لم يدرك قادة جماعة الإخوان ومناصروهم أن المشكلة ليست مع المعارضة، وإنما فى معتقداتهم أن مصر وسية لكل من يعتلى الحكم، وأن المصريين سوف يرتضون سياسة الأمر الواقع، ومن السهل على هذه الجماعة تغيير هويتهم وثقافتهم باسم الدين وأصبح إحساس هذه الجماعة أن هذا الغليان مجرد مؤامرة من أناس طامعين فى الحكم، وصدقوا هذا الشعور دون التفكير فى أى حل لإزالة هذا الغليان الذى سوف يؤدى بالتأكيد إلى ثورة شعب خرج بالملايين ثائراً من أجل تغيير هوية وثقافة وحضارة ٧٠٠٠ سنة، ليس من أجل فصيل أو تيار هذا وذاك. والغريب أنهم مستمرون فى غبائهم وعنادهم وأنهم يستطيعون أن يتجاهلوا الملايين من الشعب المصرى الذين خرجوا من كل الأطياف والفئات تنادى بسقوط هذا النظام الذى كان يعمل لصالح فصيل واحد واعتقدوا أنه الشعب المصرى، ولعبوا على وتر أن هذا الشعب مسالم يهوى الاستقرار ويعشق التدين وأنهم مسيطرون من الناحية الدعوية، ولكن للأسف لم يدركوا أن هذا الشعب متدين بالفطرة ويعشق الحياة وله عاداته وتقاليده وأخلاقياته المكتسبة من الأديان ومن حضارته. واستمرارا لمسلسل الغباء أعلنوا تهديدهم بقفل الشوارع وتدمير المنشآت العامة. والآن لا بد من مراجعة النفس بعد أن تصدى لهم أبناء مصر فى شارع رمسيس وهم معظمهم من الباعة الجائلين الذين يدافعون عن رزقهم وحياتهم من قبل جماعة تروع الناس الآمنين من البسطاء بعد الإفطار. إذن لا بد من الوضوح أن الذين تصدوا لهؤلاء ليسوا بلطجية أو مأجورين كما يريدون إيهام أنصارهم بذلك. لا بد أن يفهم قادة الجماعة أن خلع مرسى إرادة شعبية خرج من أجلها ٣٠ مليون مواطن مصرى من كل أطياف الشعب وهذه هى الحقيقة، وكفاهم بث أفكار مغلوطة فى عقول البسطاء من المعتصمين فى رابعة أن هذا انقلاب عسكرى على الشرعية وأن أنصار مبارك لهم يد فى خروج هذا الشعب العظيم (كانوا عرفوا ينفعوا نفسهم فى ٢٥ يناير) كلام مغلوط ما هو إلا تأثير على عقول البسطاء والثائرين بهذه العبارات.وليعلم الجميع أن الجيش المصرى العظيم انصاع لإرادة شعب وحمى مصر من اندلاع حرب أهلية بغباء نظام فاشل أعطى له الشعب وجيشه أكثر من فرصة لتصحيح المسار ولم يستجب واحتمى بوعود الأمريكان ولم يدرك أنه بهذا التفتيت والانقسامات يحقق مصالح الأمريكان التى تسعى بكل الطرق لتحقيق مشروعها فى الشرق الأوسط بعد قضائها على العراق ومساعدتها لتدمير سوريا والتقسيم الذى حدث فى السودان، والآن تلعب داخل مصر بتغيير هويتها ووحدتها وهى لا تعلم أن مصر بأهلها تختلف عن الدنيا كلها وأن من يستهدف مصر يكون فى مزبلة التاريخ وأننا لا نسمح أبدا بالتنازل عن حبة رمل من سيناء التى سالت من أجلها الدماء المصرية الزكية لتحقيق آمال إسرائيل فى عمل سيناء دولة للفلسطينيين. ولذلك من الغباء أن تستنزف الجماعة ما تبقى لها من رصيد ضئيل عند الشعب المصرى الذى عرف هذه الجماعة على أنها جماعة دعوية تدعو إلى الدين الإسلامى السمح. الآن تدعو إلى العنف وعرقلة عملية التحول الديمقراطى من أجل شرعية رئيس فقد شرعيته من أول الإعلان الدستورى الذى انتهك فيه كل مؤسسات الدولة، وحصن قراراته لتمكين جماعته على حساب هذا الشعب العظيم، وما زال سيناريو الغباء مستمرا فى إعلان قيادات الإخوان أن عمليات الإرهاب فى سيناء ستستمر إذا لم يعد الرئيس، معنى هذا أن الجماعات الإرهابية فى سيناء تابعة للإخوان، كان الشعب المصرى لا بد أن يرضخ للابتزاز ويتهاون فى هذه الجريمة، وكأننا لا نمتلك من القوة ما يجعلنا قادرين على ردعها. إن مصر تمتلك جيشا عظيما (خير أجناد الأرض) ويمتلكون من القوة والصلابة ما يجعل مصر آمنة مستقرة بفضل أبنائها من القوات المسلحة.. عاشت مصر حرة قوية.
المقــال الاصلي
إرسال تعليق