» » جمال فهمي يكتب : أطفال وأنطاع وأكفان

جمال فهمي يكتب : أطفال وأنطاع وأكفان

Written By Unknown on الأحد | 4.8.13

■ مفهوم أن يلوذ عواجيز التجارة فى الدين وكذلك حفنة الصراصير البيضاء الخارجة من شقوق كهف جماعة الشر السرية بالخرس التام، فلا نسمع لأحد منها حسًا ولا تعليقًا على جرائم علنية متنوعة ومتفوقة فى الخسة والبشاعة ترتكبها قطعان الجماعة يوميا فى طرقات الوطن وساحاته من سيناء إلى قلب القاهرة، تلك التى لا تبدأ بترويع المصريين الآمنين وتخريب المرافق والحدائق والممتلكات العامة والخاصة، ولا تنتهى بالقتل والتعذيب فى سلخانات نصبوها على قارعة الطريق.. ومفهوم كذلك أن التجاهل والصمت والعمى عن رؤية أفعال مجنونة وارتكابات متوحشة يندى لها الجبين، هى من الواجبات والالتزامات التى يفرضها عقد «سبوبة» الرزق الحرام بالعملة الصعبة.
لكن ما ليس مفهوما بالمرة، بل ويثير فى النفس خليطا من مشاعر الدهشة والقرف أن جوقة المساكين فى عقولهم المتعالين بجهالة على خلق الله وتراهم يمشون فى الأرض مرحا وغرورا وهم يرفلون فى أسمال مظاهر التحضر والعقلانية على الطريقة الغربية، هؤلاء هم أيضا قطعوا ألسنتهم ولم ينبث نطع واحد (أو نطعة) بكلمة تعبر عن أى شعور بالتقزز والغضب من تلك الصورة المشينة التى أظهرت أطفالا صغارا فى عمر الزهور وقد رصصتهم قيادة عصابة الأشرار القتلة وسيرتهم فى الشوارع تحت سياط لهيب شمس لا ترحم، وحملتهم أكفان الموت الملوثة بصورة «المرسى» المعزول، فى إشارة بليغة إلى نوع المصير الأسود الذى كان ينتظرنا لو لم يتحرك الشعب المصرى بسرعة ويخرج هذا الخروج الأسطورى لكى يزيل خطره ويقوض حكم عصابته الفاشية ويرمى ذكريات أيامها السوداء فى مزبلة تاريخه العريق.
أسأل إخوانا هؤلاء المتأنقين بمسوح التحضر الكاذب وادعاءات الحكمة النصابة، هل هذه الصورة القميئة المروعة لأطفال انتهك المجرمون غضاضتهم وشوهوا براءتهم بأكفان الموتى، هى مما يتماشى، ليس مع مبادئ وقيم التحضر والترقى الإنسانيين، وإنما مع معايير ومقاييس الأناقة و«الشياكة» المستوردة من الغرب؟! أسأل وأنا أعرف أن الإجابة مزيد من ضجيج الخرس!!
■ كثير من شبابنا يبثون عبر نوافذ التواصل الاجتماعى الإلكترونية هذه الأيام، اقتراحا قيما ووجيها يقضى بتحويل الأخ «مرسى» جماعة الشر القابع حاليا فى محبسه الفخم إلى مزار سياحى ترفيهى للسواح الخواجات الراغبين فى التمتع بالفرجة عليه.. عن نفسى أوافق على هذا الاقتراح وأضيف إليه أن المكان المناسب لعرض هذا المرسى النادر ربما يكون متحف التاريخ الطبيعى، على أساس أنه أول «مرسى» فاشى منتخب فى تاريخنا وتاريخ العالم قاطبة، أنفق كل أيامه السعيدة فى قصر الحكم وهو يعلف أنطاع جماعته الجوعى المسعورين «كبابا وكفتة وجمبرى» من دون حسيب ولا رقيب، كما أنه أول «ذراع رئاسية» لعصابة فاشية سرية فى هذه الدنيا الواسعة يتفجر منه الغباء ذكاء فجأة كده فيطلق فى فضاء العبط والجنان الرسمى هذا السؤال الوجودى الفلسفى العميق جدا: القرد إذا مات، فماذا بحق الله يفعل القرادتى؟!
أما تحفظى الوحيد على الاقتراح فهو أن يأخذنا الحماس ونحن ننفذه فننسى تحذير زوار التحفة «المرسية» الثمينة بخطورة اصطحاب الأطفال، وضعاف القلوب والمصابين بداء «الربو» المزمن..

المقــال الاصــلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes