» » كمال الهلباوي يكتب :الرئيس محمد الثالث وتحرير القدس

كمال الهلباوي يكتب :الرئيس محمد الثالث وتحرير القدس

Written By Unknown on الخميس | 30.5.13

أثارت تصريحات د. عبدالرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، بشأن تنبؤات الحاخام اليهودى عن تحرير القدس على يد الرئيس محمد الثالث، أى محمد مرسى، استهجاناً من ناحية البعض وأملاً عريضاً عند البعض، رغم أهمية الموضوع. بصرف النظر عن تلك التنبؤات، الدكتور البر داعية بارع، ولكن علينا أن نذكِّر لأن الذكرى تنفع المؤمنين كما جاء فى القرآن الكريم، ولا ينبغى للدعاة، على الأقل، فضلاً عن جميع المؤمنين أن يقولوا ما يقوله المنجمون، ويردده الجهلاء، ويصدقه البلهاء، خصوصاً فى مسألة حساسة مثل تحرير القدس. قد يصدّق بعضهم من السذج والبسطاء النبوءات، لأنه فى مشكل حياتية أو أسرية أو مرضية، طلباً لحل تلك المشكلة، كما يقول المثل المصرى: «الغريق يتعلق بقشة». وقد يتعلق هذا الأمر أيضاً بالأمل البعيد فى تصديق النبوءة، ما يعطى الإنسان راحة وأملاً. والدكتور البر يعلم يقينا نهى المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عن تصديق العرافين لأنهم كذابون وإن صدقوا فى بعض النبوءات.
ولكن تصريحات د. البر أثارت موضوعاً فى غاية الحساسية، وهو ضرورة السعى لتحرير المقدسات المحتلة. هناك مجموعة من الأسئلة تتعلق بهذه القضية يجب البحث عن إجابات لها، وهناك طريق واضح لتحقيق هذا الحلم أو الأمل، وكثير من الأحلام الكبيرة تتحقق ولكن باتخاذ الخطوات وإعداد العدة وانتهاز الظروف المناسبة لتحقيق هذا الحلم، الأسئلة التى ترد فى هذا المقام عديدة، وأولها: هل نحن الذين عناهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى الحديث المشهور «تقاتلون اليهود...»؟ وهل نحن الذين سينادى عليهم الحجر والشجر قائلاً: «يا عبدالله، هذا يهودى ورائى تعالَ فاقتله»؟ هل يمكن أن يتم تحرير القدس والأمة العربية والإسلامية منقسمة على هذا الحال الذى نراه؟ وهل يمكن ذلك فى ضوء انقسامات الأوطان، كما هو انقسام المجتمع المصرى حاليا؟ وهل يستطيع مرسى أن يحرر القدس بعد أن اعترف علناً وأقر باحترام اتفاقية العار التى تسمى اتفاقية السلام، وبعد أن تراجع عن كلام له بشأن اليهود عندما كان فى المعارضة، وهو كلام صحيح مبنى على آيات من القرآن الكريم؟ علماً بأن تراجعه هذا ليس عودة إلى الحق، والبر يعلم ذلك ومرسى نفسه يعلم ذلك، ولكن كان استجابة سياسية للضغوط الأمريكية والصهيونية. هل يستطيع مرسى تحرير القدس وهو يستورد أسلحة من أمريكا، ويتم تدريب بعض القيادات العسكرية فى المدارس الأمريكية؟ لماذا كتب مرسى تلك الرسالة المشينة لبيريز صديقه العزيز أو الوفى؟ وهل يمكن تحرير القدس فى ضوء الفتن التى تتعرض لها الأمة ومنها فتنة التكفير له وللإخوان جميعاً من بعض المتشردين المنتشرين اليوم فى سيناء والواحات والصحراء الغربية وبعض القرى والمدن؟ هناك فتن أخرى ينبغى القضاء عليها أو التخلص منها كضرورة لتحرير القدس، وفى مقدمتها فتنة التخلف التى قد لا يراها البعض وفتنة الوهن، كما قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، والوهن هو حب الدنيا وكراهية الموت.
وهناك فتنة السنة والشيعة، رغم أن الشيعة اليوم وبالأمس ومنذ أن قامت ثورتهم العظيمة هم الذين ينادون بزوال إسرائيل، ويحتفلون ويذكّرون بيوم القدس عالمياً فى آخر جمعة من رمضان سنوياً، ولا يشارك معهم أهل السنة بسبب الفتنة الطائفية إلا قليلاً، رغم أن الأمر يتعلق بتحرير القدس وليس لصراع المذاهب بهذا الواجب دخل. هل يمكن تحرير القدس ونحن نمد أيدينا إلى صندوق النقد الدولى وشروط وهيمنة الأمريكان عليه؟ وهل يمكن أن نسعى فى تحرير القدس فى ضوء حركات مثل «تمرد» و«تفرد» أو «تجرد»؛ حركات لتحقيق أهداف سياسية، أو فى ضوء المظاهرات والمليونيات والاعتصامات وأزمات البترول والكهرباء والخبز؟
إن تحرير القدس واجب وشرف لمن يفكر ويسعى فى هذا الأمر، يقول الله (تبارك وتعالى) فى سورة الإسراء: «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا»، ويقول الله (تعالى): «وإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا»؛ فنحن فى حاجة إلى أن نكون عباداً لله لا نهاب إلا الله تعالى ولا نخشى آن باترسون ولا كيرى ولا أوباما ولا مكين ولا بيريز ولا غيرهم. العبودية الحقة لله (تعالى) تعنى تحرير الإنسان من كل هيمنة وسيطرة وعبودية أخرى لغير الله (تعالى)، وعلينا أن نتعلم كيف نجوس خلال الديار حتى يتحقق الوعد الربانى.
كلنا نتمنى أن تحرر المقدسات، كل المقدسات، حررها محمد الثالث أو الرابع أو العاشر، ولكن وأخيراً من هذه الأسئلة: هل تتحرر المقدسات خصوصاً القدس فى ضوء ما يحدث فى سوريا اليوم، وانتظار القرار الدولى بشأنها؟ وهل تتحرر القدس فى ضوء القواعد العسكرية الأمريكية فى الخليج والعالم العربى والإسلامى؟ يحتاج أمر تحرير القدس إلى إجابات عن هذه الأسئلة، وعلاج ما هو شائن منها، والتركيز على ما يعين فى عملية تحرير القدس، وتحتاج بالضرورة إلى وقت وإعداد وعمل أكبر من تحرير الجنود السبعة الذين اختطفهم الإرهاب، واستغرق تحريرهم أسبوعاً تقريباً.
والله الموفق

المقال الاصلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes