» » سهير جودة تكتب : احذروهم واحظروهم

سهير جودة تكتب : احذروهم واحظروهم

Written By Unknown on الخميس | 18.7.13


زواج السياسة بالدين باطل.. باطل.. باطل
الدرس الأهم الذى يجب أن نتعلمه ونطبقه هو «الترفع» عن خلطة السياسة والدين، فالمفلس وطنياً لا يمكن أن يكون ثرياً بالدين، والثرى بدينه لا يُلقى به فى وحل السياسة ولا يتاجر به من أجل كرسى، فأروع الزهد إخفاؤه.
الاتجار بالدين أصبح «البيزنس» الأكثر رواجاً لقطّاع طرق الأوطان ومحترفى زراعة العنف والكذب بلافتات وشعارات دينية تشى بكذبهم لمن يجيد القراءة.
تجار الدين الذين يتصدقون «بدم بارد» بدماء شعب مصر بحثاً عن الكرسى مدفوعين بشهوة وسعار السلطة، ويقيمون المذابح فى سبيلها ويكذبون باسم الدين ويدفعون الذين لا يرون كذبهم إلى الانتحار الجماعى بأنفسهم وبالوطن تحت شعار «فى سبيل الله»، ونواياهم الإجرامية تؤكد أنهم لا يعرفون الله.
«لا».. لابد أن تكون الصوت الأعلى فى وجه من ابتُلينا بهم، حيث يظنون أنهم يعرفون الله وعموم الشعب لا يعرفه، ولا للمتاجرة بالدين فى السياسة والإعلام.
«لا» لإقامة حزب سياسى على أساس دينى أو أقامة قناة تزعم أنها دينية.
تجار الدين عقليات وقلوب حافية من الدين ومن الوطنية. يبيعون الدين حلماً فى السوق السوداء، والتجارة باسم الدين رائجة وذائعة الصيت منذ 25 يناير، واللحظة الراهنة تؤكد أننا أمام رجال عصابات ناجحين فى تحريض رياح العنف وإضرام النار فى الوطن ثم يدّعون الوطنية
أخطاء المجلس العسكرى بعد 25 يناير بالسماح للجماعة، بتاريخها الدموى وأهدافها التى لا تعرف الوطن، ومتعتها العنف والدم، بالسطو على الثورة وعلى الوطن بأنهم القوة المنظمة والقادرة على الحشد.
خاف المجلس العسكرى على مصر من غارات العنف التى أنتجها الإخوان لبث الفوضى، ونجحوا فى ذلك، وكان شعارهم «نحمل الفوضى لمصر»، وظلت الجماعة الطرف الثالث ولم يقدر أحد على البوح بذلك علانية. فى مرحلة تالية قامت جماعة الإجرام بغارات عنف أخرى لتشويه الجيش والثورة معاً، والنتيجة بداية تقسيم الشعب المصرى.
جزء من هذا الشعب كره الثورة وأيامها وما جاءت به، وكره الآخر الجيش وفقد الثقة فى كل شىء بعد نجاح الجماعة فى تسويق الشعار الرخيص «يسقط يسقط حكم العسكر».
خطة الجماعة الإجرامية برعاية أمريكا التى تخطط لتقسيم الشرق الأوسط على أساس طائفى ولنقل كل إرهابيى العالم إلى سيناء ليتناحروا فيما بينهم بعيداً عنها وتحت عينها.
ونجحت مصر فى إفشال خطة أمريكا والجماعة لتُسقط حكم المرشد وتُسقط جماعته الفاقدة للشريعة قبل الشرعية، ليبقى فقط حكم الثورة، ولكن الثورة يجب أن تبقى مستمرة ويجب أن تزامنها ثورة كبيرة على الاتجار بالدين وتقسيم البشر بدرجات الإيمان والاحتفاء بـ«شوهات» التدين الشكلى وبوهم البعض أنهم وكلاء الله على الأرض.
وعلى الأحزاب التى تبحث عن مكان فى خريطة مصر السياسية عدم اللعب بالدين، وعلى الجهات المعنية عدم إعطاء تصاريح لقنوات تتاجر بالدين.
والخطأ الأكبر الذى يمكن أن تقع فيه السلطة الحالية فى مصر هو الخضوع لابتزاز أى حزب بزعم أن له قاعدة شعبية وتكرار سيناريو جماعة الإجرام فى ثوب آخر ونسخة جديدة. وهو سيناريو كارثى، وهو أيضاً الخطر القادم على مصر، فاحذروه.
أخطار مصر القادمة ليست فى سوء وبؤس وضعها الاقتصادى، ولكن فى سوء وبؤس وضعها الثقافى ودرجة التنوير والوعى بها.
أخطار مصر القادمة جرُّها إلى مجاهل التاريخ وبث السم باسم الدين وانتصار الجهل. والثمن.. الوطن.

المقــال الاصــلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes