» » خالد منتصر يكتب: الجماعة البارعة فى قطف الرؤوس اليانعة

خالد منتصر يكتب: الجماعة البارعة فى قطف الرؤوس اليانعة

Written By Unknown on الاثنين | 24.6.13


أن يقف إرهابى متقاعد وقاتل مزمن ليهدد المصريين بما قاله الحجاج بن يوسف الثقفى، فهو بذلك يريد استعادة تاريخ الدم وصراع القتل والذبح والإطاحة بالرؤوس وسمل العيون وصلب المعارضين على جذوع الأشجار.. إلى آخر تلك الملحمة الدموية التى فعلها خلفاء وقادة، للأسف، مسلمون، وللأسف الأشد، رفعهم فقهاء السلطان إلى مصاف الآلهة، ودشنوا لهم الظلم وقننوا القهر وشرعنوا القتل، عبارة «إنى أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها» عبارة لها صدى تاريخى مرعب ومفزع، ومن يخرجها من رحم الماضى فهو يخرج ويستولد عهد فرض الرأى عن طريق السيف والقتل والدم، لا بد أن نقرأ الوجه الآخر من التاريخ وظروف تلك العبارة، عبارة الحجاج بن يوسف الثقفى قيلت ضد من؟ لا بد أن نعرف من هؤلاء الذين كان يحاربهم «الحجاج» ومن أجل إذلالهم ضرب الكعبة بيت الله بالمنجنيق! بلا رحمة وبلا قلب وبلا ضمير وبلا حياء، إنهم أنصار عبدالله بن الزبير الذى كان لا بد أن يُقتل لكى يستتب الأمر للأمويين، كان لا بد أن يُقتل لكى يتم التمكين، كان لا بد أن يهدر القانون وكان لا بد أن تدهس أبسط القيم الإنسانية من أجل السلطة والتسلط، فقد كان «ابن الزبير» هو آخر حجر فى السور الذى يفصل الأمويين عن افتراس السلطة ومص دمائها حتى الثمالة، والمدهش والمضحك المبكى أنهم استخدموا لعبة الدين لاغتيال عبدالله بن الزبير معنوياً قبل تمزيقه جسدياً! تخيلوا على من يزايد «الحجاج» المتعطش للرؤوس التى أينعت، يزايد على عبدالله بن الزبير بن العوام وابن أسماء أخت السيدة عائشة وحفيد أبى بكر الصديق، ويسوقون الخدعة الجاهزة المألوفة «إنه رجل ناقص الإيمان لأنه خرج على ولى الأمر»!! كان ناقصاً أن يقول «الحجاج» أول رئيس مدنى منتخب جاء بالصندوق! مَن هو عبدالله بن الزبير الذى زايد عليه «الحجاج» سيف الأمويين الباطش، إنه أول مولود للمسلمين فى المدينة بعد الهجرة، وكان فرح المسلمين بولادته كبيراً، وسعادتهم به طاغية؛ لأن اليهود كانوا يقولون: «سحرناهم فلا يولد لهم ولد»، وهو الذى شهد وهو فى الرابعة عشرة من عمره معركة اليرموك الشهيرة سنة (15هـ/ 636م)، واشترك مع أبيه فى فتح مصر، إنه التَّقىّ الورع المجاهد الذى حفظنا حكايته ذات الدلالة على شجاعته المبكرة التى كنا ندرسها فى المدرسة، وملخصها بينما عبدالله بن الزبير مع بعض الغلمان يلعب إذ شاهدوا الفاروق عمر بن الخطاب يتجه إليهم، وهو فى طريقه، فر الغلمان من حوله هيبة إلا هو، فسأله «الفاروق»: لماذا لم تفر مثل إخوانك يا «عبدالله»؟ فقال له: «ليست الطريق ضيقة فأوسع لك، ولست مذنباً فأخاف منك»، هذا الرجل العظيم الشجاع الشيخ المسن «72 عاماً» قتله «الحجاج» ولم يكتفِ بقتله بل قطع رأسه وصلب جثته المعطرة بالمسك، ولكى يُذهب الرائحة الزكية صلب إلى جانبه كلباً ميتاً!!.
أين ذهب «الحجاج» وأين بقى وخُلد عبدالله بن الزبير؟ رسالة إلى كل من يتشدق باسم الدين ويتاجر فيه وبه وينصب علينا بأنه

الوكيل الحصرى للإسلام، والإسلام منه براء.


المقال الاصلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes