عادت الاحتجاجات إلى قلب أكبر المدن التركية، وأدت إلى اشتباكات بين قوات مكافحة الشغب ومجموعات صغيرة من المتظاهرين، استخدمت خلالها القنابل المسيلة للدموع لتفريق معارضي الحكومة من ضاحية بايوغلو.
وباتت الضاحية شبيهة بميداني التحرير ورابعة العدوية في القاهرة، حيث تشهد عمليا كل نهاية أسبوع، منذ شهر تقريبا، توافد المحتجين للتنديد بسياسة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان.
وفي نهاية الأسبوعين الماضيين، غطت سحابة الدخان الكثيف شارع الاستقلال الذي شهد عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وتدهور الوضع مساء السبت عندما عمدت قوات الأمن إلى إغلاق مداخل حديقة جيزي.
وحوّلت بلدية اسطنبول الحديقة الآن إلى مكان للإفطار المجاني الذي تشارك فيه عدة أسر على ضوء الغروب وفي أجواء موسيقية.
وفي غضون الأسبوع الماضي، ألقت الشرطة القبض على 30 شخصا على علاقة بالاحتجاجات التي اندلعت على خلفية الحديقة.
واعتبر إردوغان أن الأمر أكبر من مجرد احتجاجات على مشروع حكومي وإنما هو جزء من مؤامرة أكبر تهدف إلى الإطاحة بحكومته المنتخبة ديمقراطيا.
وفي إفطار شارك فيه، قال إردوغان للصحفيين "هؤلاء ومن يقف وراءهم يعتقدون أنّه لن يكون أي رد عليهم. إنهم على خطأ."
وادعى إردوغان أن عزل محمد مرسي في مصر، هو بكيفية أو بأخرى، على علاقة بالأحداث التي تشهدها بلاده.
وأضاف "الشعب المصري لم يبق صامتا. لقد خرجوا إلى الشوارع وسألوا عن مصير أصواتهم وهؤلاء الذين حضروا إلى جيزي يعتقدون أنهم يمثلون كل الشعب التركي."
وكثيرا ما اتهم إردوغان الحكومات الغربية بانتهاج خطاب مزدوج عندما يتعلق الأمر بالديمقراطية، برفضها وصف ما حدث في مصر بالانقلاب.
غير أن تسامح الزعيم التركي مع أي تظاهرة معارضة له يبدو ضعيفا.
ونقلت صحف محلية عنه تنديده في الآونة الأخيرة "بقرقعة القدور والأواني" في إشارة إلى استخدام متظاهرين ذلك الأسلوب.
وقال للصحفيين في إفطار آخر "القدور والأواني... هذا أمر غير قانوني. لا علاقة لذلك بالحرية وعلى العكس من ذلك إنها تحد من حرية الآخرين بإقلالها راحتهم."
إرسال تعليق