» » محمد البرغوثي يكتب : «لا للعنف».. نعم للقتل

محمد البرغوثي يكتب : «لا للعنف».. نعم للقتل

Written By Unknown on السبت | 22.6.13

لا تمر ساعة من ساعات هذه الأيام المشحونة بالقلق والانتظار دون أن أشعر بانقباض شديد خوفاً على أحوال البلاد والعباد، وهلعاً من مصير مؤلم قد ننزلق إليه، تراق فيه دماء وتزهق فيه أرواح، وننجرف جميعاً إلى دوامة العنف العشوائى المجنون، ولا تكاد تمر ساعة واحدة دون أن أطرح على نفسى هذا السؤال: أليس هناك طريق آخر للتوافق الوطنى على حل سياسى شامل ينجينا من هذا الكابوس المحدق بنا؟ ولا أخفى على أحد -رغم كرهى لحكم الإخوان- أن السؤال الذى أطرحه على نفسى ينطوى على نوع من التراضى حول استمرار الرئيس محمد مرسى فى الحكم حتى يكمل دورته الأولى التى تنتهى بعد 3 سنوات.. ولكن ضمن مشاركة حقيقية وحراسة فاعلة لأدائه وقراراته من القوى المدنية والوطنية.
إن طرحاً كهذا الطرح لا بد أنه يصدم كثيرين، خصوصاً من القوى الثائرة التى لم تعد تطيق مجرد التفكير فى أى حل آخر غير الإطاحة بالرئيس مرسى والإمساك به وبأسياده فى مكتب الإرشاد وتقديمهم إلى محاكمة عادلة وناجزة، ورغم معرفتى بحجم الصدمة ومشروعيتها أيضاً، فإننى كثيراً ما أراهن على أن الثوار الحقيقيين هم الأكثر رحمة بهذا البلد والأكثر حرصاً على أمن وأمان المواطنين، بل إنهم الأكثر إيماناً وتطبيقاً للقاعدة الفقهية الإسلامية التى تذهب إلى أن «دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة».
وقد حدث أيضاً أن فكرت أكثر من مرة فى تبنى هذا الطرح، واللجوء إلى زملائى فى البرامج التليفزيونية واسعة الانتشار للتحاور حوله، تمهيداً لتشكيل رأى عام ضاغط، أتصور أنه فى أشد الاحتياج إلى «خروج آمن للوطن كله» من مصير مجهول قد يكون كارثياً، وأن هذا الرأى العام، مهما كان كارهاً للإخوان، لن يبخل عليهم بفرصة أخيرة قد تنصلح بها أحوالهم، وقد يتخلون تحت ضغط الخوف على حاضرهم ومستقبلهم عن نقائص الكذب والغدر والتلفيق والتمكين والقتل الممنهج والمدبر للثوار.
والمذهل أن نيتى الصادقة فى تبنى هذا الطرح وإخراجه للعلن ظلت خلال الأسابيع الماضية تتعرض لضربات متتالية، عنيفة وجنونية، ليس من كارهى الإخوان، لكن كل الضربات التى قوّضت هذه النية وأفسدت هذا الطرح العقلانى توالت من الإخوان وأنصارهم، بإصرارهم أكثر من أى وقت مضى على الاستفحال فى الكذب والغدر والتمكين للفشل، وبالتمادى المجنون فى تكفير المعارضين وإباحة قتل المطالبين برحيل «مرسى»، واحتشادهم أمس أمام جامع «رابعة» فى تظاهرة تحت عنوان «لا للعنف»، جاءت بعد ساعات من إفتاء أحد الأعضاء المؤسسين للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التى يسيطر عليها خيرت الشاطر، بوجوب قتل المتظاهرين فى 30 يونيو.
لا للعنف.. ونعم للقتل، لا للتظاهر ضد «مرسى».. ونعم للاحتشاد والتظاهر من أجل مصلحة إسرائيل وأمريكا فى تدمير سوريا.. نعم لقتل جنودنا وضباطنا وحبس وتشريد وتعذيب الناشطين فى سجون مكتب الإرشاد.. ولا للخروج على الحاكم حتى لو كان ظالماً، هذا هو مشروع الإخوان ولا مشروع لديهم غيره.. والمحصلة التى انتهيت إليها وأقولها راضياً ومطمئناً: لا مستقبل لهذا البلد.. ولا أمن ولا أمان لمواطنيه ما ظل الإخوان فى الحكم.
إن الثورة على هذا الحكم الفاشل الكاذب المستبيح لكل الحرمات هى قمة الإيمان بالله، سبحانه وتعالى، وهى الشرط الأول لإنقاذ الوطن من مصير مهلك ينتظره على أيدى المحفل الماسونى الغامض


 .

شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes