هل سمعنا على مدى كل مراحل تاريخنا الحديث بجرائم وفظائع مثل تلك التى نراها ونكابدها فى هذه الأيام؟!
جماعة الشر السرية الفاشية وعصابات توابعها المجانين بالقسوة والتوحش والدم، أخرجهم الشعب المصرى من السلطة بقوة حشد بشرى ليس له نظير فى تاريخ هذا الوطن، وربما تاريخ الإنسانية جمعاء (أكثر من ثلاثين مليون إنسان انصهروا وتجمعوا وهتفوا بسقوط الفاشية فى وقت واحد) فماذا كان رد فعل هذه العصابات؟! لم يكتفوا بالغوص فى مستنقع الخيانة العظمى وتقبيل أقدام الكفيل الأمريكى لكى يجيش جيوشه ويقهر مصر شعبا ومجتعا ودولة على إعادتهم إلى حيث كانوا يعربدون، وإنما كذلك أطلقوا قطعانهم المسلحة البائسة خُلُقا وروحا وعقلا فى الساحات والطرقات والشوارع وراحوا يمارسون الترويع والقتل والتخريب فى طول البلاد وعرضها حتى بدا الأمر، وكأنهم شراذم من شياطين انهمكت فى سباق محموم مع الجنان الرسمى شخصيا.
لقد قال العبد لله مرارا: إن حال هذه العصابات الجوالة على شناعتها وانحطاطها بات مثيرا للشفقة أكثر مما يثير القرف والاشمئزاز، فقد تجلى حجم التشوه والدمار الذى أصاب سويتهم وأفسد فطرتهم الإنسانية وجعلهم مستلَبون ومسكونون بشتى الضلالات لدرجة الخبل والظن أن بمقدورهم إرهاب وتخويف شعب بأكمله وإجباره على النكوص والركوع والاستسلام لمشروع الفاشية والظلام والخراب المستعجل، ومن ثم إعادة «ذراعهم» الرئاسية التعبانة إلى سلطة اغتصبتها ونشلتها فى غفلة من الزمن بالكذب والزور وتلال متلتلة من البطلان!!
طبعا، مصر لم ولن تستسلم أمام كل هذا الإجرام الملامس حدود الخرافة، بل إن العكس تماما حدث، فقد زاد وتألق وعى المصريين وتفشت وتعمقت كراهيتهم واستفحل بغضهم للفاشيين المجرمين، ومن ثم تحقق ما حذر منه العبد لله مرارا وتكرارا، وهو أن الإمعان والتمادى فى الجنون الإجرامى لن يجعل جماعة الشر وأتباعها وحلفاءها المساكين فى عقولهم، يخرجون من الحكم وملعب السياسة فحسب، ولكنه سيؤدى إلى أن يصير مجرد بقائهم فى مجتمعنا أمرًا يتجاوز الصعوبة البالغة إلى المستحيل تقريبا.
ومع ذلك، ورغم مرور الأيام وتراكم التطورات والأحداث التى كان من شأنها أن تبدد الأوهام والضلالات جميعا وتقطع بأن هزيمة مصر ورجوع المجرمين لاغتصاب الحكم، يماثل تماما عشم إبليس فى التمتع بجنة رضوان، إلا أن عميان البصر والبصيرة لم يرعووا ولا قلت غباوتهم أو خفت همجيتهم، بل هاج سعارهم أكثر وأكثر واشتد توحشهم، كما بقيت حفنة «الصراصير البيضاء» وعواجيز تعفنت جثث ضمائرهم، يسبحون فى عار تقديم الدعم الدعائى الخايب للفاشيين الأشرار ضد شعبهم ووطنهم وجيشهم، واستغلوا بخفة وخسة زوايا بعض الصحف التى عششوا فيها وراحوا يبثون منها يوميا هزيانات هابطة وأكاذيب مضحكة ونصب جاهل مفضوح، من دون أن يردعهم أو يخفف من جرأتهم على الحق ارتكابات وفظائع يشيب من هولها الوالدان.
والحق أن العار نفسه يكاد ينكسف ويتوارى خجلا أمام جرائم رهيبة مروعة نفذتها شراذم الهمج الجوالة فى الدروب والميادين والشوارع وطالت حتى ساعة كتابة هذه السطور أكثر من مئة مواطن أعزل، فضلا عن العشرات من رجالنا وشبابنا فى الجيش والشرطة الذين سقطوا شهداء أو جرحى، وهم يطهرون سيناء الحبيبة من رجس شياطين الإرهاب.
