العجب وكل العجب أن الست كاترين أشتون، مفوضة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى تزور مصر للمرة الثانية خلال خمسه عشر يوماً، لكى تتدخل فى مبادرة الحوار التى تضم مختلف القوى السياسية بما فيها التيار الإسلام السياسى الذى لا يعترف بثورة ٣٠ يونية ويعتبرها انقلاباً على الشرعية رغم الحقيقة الواضحة وضوح الشمس سواء للاتحاد الأوروبى والعالم كله أن هذه الثورة إرادة شعب ثار فيها على تغيير هويته وتفتيت وحدته، أنا أريد أن أسأل السيدة كاترين أشتون لو أن هذا الفصيل الإرهابى فى بلادكم والذى يهدد شعب مصر الآن بقفل الطرق وترويع الآمنين وتهديدهم بإسالة الدماء المصرية لمجرد تمسكهم بالحكم وتهديدهم بمنتهى البجاحة أنه بمجرد رجوع الرئيس الفاشل المرفوض من غالبية الشعب أن تنتهى عمليات الإرهاب فى سيناء، هل كنتم تتحدون إرادة شعبكم وتتمسكون بالشرعية الزائفة أم أن الشعب عندكم هو مصدر كل السلطات؟ هل كنتم سمحتم لنا بأن نتدخل بهذا الشكل غير المقبول بالمرة؟ أم كنتم اعتبرتم أن هذا تدخل فى شئونكم الداخلية؟ لماذا لم يتحرك لكم ساكن حينما تم الاعتداء على جنودنا فى سيناء وإلا هذا من دواعى الديمقراطية أن يقوم رئيس الجمهورية بالتهاون فى سيادة بلاده ويتآمر على شعبه وينتمى إلى جماعة دولية ويجعل بلاده سداح مداح لكل إرهابى ومتطاول وكأننا لسنا دولة تستطيع حمايه حدودها، لقد دفع هذا الشعب من دمه وأمواله فى سبيل تقوية جيشه ما يجعله يفتخر بوطنيته وقوته ويعلم أنه لن يسمح أبداً بأى تلاعب أو تدخل فى مصير شعبنا، السيد نائب رئيس الجمهوية ما الهدف من قولك إن مرسى لن يشارك فى العملية السياسية فى المرحلة المقبلة، أما جماعة الإخوان المسلمين فأهلاً بهم فى الحقيقة هل هذا كان موقفك حينما أقر قانون العزل وحرمان الحزب الوطنى عاطل مع باطل دون أحكام قضائية وما الهدف من الإصرار على وجود جماعة الإخوان المسلمين فى المشاركة فى الحوار الوطنى رغم رفضهم الدائم وعدم الاستجابة للمصالحة الوطنية التى لن يرتضيها الشعب إلا بشروط وقواعد لا بد من اعتراف هذا الفصيل بالأخطاء ومراجعة المعتقدات المغلوطة والاعتراف بالدولة المدنية واحترام دولة القانون واحترام مبدأ المواطنة وفصل السياسة عن الدين وعليهم أن يختاروا إما أن يكونوا جماعة دعوية أو حزباً سياسياً، لا بد من مراجعة المرجعيات المختلفة واحترام الثقافة المصرية وأن مصر هى الأبقى وأنها فوق كل جماعة الآن، أليس من حق هذا الشعب العظيم الذى لبى النداء وأعطى تفويضاً كاملاً لهؤلاء الأبطال الذين وثق فى أنهم قادرون على اتخاذ القرارات الرادعة لكل من يروع أمنه ويتلاعب بمقدراته أن يجد حلولاً لهؤلاء دون فقد أرواح كل يوم والتعطيل فى عملية التحول الديمقراطى. أليس من حقنا أن نبدأ الآن بناء مؤسساتنا وأن نحيا الحياة الكريمة وأن نبدأ فى تصحيح السياسات التى ساهمت فى التدهور الشديد فى كل المجالات، علينا أن ننظر إلى الإمام لإقامة دولة تنعم بالحرية واحترام حقوق الإنسان فى ظل دستور يعبر عن كل المصريين ويحقق أحلامهم فى دولة تحترم القانون وتطبق العدل على الجميع دون تفرقة بين أمير وخفير، لذا لا بد أن تجرى المرحلة الانتقالية وفقاً لما هو مخطط لها وتحقيق أدنى مطالب المواطن حتى لا يصاب بخيبة الأمل فى الجميع وعلينا أن نتخلى عن المصالح الخاصة ونعلى المصلحة العامة حتى نصل لأحلام أولادنا ونخرج من عنق الزجاجة ونحقق لمصرنا الحبيبة ما تستحقه من ريادة وتقدم.
المقــال الأصـــلي
إرسال تعليق