يا الله.. هل جاءكم النبأ اليقين بالخراب المستعجل؟! وحش الطائفية المرعب الذى استدعته، بل خلَّقته واصطنعته جماعة الشر السرية وعصابات الأوباش القتلة المتحالفة معها، ها هو قد بدأ بالفعل نشاطه وانطلق يعربد ويمزق بقسوة نسيج الوطن ويغرق أهله فى بحور الدم.
آدى آخرتها.. جريمة رهيبة، أكاد أجزم بأن التاريخ الطويل لهذا البلد لم يشهد مثيلا لها.. المسلم يقتل مواطنه وأخاه المسلم ويسحله ويمثل بجثته، لا لسبب إلا لأن المجرمين الأشرار شوَّهوا فطرة القاتل المسكين ومسخوا روحه ودسَّوا فى رأسه سمًّا عقليا زعافا خلاصة مادته الفعالة أن خلق الله ليسوا سواسية وإنما هم مميزون بعضهم عن بعض ليس بالصلاح والأخلاق والتقوى وإنما بنوع مذهبه وعقيدته الدينية!!
إن مقتلة قرية «زاوية مسلم» البشعة المفرطة التى راح ضحيتها 4 مواطنين أبرياء كل جريرتهم أن أمراء الإرهاب الخارجين من ظلام مغارات الجاهلية يتهمونهم بأنهم يدينون بدين الإسلام ولكن على مذهب شيعة علِىّ (كرم الله وجهه) مسلمو علِى.. هل سمعتم من قبل بعار وشنار وجنون مثل هذا؟!!! هل عرفتم الآن عاقبة ترك شياطين الجهالة تسرح وتمرح فى أحشاء الوطن وتركب بوسخها على كراسى الحكم؟!
ثم قولوا لى بالله عليكم، ماذا يفعل المواطن المصرى المسيحى الديانة وهو يرى أن دم أخيه المسلم لم يعد حرامًا ولا معصوما أو محميًّا من الهدر لمجرد اختلاف المذهب؟ أليس حقا لهذا المواطن أن يسأل: كيف أأمن على نفسى وعرضى ودمى وعيالى فى وطن صار خرابة تحكمها وترعى بين جناباتها عصابات مجرمة لا ضمير لها ولا خلاق ولا حس أو عقل؟!
لقد كتب العبد لله ألف مرة ما معناه أن جماعة الشر السرية الفاشية التى تمارس حاليا سطوا مسلحا على مصر دولة ومجتمعا، هى خطر وجودى حقيقى لا يحتمل صده والخلاص منه الانتظار ولو ساعة واحدة، فكل دقيقة تمر علينا وهى راقدة فوق أنفاسنا تبعدنا عن السلامة وتقربنا أكثر من الاندحار والاندثار.. لهذا سأترك ما تبقى من مساحة هذه الزاوية لسطور نشرتها هنا الأسبوع الماضى، بعد فضيحة اجتماع «شياطين الطائفية» فى الصالة المغطاة تحت قيادة «ذراعهم الرئاسية» البائسة، وقبل أيام من التظاهرة التى نظمها هؤلاء الشياطين أنفسهم فى العراء أمام مسجد رابعة العدوية، حيث استكملوا هناك الفضيحة.. قلت يومها:
«.. ربما يكون مفيدا تذكير من يستحقون الذكرى بأن آخر مؤتمر لحزب المخلوع أفندى وولده كان مقره الصالة المغطاة فى استاد ناصر، ثم بعد ذلك تبخر الحزب وتوزعت عصابته القيادية ما بين ظلامين: ظلام السجن، وظلام النسيان من بعد الاندحار!!
والحال أن جماعة الشر السرية التى ترقد حاليا على قلوبنا بعدما نشلت ثورة المصريين وورثت من المخلوع حكم البلاد متوسلة بالكذب والخداع والبطلان لتستكمل بغشم وجلافه مشروع الخراب الشامل، يبدو الآن بوضوح أنها تستعجل قضاها وتستدعى كل إشارات النهاية المحتومة ومنها (مثلا) اختيار هذه الصالة المغطاة نفسها لكى تأكل حضرتها بين جنباتها «العشاء الأخير» مع قطعان أتباعها وعواجيز القتل والإرهاب، فى مشهد طائفى بغيض ومخيف ومجنون يشبه اجتماع شياطين القبور على وجبة جثث.
هذا المشهد على قرفه وبشاعته وغربته عن التحضر والترقى الإنسانيَّين عموما، فضلا عن فراقه وتناقضه التام مع طبيعة مصر وثقافة شعبها، لم يخلُ من مظاهر كوميديا سوداء ومسخرة فاقعة جدا، فقد تداعى الأتباع والقتلة ليلة أول من أمس تحت لافتة (نصرة سوريا) لكن سوريا ومصر ومصالح شعبيهما كانت أبرز الغائبين عن المشهد المزرى، فالقطعان البائسة مسلوبة العقل المجلوبة من المغارات المظلمة ظلت تهتف وتزعق وتنشد بالأوامر، مزامير التحريض والإرهاب والتكفير والكراهية الطائفية من دون أن تعرف أو تدرى شيئا عن الهدف الحقيقى لهذه الزفة القبيحة.
ومع ذلك فلست أستبعد أن بعضهم ربما أدرك بالغريزة لا العقل، أنهم جُرجروا وجرى حشدهم ورصهم ليس من أجل الانتصار لسوريا (هم أصلا لا يصلحون ولا مؤهَّلون لنصرة أى قضية عادلة) وإنقاذ شعبها وانتشاله من وسط مهرجان الموت والتهديم والفتن الجوالة التى يتنافس فيها حاليا نظام بشار الأسد مع جماعات وعصابات مسلحة سرقت الثورة السورية تماما كما سرق أشقاؤهم هنا ثورة المصريين، وإنما كان الغرض الأصلى الظاهر والواضح من الاحتشاد فى هذه الصالة فى هذا التوقيت هو الاستقواء بالأسياد الأمريكان على الشعب المصرى بينما هو يتأهب لكنس «جماعة الشر» وتقيؤ سمومها من جوفه.
باختصار، لقد اجتُلب هؤلاء المساكين المهاويس لكى يلعبوا دور النظارة فى عرض بذىء ورخيص هدفه الوحيد إعلان قادة «جماعتهم» أنهم مستعدون وجاهزون دائما لتقديم أثمن الهدايا وذبح أتخن القرابين تحت أقدام الأسياد الأمريكان حتى يرضوا ويستمروا فى كفالة ودعم مشروع «التمكين» من رقبة مصر وخطفها من التاريخ وإلقائها فى هوة التخلف والضعف والخراب وحرمان أمتها العربية من قوتها وثقلها، بل وتحويل باقى الأمة إلى ساحة انحطاط وتأخّر هائلة تعجّ بالحروب الطائفية والمذهبية وشتى صنوف القهر وعوامل التفتت والهزيمة الذاتية..».
المقــال الاصــلي
إرسال تعليق