لقد تنوعت فظائع هؤلاء المجرمين ما بين قتل وجرح مواطنين آمنين وعزل فى مدن وأحياء عديدة، أشهرها فى العاصمة، حى «بين السرايات» و«المنيل» وغيرهما.. وكذلك استخدام آلاف الغلابة والمعدمين كدروع بشرية مستأجرة (خصوصا فى بؤرة «رابعة العدوية») لتحقيق هدف إجرامى مزدوج، يتمثل أولا فى بناء سياج من أجساد هؤلاء الغلابة يتحصن خلفه قادة جماعة الشر الأنطاع المطلوبين للعدالة، وثانيا محاولة صنع وفبركة «صورة دموية» معدة للتصدير خارج الوطن، من خلال الزج بأناس بسطاء ومعدمين فى محارق ومعارك عبثية، ليس لها من غرض إلا تلوين لوحة الخيانة بلون دماء المساكين الأبرياء.
غير أن قدرة قطعان المسعورين على إنتاج أشنع آيات الهمجية والانحطاط، بدت بغير نهاية ولا حدود.. فمن ذا الذى كان يمكنه توقع إجرام وتوحش من نوع قيام قادة «بؤرة القذارة» المنصوبة أمام مسجد «رابعة» بتعذيب مواطنين حتى الموت (تحت المنصة التى يطلقون منها أكاذيهم وجنانهم الرسمى) على النحو الرهيب الذى تنطق به صور وشهادات بعض الضحايا وشهود عيان تحدثوا فى اليومين الماضيين للصحف ووسائل الإعلام وسجلوا وقائع وتفاصيل ما جرى فى محاضر تحقيق رسمية.
ثم.. أليس إقدام شراذم الهمج على تخريب وتدمير حديقة «الأورمان» التى كانت تضج وتزهو بنباتات نادرة وأشجار عتيقة، فيه تعبير بليغ عن طبيعة هذه الكائنات المشوهة وإشارة واضحة إلى قوة عدائها للحياة، وحجم الخطر والأذى والخراب الناجم عن استمرار وجودها فى دنيانا؟!
وأخيرا أسال: ألم يتعب الصبر نفسه من صبرنا على هؤلاء الأبالسة؟!!
المقــال الأصــلي
جماعة الشر السرية الفاشية وعصابات توابعها المجانين بالقسوة والتوحش والدم، أخرجهم الشعب المصرى من السلطة بقوة حشد بشرى ليس له نظير فى تاريخ هذا الوطن، وربما تاريخ الإنسانية جمعاء (أكثر من ثلاثين مليون إنسان انصهروا وتجمعوا وهتفوا بسقوط الفاشية فى وقت واحد) فماذا كان رد فعل هذه العصابات؟! لم يكتفوا بالغوص فى مستنقع الخيانة العظمى وتقبيل أقدام الكفيل الأمريكى لكى يجيش جيوشه ويقهر مصر شعبا ومجتعا ودولة على إعادتهم إلى حيث كانوا يعربدون، وإنما كذلك أطلقوا قطعانهم المسلحة البائسة خُلُقا وروحا وعقلا فى الساحات والطرقات والشوارع وراحوا يمارسون الترويع والقتل والتخريب فى طول البلاد وعرضها حتى بدا الأمر، وكأنهم شراذم من شياطين انهمكت فى سباق محموم مع الجنان الرسمى شخصيا.
لقد قال العبد لله مرارا: إن حال هذه العصابات الجوالة على شناعتها وانحطاطها بات مثيرا للشفقة أكثر مما يثير القرف والاشمئزاز، فقد تجلى حجم التشوه والدمار الذى أصاب سويتهم وأفسد فطرتهم الإنسانية وجعلهم مستلَبون ومسكونون بشتى الضلالات لدرجة الخبل والظن أن بمقدورهم إرهاب وتخويف شعب بأكمله وإجباره على النكوص والركوع والاستسلام لمشروع الفاشية والظلام والخراب المستعجل، ومن ثم إعادة «ذراعهم» الرئاسية التعبانة إلى سلطة اغتصبتها ونشلتها فى غفلة من الزمن بالكذب والزور وتلال متلتلة من البطلان!!
