» » سحر الموجي تكتب :عودة ريا وسكينة

سحر الموجي تكتب :عودة ريا وسكينة

Written By Unknown on الأحد | 16.6.13



رأيتُ الصورة على الإنترنت. إنها لأشهر مجرمتين فى مصر- ريا وسكينة- بعصبة الرأس والوجه البائس وتلك النظرة الجامدة فى عين الكاميرا. ومع نظرة مدققة تبينت أنها صورة فوتوشوب لاثنتين من نساء الإخوان المسلمين اشتهرتا بعد الانضمام لدوائر صنع الحكم. تأملت الصورة، ابتسمت وقلت لنفسى «المقارنة مجحفة لريا وسكينة». ثم تساءلت بدهشة: «للدرجة دى!». من يقرأ سيرة ريا وسكينة- من واقع أوراق القضية كما حققها صلاح عيسى فى «رجال ريا وسكينة»- سيعرف حقائق مهمة لم تظهر فى الكتابات الصحفية أو الأعمال الفنية منذ 1919. فالكتاب يرسم صورة أوسع بكثير من مجرد امرأتين قتلتا نساء كثيرات لسرقة الذهب. إنها حكاية الفقراء الذين تكاتف على سحق إنسانيتهم النظام السياسى فى مصر وجيوش الدول الأوروبية إبان الحرب العالمية الأولى والاحتلال الإنجليزى. فقر مدقع وعوز وجوع تدفع ريا وسكينة إلى تغريبة طويلة تنتهى بهما إلى الإسكندرية، وإلى ممارسة إحداهما البغاء من أجل لقمة العيش، ثم إلى قتل سبع عشرة امرأة بالتعاون مع رجال العصابة. إن قسوة الظرف العام لا تبرر القتل ولكنها تفسره وتشرح أسبابه.
ولكن ماذا عن ريا وسكينة الجديدتين؟ ماذا عن هؤلاء اللاتى لم يعرفن الجوع ولا امتهان الجسد، ونلن تعليماً يصل أحيانا إلى أعلى الشهادات. وبالرغم من ذلك تركن أنفسهن أداة طيعة فى قبضة المنظومة الذكورية تنفذ بهن مخططاتها فى الحط من شأن النساء وإفقار وقتل المصريين. هل تدرك هؤلاء النساء أنهن مشاركات فى كل جرائم النظام كونهن فى الحزب الحاكم ومدافعات عن سياساته. أليس كلكم راعيا وكلكم مسؤولا عن رعيته!. أكاد أسمع صوت مخرج الروائع الإخوانية فى الكواليس: ضع واحدة ست فى ذيل قائمة الانتخاب، والأخرى عضوة فى إحدى لجان التشريع، وهات «الألفة» واجعلها مبرراتية للرئاسة. وهكذا تطلع الصورة حلوة! إن عدد ضحايا ريا وسكينة هو 17 امرأة. كم عدد ضحايا ريا وسكينة الجدد؟ هل نبدأ من الاتحادية، أم نتوقف عند المقتولين برصاص النظام الحاكم! لا يصح أن ننسى أن ريا وسكينة لم ترتديا ثياب التقوى ولم تفلقا أدمغتنا بالكلام عن الدين بينما هما تتربعان فى بحيرات الدم. لا يصح أن ننسى أن ريا وسكينة اعترفتا بالجرم، بل قدمت سكينة اعتذاراً وهى تخطو نحو حبل المشنقة: «سامحونا يمكن عبنا فيكم». هل تقدم ريا وسكينة الجديدتان اعتذاراً؟ ويبقى المشترك الأساسى بين القاتلات القديمات والجديدات هو أنهن ضحايا المنظومة الذكورية التى تقدس القوة والسلطة والمال، وتقيم قلاعها على أجساد الضعفاء. من يعرف الحكاية الحقيقية لريا وسكينة 1919 قد يجد فى نفسه بعض الشفقة على حالهما، أما ريا وسكينة 2013 فأى ذرة شفقة من الممكن أن نجدها فى قلوبنا نحوهن؟!

المقــال الاصــلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes