قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، الأمريكية، إن الجيش المصرى احتفظ بصورته كـ«حامى البلاد»، وإنه حريص على «عدم تكرار أخطاء الماضى»، معتبرة أن المؤسسة العسكرية تمثل الاستقرار فى ظل الاضطرابات.
وأضافت الصحيفة، الخميس، أن الجيش هو الذى حقق الاستقرار وسط الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وهو الدور الذى لا يُثق فى أى مؤسسة أخرى للقيام به.
وأوضحت أن المؤسسة العسكرية تحظى بالتبجيل والاحترام لدى فئات مختلفة، لدرجة أنه يتم التغاضى عن تجاوزات حملها البعض مسؤوليتها. مذكرة بأنه «قبل عامين، ملء المتظاهرون الشوارع ضد حكم المجلس العسكرى»، واستدركت: اليوم يتلقى الجنود الزهور عبر الأسلاك الشائكة.
ورأت الصحيفة أن الجيش «تعلم من تجربته السابقة، إلى حد ما»، وفق تعبيرها. موضحة أنه «هذه المرة أسس بسرعة سلطة مدنية، تضم رئيساً مؤقتاً، وحكومة جديدة، وتعيين الدكتور محمد البرادعى نائباً للرئيس للعلاقات الدولية، وكلها خطوات مهمة لطمأنة المستثمرين الدوليين بأن مصر فى طريقها للتعافى، وجذبت مساعدات من دول الخليج تقدر بـ 12 مليار دولار».
وأضافت الصحيفة، أنه رغم وجود الدبابات فى الشوارع، فإن الجيش لا يريد أن يكون الوجه العام للسلطة، كما أن الحركات الشبابية التى نظمت احتجاج الملايين ضد مرسى، مستعدة للتحرك ضد أى نوع من الاستبداد.
وتابعت: «غطرسة مرسى أدت إلى إساءة تقديره بأنه يستطيع التأثير، والسيطرة على نخبة الجيش، ومنهم عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، وبمزيج من السذاجة السياسية، والتهديد، والوعيد، كان مرسى محكوماً عليه بالفشل، لعدم قدرته على تهدئة الأزمة الاقتصادية أو الاضطرابات السياسية»، ناقلة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، بدر عبدالعاطى، إن الرئيس المعزول «كان فى حالة إنكار تام».
وتابعت: «السيسى قاوم دعوات التحرك ضد مرسى لعدة أشهر، لكن رفض الأخير المستمر لمطالب تشكيل حكومة ائتلافية، وتعديل الدستور، ومخاوف انزلاق البلاد نحو حرب أهلية، بينما يقاتل الجيش المتشددين فى سيناء، وتأييد مرسى الضمنى لانضمام المصريين للمتمردين فى سوريا، زاد من مخاوف السيسى من تهديد الرئيس المعزول للأمن القومى».
وأوضحت أن كل هذه الأمور جعلت السيسى يقبل على إعطاء مرسى مهلة 48 ساعة، للاستجابة لمطالب الشعب، ولكن الأخير واصل تجاهل مطالب الجيش، معلناً فى خطابه الأخير أنه سيموت دفاعاً عن شرعيته، ما أدى إلى تدخل المؤسسة العسكرية وعزله من منصبه.
إرسال تعليق