رأت مجلة "نيو يوركر" الأمريكية أن الخيار الوحيد الباقي أمام قادة جماعة "الإخوان" هو الاستسلام والاعتراف بالواقع, مؤكدة خلو جعبتهم إلا من القليل من أوراق المساومة.
واعتبرت - في تعليق على موقعها الإلكتروني الجمعة - إعلان الرئيس الموقت عدلي منصور الأربعاء عن انتهاء مرحلة الجهود الدبلوماسية بمثابة إخلاء طرف الجهات الساعية إلى تحقيق تسوية أو إبرام اتفاق, قائلة إنه ليس ثمة مجال للدهشة من عدم التوصل إلى أية تسوية مع جماعة "الإخوان".
ورأت المجلة في بيان منصور, الذي حمل فيه الجماعة مسئولية فشل الجهود وما قد يستتبعه ذلك بدوره, تلويحا بأن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد في أغلب الظن فض اعتصامات الإخوان بالقوة بما يعني مزيدا من الدماء.
وعلى الرغم من ذلك, رصدت المجلة احتشاد أنصار الجماعة مرة أخرى الجمعة.
ونوهت "نيو يوركر" عن طول العداء تاريخيا بين جماعة "الإخوان" والمؤسسة العسكرية المصرية; حيث تنظر الأخيرة "للاخوان" على أنها الدخيل والمنافس الضئيل المحسوب على التيار الإسلامي, وفي المقابل تنظر جماعة "الإخوان" للمؤسسة العسكرية باعتبارها مثلا للدولة العميقة.
ورصدت المجلة تصدر جماعة "الإخوان" منذ تأسيسها عام 1928 كافة مشاهد التغيير السياسي وخروجها خاسرة في كافة هذه المشاهد تقريبا. ولفتت إلى أن العلاقة بين المؤسسة العسكرية و "الإخوان" كانت دائما أشبه بالباب الدوار أو المسحور, مشيرة إلى أن فترات التقارب أو التفاوض دائما ما أعقبتها حملات قمعية واعتقالات.
ولفتت إلى أن السجن كان مكان قادة "الإخوان" أثناء الأيام الثمانية عشر التي سقط خلالها نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك, مشيرة إلى أنه رغم أن هؤلاء القادة كانوا هاربين إبان تلك الأيام من السجن, إلا أن الجيش تفاوض معهم, منوهة في هذا الصدد عن أن هذا الهروب من السجن هو الآن موضوع تحقيق جنائي ضد الرئيس المعزول محمد مرسي.
وعلى الجانب الآخر رصدت المجلة الأمريكية استمرار جماعة "الإخوان" إبان الفوضى التي أعقبت سقوط مبارك في عقد صفقات خلف الكواليس, مشيرة إلى أنها استخدمت انتصاراتها في عمليات الاقتراع كآداة نفوذ في تلك الصفقات, مؤكدة أن الجماعة لم تمتزج أو تتوحد أبدا مع الثوار في الشوارع.
ورأت "نيو يوركر" أنه إذا كانت جماعة "الإخوان" محقة في إدانة التدخل العسكري لعزل مرسي واتهام بقايا نظام مبارك "الفلول" بالعمل على إفشال الرئاسة والادعاء بوقوف رجال الأعمال وراء أزمة الوقود, فإنها لا تستطيع إنكار فشلها الذريع حين اعتمدت على تصورها الخاص للإسلام كمنهج في الحكم دون التطرق نهائيا إلى انتهاج أية رؤية سياسية.
وقالت المجلة الأمريكية إن غياب الرؤية جعل مرسي- رجل الكواليس الذي يفتقر إلى الكاريزما- يبدو نسخة كربونية من مبارك.
وعلى الرغم من قدوم مرسي عبر الانتخابات الديمقراطية إلا أن مصر استمرت في ثورة, بحسب المجلة التي عزت ذلك إلى أن تطلعات الناس إلى العدل والنزاهة الحكومية وإصلاح مؤسستي القضاء والشرطة والعدالة الاجتماعية لم تشهد بداية لتلبيتها.
ورصدت "نيو يوركر" ما يتمتع به وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي من دعم مالي من قبل دول الخليج ومن شعبية في الشوارع المصرية بين من يرحبون بوعوده بإعادة الانطلاق من جديد في عملية التغيير السياسية التي تعثرت فيما بعد سقوط مبارك.
واختتمت المجلة تعليقها بالقول إنه على الرغم من أن جماعة "الإخوان" ربحت الصندوق إلا أنها خرجت في نهاية الأمر كالعادة خاسرة.
إرسال تعليق