واستفاق سكان قرية "الخريبة" في تبوك على مشاهد القبور التي يزيد عمرها على 70 عاماً وقد نُبشت خلال الليل، فيما انتشرت بقايا الجثث والعظام في المكان بعد قيام العابثين بالبحث فيها عن قطع الذهب والمجوهرات، فضلاً عن القطع الأثرية.
وأثار هذا الفعل غضب واستياء سكان القرية الذين عبّروا عن صدمتهم من انتهاك البعض لحرمة الأموات والحاق أضرار جسيمة بمواقع وصفوها بالتاريخية، مما تسبب في دخول الحيوانات السائبة وبعض الأشخاص بسيارتهم إلى داخل هذه القبور والعبث حولها، مطالبين بتسوير المقابر للمحافظة عليها.
وبحسب مدير بلدية محافظة ضباء المهندس محمد بن ناجم، فإن البلدية لم تبلغ بهذا الأمر، موضحاً أنه إذا كان ضمن المناطق الأثرية فسيتم تشكيل لجنة بالتعاون مع هيئة الآثار وهيئة الأمر بالمعروف لمعالجته، كاشفاً عن مشروع تنفذه الآن بلدية ضباء وهو تسوير المقابر والحفاظ عليها خاصة في المواقع العامة.
وطالت عمليات النبش مؤخراً مجموعة من القبور والأماكن الأثرية في منطقة عسير، إذ يبحث المتورطون بهذا الفعل داخلها عن كنوز وأحجار تحمل نقوشاً أثرية، لدرجة أن بعضهم يبحث داخل أفواه الموتى عن "أسنان ذهبية" اعتاد أسلافهم تركيبها قبل عقود وربما قرون.
وأوضح عدد من أهالي عسير أن العبث طال قرابة 320 قبراً، ولا يزال من وصفوهم بالعابثين يواصلون الحفر والتنقيب، مطالبين في الوقت نفسه بتدخل الجهات ذات العلاقة لوقف التعدي على حرمات الأموات، على حد تعبيرهم.
ولعل ما ساهم في ارتفاع وتيرة النبش في القبور، بحسب البعض، هو العثور مؤخراً على رفات امرأة يطوّق عنقها عقد من الذهب مدفون معها، وذلك خلال إزالة لجنة مكلفة من جهات حكومية في النماص لـ21 قبراً يعود عمرها إلى أكثر من 200 عام، كانت تعترض تنفيذ مشروع بلدي.
وتحدث مصدر في بلدية النماص، عن أن عملية نقل رفات الموتى جاءت بعد صدور موافقة لجنة الإفتاء بنقل رفات الأموات نظراً لعدم وجود طريق بديل لتنفيذ المشروع الخاص بالصرف الصحي في المحافظة.
ودعا كثير من السعوديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجهات المختصة إلى التحرك وتسوير المقابر بشكل لا يسمح بوصول أيادي العابثين إليها ومعاقبة كل من يثبت تورطه في هذا العمل.
ورأى البعض أن أغلب من يقدمون على نبش القبور هم من العمال الوافدين إلى المملكة، مؤكدين أن ذلك يدخل في اطار الفوضى التي يحدثها وجود الملايين من هؤلاء العمال، وقالوا إن الحاجة باتت ملحة لمعالجة قضية العمالة السائبة، قبل فوات الأوان.
إرسال تعليق