوان المسلمين بطلب من إسرائيل.
كانت الانتخابات ديموقراطية إلا أن نتيجتها زُورت، وحتى إذا قبلت مزاعم الجماعة منعاً للجدل، فان ما حصل في الأيام الأخيرة من حزيران (يونيو) الماضي كان ثورة شعبية هائلة، أو الثورة المصرية الثانية في سنتين، ومع ذلك فالإخوان يتحدثون عن الشرعية ولا يرون ملايين المصريين الذين تظاهروا ضد الرئيس وطالبوا برحيله، وكانت أعدادهم تفوق الذين تظاهروا ضد حسني مبارك.
ثمانون سنة والإخوان يحلمون بالحكم وجاءهم فجأة على ظهر شباب الثورة سنة 2011 فصدق فيهم المثل الشعبي الشامي «مشتهية وعزموا عليّ.» وأصبح همهم السيطرة على أجهزة الحكم كأنهم حزب شيوعي، وبعد انتخابات البرلمان انتزعوا الرئاسة بعد أن كانوا قالوا إنهم لن يرشحوا أحداً منهم وكذبوا، واتبعوا ذلك بمحاولة السيطرة على القضاء. السيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية ثم القضاء ليست ديموقراطية وإنما ديكتاتورية وأخونة مكشوفة، حكم حزب واحد ورأي واحد واجتهاد واحد واستثناء لكل معارضة، مع أن تعريف الديموقراطية أنها جامعة تضم جميع أطياف الشعب. هل كنا بحاجة إلى تصريحات محمد بديع لنعرف أن الإخوان للإخوان وليسوا لمصر؟ إطاحة محمد مرسي أسوأ من هدم الكعبة المشرفة حجراً حجراً؟ رئيس فاشل أهم من قبلة المسلمين. هذا الكلام إهانة لكل مسلم حر من رجل أصبح رئيس الرئيس المصري يمشي أمامه في كل مجلس من دون أن ينتخبه المصريون. وبما أن المرشد ونائبيه أحيلوا إلى محكمة الجنايات فأنني أطالب لهم بمحاكمة عادلة.
اليوم يخاطب الإخوان غرائز أنصارهم لا عقولهم، فالحكم الجديد قادر على انتشال مصر من كبوتها لأن رجاله ليسوا دعاة، وإنما كل منهم خبير في الموقع الذي يشغله. وقيادات الإخوان تحرض أنصارها على مهاجمة قوات الأمن، وحتى قواعد الجيش، ولعلهم يعتقدون أنهم إذا قتلوا فستكون لهم الجنة.
أسجل معلومات أهل مصر شهود عليها، ثم أرجو لمصر ولأهلها الخلاص، فلا مصلحة لي في مصر غير حب أهلها والغيرة عليهم. وأطلب من الحكم الانتقالي، ومن القوات المسلحة بقيادة الفريق الأول السيسي، الضرب بيد من حديد، ولكن ضمن نطاق القانون حتماً، لمنع المخربين من تحقيق هدفهم الوحيد وهو تخريب مصر، فهم لا يتقنون شيئاً آخر، ونحن نرى الإرهابيين الذين خرجوا من تحت عباءتهم وما يرتكبون في سيناء. أقول ربنا يكون بعون شعب مصر، وبعون أمة لا مستقبل لها إلا معهم.
المقـال الاصـلي
جهاد الخازن يكتب : تخريب مصر عمداً
الإخوان المسلمون يعملون لتدمير مصر. هم مثل ذلك العاشق الذي تتزوج فتاته شاباً آخر فيقتلها وشعاره: إذا لم تكن لي فلن تكون لغيري.
أنصار الإخوان لا يعملون ليعيلوا أسرهم فعملهم الاعتصامات والتظاهرات وهذه هدفها واحد: منع الحكم الانتقالي الجديد من إصلاح ما خرب الإخوان في سنة لهم في الحكم. كان الاقتصاد المصري نشطاً في العقد الأول من هذا القرن، يتقدم سنة بعد سنة بحسب أرقام صندوق النقد الدولي لا رأيي أنا. وكان هناك فساد، فجاء الإخوان وحاربوا الاقتصاد وأبقوا على الفساد وزادوه، فكانت سنتهم كارثية على مصر.
هذا في الداخل، أما على الصعيد الخارجي، فقد أحجمت الدول العربية القادرة عن مساعدة مصر بسبب سوء علاقتها مع الجماعة عبر عقود، وتآمر الإخوان المصريون والمحليون في دول الخليج على هذا البلد أو ذاك. (التأييد القطري للإخوان أساسه خلاف شخصي مع الرئيس حسني مبارك، وهذا الموقف سيتغير، أو يعدل، والشيخ تميم بن حمد في الحكم).
وهكذا فالإخوان المسلمون لم يحققوا أي هدف وعدوا الشعب المصري به في الداخل، وبنوا علاقة طيبة واحدة مع العدو إسرائيل، ومع ولية أمرها الولايات المتحدة، وسقط محمد مرسي فأخذوا يتحدثون عن الشرعية والانتخابات الرئاسية الحرة. في الأخبار أن وزير الدفاع الأميركي تشك هاغل يتصل بوزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي يوماً بعد يوم لحماية الإخوان المسلمين بطلب من إسرائيل.
كانت الانتخابات ديموقراطية إلا أن نتيجتها زُورت، وحتى إذا قبلت مزاعم الجماعة منعاً للجدل، فان ما حصل في الأيام الأخيرة من حزيران (يونيو) الماضي كان ثورة شعبية هائلة، أو الثورة المصرية الثانية في سنتين، ومع ذلك فالإخوان يتحدثون عن الشرعية ولا يرون ملايين المصريين الذين تظاهروا ضد الرئيس وطالبوا برحيله، وكانت أعدادهم تفوق الذين تظاهروا ضد حسني مبارك.
ثمانون سنة والإخوان يحلمون بالحكم وجاءهم فجأة على ظهر شباب الثورة سنة 2011 فصدق فيهم المثل الشعبي الشامي «مشتهية وعزموا عليّ.» وأصبح همهم السيطرة على أجهزة الحكم كأنهم حزب شيوعي، وبعد انتخابات البرلمان انتزعوا الرئاسة بعد أن كانوا قالوا إنهم لن يرشحوا أحداً منهم وكذبوا، واتبعوا ذلك بمحاولة السيطرة على القضاء. السيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية ثم القضاء ليست ديموقراطية وإنما ديكتاتورية وأخونة مكشوفة، حكم حزب واحد ورأي واحد واجتهاد واحد واستثناء لكل معارضة، مع أن تعريف الديموقراطية أنها جامعة تضم جميع أطياف الشعب. هل كنا بحاجة إلى تصريحات محمد بديع لنعرف أن الإخوان للإخوان وليسوا لمصر؟ إطاحة محمد مرسي أسوأ من هدم الكعبة المشرفة حجراً حجراً؟ رئيس فاشل أهم من قبلة المسلمين. هذا الكلام إهانة لكل مسلم حر من رجل أصبح رئيس الرئيس المصري يمشي أمامه في كل مجلس من دون أن ينتخبه المصريون. وبما أن المرشد ونائبيه أحيلوا إلى محكمة الجنايات فأنني أطالب لهم بمحاكمة عادلة.
اليوم يخاطب الإخوان غرائز أنصارهم لا عقولهم، فالحكم الجديد قادر على انتشال مصر من كبوتها لأن رجاله ليسوا دعاة، وإنما كل منهم خبير في الموقع الذي يشغله. وقيادات الإخوان تحرض أنصارها على مهاجمة قوات الأمن، وحتى قواعد الجيش، ولعلهم يعتقدون أنهم إذا قتلوا فستكون لهم الجنة.
أسجل معلومات أهل مصر شهود عليها، ثم أرجو لمصر ولأهلها الخلاص، فلا مصلحة لي في مصر غير حب أهلها والغيرة عليهم. وأطلب من الحكم الانتقالي، ومن القوات المسلحة بقيادة الفريق الأول السيسي، الضرب بيد من حديد، ولكن ضمن نطاق القانون حتماً، لمنع المخربين من تحقيق هدفهم الوحيد وهو تخريب مصر، فهم لا يتقنون شيئاً آخر، ونحن نرى الإرهابيين الذين خرجوا من تحت عباءتهم وما يرتكبون في سيناء. أقول ربنا يكون بعون شعب مصر، وبعون أمة لا مستقبل لها إلا معهم.
المقـال الاصـلي
التسميات:
مقالات
8.8.13
مي عزام تكتب : وياريتها دامت «معلش»
العيد هذا العام مختلف، ففرحتى بقدومه مضاعفة، الأولى لأنه يأتى بعد شهر طويل من الجوع والعطش، والثانية لأننى مللت القلق والتوتر الذى عشناه طوال شهر رمضان، وترقبت وصوله مصطحباً بهجته ليكسر هذه الحالة الكئيبة التى أعيشها.
تعودنا فى مصر أن يقابل الواحد منا الآخر فى العيد، أى عيد، ويهنئه قائلا «كل سنة وانت طيب» وهى العبارة التى يكرهها مفيد فوزى، فهو يعتبر أن الطيبة مرادفة للعبط والسذاجة، ولقد اقترح تغيير «طيب» بصفة أخرى لتكون العبارة «كل سنة وانت ذكى» «كل سنة وانت قوى» «كل سنة وانت مابتضربش على قفاك» أى معنى غير الطيبة، وأحب أن أطمئن السيد المفيد، فهذا العام الشعب المصرى ليس طيبا، ولكن موجوع مما يحدث على أرضه من غياب للأمن والأمان والسلام والطيبة التى كانت تنعم بها مصر.
البلد خرجت من توبها على رأى المثل، وارتدت ثوبا آخر، ولنكن صادقين ارتدت أثوابا عديدة، الاستقطاب والتشدد والمغالاة أصبحت سمة المرحلة، شعب «معلش» لم يعد موجودا، كلمة «معلش» التى كان يتنازل بها المصريون عن حقهم مقابل أن تسير الأمور ولا تتعقد اختفت، تلك الكلمة العبقرية التى ليس لها مثيل فى القاموس اللغوى لأى دولة فى العالم والتى كنا نتندر بها على أنفسنا، غابت من قاموسنا اليومى، الكل يريد حقه والآن ولو على أسنة الرماح، الصبر الذى كان من شيمة الشعب المصرى تبخر، الجميع يريد أن يرى حصاد ثورة يناير ويونيو بسرعة، يريد أن يقطف ثمارها، ولا يعرف أن الثمر حين يقطف قبل موعده يكون مرا، وهذا بالفعل ما نذوقه الآن، المرارة...
