» » راجح الخوري يكتب : بيرنز كسياسيّ من العالم الثالث!

راجح الخوري يكتب : بيرنز كسياسيّ من العالم الثالث!

Written By Unknown on الأربعاء | 17.7.13


كان على وليم بيرنز ان يقرأ جيداً وهو في طريقه الى القاهرة مقال مارتن انديك، الذي انتقد فيه بشدة اداء الادارة الاميركية حيال التطورات المصرية، مؤكداً "ان واشنطن اخطأت بعدم الوقوف في وجه محمد مرسي وما ارتكبه من أخطاء"، في إشارة الى سياسة الاستئثار والتسلط التي طبقها "الاخوان المسلمون" في الحكم!
ليس سراً ان واشنطن بدت في العام الماضي كمن ينقل دعمه من فرعون ساقط الى فرعون ناهض، ولهذا لم يكن مستغرباً ان تبدو السفيرة الاميركية آن باترسون المكروهة عند المصريين كناطقة بلسان "الاخوان المسلمين"، وان يبدو الرئيس باراك أوباما وكأنه يذرف الدموع على مرسي، ولهذا لم يكن في وسع بيرنز ان يثبت عملياً في زيارته ما اكده الجنرال مارتن ديمبسي قبل يومين من "ان مصر تبقى حجر الزاوية في سياستنا في الشرق الاوسط"!
ليس المهم ان يكون بيرنز قد التقى عدلي منصور وعبد الفتاح السيسي وحازم الببلاوي، نافياً تأييد اميركا لمرسي، بل المهم ان يتوقف جيداً أمام اولئك الذين رفضوا ان يلتقوه، والمهم اكثر ان يتذكر لماذا ألغت الرئاسة المصرية المؤتمر الصحافي بعد لقائه مع منصور وكأنه مجرد زائر من العالم الثالث، فالواضح انها أرادت توفير الاحراج وطوفان الاسئلة القاسية المتوقعة عن انهيار الرهان الاميركي على شرق أوسط جديد يديره "الاخوان"!
عندما ترفض لقاءه حركة "تمرد" التي جمعت ٣٣ مليون توقيع لترحيل مرسي وظلت واشنطن تتحدث عن انقلاب عسكري، وكذلك يرفض "الاخوان" الذين يتهمون واشنطن بتدبير الانقلاب، اضافة الى حمدين صباحي وقيادات أخرى من المجتمع المدني، فهذا نتيجة طبيعية متوقعة لتخبط السياسة الاميركية حيال التطورات المصرية، وهو تخبط يمكن ان يلمسه المرء أيضاً في الموقف الاميركي المعيب من المأساة السورية، فليس سراً ان التغاضي عن المذابح المرعبة منذ عامين ونيف هو الذي يجعل من سوريا بؤرة تستجلب الارهابيين والمتشددين على ما يحصل الآن، لتصبح مستنقعاً صومالياً يهدد المنطقة كلها!
يقول مارتن انديك في مقاله: "لقد تكلمنا عندما كان يجب ان نعمل في صمت لإسقاط مبارك، وصمتنا عندما كان من الضروري ان ندين مرسي والاخوان بسبب الاستئثار والتسلط وتشويه الممارسة الديموقراطية". لكن بيرنز لم يتردد في إقراء النصائح المضحكة الى قادة حركة استعادة روح الثورة عندما قال: "نأمل بالخروج الى حكومة ديموقراطية دون اقصاء لأي حزب او طرف، فاذا كان ممثلو بعض الاحزاب محتجزين وتم اقصاؤهم فكيف يكون الحوار والمشاركة ممكنين؟".
والمثير ان واشنطن لم تتذكر هذا يوم نكّل حلفاؤها "الاخوان" بكل المعارضين، ولست ادري ما اذا كان السبب هو أنها "لم تستوعب بعد صدمة ازاحة حلفائها الاخوان"، كما قال وزير الخارجية سابقاً محمد العرابي!

المقــال الاصــلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes