عشت تحت سمائه 62 عاماً هى كل عمرك.. لا يهم فـ«سماء» الله عز وجل تظلل الكون كله.. مشيت على أرضه طوال هذا العمر.. وإيه يعنى فـ«أرض الله» واسعة.. أكلت من خيراته حتى شبعت.. لا تلتفت فـ«الوطن» لا يعرف حدوداً.. شربت من نيله حتى ارتويت.. لا تهتم فـ«النيل» ليس حصرياً له، وسارع بتقديمه «قرباناً» لمن تتوق إلى مجرد نظرة منه داعمة لك وهو على الجانب الغربى من الكون.. تعلمت فى مدارسه بفلوس أهله.. لا تشغل بالك فـ«أنت» ستصبح مندوباً لجماعة المسلمين.. أكملت تعليمك بالخارج على نفقة أبنائه باعتبارهم دافعى الضرائب.. فـ«هذا واجبهم» وهم مجرد مجموعة من البشر لا تربطك بهم أى علاقة.. دفنت أعزاء، إن كان لك أعزاء حقاً فى باطن أرضه.. أيضاً لا يهم.. فـ«المهم» فقط هو أنت.. والعزيز أيضاً هو أنت.. وأنت فقط من وجهة نظرك ومن بعدك أو من قبلك «جماعتك وأهلك وعشيرتك»!! غير أنك فى النهاية مجرد عابر سبيل!!
بعْ يا «مرسى» وطنك فـ«أنت» لا تنتمى إليه ولا هو ينتمى إليك، فدائرة انتمائك لا تتعدى مشروعك أو أهلك وعشيرتك أو تنظيمك الدولى، أما الوطن من وجهة نظرك فـ«هو» مجرد قطعة من الأرض لا تعرفها ولا تعرفك.. انزع حدودها الشرقية لتظل ساحة لـ«ميليشيات حماس» فهم دروعك كما تتوهم، واستدعهم لتستقوِ بهم على أبناء وطنك.. تنازل عن مساحة جنوبها لـ«فصائل من الأهل والعشيرة» فى الخرطوم.. انصب مزاداً لتاريخ بلدك لمن يدفع أكثر، سواء كان على الخليج العربى أو على شاطئ الأطلنطى.. قدم مواطنى بلدك قرباناً لأسيادك، سواء فى واشنطن التى تأمل فى مساندتها لك أو فى تل أبيب التى تتمنى لها كل تقدم وازدهار.. فأنت أهل لهم وهم هناك أهلك وأحباؤك.. استقوِ بهم على مواطنيك فهم مجرد 90 مليوناً وأنت فقط مرسى واحد..!!.. ولكن لا تُسقط من حساباتك إنك مجرد «عابر سبيل» فى دفتر أحوال الوطن!
اذبح يا مرسى من الوريد للوريد.. استدع «قبضايات حماس» فهم سكينك التى تتوهم أنها ستكون على رقبة شباب يؤثر التضحية بحياته من أجل الوطن ورغبة فى أن يكونوا «أحياء عند ربهم يرزقون».. ادع أنك مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ شعب سوريا الشقيق، ونظم مؤتمرات لتدعى ذلك مع أن الجميع يعلم حقيقة أهدافها.. ارفع شعار أنك نصير المظلومين والضحايا وابعث بعشرات الأبناء -المغرر بهم- إلى الشام، فربما سيكونون وقوداً للنيران التى ستزداد اشتعالاً ووقتها ربما ينعكس ضوء لهيبها على وجهك، فيراه أسيادك على شاطئ الأطلنطى، ووقتها ربما يتذكرونك..!!
افعل كل ذلك فلن يبق منه شىء، فهو أشبه بـ«لوحة سريالية» على سطح مياه محيط هادر وأنت مجرد عابر سبيل ضل طريقه فى ثنايا ذاكرة الوطن!!
المــقال الاصــلي
إرسال تعليق