أريد أن أذكركم بأن الأعياد وجدت ليتشارك المحتفلون بها الفرحة، ومعتصمو رابعة والنهضة يحتفلون اليوم بعيد الفطر، لكنهم للأسف اختاروا أن يكونوا وحدهم، اختاروا العزلة، عزلة فى المكان وعزلة فى الزمان، فمن يريد فى القرن الواحد والعشرين أن تدار بلد بحجم مصر وفق مفاهيم الجماعة والعشيرة هو خارج عن هذا الزمن، وهذا لابد أن يكون واضحا للجميع، أن المعركة ليست معركة دين ولا إسلام ولا شريعة، فنحن جميعا مسلمون، صمنا سويا وفطرنا سويا، المعركة هى معركة على السلطة، وليكن سؤالنا بسيطا ومحددا: من الأفضل لإدارة البلد فى هذه الفترة؟ حكومة خبرة وطنية أم حكومة إخوانية؟ وهل من مصلحة مصر أن يظل الإخوان على كرسى الحكم؟
هناك قاعدة فقهية تقول: «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» فحتى لو كانت مصلحة الإخوان هى حكم مصر، فعدم شق مصر بهذا الشكل وإراقة الدماء مقدم على هذه المصلحة، لماذا لا يحول الإخوان ما يعتبرونه محنة إلى منحة؟ فالجميع بمن فيهم الإخوان يعلمون أنهم أخطأوا كثيرا أثناء السنة التى حكم فيها مرسى، وذلك ناتج عن قلة خبرة، فتحولهم من جماعة دعوية إلى حزب سياسى إلى سلطة تنفيذية لم يمر بمراحل تدرج طبيعية تسمح لهم باكتساب مهارات العمل السياسى وكيفية إدارة الدولة، والدعوة التى توجهها الحكومة للإخوان بالاندماج والمشاركة فى الحياة السياسية من جديد كحزب سياسى مفتوح، وليس جماعة دعوية مغلقة، فرصة عليهم أن يغتنموها ويتمسكوا بها ويعيدوا ترتيب أوضاعهم، ليصبحوا جزءا من نسيج الشعب المصرى وليس ورماً مؤلماً على جسده.
لم أكن أريد الحديث فى السياسة، لكن «معلش»...وكل سنة وانتم طيبين بالغيظ فى مفيد فوزى.
المقال الأصــلي
تعودنا فى مصر أن يقابل الواحد منا الآخر فى العيد، أى عيد، ويهنئه قائلا «كل سنة وانت طيب» وهى العبارة التى يكرهها مفيد فوزى، فهو يعتبر أن الطيبة مرادفة للعبط والسذاجة، ولقد اقترح تغيير «طيب» بصفة أخرى لتكون العبارة «كل سنة وانت ذكى» «كل سنة وانت قوى» «كل سنة وانت مابتضربش على قفاك» أى معنى غير الطيبة، وأحب أن أطمئن السيد المفيد، فهذا العام الشعب المصرى ليس طيبا، ولكن موجوع مما يحدث على أرضه من غياب للأمن والأمان والسلام والطيبة التى كانت تنعم بها مصر.
البلد خرجت من توبها على رأى المثل، وارتدت ثوبا آخر، ولنكن صادقين ارتدت أثوابا عديدة، الاستقطاب والتشدد والمغالاة أصبحت سمة المرحلة، شعب «معلش» لم يعد موجودا، كلمة «معلش» التى كان يتنازل بها المصريون عن حقهم مقابل أن تسير الأمور ولا تتعقد اختفت، تلك الكلمة العبقرية التى ليس لها مثيل فى القاموس اللغوى لأى دولة فى العالم والتى كنا نتندر بها على أنفسنا، غابت من قاموسنا اليومى، الكل يريد حقه والآن ولو على أسنة الرماح، الصبر الذى كان من شيمة الشعب المصرى تبخر، الجميع يريد أن يرى حصاد ثورة يناير ويونيو بسرعة، يريد أن يقطف ثمارها، ولا يعرف أن الثمر حين يقطف قبل موعده يكون مرا، وهذا بالفعل ما نذوقه الآن، المرارة...
أريد أن أذكركم بأن الأعياد وجدت ليتشارك المحتفلون بها الفرحة، ومعتصمو رابعة والنهضة يحتفلون اليوم بعيد الفطر، لكنهم للأسف اختاروا أن يكونوا وحدهم، اختاروا العزلة، عزلة فى المكان وعزلة فى الزمان، فمن يريد فى القرن الواحد والعشرين أن تدار بلد بحجم مصر وفق مفاهيم الجماعة والعشيرة هو خارج عن هذا الزمن، وهذا لابد أن يكون واضحا للجميع، أن المعركة ليست معركة دين ولا إسلام ولا شريعة، فنحن جميعا مسلمون، صمنا سويا وفطرنا سويا، المعركة هى معركة على السلطة، وليكن سؤالنا بسيطا ومحددا: من الأفضل لإدارة البلد فى هذه الفترة؟ حكومة خبرة وطنية أم حكومة إخوانية؟ وهل من مصلحة مصر أن يظل الإخوان على كرسى الحكم؟
هناك قاعدة فقهية تقول: «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» فحتى لو كانت مصلحة الإخوان هى حكم مصر، فعدم شق مصر بهذا الشكل وإراقة الدماء مقدم على هذه المصلحة، لماذا لا يحول الإخوان ما يعتبرونه محنة إلى منحة؟ فالجميع بمن فيهم الإخوان يعلمون أنهم أخطأوا كثيرا أثناء السنة التى حكم فيها مرسى، وذلك ناتج عن قلة خبرة، فتحولهم من جماعة دعوية إلى حزب سياسى إلى سلطة تنفيذية لم يمر بمراحل تدرج طبيعية تسمح لهم باكتساب مهارات العمل السياسى وكيفية إدارة الدولة، والدعوة التى توجهها الحكومة للإخوان بالاندماج والمشاركة فى الحياة السياسية من جديد كحزب سياسى مفتوح، وليس جماعة دعوية مغلقة، فرصة عليهم أن يغتنموها ويتمسكوا بها ويعيدوا ترتيب أوضاعهم، ليصبحوا جزءا من نسيج الشعب المصرى وليس ورماً مؤلماً على جسده.
لم أكن أريد الحديث فى السياسة، لكن «معلش»...وكل سنة وانتم طيبين بالغيظ فى مفيد فوزى.
المقال الأصــلي
التسميات:
مقالات
7.8.13
تحية طيبة..
اسمح لى يا سيادة الفريق أن أعبر عن رأيى فى موضوع حساس يتعلق بمستقبل مصر..
لقد قامت ثورة 25 يناير بمبادرة من الشعب، وانضمت بذلك إلى ثورة 1919 التى نفخر جميعا بها؛ فقلبت نظاما بائدا أحس خلاله عامة المصريين بالعوز والحاجة، وعانوا من الفساد والقهر. وانتظرنا أن يبرز من شباب الثورة ورجالها زعيم يجسدها ويلتف حوله الشعب. وطال الترقب لأكثر من عامين ونصف، بل لقد سرق الإخوان المسلمين الثورة وصاروا يتكلمون علانية على أنهم صانعوها، بالرغم من أننا نعرف جميعا أنهم لم ينزلوا ميدان التحرير إلا بعد ثمانية عشر يوما؛ لما تأكدوا من نجاح الثورة!
سيادة الفريق..
أكتب لك لأدعوك لأن تترجم ثورة 30 يونيو إلى واقع.. فلقد كان نزولك على رغبة الجماهير بتغيير نظام أثقل على الشعب المصرى لمدة عام واحد فقط؛ لهو حدث تاريخى عظيم. لقد أهمل حكم الإخوان الاقتصاد المصرى؛ وبالتالى تسبب فى مزيد من الفقر والمعاناة، كما فشل فى توفير الأمن للمواطنين الأبرياء؛ مما زعزع الاستقرار المطلوب للتقدم الاقتصادى.
وأكثر ما أحزن المصريين ودفعهم للثورة على هذا النظام الرجعى الفاشستى المتخلف الخائن للوطن؛ هو تفريطه فى سيناء، واستقواؤه بالغرب، وتشويهه لصورة مصر.
ما أعنيه هو أن تتقدم بثقة إلى العمل السياسى وترشح نفسك فى الانتخابات الرئاسية، وتأكد أن الثلاثين مليونا الذين خرجوا فرحين منبهرين يؤيدونك يوم 26 يوليو، سيعطونك أصواتهم فى صناديق الاقتراع؛ فإن المواقف والمبادئ هى التى تصنع القادة.
أتدرى أنك حققت فى أقل من شهرين ما لا يستطيع السياسيون أن يحققوه فى عشرات السنين؟! ألا وهو التأييد الشعبى الكاسح. انظر إلى المعارضة المصرية؛ إنها مفككة، وزعماؤها ليسوا على مستوى هذه اللحظة الفارقة العظيمة التى تعيشها مصر.
إننى أسمع من يتكلمون عن الحكم العسكرى ويقولون: كفانا ستين عاما من البدلة العسكرية!
أرجوك ألا تلقى بالاً إلى هؤلاء؛ فهم مغرضون ومغالطون! لقد وضع جمال عبدالناصر مبدأ منذ بداية ثورة 23 يوليو 1952 وهو؛ عدم تدخل الجيش فى السياسة، وأن من يرغب من الضباط الأحرار فى أن يعمل بالسياسة فعليه أن يخلع البدلة العسكرية، وقد تحقق ذلك فعلا بالممارسة.
وعندما تم إقرار الدستور فى 16 يناير 1956 قام جمال عبدالناصر بحل « مجلس قيادة الثورة»، وبعد ترشحه لرئاسة الجمهورية فى نفس العام، انتفت عنه صفة العسكرية، وأصبح النظام مدنياً. ولقد أثبت التاريخ مدى حنكته السياسية فى المواقف الفاصلة فى تاريخنا القومى؛ مفاوضات الجلاء فى 1954، القضاء على احتكار السلاح والتوجه للشرق فى 1955، الانتصار على العدوان الثلاثى وإدارة المعركة السياسية والإعلامية بكفاءة شهد لها الجميع، التصرف على مستوى قومى عربى أثناء أزمة الانفصال فى 1961، بناء تنظيم سياسى شعبى فتح المشاركة لجميع الطبقات، إعادة بناء الجيش المصرى بعد هزيمة 1967 فى فترة وجيزة فى عمر الجيوش؛ من 11 يونيو 1967 إلى 28 سبتمبر 1970. وهنا أحب أن أشير إلى اثنين من أعظم السياسيين فى العالم، وهما الجنرال ديجول والجنرال آيزنهاور..
إن الجنرال ديجول رجل عسكرى فرنسى اشترك فى الحرب العالمية الأولى، وأنشأ المقاومة الفرنسية فى الحرب العالمية الثانية، ثم اعتكف بعد فترة حكم قصيرة من 1944 إلى 1946، ومع ذلك فعندما مرت فرنسا بظروف سياسية صعبة داخليا، ومعارك يائسة فى الجزائر، قام الجيش بانقلاب فى مايو 1958 وهرع جنرالات فرنسا إلى القائد المخلص ديجول، الذى أنقذ بلده من الانهيار المروع.
ولقد كان حكم ديجول ناجحا بكل المعايير؛ غير الدستور وشكل الحكم، حقق لفرنسا الاستقرار وبالتالى التقدم الاقتصادى الذى نقلها إلى مستوى ألمانيا، خلق لبلده صورة مشرفة فى العالم. كل ذلك بالمبادئ التى أرساها خلال أحد عشر عاما من حكمه التاريخى حتى عام 1969.
هل قال أحد فى العالم إن فترة حكم ديجول حكم عسكرى؟! لم يحدث. وهل كان يرضى بذلك الفرنسيون المعروفون بالتعددية والفردية؟!
ومثل آخر وهو الجنرال آيزنهاور الذى كان قائدا عسكريا أمريكيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم رشح نفسه للرئاسة بعد الحرب، وكان أيضا سياسيا بارعا وعلامة بارزة فى التاريخ الأمريكى.
سيادة الفريق..
إن رئيس الجمهورية الناجح هو من يجمع حوله أهل الخبرة من بلده فى مختلف المجالات، وقد يستعين بالخبرة الحرفية من الخارج؛ والعالم الآن وحدة واحدة تكنولوجيا.
إننى أدعوك بصفتى الشخصية والعلمية- كأستاذ علوم سياسية- أن تتقدم وتتحمل المسؤولية التى وضعك القدر أمامها، ولا تلقى بالاً للدعايات المغرضة؛ فتلك فرصة فى التاريخ لا تتكرر كثيراً ولا تملك القرار فيها وحدك، وإنما الفيصل هو الشعب صاحب الكلمة العليا.
سيادة الفريق.. وفقك الله للعمل من أجل مصرنا الحبيبة
المقــال الاصــلي
هدى جمال عبدالناصر تكتب : رسالة مفتوحة إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي
Written By Unknown on الأربعاء | 7.8.13
تحية طيبة..
اسمح لى يا سيادة الفريق أن أعبر عن رأيى فى موضوع حساس يتعلق بمستقبل مصر..
لقد قامت ثورة 25 يناير بمبادرة من الشعب، وانضمت بذلك إلى ثورة 1919 التى نفخر جميعا بها؛ فقلبت نظاما بائدا أحس خلاله عامة المصريين بالعوز والحاجة، وعانوا من الفساد والقهر. وانتظرنا أن يبرز من شباب الثورة ورجالها زعيم يجسدها ويلتف حوله الشعب. وطال الترقب لأكثر من عامين ونصف، بل لقد سرق الإخوان المسلمين الثورة وصاروا يتكلمون علانية على أنهم صانعوها، بالرغم من أننا نعرف جميعا أنهم لم ينزلوا ميدان التحرير إلا بعد ثمانية عشر يوما؛ لما تأكدوا من نجاح الثورة!
سيادة الفريق..
أكتب لك لأدعوك لأن تترجم ثورة 30 يونيو إلى واقع.. فلقد كان نزولك على رغبة الجماهير بتغيير نظام أثقل على الشعب المصرى لمدة عام واحد فقط؛ لهو حدث تاريخى عظيم. لقد أهمل حكم الإخوان الاقتصاد المصرى؛ وبالتالى تسبب فى مزيد من الفقر والمعاناة، كما فشل فى توفير الأمن للمواطنين الأبرياء؛ مما زعزع الاستقرار المطلوب للتقدم الاقتصادى.
وأكثر ما أحزن المصريين ودفعهم للثورة على هذا النظام الرجعى الفاشستى المتخلف الخائن للوطن؛ هو تفريطه فى سيناء، واستقواؤه بالغرب، وتشويهه لصورة مصر.
ما أعنيه هو أن تتقدم بثقة إلى العمل السياسى وترشح نفسك فى الانتخابات الرئاسية، وتأكد أن الثلاثين مليونا الذين خرجوا فرحين منبهرين يؤيدونك يوم 26 يوليو، سيعطونك أصواتهم فى صناديق الاقتراع؛ فإن المواقف والمبادئ هى التى تصنع القادة.
أتدرى أنك حققت فى أقل من شهرين ما لا يستطيع السياسيون أن يحققوه فى عشرات السنين؟! ألا وهو التأييد الشعبى الكاسح. انظر إلى المعارضة المصرية؛ إنها مفككة، وزعماؤها ليسوا على مستوى هذه اللحظة الفارقة العظيمة التى تعيشها مصر.
إننى أسمع من يتكلمون عن الحكم العسكرى ويقولون: كفانا ستين عاما من البدلة العسكرية!
أرجوك ألا تلقى بالاً إلى هؤلاء؛ فهم مغرضون ومغالطون! لقد وضع جمال عبدالناصر مبدأ منذ بداية ثورة 23 يوليو 1952 وهو؛ عدم تدخل الجيش فى السياسة، وأن من يرغب من الضباط الأحرار فى أن يعمل بالسياسة فعليه أن يخلع البدلة العسكرية، وقد تحقق ذلك فعلا بالممارسة.
وعندما تم إقرار الدستور فى 16 يناير 1956 قام جمال عبدالناصر بحل « مجلس قيادة الثورة»، وبعد ترشحه لرئاسة الجمهورية فى نفس العام، انتفت عنه صفة العسكرية، وأصبح النظام مدنياً. ولقد أثبت التاريخ مدى حنكته السياسية فى المواقف الفاصلة فى تاريخنا القومى؛ مفاوضات الجلاء فى 1954، القضاء على احتكار السلاح والتوجه للشرق فى 1955، الانتصار على العدوان الثلاثى وإدارة المعركة السياسية والإعلامية بكفاءة شهد لها الجميع، التصرف على مستوى قومى عربى أثناء أزمة الانفصال فى 1961، بناء تنظيم سياسى شعبى فتح المشاركة لجميع الطبقات، إعادة بناء الجيش المصرى بعد هزيمة 1967 فى فترة وجيزة فى عمر الجيوش؛ من 11 يونيو 1967 إلى 28 سبتمبر 1970. وهنا أحب أن أشير إلى اثنين من أعظم السياسيين فى العالم، وهما الجنرال ديجول والجنرال آيزنهاور..
إن الجنرال ديجول رجل عسكرى فرنسى اشترك فى الحرب العالمية الأولى، وأنشأ المقاومة الفرنسية فى الحرب العالمية الثانية، ثم اعتكف بعد فترة حكم قصيرة من 1944 إلى 1946، ومع ذلك فعندما مرت فرنسا بظروف سياسية صعبة داخليا، ومعارك يائسة فى الجزائر، قام الجيش بانقلاب فى مايو 1958 وهرع جنرالات فرنسا إلى القائد المخلص ديجول، الذى أنقذ بلده من الانهيار المروع.
ولقد كان حكم ديجول ناجحا بكل المعايير؛ غير الدستور وشكل الحكم، حقق لفرنسا الاستقرار وبالتالى التقدم الاقتصادى الذى نقلها إلى مستوى ألمانيا، خلق لبلده صورة مشرفة فى العالم. كل ذلك بالمبادئ التى أرساها خلال أحد عشر عاما من حكمه التاريخى حتى عام 1969.
هل قال أحد فى العالم إن فترة حكم ديجول حكم عسكرى؟! لم يحدث. وهل كان يرضى بذلك الفرنسيون المعروفون بالتعددية والفردية؟!
ومثل آخر وهو الجنرال آيزنهاور الذى كان قائدا عسكريا أمريكيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم رشح نفسه للرئاسة بعد الحرب، وكان أيضا سياسيا بارعا وعلامة بارزة فى التاريخ الأمريكى.
سيادة الفريق..
إن رئيس الجمهورية الناجح هو من يجمع حوله أهل الخبرة من بلده فى مختلف المجالات، وقد يستعين بالخبرة الحرفية من الخارج؛ والعالم الآن وحدة واحدة تكنولوجيا.
إننى أدعوك بصفتى الشخصية والعلمية- كأستاذ علوم سياسية- أن تتقدم وتتحمل المسؤولية التى وضعك القدر أمامها، ولا تلقى بالاً للدعايات المغرضة؛ فتلك فرصة فى التاريخ لا تتكرر كثيراً ولا تملك القرار فيها وحدك، وإنما الفيصل هو الشعب صاحب الكلمة العليا.
سيادة الفريق.. وفقك الله للعمل من أجل مصرنا الحبيبة
المقــال الاصــلي
التسميات:
مقالات
7.8.13
من الصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، تعليق الآمال على "المساعي الحميدة" والوساطات الأميركية الأوروبيّة العربيّة الخجولة، واحتمالات توصّلها الى أية حلول فعلية ناجعة.
سواء على صعيد طواحين الناس والمدن والتاريخ في سوريا، أم بالنسبة الى طواحين الهواء و"الحالة المستعصية" التي زنّرت الوضع المصري بفضل التنظيمات الاخوانيّة والاصوليّات المتطرّفة، والتي دفعت أم الدنيا الى هوّة تطلُّ مباشرة على شفير الحرب الأهلية.
على كل حال، لا يزال من السابق لأوانه التكهّن بأية نتائج، أو تطورات، أو نهايات ما لم تتضح معالم الموقف الدولي "الحقيقي" من حركة "الاخوان" وتحديداً الموقف الاميركي. وخصوصاً بعدما قيل ونشر وأذيع عن "سعي الاخوان لاستدراج الأزمة المصريّة الى مواجهات مع الجيش، ونشر الفوضى".
ناهيك بما تتخبّط في بحره الغامض الأعماق "زعيمة" الربيع العربي الذي لم يعمّر طويلاً، والتي وجدت نفسها فجأة تأكل أصابعها ندامة... بعدما أكل "الاخوان" صحون السلطة في تونس بكامل مراتبها، ومعها الثورة والديموقراطية والحريّة.
أما الكلام على "قارة" ليبيا التي تحاول كلّ قرية فيها، وكل قبيلة، وكل "فرقة" من الفتيان اعلان "دويلة"، وبقوة السلاح، فليس من اليسير التحدّث عن نهايات سعيدة، أو واضحة على الأقل، أو أية مخارج لصراع انفتح له ألف باب وباب.
يصل بنا الحديث الى اليمن السعيد. هنا تدرك شهرزاد الصباح وتسكت عن الكلام المباح، والذي يروي ما تشيب من هوله رؤوس الأطفال عن "مملكة" خفيّة مترامية، أسستها القاعدة بتأن ودراية، وربطتها بسائر "القاعدات".
في الوقت نفسه رجع الجنوب اليمني الى مواله القديم، وحنينه الى "الانفصال" والاستقلال الذاتي. وهنا حدِّث ولا حرج.
تعيدنا هذه الجولة وهذه المشاهدات "المريحة" للبال والأعصاب، وهذه المستجدات العاصفة الى وطن النجوم ودولة النأي بالنفس، والنأي عن الحكم، والنأي عن الدستور، والنأي عن الأنظمة والمؤسسات والقواعد والمواثيق.
ولا "توصي حريص" بالنسبة الى الشعوب اللبنانية، التي تنتمي الى "الأمثال" لا الى القوانين والوطن والجغرافيا.
وفي رأس القائمة مثل "مطرح ما ترزق إلزق". ويليه مباشرة ذلك المثل البغيض الذي نغّص حياة العميد ريمون اده، ومفاده ان "كل مَنْ أخَذَ أمي صار عمّي".
فيصرخ اده غاضباً: هودي شعب بيحترم حالو، وبيحب بلدو؟ هَوْ بيعملو وطن ودولة؟
شططنا؟ لا. ما زلنا في قلب العاصفة التي تضرب العالم العربي، وتتخوّف صحيفة "الواشنطن بوست" من ان تودي بمصر الى حرب أهلية، تشبُّها بسوريا. فهل يستجيب باراك أوباما لدعوة الصحيفة الأميركية، وينقذ مصر والمنطقة من السقوط في الهاوية؟
المقــال الاصــلي
الياس الديري يكتب : مصر والإخوان... وأوباما!
من الصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، تعليق الآمال على "المساعي الحميدة" والوساطات الأميركية الأوروبيّة العربيّة الخجولة، واحتمالات توصّلها الى أية حلول فعلية ناجعة.
سواء على صعيد طواحين الناس والمدن والتاريخ في سوريا، أم بالنسبة الى طواحين الهواء و"الحالة المستعصية" التي زنّرت الوضع المصري بفضل التنظيمات الاخوانيّة والاصوليّات المتطرّفة، والتي دفعت أم الدنيا الى هوّة تطلُّ مباشرة على شفير الحرب الأهلية.
على كل حال، لا يزال من السابق لأوانه التكهّن بأية نتائج، أو تطورات، أو نهايات ما لم تتضح معالم الموقف الدولي "الحقيقي" من حركة "الاخوان" وتحديداً الموقف الاميركي. وخصوصاً بعدما قيل ونشر وأذيع عن "سعي الاخوان لاستدراج الأزمة المصريّة الى مواجهات مع الجيش، ونشر الفوضى".
ناهيك بما تتخبّط في بحره الغامض الأعماق "زعيمة" الربيع العربي الذي لم يعمّر طويلاً، والتي وجدت نفسها فجأة تأكل أصابعها ندامة... بعدما أكل "الاخوان" صحون السلطة في تونس بكامل مراتبها، ومعها الثورة والديموقراطية والحريّة.
أما الكلام على "قارة" ليبيا التي تحاول كلّ قرية فيها، وكل قبيلة، وكل "فرقة" من الفتيان اعلان "دويلة"، وبقوة السلاح، فليس من اليسير التحدّث عن نهايات سعيدة، أو واضحة على الأقل، أو أية مخارج لصراع انفتح له ألف باب وباب.
يصل بنا الحديث الى اليمن السعيد. هنا تدرك شهرزاد الصباح وتسكت عن الكلام المباح، والذي يروي ما تشيب من هوله رؤوس الأطفال عن "مملكة" خفيّة مترامية، أسستها القاعدة بتأن ودراية، وربطتها بسائر "القاعدات".
في الوقت نفسه رجع الجنوب اليمني الى مواله القديم، وحنينه الى "الانفصال" والاستقلال الذاتي. وهنا حدِّث ولا حرج.
تعيدنا هذه الجولة وهذه المشاهدات "المريحة" للبال والأعصاب، وهذه المستجدات العاصفة الى وطن النجوم ودولة النأي بالنفس، والنأي عن الحكم، والنأي عن الدستور، والنأي عن الأنظمة والمؤسسات والقواعد والمواثيق.
ولا "توصي حريص" بالنسبة الى الشعوب اللبنانية، التي تنتمي الى "الأمثال" لا الى القوانين والوطن والجغرافيا.
وفي رأس القائمة مثل "مطرح ما ترزق إلزق". ويليه مباشرة ذلك المثل البغيض الذي نغّص حياة العميد ريمون اده، ومفاده ان "كل مَنْ أخَذَ أمي صار عمّي".
فيصرخ اده غاضباً: هودي شعب بيحترم حالو، وبيحب بلدو؟ هَوْ بيعملو وطن ودولة؟
شططنا؟ لا. ما زلنا في قلب العاصفة التي تضرب العالم العربي، وتتخوّف صحيفة "الواشنطن بوست" من ان تودي بمصر الى حرب أهلية، تشبُّها بسوريا. فهل يستجيب باراك أوباما لدعوة الصحيفة الأميركية، وينقذ مصر والمنطقة من السقوط في الهاوية؟
المقــال الاصــلي
التسميات:
مقالات
7.8.13
لا أعرف بالطبع ماذا سيكون الوضع عليه فى منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر صبيحة نشر هذا المقال فى «الوطن»! فأنا أكتبه صباح الاثنين (5 أغسطس)، والأنباء تتناثر كل دقيقة عن احتمالات ما سوف يحدث فى «رابعة»، فضلاً عن أننى سمعت شخصياً من د.حازم الببلاوى، رئيس الوزراء (فى لقائه برؤساء الأحزاب السياسية مساء السبت الماضى 3 أغسطس) أن قرار «فض» الاعتصام الذى تم اتخاذه بالفعل لن ينفذ فى أيام عيد الفطر المبارك! ويعنى ذلك أنه إما يكون قد تم فض الاعتصام أو على الأقل بدأت عملية فضه بأى شكل، أو أن كل شىء باق على ما هو عليه إلى ما بعد عيد الفطر!
على أى حال، فإن ما يبدو حتى الآن هو أن الإخوان اختاروا فى معركتهم الراهنة مع الدولة المصرية (بل ومع الشعب المصرى!) أن يواصلوها حتى النهاية بلا أى تنازلات، غير معترفين بدلالة ومغزى الإجماع الشعبى فى 30 يونيو ضدهم، وألا يكتفوا بالاعتصام الكبير عند منطقة مسجد رابعة العدوية شرق القاهرة، وإنما أيضاً أن يكرروا هذا الاعتصام فى مناطق أخرى من القاهرة (محيط تمثال نهضة مصر بالجيزة) وغيرها من المدن الكبرى فى مصر وبهذا الاختيار يتصور الإخوان أنهم يضعون منطقة «رابعة العدوية» إلى جانب مواقع المعارك التاريخية بدءاً من غزوة بدر -كما ادعى بعض خطبائهم- وحتى حطين أو عين جالوت (!) ولكنهم بالقطع يريدونها مثل موقعة «السريدانية» -قرب القاهرة- التى وقعت منذ خمسمائة عام تقريباً (يناير 1517) بين الجيش العثمانى بقيادة سليم الأول، والجيش المصرى بقيادة السلطان المملوكى طومان باى، والتى انتهت بهزيمة طومان باى وإعدامه على باب زويلة! إننى أعلم أن هذا التشبيه به بعض المبالغة، ولكنى هنا أشير إلى سعى الإخوان، وإصرارهم فى ذلك المسعى، إلى جر الشرطة المصرية بل والجيش المصرى إلى موقعة رابعة العدوية، رافضين حتى الآن لكل جهود الوساطة «والحل السلمى»!
القضية التى أطرحها هنا تدور حول التساؤل: ما دلالة هذا الإصرار الإخوانى على الاستمرار فى «اعتصام رابعة» وغيره من الاعتصامات فى مدن مصرية أخرى؟
الدلالة الأولى المنطقية لهذا الإصرار، هو رفض الإخوان للاعتراف بهزيمتهم السياسية التى تجسدت أوضح ما تكون فى مظاهرات 26 يوليو التى خرجت لتفويض القوات المسلحة والشرطة «للقضاء على الإرهاب»، لقد استفاض زعماء الإخوان، والمتحدثون باسمهم -الذين انكشف الغطاء عن كثيرين جدد منهم- فى بيان تفسيرهم «الخاص» لتلك الحشود بدءاً من القول بأنها كانت لبضعة آلاف فقط أو أنها كانت مجرد تجمعات لفلول النظام القديم إلى من قال إنها نوع من حيل «الفوتوشوب» التى يمكن من خلالها اصطناع أو تزوير صور معينة لتوحى بإيحاءات كاذبة!
هذه الحالة الفريدة من الإنكار تكشف فى الواقع سمة سلبية لتنظيم الإخوان لا يمكن إنكارها، وهى «التصلب» وانعدام المرونة، والعجز عن رؤية حقائق الأشياء كما هى، لا كما يريدون هم، وبالتالى العجز عن التكيف مع تغيرات الواقع السياسى من حولهم، ومع ذلك يمكن تصور أن ذلك الموقف الإخوانى ربما يرجع إلى إحساس - له مبرراته بالقطع- بأن تلك المعركة -معركة رابعة- هى المعركة الأخيرة والفاصلة لهم، فإما أن «ينتصروا» فيها، ويفرضوا إرادتهم على الجيش والشعب معاً، وإما أن تكون تلك «نهاية» مؤكدة على الأقل لحقبة من تاريخهم!
ينقلنا ذلك إلى الدلالة الثانية للموقف الإخوانى يتصل مباشرة بالتساؤل السابق وهو سيادة شعور إخوانى كاسح بأن الغالبية الساحقة من الشعب المصرى معهم، وأن كل من يعارضونهم هم من «البلطجية» وفلول النظام القديم، وربما بعض السذج المخدوعين!
ولقد استمعت عصر الأحد الماضى (4 أغسطس) إلى الرسالة التى وجهها الشيخ يوسف القرضاوى من خلال قناة «الجزيرة مباشر مصر»! إلى «جميع أبناء مصر» للخروج فى تلك الليلة المباركة (ليلة القدر) مع أولادهم وأهلهم «لينضموا إلى إخوانهم فى ساحات الاعتصام» وأن ذلك الأمر سيجعل القضية «تنتهى»! مؤكداً أن «تكثير العدد» فرض عين على كل مسلم، صائحاً: اخرجوا أيها الرجال، اخرجوا أيها النساء، اخرجوا أيها الشباب»! ولم يتورع الشيخ عن أن يحرض من سماهم «الأحرار فى الجيش والشرطة» للخروج على طاعة الأوامر، مضيفاً: «أن الله سينتقم من القتلة» سينتقم الله من عبدالفتاح السيسى، ومن محمد إبراهيم، وكل من معهم من الظالمين ومن يغطون على جرائمهم»!!
وبكل صراحة، لقد شعرت بإحباط بل ومهانة بالغة عندما طالعت أنباء قرار الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر بحفظ الطلبات المقترحة لإسقاط عضوية الشيخ القرضاوى وعزله من هيئة كبار العلماء! إننى أناشد العالم الجليل د. الطيب أن يرجع إلى كلمة القرضاوى الأخيرة التى أشرت إليها، والتى أهان فيها شعب مصر، وجيش مصر، وثوار مصر، بل وأدعو رجال الأزهر المخلصين لوطنهم، وأدعو المثقفين المصريين إلى الرد على بذاءات القرضاوى، وإدانة تحريضه الرخيص على أبناء وطنه، ودعوته المقيتة للفتنة والوقيعة بين أبناء الشعب المصرى، فى واحد من أسوأ نماذج التجارة بالدين، والتلاعب السياسى المشبوه به.
والواقع أن هذه الأقوال للقرضاوى، تتسق تماماً مع ما يردده كل يوم العديد من القيادات الإخوانية والمتحالفة معها بل وتلك الشخصيات التى سبق وكانت مستترة أو متوارية وأسفرت بوضوح كامل عن وجهها الإخوانى متصورة أو متوهمة أن الغالبية العظمى من الشعب المصرى تقف فى صف «الشرعية» ضد «الانقلاب»، ولم يسأل أحد منهم نفسه: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يتحرك الشعب المصرى، بجماهيره وقواه العريضة التى يمكن أن تغرق ميادين مصر كلها إذا أرادت؟
أخيراً، فإننى أتصور أن الدلالة الثالثة أو المغزى الثالث لهذا الموقف الإخوانى المتصلب فى «رابعة» وغيرها، ترتبط باللهجة العنيفة والدموية التى يتحدث بها معتصمو رابعة ومؤيدوهم، والتى تبدو وكأنها سلوك انتحارى فى مواجهة الدولة المصرية والمجتمع المصرى! إن هذا كله يذكرنا وينبهنا -ابتداء- إلى ارتباط العنف بالدعوة الإخوانية وبالسلوك الإخوانى فى تاريخهم كله، والذين حرصوا على أن يذكرونا به وينبهونا إليه، بدءاً من التحذير «بالرش بالدم» لمن تسول لهم أنفسهم رش «الرئيس» مرسى أو إخوانه بالماء، وحتى جمع الأطفال اليتامى من الملاجئ وتسييرهم فى مقدمة مسيرات إخوانية، حاملين أكفانهم (؟!!) وقد وضعوا على رؤوسهم وصدورهم عبارة «مشروع شهيد»؟!
حقاً، لقد خاض الإخوان انتخابات نيابية ديمقراطية، وسيروا المظاهرات فى مناسبات كثيرة وهى تهتف «سلمية.. سلمية»، ولكنهم عندما فقدوا رصيدهم لدى الشعب المصرى، بعد عام من ممارسات التمكين الكارثية، عادوا ليلوحوا بالعنف والدماء، وكأنهم يقولون للمصريين: إما أن نحكمكم أو نقتلكم! ولكن هذا كله ليست له علاقة من قريب أو بعيد بالديمقراطية التى يتشدقون بها، من الذى حكم عليه الشعب بالفشل أن يخلى مكانه، عن رضا واقتناع، لمن هم أقدر على قيادة البلاد ويعود إلى مقاعد المعارضة المشروعة، تلك هى الديمقراطية إذا كانوا فعلا قابلين بها، محترمين لقواعدها وأصولها!
المقال الاصــلي
أسامة الغزالى حرب يكتب : رابعة العدوية.. معركة الإخوان الأخيرة!
لا أعرف بالطبع ماذا سيكون الوضع عليه فى منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر صبيحة نشر هذا المقال فى «الوطن»! فأنا أكتبه صباح الاثنين (5 أغسطس)، والأنباء تتناثر كل دقيقة عن احتمالات ما سوف يحدث فى «رابعة»، فضلاً عن أننى سمعت شخصياً من د.حازم الببلاوى، رئيس الوزراء (فى لقائه برؤساء الأحزاب السياسية مساء السبت الماضى 3 أغسطس) أن قرار «فض» الاعتصام الذى تم اتخاذه بالفعل لن ينفذ فى أيام عيد الفطر المبارك! ويعنى ذلك أنه إما يكون قد تم فض الاعتصام أو على الأقل بدأت عملية فضه بأى شكل، أو أن كل شىء باق على ما هو عليه إلى ما بعد عيد الفطر!
على أى حال، فإن ما يبدو حتى الآن هو أن الإخوان اختاروا فى معركتهم الراهنة مع الدولة المصرية (بل ومع الشعب المصرى!) أن يواصلوها حتى النهاية بلا أى تنازلات، غير معترفين بدلالة ومغزى الإجماع الشعبى فى 30 يونيو ضدهم، وألا يكتفوا بالاعتصام الكبير عند منطقة مسجد رابعة العدوية شرق القاهرة، وإنما أيضاً أن يكرروا هذا الاعتصام فى مناطق أخرى من القاهرة (محيط تمثال نهضة مصر بالجيزة) وغيرها من المدن الكبرى فى مصر وبهذا الاختيار يتصور الإخوان أنهم يضعون منطقة «رابعة العدوية» إلى جانب مواقع المعارك التاريخية بدءاً من غزوة بدر -كما ادعى بعض خطبائهم- وحتى حطين أو عين جالوت (!) ولكنهم بالقطع يريدونها مثل موقعة «السريدانية» -قرب القاهرة- التى وقعت منذ خمسمائة عام تقريباً (يناير 1517) بين الجيش العثمانى بقيادة سليم الأول، والجيش المصرى بقيادة السلطان المملوكى طومان باى، والتى انتهت بهزيمة طومان باى وإعدامه على باب زويلة! إننى أعلم أن هذا التشبيه به بعض المبالغة، ولكنى هنا أشير إلى سعى الإخوان، وإصرارهم فى ذلك المسعى، إلى جر الشرطة المصرية بل والجيش المصرى إلى موقعة رابعة العدوية، رافضين حتى الآن لكل جهود الوساطة «والحل السلمى»!
القضية التى أطرحها هنا تدور حول التساؤل: ما دلالة هذا الإصرار الإخوانى على الاستمرار فى «اعتصام رابعة» وغيره من الاعتصامات فى مدن مصرية أخرى؟
الدلالة الأولى المنطقية لهذا الإصرار، هو رفض الإخوان للاعتراف بهزيمتهم السياسية التى تجسدت أوضح ما تكون فى مظاهرات 26 يوليو التى خرجت لتفويض القوات المسلحة والشرطة «للقضاء على الإرهاب»، لقد استفاض زعماء الإخوان، والمتحدثون باسمهم -الذين انكشف الغطاء عن كثيرين جدد منهم- فى بيان تفسيرهم «الخاص» لتلك الحشود بدءاً من القول بأنها كانت لبضعة آلاف فقط أو أنها كانت مجرد تجمعات لفلول النظام القديم إلى من قال إنها نوع من حيل «الفوتوشوب» التى يمكن من خلالها اصطناع أو تزوير صور معينة لتوحى بإيحاءات كاذبة!
هذه الحالة الفريدة من الإنكار تكشف فى الواقع سمة سلبية لتنظيم الإخوان لا يمكن إنكارها، وهى «التصلب» وانعدام المرونة، والعجز عن رؤية حقائق الأشياء كما هى، لا كما يريدون هم، وبالتالى العجز عن التكيف مع تغيرات الواقع السياسى من حولهم، ومع ذلك يمكن تصور أن ذلك الموقف الإخوانى ربما يرجع إلى إحساس - له مبرراته بالقطع- بأن تلك المعركة -معركة رابعة- هى المعركة الأخيرة والفاصلة لهم، فإما أن «ينتصروا» فيها، ويفرضوا إرادتهم على الجيش والشعب معاً، وإما أن تكون تلك «نهاية» مؤكدة على الأقل لحقبة من تاريخهم!
ينقلنا ذلك إلى الدلالة الثانية للموقف الإخوانى يتصل مباشرة بالتساؤل السابق وهو سيادة شعور إخوانى كاسح بأن الغالبية الساحقة من الشعب المصرى معهم، وأن كل من يعارضونهم هم من «البلطجية» وفلول النظام القديم، وربما بعض السذج المخدوعين!
ولقد استمعت عصر الأحد الماضى (4 أغسطس) إلى الرسالة التى وجهها الشيخ يوسف القرضاوى من خلال قناة «الجزيرة مباشر مصر»! إلى «جميع أبناء مصر» للخروج فى تلك الليلة المباركة (ليلة القدر) مع أولادهم وأهلهم «لينضموا إلى إخوانهم فى ساحات الاعتصام» وأن ذلك الأمر سيجعل القضية «تنتهى»! مؤكداً أن «تكثير العدد» فرض عين على كل مسلم، صائحاً: اخرجوا أيها الرجال، اخرجوا أيها النساء، اخرجوا أيها الشباب»! ولم يتورع الشيخ عن أن يحرض من سماهم «الأحرار فى الجيش والشرطة» للخروج على طاعة الأوامر، مضيفاً: «أن الله سينتقم من القتلة» سينتقم الله من عبدالفتاح السيسى، ومن محمد إبراهيم، وكل من معهم من الظالمين ومن يغطون على جرائمهم»!!
وبكل صراحة، لقد شعرت بإحباط بل ومهانة بالغة عندما طالعت أنباء قرار الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر بحفظ الطلبات المقترحة لإسقاط عضوية الشيخ القرضاوى وعزله من هيئة كبار العلماء! إننى أناشد العالم الجليل د. الطيب أن يرجع إلى كلمة القرضاوى الأخيرة التى أشرت إليها، والتى أهان فيها شعب مصر، وجيش مصر، وثوار مصر، بل وأدعو رجال الأزهر المخلصين لوطنهم، وأدعو المثقفين المصريين إلى الرد على بذاءات القرضاوى، وإدانة تحريضه الرخيص على أبناء وطنه، ودعوته المقيتة للفتنة والوقيعة بين أبناء الشعب المصرى، فى واحد من أسوأ نماذج التجارة بالدين، والتلاعب السياسى المشبوه به.
والواقع أن هذه الأقوال للقرضاوى، تتسق تماماً مع ما يردده كل يوم العديد من القيادات الإخوانية والمتحالفة معها بل وتلك الشخصيات التى سبق وكانت مستترة أو متوارية وأسفرت بوضوح كامل عن وجهها الإخوانى متصورة أو متوهمة أن الغالبية العظمى من الشعب المصرى تقف فى صف «الشرعية» ضد «الانقلاب»، ولم يسأل أحد منهم نفسه: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يتحرك الشعب المصرى، بجماهيره وقواه العريضة التى يمكن أن تغرق ميادين مصر كلها إذا أرادت؟
أخيراً، فإننى أتصور أن الدلالة الثالثة أو المغزى الثالث لهذا الموقف الإخوانى المتصلب فى «رابعة» وغيرها، ترتبط باللهجة العنيفة والدموية التى يتحدث بها معتصمو رابعة ومؤيدوهم، والتى تبدو وكأنها سلوك انتحارى فى مواجهة الدولة المصرية والمجتمع المصرى! إن هذا كله يذكرنا وينبهنا -ابتداء- إلى ارتباط العنف بالدعوة الإخوانية وبالسلوك الإخوانى فى تاريخهم كله، والذين حرصوا على أن يذكرونا به وينبهونا إليه، بدءاً من التحذير «بالرش بالدم» لمن تسول لهم أنفسهم رش «الرئيس» مرسى أو إخوانه بالماء، وحتى جمع الأطفال اليتامى من الملاجئ وتسييرهم فى مقدمة مسيرات إخوانية، حاملين أكفانهم (؟!!) وقد وضعوا على رؤوسهم وصدورهم عبارة «مشروع شهيد»؟!
حقاً، لقد خاض الإخوان انتخابات نيابية ديمقراطية، وسيروا المظاهرات فى مناسبات كثيرة وهى تهتف «سلمية.. سلمية»، ولكنهم عندما فقدوا رصيدهم لدى الشعب المصرى، بعد عام من ممارسات التمكين الكارثية، عادوا ليلوحوا بالعنف والدماء، وكأنهم يقولون للمصريين: إما أن نحكمكم أو نقتلكم! ولكن هذا كله ليست له علاقة من قريب أو بعيد بالديمقراطية التى يتشدقون بها، من الذى حكم عليه الشعب بالفشل أن يخلى مكانه، عن رضا واقتناع، لمن هم أقدر على قيادة البلاد ويعود إلى مقاعد المعارضة المشروعة، تلك هى الديمقراطية إذا كانوا فعلا قابلين بها، محترمين لقواعدها وأصولها!
المقال الاصــلي
التسميات:
مقالات
7.8.13
أيها الحاج الكريم، يا من ستذهب حاجا إلى بيت الله الحرام بعد أشهر قليلة تبتغى مغفرة من الله ورضوانا، أرجو أن تتقن فى حجك تصويب الجمرات على إبليس اللعين، إذ إننى أراه مازال يتجول فى بلادنا ويقيم لنفسه القواعد، بل إنه استغل ثورات الربيع وقام بإعطاء رخصة الحكم لبعض تابعيه من شياطين الإخوان، ويقال إن إبليس اللعين صنع لنفسه كعبة هناك خلف المحيط سماها البيت الأبيض، جعل لها فروعا فى بلاد العالم يقال لها السفارات الأمريكية، وقد أذّن فى الناس بالحج إليها، فلم يذهب للحج هناك إلا فريق من الإخوان وبعض من العملاء ، ولعلنا رأينا قادة الإخوان منذ سنوات وقد ذهبوا للبيت الأبيض رجالا وركبانا من كل فج عربى عميق، كان عصام العريان يعتمر دائما بصحبة محمد عبدالقدوس فى السفارة الأمريكية، وعندما بلغ سن إقامة الفريضة ذهب إلى أمريكا يطوف حول البيت الأبيض ويسعى بين الأقانيم الأمريكية المقدسة، وكان قد أقام الفريضة من قبله الحجاج سعد الكتاتنى ومحمد مرسى وعصام الحداد وخيرت الشاطر،
وهناك نصب إبليس حجرا أسود يقال له (أوباما) تعوّد الحجيج من الإخوان تقبيله كى ينالوا البركة، لذلك من المعتاد أن ترى الأخ من هؤلاء وهو يسلم بيده على الحجر الأسود ويقوم بتقبيله من وجنتيه، فإذا عجز عن الوصول للحجر الأسود «أوباما» لكثرة زحام الحجاج حوله، فلا تثريب عليهم إن أقاموا سنة السلام عليه من بعيد ثم الاستعاضة عنه بوليم بيرنز وجون ماكين وجون كيرى، ويحكى لنا أحد الرؤساء المخلوعين تجربته فى الحج إلى البيت الأبيض، فعرفنا منه أنه كان لكى يكتمل حجه هناك فإنه كان يسعى بين البيت الأبيض والسى آى إيه، فإذا نسى فرضا من فروض الحج فعليه دم، إذ كان يقوم بذبح مائة من شعبه عند قصر الاتحادية وأمام مقر الإخوان بالمقطم ومدينة بورسعيد وغيرها.
ويقول إخوانى من الحجاج للبيت الأبيض إن حجه يختلف فهو حج «المفرد»، وفى هذا الحج عليه أن يتوجه لمقابلة السفير أو الملحق السياسى، فإن لم يجد فيكفيه مقابلة فرّاش السفارة أو السعى بين سفارة إسرائيل والسفارة الأمريكية.. أما الطواف فهو بين السفارات والاتحاد الأوروبى، وهذا فرض عين، أما زيارة رجال الرئيس المعزول فى محبسهم فهو فرض كفاية، إذا قام به الاتحاد الأوروبى أو الأفريقى سقط عن باقى الدول التابعة لأمريكا.
وبانتهاء مناسك الحج للبيت الأبيض وقتئذ ينقسم الحجيج من الإخوان إلى طائفتين أو فوجين: أما عن الفوج الأول فهو فوج الحكام، فهم يعودون إلى بلادهم كما ولدتهم أمهاتهم.. إذ إنهم سيكونون عرايا أمام شعوبهم لا يستر عوراتهم حتى ولا ورقة التوت.. إلا أن هذا كله لا يهم، فقد حصلوا على الوعود، ولكن هذه الوعود والحمد لله ذهبت أدراج الرياح، فمن حكمة الله رب العالمين أن من تاجر باسمه ليحصل على الدنيا فضحه الله فى هذه الدنيا بين الخلائق.
أما الفوج الثانى فهو فوج أعضاء مكتب الإرشاد، وعلى رأسهم عصام العريان، الذين أجهدوا أنفسهم فى الطواف حول البنتاجون، وهؤلاء مثواهم ميدان رابعة يزايدون فيه ويكذبون.
أما عن ذلك الحج التقليدى، الذى يفعله المسلمون منذ عصر النبوة، فهو لا يناسب حضرات الإخوان، إذ من الممكن أن يختلط الأمر على الحجيج أثناء الرجم فيحدث ما لا تحمد عقباه.. وكل واحد من الإخوان ينبغى أن يتريث وأن يحافظ على عقباه، ويقال إن حج الإخوان للكعبة المشرفة لا يجوز، إذ يجب أن يكون الحاج مسلما.. فمن شروط الحج الإسلام.. ومسألة إسلام الإخوان مسألة فيها نظر!
المقــال الاصــلي
ثروت الخرباوي يكتب : وللإخوان حج البيت الأبيض
أيها الحاج الكريم، يا من ستذهب حاجا إلى بيت الله الحرام بعد أشهر قليلة تبتغى مغفرة من الله ورضوانا، أرجو أن تتقن فى حجك تصويب الجمرات على إبليس اللعين، إذ إننى أراه مازال يتجول فى بلادنا ويقيم لنفسه القواعد، بل إنه استغل ثورات الربيع وقام بإعطاء رخصة الحكم لبعض تابعيه من شياطين الإخوان، ويقال إن إبليس اللعين صنع لنفسه كعبة هناك خلف المحيط سماها البيت الأبيض، جعل لها فروعا فى بلاد العالم يقال لها السفارات الأمريكية، وقد أذّن فى الناس بالحج إليها، فلم يذهب للحج هناك إلا فريق من الإخوان وبعض من العملاء ، ولعلنا رأينا قادة الإخوان منذ سنوات وقد ذهبوا للبيت الأبيض رجالا وركبانا من كل فج عربى عميق، كان عصام العريان يعتمر دائما بصحبة محمد عبدالقدوس فى السفارة الأمريكية، وعندما بلغ سن إقامة الفريضة ذهب إلى أمريكا يطوف حول البيت الأبيض ويسعى بين الأقانيم الأمريكية المقدسة، وكان قد أقام الفريضة من قبله الحجاج سعد الكتاتنى ومحمد مرسى وعصام الحداد وخيرت الشاطر،
وهناك نصب إبليس حجرا أسود يقال له (أوباما) تعوّد الحجيج من الإخوان تقبيله كى ينالوا البركة، لذلك من المعتاد أن ترى الأخ من هؤلاء وهو يسلم بيده على الحجر الأسود ويقوم بتقبيله من وجنتيه، فإذا عجز عن الوصول للحجر الأسود «أوباما» لكثرة زحام الحجاج حوله، فلا تثريب عليهم إن أقاموا سنة السلام عليه من بعيد ثم الاستعاضة عنه بوليم بيرنز وجون ماكين وجون كيرى، ويحكى لنا أحد الرؤساء المخلوعين تجربته فى الحج إلى البيت الأبيض، فعرفنا منه أنه كان لكى يكتمل حجه هناك فإنه كان يسعى بين البيت الأبيض والسى آى إيه، فإذا نسى فرضا من فروض الحج فعليه دم، إذ كان يقوم بذبح مائة من شعبه عند قصر الاتحادية وأمام مقر الإخوان بالمقطم ومدينة بورسعيد وغيرها.
ويقول إخوانى من الحجاج للبيت الأبيض إن حجه يختلف فهو حج «المفرد»، وفى هذا الحج عليه أن يتوجه لمقابلة السفير أو الملحق السياسى، فإن لم يجد فيكفيه مقابلة فرّاش السفارة أو السعى بين سفارة إسرائيل والسفارة الأمريكية.. أما الطواف فهو بين السفارات والاتحاد الأوروبى، وهذا فرض عين، أما زيارة رجال الرئيس المعزول فى محبسهم فهو فرض كفاية، إذا قام به الاتحاد الأوروبى أو الأفريقى سقط عن باقى الدول التابعة لأمريكا.
وبانتهاء مناسك الحج للبيت الأبيض وقتئذ ينقسم الحجيج من الإخوان إلى طائفتين أو فوجين: أما عن الفوج الأول فهو فوج الحكام، فهم يعودون إلى بلادهم كما ولدتهم أمهاتهم.. إذ إنهم سيكونون عرايا أمام شعوبهم لا يستر عوراتهم حتى ولا ورقة التوت.. إلا أن هذا كله لا يهم، فقد حصلوا على الوعود، ولكن هذه الوعود والحمد لله ذهبت أدراج الرياح، فمن حكمة الله رب العالمين أن من تاجر باسمه ليحصل على الدنيا فضحه الله فى هذه الدنيا بين الخلائق.
أما الفوج الثانى فهو فوج أعضاء مكتب الإرشاد، وعلى رأسهم عصام العريان، الذين أجهدوا أنفسهم فى الطواف حول البنتاجون، وهؤلاء مثواهم ميدان رابعة يزايدون فيه ويكذبون.
أما عن ذلك الحج التقليدى، الذى يفعله المسلمون منذ عصر النبوة، فهو لا يناسب حضرات الإخوان، إذ من الممكن أن يختلط الأمر على الحجيج أثناء الرجم فيحدث ما لا تحمد عقباه.. وكل واحد من الإخوان ينبغى أن يتريث وأن يحافظ على عقباه، ويقال إن حج الإخوان للكعبة المشرفة لا يجوز، إذ يجب أن يكون الحاج مسلما.. فمن شروط الحج الإسلام.. ومسألة إسلام الإخوان مسألة فيها نظر!
المقــال الاصــلي
التسميات:
مقالات
7.8.13
خرج الإخوان من المشهد السياسي في مصر، ويبدو أن تصدعات كبيرة ستطال بقية نسخ «الجماعة» في دول الربيع العربي، لكن الحنق من تجربة إخوان الجماعة الأم في مصر من قبل شرائح كثيرة من المجتمع المصري المتدين وغير المسيس يزداد بشكل تصاعدي مخيف بحيث يتجاوز في قوة ردود أفعالهم موقف خصومهم السياسيين من الأحزاب والتيارات المدنية بمختلف تنوعاتها، فهذا الغضب السياسي هو عادة ما يسلط عليه الضوء في وسائل الإعلام، بينما الغضب الشعبي الذي لا مس «الذات» القومية في أعز ما تملكه وهو هذا الحب الجارف لمفهوم «مصر» كما يتجذر في الوجدان الشعبي البسيط عمقا وضخامة ويقترب من حدود الأسطرة والشوفينية، هذا الغضب الشعبي هو الذي ينبغي أن يقرأه حزب النور بذكاء شديد، إضافة إلى شخصيات سلفية مستقلة وغير معنية بالسياسة رأت في حجم هذا الغضب من قبل عامة الناس «رسالة ما» توجب محاسبة النفس على طريقة «أنتم شهداء الله في أرضه».
الاستقواء بالخارج والتلويح بإحراق البلد، وهما بالمناسبة لم يجرؤ الرئيس السابق مبارك من قبل على طرحهما، سيزيدان من حجم الضغينة تجاه الجماعة التي صحيح جدا أنها تشكل رقما صعبا على مستوى الأحزاب الدينية والسياسية المنظمة، إلا أن ذلك التصنيف مقارنة بأحزاب أخرى لها امتداد تاريخ كالوفد أو أنشئت بعد الثورة لكنها بسبب آيديولوجيتها العلمانية لا تنافس الإخوان، لكن الإخوان أنفسهم وفقا لأكثر التقديرات تسامحا لا يتجاوزن مليوني شخص، وهو رقم كبير حزبيا لكنه صغير جدا مقارنة بحجم الشعب.
حل التنظيم بالقوة وسجن قياداتها وملاحقتها قضائيا وتهجيريها الذي يتم الإصرار عليه الآن لن يجدي شيئا، بل على العكس قد يعطي التنظيم فرصة «المظلومية السياسية» ليعيد بناء نفسه من جديد، ذلك أن الإخوان ليسوا فصيلا طارئا على المشهد ما بعد الثورة وإنما حركة سياسية متجذرة في العالم كله لأكثر من ثمانية عقود، وهو ما يفسر حجم الهلع من قبل أنصار الإخوان في الأحداث الأخيرة وتسابقهم لتصوير المشهد على أنها محرقة للإسلاميين، بالطبع يتناسى هؤلاء موقف السلفيين ومؤسسة الأزهر وباقي المنشقين على الإخوان ممن يقتسمون معهم كعكة الشرعية الدينية.
إقصاء الجماعة بالقوة أيضا سيمنحها مبررا للعنف المسلح والعودة إلى مربع «القطبية» والعزلة الشعورية والحزب السري، وهو الأمر الذي لا تحتمله وضعية البلد التي وللأسف تعاني الآن من ضربات مجموعات جهادية صغيرة في سيناء، فكيف إذا انتقلت الاضطرابات إلى وسط القاهرة والمدن الكبيرة؟
الإخوان فقدوا الشرعية الدينية ولا شك، إلا أن من المهم أن يفقدوا الشرعية السياسية، وهذا لن يتأتى بالإقصاء القسري وإنما بالقانون، فمجرد دخول حزب سياسي ديني إلى اللعبة خطأ كان يجب عدم تمريره تحت أي مبرر، ومن يرِد أن ينافس على السياسية فعليه أن يدخل إليها من أبوابها عبر أحزاب سياسية خالصة لا تستخدم منابر الجمعة والمساجد والمعونات الخيرية لكسب أصوات الناس.
والحال أن كل مبادرات التسوية الآن لحل الأزمة العالقة هي مبادرات مرحلية فقط تهدف إلى التفاوض حول الشروط في التسوية مع النظام الجديد والتفاوض على الخروج من المشهد بشكل آمن، وهذا يعني سلامة القيادات والأموال والممتلكات.المبادرات «الوقتية» يجب أن لا تغيب إيجاد صيغة حلول جذرية لعدم تكرار ثغرة دخول أحزاب شمولية تتوسل الدين لطرح نموذج سياسي بأطر ديمقراطية لكن بمضامين فاشية، وهو الأمر الذي يغيب بسبب الأزمة وما تتطلبه من تحالفات مع أحزاب أخرى ذات هيكلية سيودينية لكنها تختلف مع الإخوان.
هذه المراجعة لقانون الأحزاب يجب أن تصاغ بشكل سياسي تكاملي سواء في طريقة إجراء الانتخابات أو البرامج السياسية، ويمكن طرح هذه المضامين بطريقة غير مستفزة لتيار عريض من الشعب المصري يتحسس من ثنائية علماني / إسلامي يمكن أن يقبل بصيغة منبثقة من مفهوم المواطنة / مصر للمصريين.
الأكيد أن صورة الجيش الآن باعتباره صمام أمان للأمن القومي، الذي يحظى بثقة وحب النسبة الأكبر من الشعب المصري غير المسيس غير قواعد اللعبة السياسية لتصبح مثلثة الأضلاع ما بين جيش وحكومة ومعارضة، وهو مطالب إذا أراد أن يبقي على هذه الصورة الجديدة أن يدع الحكومة تتشكل في المرحلة القادمة بعيدا عن أي تدخل مباشر، إضافة إلى ضمانه لحق التظاهر السلمي، وهو مفهوم يجب أن يؤطر بشكل قانوني، فنقاط التفتيش وحرق المنشآت وقطع الطريق لا يمكن أن تعتبر فعالية سلمية، فالمسميات لا تغير من الحقائق.
أما بعد، ففي الصورة الأوسع يمكن القول إن الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي استطاع منذ عقود تكوين حالة دولة داخل الدول، التي يبدو أنها ستكون لب الصدام في المرحلة القادمة، كما أن من الواضح أن مصر كعادتها ستدفع الثمن أولا في التحولات الكبرى في المنطقة، ومن هنا فالإعدام السياسي ليس الحل وإنما الموت الرحيم بفعل سيادة القانون.
المقــال الأصــلي
يوسف الديني يكتب : الإخوان بين إعدام سياسي أم موت رحيم!
خرج الإخوان من المشهد السياسي في مصر، ويبدو أن تصدعات كبيرة ستطال بقية نسخ «الجماعة» في دول الربيع العربي، لكن الحنق من تجربة إخوان الجماعة الأم في مصر من قبل شرائح كثيرة من المجتمع المصري المتدين وغير المسيس يزداد بشكل تصاعدي مخيف بحيث يتجاوز في قوة ردود أفعالهم موقف خصومهم السياسيين من الأحزاب والتيارات المدنية بمختلف تنوعاتها، فهذا الغضب السياسي هو عادة ما يسلط عليه الضوء في وسائل الإعلام، بينما الغضب الشعبي الذي لا مس «الذات» القومية في أعز ما تملكه وهو هذا الحب الجارف لمفهوم «مصر» كما يتجذر في الوجدان الشعبي البسيط عمقا وضخامة ويقترب من حدود الأسطرة والشوفينية، هذا الغضب الشعبي هو الذي ينبغي أن يقرأه حزب النور بذكاء شديد، إضافة إلى شخصيات سلفية مستقلة وغير معنية بالسياسة رأت في حجم هذا الغضب من قبل عامة الناس «رسالة ما» توجب محاسبة النفس على طريقة «أنتم شهداء الله في أرضه».
الاستقواء بالخارج والتلويح بإحراق البلد، وهما بالمناسبة لم يجرؤ الرئيس السابق مبارك من قبل على طرحهما، سيزيدان من حجم الضغينة تجاه الجماعة التي صحيح جدا أنها تشكل رقما صعبا على مستوى الأحزاب الدينية والسياسية المنظمة، إلا أن ذلك التصنيف مقارنة بأحزاب أخرى لها امتداد تاريخ كالوفد أو أنشئت بعد الثورة لكنها بسبب آيديولوجيتها العلمانية لا تنافس الإخوان، لكن الإخوان أنفسهم وفقا لأكثر التقديرات تسامحا لا يتجاوزن مليوني شخص، وهو رقم كبير حزبيا لكنه صغير جدا مقارنة بحجم الشعب.
حل التنظيم بالقوة وسجن قياداتها وملاحقتها قضائيا وتهجيريها الذي يتم الإصرار عليه الآن لن يجدي شيئا، بل على العكس قد يعطي التنظيم فرصة «المظلومية السياسية» ليعيد بناء نفسه من جديد، ذلك أن الإخوان ليسوا فصيلا طارئا على المشهد ما بعد الثورة وإنما حركة سياسية متجذرة في العالم كله لأكثر من ثمانية عقود، وهو ما يفسر حجم الهلع من قبل أنصار الإخوان في الأحداث الأخيرة وتسابقهم لتصوير المشهد على أنها محرقة للإسلاميين، بالطبع يتناسى هؤلاء موقف السلفيين ومؤسسة الأزهر وباقي المنشقين على الإخوان ممن يقتسمون معهم كعكة الشرعية الدينية.
إقصاء الجماعة بالقوة أيضا سيمنحها مبررا للعنف المسلح والعودة إلى مربع «القطبية» والعزلة الشعورية والحزب السري، وهو الأمر الذي لا تحتمله وضعية البلد التي وللأسف تعاني الآن من ضربات مجموعات جهادية صغيرة في سيناء، فكيف إذا انتقلت الاضطرابات إلى وسط القاهرة والمدن الكبيرة؟
الإخوان فقدوا الشرعية الدينية ولا شك، إلا أن من المهم أن يفقدوا الشرعية السياسية، وهذا لن يتأتى بالإقصاء القسري وإنما بالقانون، فمجرد دخول حزب سياسي ديني إلى اللعبة خطأ كان يجب عدم تمريره تحت أي مبرر، ومن يرِد أن ينافس على السياسية فعليه أن يدخل إليها من أبوابها عبر أحزاب سياسية خالصة لا تستخدم منابر الجمعة والمساجد والمعونات الخيرية لكسب أصوات الناس.
والحال أن كل مبادرات التسوية الآن لحل الأزمة العالقة هي مبادرات مرحلية فقط تهدف إلى التفاوض حول الشروط في التسوية مع النظام الجديد والتفاوض على الخروج من المشهد بشكل آمن، وهذا يعني سلامة القيادات والأموال والممتلكات.المبادرات «الوقتية» يجب أن لا تغيب إيجاد صيغة حلول جذرية لعدم تكرار ثغرة دخول أحزاب شمولية تتوسل الدين لطرح نموذج سياسي بأطر ديمقراطية لكن بمضامين فاشية، وهو الأمر الذي يغيب بسبب الأزمة وما تتطلبه من تحالفات مع أحزاب أخرى ذات هيكلية سيودينية لكنها تختلف مع الإخوان.
هذه المراجعة لقانون الأحزاب يجب أن تصاغ بشكل سياسي تكاملي سواء في طريقة إجراء الانتخابات أو البرامج السياسية، ويمكن طرح هذه المضامين بطريقة غير مستفزة لتيار عريض من الشعب المصري يتحسس من ثنائية علماني / إسلامي يمكن أن يقبل بصيغة منبثقة من مفهوم المواطنة / مصر للمصريين.
الأكيد أن صورة الجيش الآن باعتباره صمام أمان للأمن القومي، الذي يحظى بثقة وحب النسبة الأكبر من الشعب المصري غير المسيس غير قواعد اللعبة السياسية لتصبح مثلثة الأضلاع ما بين جيش وحكومة ومعارضة، وهو مطالب إذا أراد أن يبقي على هذه الصورة الجديدة أن يدع الحكومة تتشكل في المرحلة القادمة بعيدا عن أي تدخل مباشر، إضافة إلى ضمانه لحق التظاهر السلمي، وهو مفهوم يجب أن يؤطر بشكل قانوني، فنقاط التفتيش وحرق المنشآت وقطع الطريق لا يمكن أن تعتبر فعالية سلمية، فالمسميات لا تغير من الحقائق.
أما بعد، ففي الصورة الأوسع يمكن القول إن الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي استطاع منذ عقود تكوين حالة دولة داخل الدول، التي يبدو أنها ستكون لب الصدام في المرحلة القادمة، كما أن من الواضح أن مصر كعادتها ستدفع الثمن أولا في التحولات الكبرى في المنطقة، ومن هنا فالإعدام السياسي ليس الحل وإنما الموت الرحيم بفعل سيادة القانون.
المقــال الأصــلي
التسميات:
مقالات
7.8.13
مدحت العدل يكتب :البرادعي.. رجل دولة أم ناشط؟
هناك على مدار التاريخ السياسى فى مصر وغيرها معارضون وناشطون سياسيون يملأون الدنيا عملا تحت الأرض وفوقها، منهم من يصل للسلطة فيتحول لرجل دولة يملأ السمع والأبصار قادر على اتخاذ القرار السليم فى الوقت السليم، ومنهم من يتعثر ويتوه فى دوامات العمل السياسى وملفاته المتعددة فيفقد البوصلة ولا يستطيع أن يملأ مكانه، ومن النوع الأول جمال عبدالناصر وأنور السادات (رغم الاختلاف الواضح بين الرجلين)، فناصر أثبت أنه معارض وناشط عظيم بحكم تأسيسه وقيادته لتنظيم الضباط الأحرار، ثم تحول إلى رجل دولة فذ- حتى على مستوى التاريخ- والسادات اختلفنا أو اتفقنا فيما ذهب إليه بعد نصر أكتوبر كان أيضا له نفس المميزات.. هذا عن النوع الأول أما النوع الثانى الذى لا يصلح رجل دولة فأصدق مثال عليه هم جماعة الإخوان المسلمين الذين عملوا تحت الأرض وفوقها، ومارسوا المعارضة الإرهابية والعنف حينا والمواءمة والمعارضة المستأنسة أحيانا أخرى طوال أكثر من ٨٠ عاما، ومثلوا دور المظلومين المفترى عليهم حتى جاءت بهم الأقدار والمؤمرات وأمريكا إلى سدة الحكم فى مصر ففشلوا فشلا غير مسبوق كرجال دولة وعلى رأسهم محمد مرسى.. والأمثلة كثيرة فى التاريخ من الناحيتين، ونعود إلى عنوان المقال والسؤال: هل الدكتور البرادعى الناشط والمعارض يصلح كرجل دولة؟؟ البرادعى - وحتى لا يزايد علينا المهووسون والدراويش - رجل فاضل له قيمته العلمية والعالمية، وتفخر به مصر كأحد أبنائها النجباء وكان له دور رائع فى تحريك المياه الراكدة قبل الثورة، ليس وحده ولكن مع مجموعة رائعة من المصريين فى حركة كفاية وغيرها، حتى قبل مجىء الرجل إلى مصر، وليس حقيقيا أنه كان المحرك الأوحد للثورة فهو أحد رموزها وليس الوحيد.. والرجل عندما نستعرض مواقفه بعد الثورة نجده يؤثر السلامة ويخشى الالتحامات والمواجهات، والبعض يسمى هذا نبلا وآخرون يسمونه سلبية وخوفا قد يكون من طبيعة شخصية الرجل الذى لا نريد تحميله بأكثر مما يحتمل.. وفى اعتقادى أن الرجل دفع دفعا- عن طريق حركة تمرد الشابة- ليجد نفسه فى الموقع الذى لا يقدر عليه، وما إن تحول من ناشط لرجل دولة حتى تعثر وأصبح غير قادر على السير بنفس سرعة وقوة وثورية من جعلوه ممثلا لهم، فالرجل طوال الوقت يتحرك ويتكلم كموظف كبير أو مصلح اجتماعى وليس ممثلا لثوار، وفى حواره الأخير للواشنطن بوست والذى أثار الكثير من الجدل انتظرت رده على منتقديه فهالنى الرد الذى لم يخرج عن اتهامهم بأنهم إما فلول حكم مبارك أو الإخوان، وهو دفاع شخصى. والرجل قد يكون منظرا جيدا يلقى المحاضرات ويعود ليجلس فى مكتبه، ولكن رجل الدولة الذى يلتحم بالشعب لا بعض النخبة فهو أبعد ما يكون عن شخصيته، وبالمناسبة هذا ليس عيبا، وأرى أن هناك تناقضا حادا بينه وبين السيسى يجعل يد الأخير مغلولة.. نحتاج للحسم الذى لا يعرفه البرادعى.
المقال الاصلي
المقال الاصلي
التسميات:
مقالات
6.8.13
ابراهيم منصور يكتب : مهزلة مفاوضات جلاء الإخوان
Written By Unknown on الثلاثاء | 6.8.13
ما يحدث فى مصر الآن مسخرة لم تحدث من قبل.. كلام عن مفاوضات مع جماعة الإخوان التى تمارس أعمالا إرهابية فى القاهرة والمحافظات.. حركت أعمال إرهابية برعايتها فى سيناء بالاعتداء على جنود الجيش والشرطة والأهالى والمستشفيات.. وأقسام الشرطة.
وفود أجنبية تزور القاهرة ليس من أجل إقامة علاقة جديدة مع نظام جديد يتشكل، وإنما تعمل لصالح الإخوان وحمايتهم والبحث عن دور لهم وخروج آمن، ولم يكن عندهم مانع من خروج محمد مرسى وعودته مرة أخرى إلى القصر الجمهورى.
إنها مهزلة..
لم يجر مثلها فى مصر حتى يوم جلاء الاحتلال الإنجليزى عن مصر.
وأكثر تدخلا فى الشأن المصرى مما جرى أيام الاحتلال.
وكأننا فى مفاوضات الجلاء.. جلاء الإخوان عن البلاد.. أى نعم كانوا يحتلون البلد.
لكن ما جرى أن الشعب خرج فى ثورة ضد الإخوان وممثلهم فى القصر الرئاسى من أجل أن يتخلصوا من حكمهم.. وقد كشف الشعب الإخوان من خلال ممارستهم السياسية وسيطرتهم على البلاد بالكذب والتضليل وجعل مصر عزبة للإخوان.. ولم يحققوا أى شىء من أهداف ثورة 25 يناير التى سطوا عليها واعتبروا أنفسهم الثوار، وهم لم يكن أبدا دعاة ثورة بل أصحاب صفقات مع أى نظام من أجل الحفاظ على «يافطة الجماعة».
ويكشفون الآن مدى الصفقات التى عقدوها مع الغرب وتحديدا أمريكا لتحقيق مصالحها ومصالح إسرائيل فى حالة وجودهم فى السلطة.. ولهذا تجد الدفاع المرير من الأمريكان على الإخوان.
فواضح أن الإخوان كانوا عملاء للأمريكان.. ولهذا يحاول الأمريكان الآن الحفاظ على الجماعة وقيادتها والتدخل بقوة لدى النظام الجديد بعد أن صاروا فى البداية على نهج الإخوان فى وصف ثورة 30 يوليو بأنها انقلاب وتهديد النظام الجديد بسحب الدعم والمعونة العسكرية لرفض الانقلاب.. لكنهم بدؤوا يكتشفون أن هناك حالة شعبية، وأن ما جرى فى 30 يونيو هى استعادة الديمقراطية التى طالب بها الشعب فى ثورته فى 25 يناير.. ولكن تحولت مع الإخوان إلى استبدادية دينية.. فبدأ التغير فى الموقف الأمريكى فى نفس الوقت حريصون فيه على الإخوان باعتبارهم عملاء يمكن الاستفادة منهم فى مراحل مختلفة.
وكانت قيادات الإخوان من اليوم الأول فى الثورة تستدعى القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا للتدخل لوقف الثورة عليهم واستعادة نفوذهم.
فالإخوان لا يهمهم شعبا خرج ضدهم وضد فاشيتهم واستبدادهم.. ولا يهتمون بالوطن.. فالوطن عندهم هم جماعة الإخوان.
لم يتوقف التدخل فى الشأن المصرى على الأمريكان فقط. فأصبحت هناك وفود أخرى تسير على النهج الأمريكى.. أوروبية يمكن إفريقية يمكن.. وعربية قطرية يمكن!!
وكل ذلك يجرى برعاية حكومية مصرية..
فى ظل أمر ينذر بفشل حكومى فى استيعاب مطالب الشعب الذى خرج ضد الإخوان.
وهو الأمر الذى يسعى من أجله الإخوان لإشغال تلك الحكومة عن إجراء أى إصلاح فى المرحلة الانتقالية، حيث تسير على منهج الفشل الذى كان عليه الإخوان، وللأسف تسير الحكومة فى هذا الطريق ولا تستطيع الحسم وتترك البلد مفتوحة لتدخلات أجنبية لصالح الإخوان.. وتبدو البلاد مكشوفة ومخترقة أمام الجميع.
فهل هانت عليهم الدولة.. كما هانت على الإخوان!
إذن لنعترف أن الإخوان كانوا يحتلون مصر..
وكان يساعدهم فى الاحتلال الأمريكان وأطراف عربية مثل قطر..
وقد استطاع الشعب الخروج ضد الإخوان فى ثورة 30 يونيو.. واستطاع عزلهم وإجلاءهم لكن الأطراف الخارجية تتدخل لصالح الإخوان والإبقاء عليهم.
ويحاولون أن ينقذوا الإخوان من الجرائم التى ارتكبوها فى حق الشعب المصرى وما زالوا يرتبكونها حتى الآن من إرهاب وترويع المواطنين وقطع الطرق وتعطيل المصالح ونشر الإرهاب فى سيناء.
كل ذلك يجرى فى ظل غياب إدارة حكومية.. وتبعية لسلطات خارجية وانشغال عن أهداف الثورة واستعادة الديمقراطية ودستور البلاد الجديد.
لقد خرج الشعب يوم 26 يوليو لتفويض الجيش والشرطة فى محاربة الإرهاب.. وليس لإجراء مفاوضات عبر وسطاء أجانب يتدخلون فى الشأن المصرى لحماية الإرهاب.
إنها مهزلة..
وإذا استمر هذا الوضع فعلى البلد السلام.
المقال الاصــلي
وفود أجنبية تزور القاهرة ليس من أجل إقامة علاقة جديدة مع نظام جديد يتشكل، وإنما تعمل لصالح الإخوان وحمايتهم والبحث عن دور لهم وخروج آمن، ولم يكن عندهم مانع من خروج محمد مرسى وعودته مرة أخرى إلى القصر الجمهورى.
إنها مهزلة..
لم يجر مثلها فى مصر حتى يوم جلاء الاحتلال الإنجليزى عن مصر.
وأكثر تدخلا فى الشأن المصرى مما جرى أيام الاحتلال.
وكأننا فى مفاوضات الجلاء.. جلاء الإخوان عن البلاد.. أى نعم كانوا يحتلون البلد.
لكن ما جرى أن الشعب خرج فى ثورة ضد الإخوان وممثلهم فى القصر الرئاسى من أجل أن يتخلصوا من حكمهم.. وقد كشف الشعب الإخوان من خلال ممارستهم السياسية وسيطرتهم على البلاد بالكذب والتضليل وجعل مصر عزبة للإخوان.. ولم يحققوا أى شىء من أهداف ثورة 25 يناير التى سطوا عليها واعتبروا أنفسهم الثوار، وهم لم يكن أبدا دعاة ثورة بل أصحاب صفقات مع أى نظام من أجل الحفاظ على «يافطة الجماعة».
ويكشفون الآن مدى الصفقات التى عقدوها مع الغرب وتحديدا أمريكا لتحقيق مصالحها ومصالح إسرائيل فى حالة وجودهم فى السلطة.. ولهذا تجد الدفاع المرير من الأمريكان على الإخوان.
فواضح أن الإخوان كانوا عملاء للأمريكان.. ولهذا يحاول الأمريكان الآن الحفاظ على الجماعة وقيادتها والتدخل بقوة لدى النظام الجديد بعد أن صاروا فى البداية على نهج الإخوان فى وصف ثورة 30 يوليو بأنها انقلاب وتهديد النظام الجديد بسحب الدعم والمعونة العسكرية لرفض الانقلاب.. لكنهم بدؤوا يكتشفون أن هناك حالة شعبية، وأن ما جرى فى 30 يونيو هى استعادة الديمقراطية التى طالب بها الشعب فى ثورته فى 25 يناير.. ولكن تحولت مع الإخوان إلى استبدادية دينية.. فبدأ التغير فى الموقف الأمريكى فى نفس الوقت حريصون فيه على الإخوان باعتبارهم عملاء يمكن الاستفادة منهم فى مراحل مختلفة.
وكانت قيادات الإخوان من اليوم الأول فى الثورة تستدعى القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا للتدخل لوقف الثورة عليهم واستعادة نفوذهم.
فالإخوان لا يهمهم شعبا خرج ضدهم وضد فاشيتهم واستبدادهم.. ولا يهتمون بالوطن.. فالوطن عندهم هم جماعة الإخوان.
لم يتوقف التدخل فى الشأن المصرى على الأمريكان فقط. فأصبحت هناك وفود أخرى تسير على النهج الأمريكى.. أوروبية يمكن إفريقية يمكن.. وعربية قطرية يمكن!!
وكل ذلك يجرى برعاية حكومية مصرية..
فى ظل أمر ينذر بفشل حكومى فى استيعاب مطالب الشعب الذى خرج ضد الإخوان.
وهو الأمر الذى يسعى من أجله الإخوان لإشغال تلك الحكومة عن إجراء أى إصلاح فى المرحلة الانتقالية، حيث تسير على منهج الفشل الذى كان عليه الإخوان، وللأسف تسير الحكومة فى هذا الطريق ولا تستطيع الحسم وتترك البلد مفتوحة لتدخلات أجنبية لصالح الإخوان.. وتبدو البلاد مكشوفة ومخترقة أمام الجميع.
فهل هانت عليهم الدولة.. كما هانت على الإخوان!
إذن لنعترف أن الإخوان كانوا يحتلون مصر..
وكان يساعدهم فى الاحتلال الأمريكان وأطراف عربية مثل قطر..
وقد استطاع الشعب الخروج ضد الإخوان فى ثورة 30 يونيو.. واستطاع عزلهم وإجلاءهم لكن الأطراف الخارجية تتدخل لصالح الإخوان والإبقاء عليهم.
ويحاولون أن ينقذوا الإخوان من الجرائم التى ارتكبوها فى حق الشعب المصرى وما زالوا يرتبكونها حتى الآن من إرهاب وترويع المواطنين وقطع الطرق وتعطيل المصالح ونشر الإرهاب فى سيناء.
كل ذلك يجرى فى ظل غياب إدارة حكومية.. وتبعية لسلطات خارجية وانشغال عن أهداف الثورة واستعادة الديمقراطية ودستور البلاد الجديد.
لقد خرج الشعب يوم 26 يوليو لتفويض الجيش والشرطة فى محاربة الإرهاب.. وليس لإجراء مفاوضات عبر وسطاء أجانب يتدخلون فى الشأن المصرى لحماية الإرهاب.
إنها مهزلة..
وإذا استمر هذا الوضع فعلى البلد السلام.
المقال الاصــلي
التسميات:
مقالات