اسمح لى أن ألعب فى نافوخك، بجملة من يلعبون.
أمس خرج حكم قضائى يؤكد أن سجن وادى النطرون تم اقتحامه من عناصر من حماس وبدو وسلفيين وإخوان، وأن مجموعة من الإخوان المسلمين كانت متهمة بقلب نظام الحكم هربت من السجن ومن بينها الرئيس محمد مرسى عيسى العياط. وقد صدر الحكم بإحالة أوراق القضية إلى النيابة العامة مع مخاطبة الإنتربول الدولى لضبط الهاربين من حماس وحزب الله.
وبعد أن «استعنا ع الشقا بالله» هيا بنا نلعب فى دماغكم وندفعكم قليلاً للتفكير:
* إذا كان محمد مرسى هارباً، والكل يعلم ذلك، فكيف جلس معه عمر سليمان، وكيف فاوضه طنطاوى، وكيف رشح نفسه رئيساً، وكيف فاز؟؟؟
* هل قام الإخوان بالثورة مع حماس وحزب الله متغلبين فى خطتهم على القوات المسلحة والشرطة التى سقطت والمخابرات العامة؟
* هل الإخوان وحدهم من قاموا بتهريب قياداتهم من سجن وادى النطرون وقت الثورة؟ هل الشرطة بريئة؟ من قتل إذن اللواء محمد البطران الذى تقول شقيقته منال البطران إنه رفض أوامر من حبيب العادلى بفتح السجون فقتله ضباط دلت عليهم بالاسم وتم طرمخة التحقيق؟
* هل صحيح أن القاضى كان فى الأساس ضابط شرطة يعمل فى أمن الدولة؟ وإن كان ذلك صحيحاً هل هذا يعنى أن حكمه جائر أو سياسى كما لمح البعض وحاولوا تشويهه؟
* هو إيه الحكم أصلاً؟ هل يعنى الحكم لكم أى شىء غير أنهم سيعيدون التحقيقات للنيابة العامة؟ وهل لو خرجت تحقيقات النيابة العامة بنتيجة ترضى الذين يشككون فيها سيكفون عن تشكيكهم، وهل لو خرجت بنتيجة لا ترضى الذين يدافعون عنها هل سيواصلون دفاعهم؟
* إذا كان الإخوان الذين تم القبض عليهم كانوا متهمين بتهمة قلب نظام الحكم، وإذا كانت الثورة قامت أصلاً لخلع رأس نظام الحكم، وإذا كان الحكم قد سقط، فهل يعنى ذلك أن الهاربين ما زالوا متهمين؟
* سؤال أخير: هل أنت مقتنع فعلاً أن القضاء المصرى نزيه وأحكامه غير مسيّسة وأن قضاته لا يشاركون فى العملية السياسية ولا يصدرون أحكاماً مسيّسة؟ وهل أنت واثق أن كل مؤسسات الدولة السيادية تخضع لسلطة محمد مرسى ولا تعمل ضده؟
والآن، ركز معى لو سمحت.. سأحاول أن ألعب فى دماغك بشكل عكسى.. اتفقنا؟.. توكلنا على الله:
* هل تعلم أن مرسى هو الوحيد من مكتب إرشاد الإخوان الذى عاش لفترة كبيرة فى أمريكا وحصل أبناؤه على الجنسية الأمريكية، ويتردد اسمه فى قضية تخابر شهيرة يقال إنه عمل فيها لصالح المخابرات الأمريكية؟
* هل قاد الإخوان الثورة من الكواليس بمعاونة من الأمريكان لإسقاط مبارك مقابل إعطائهم الحكم؟ وإن كان الأمر كذلك، ما هو هدف أمريكا من إسقاط مبارك ونجاح نظام إسلامى؟ هل هى محاولة لتدمير هذه الأنظمة بضربة واحدة بعد توريطها فى حكم هم أقل منه؟ أم السيطرة على المنطقة بتحريك لاعبين جدد يصنعون نموذج باكستان جديدة؟
* لماذا تحمى الإخوان حركة حماس، ولماذا يرفض مرسى تدمير العديد من الأنفاق، ولماذا لم يتم مطاردة الهاربين من السجون المصرية إبان حكم مرسى؟
* من بخلاف الإخوان المسلمين يملك تنظيماً يمكّنه من تنفيذ عمليات اقتحام السجون وتهريب المساجين فى وقت يتحدث فيه بعض مؤيديهم والمنتمين إليهم عن تمويل وتسليح المقاومة السورية، ويتحدث آخرون عن حمل السلاح فى مصر فى حال إسقاط مرسى.
* سؤال أخير: هل يحكمنا الآن أول رئيس هارب منتخب؟؟!!
عزيزى القارئ.. طرحت لك وجهتَى النظر، فلتختر منهما ما تريد، ولتعلم أن الأمر لا يتعدى كونه حلقة جديدة فى أوبرا فقاعات الصابون التى لا تنتهى فى مصر، والتى يحكمها العبث وحده.
* حكمة اليوم: زمن (كوكو واوا) انتهى.. ووقت (بوس الواوا) خلص.. نحن فى زمن الواوا نفسها.. السياسة هى فن إحداث (الواوا) فى الآخرين.
المقال الاصــلي
إرسال تعليق