طبعا، مصر لم ولن تستسلم أمام كل هذا الإجرام الملامس حدود الخرافة، بل إن العكس تماما حدث، فقد زاد وتألق وعى المصريين وتفشت وتعمقت كراهيتهم واستفحل بغضهم للفاشيين المجرمين، ومن ثم تحقق ما حذر منه العبد لله مرارا وتكرارا، وهو أن الإمعان والتمادى فى الجنون الإجرامى لن يجعل جماعة الشر وأتباعها وحلفاءها المساكين فى عقولهم، يخرجون من الحكم وملعب السياسة فحسب، ولكنه سيؤدى إلى أن يصير مجرد بقائهم فى مجتمعنا أمرًا يتجاوز الصعوبة البالغة إلى المستحيل تقريبا.
ومع ذلك، ورغم مرور الأيام وتراكم التطورات والأحداث التى كان من شأنها أن تبدد الأوهام والضلالات جميعا وتقطع بأن هزيمة مصر ورجوع المجرمين لاغتصاب الحكم، يماثل تماما عشم إبليس فى التمتع بجنة رضوان، إلا أن عميان البصر والبصيرة لم يرعووا ولا قلت غباوتهم أو خفت همجيتهم، بل هاج سعارهم أكثر وأكثر واشتد توحشهم، كما بقيت حفنة «الصراصير البيضاء» وعواجيز تعفنت جثث ضمائرهم، يسبحون فى عار تقديم الدعم الدعائى الخايب للفاشيين الأشرار ضد شعبهم ووطنهم وجيشهم، واستغلوا بخفة وخسة زوايا بعض الصحف التى عششوا فيها وراحوا يبثون منها يوميا هزيانات هابطة وأكاذيب مضحكة ونصب جاهل مفضوح، من دون أن يردعهم أو يخفف من جرأتهم على الحق ارتكابات وفظائع يشيب من هولها الوالدان.
والحق أن العار نفسه يكاد ينكسف ويتوارى خجلا أمام جرائم رهيبة مروعة نفذتها شراذم الهمج الجوالة فى الدروب والميادين والشوارع وطالت حتى ساعة كتابة هذه السطور أكثر من مئة مواطن أعزل، فضلا عن العشرات من رجالنا وشبابنا فى الجيش والشرطة الذين سقطوا شهداء أو جرحى، وهم يطهرون سيناء الحبيبة من رجس شياطين الإرهاب.
لقد تنوعت فظائع هؤلاء المجرمين ما بين قتل وجرح مواطنين آمنين وعزل فى مدن وأحياء عديدة، أشهرها فى العاصمة، حى «بين السرايات» و«المنيل» وغيرهما.. وكذلك استخدام آلاف الغلابة والمعدمين كدروع بشرية مستأجرة (خصوصا فى بؤرة «رابعة العدوية») لتحقيق هدف إجرامى مزدوج، يتمثل أولا فى بناء سياج من أجساد هؤلاء الغلابة يتحصن خلفه قادة جماعة الشر الأنطاع المطلوبين للعدالة، وثانيا محاولة صنع وفبركة «صورة دموية» معدة للتصدير خارج الوطن، من خلال الزج بأناس بسطاء ومعدمين فى محارق ومعارك عبثية، ليس لها من غرض إلا تلوين لوحة الخيانة بلون دماء المساكين الأبرياء.
غير أن قدرة قطعان المسعورين على إنتاج أشنع آيات الهمجية والانحطاط، بدت بغير نهاية ولا حدود.. فمن ذا الذى كان يمكنه توقع إجرام وتوحش من نوع قيام قادة «بؤرة القذارة» المنصوبة أمام مسجد «رابعة» بتعذيب مواطنين حتى الموت (تحت المنصة التى يطلقون منها أكاذيهم وجنانهم الرسمى) على النحو الرهيب الذى تنطق به صور وشهادات بعض الضحايا وشهود عيان تحدثوا فى اليومين الماضيين للصحف ووسائل الإعلام وسجلوا وقائع وتفاصيل ما جرى فى محاضر تحقيق رسمية.
ثم.. أليس إقدام شراذم الهمج على تخريب وتدمير حديقة «الأورمان» التى كانت تضج وتزهو بنباتات نادرة وأشجار عتيقة، فيه تعبير بليغ عن طبيعة هذه الكائنات المشوهة وإشارة واضحة إلى قوة عدائها للحياة، وحجم الخطر والأذى والخراب الناجم عن استمرار وجودها فى دنيانا؟!
وأخيرا أسال: ألم يتعب الصبر نفسه من صبرنا على هؤلاء الأبالسة؟!!
المقــال الأصــلي
إرسال تعليق