قال الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز إن مقدمة رئيس تحرير جريدة الأهرام لحواره مع الرئيس محمد مرسي تمثل نموذجا لوصلة نفاق رخيصة، وتعكس أزمة الصحف المملوكة للدولة، وتبرهن على بقائها أداة دعائية في يد النظام السياسي.وأضاف عبد العزيز، لـجريدة "الوطن"، "إذا أزلنا اسم الصحفي الذي أجرى الحوار واسم المصدر، ووضعنا بدلا منهما اسم حسني مبارك وأي من رؤساء تحرير الصحف القومية في عهده، سنجد أنه لم يتغير أي شيء سوى متغير وحيد يتعلق بمحاولة مشينة لاستخدام الدين في تلميع صورة الرئيس مرسي، حين ذكر مجري الحوار أن إيمان الرئيس لا يتزعزع وأن استشهاده بالآيات القرآنية لا يروق للبعض".
وتابع الخبير الإعلامي "مشكلة الصحف المملوكة أنها لا تزال تحت سيطرة النظام الحاكم بعد ثورة يناير، والإخوان لم يسعوا لتحرير تلك الصحف بل كرسوا أوضاعها السيئة لاستخدامها كأدوات دعاية وتجميل لهم".
وعن بعض التفاصيل التي تطرق لها حوار الرئيس مع الأهرام، قال عبد العزيز "الصحيفة قامت بسؤال الرئيس في الحوار عن مدى استطاعة النظام السابق إجهاض فرص التقدم، والهدف من السؤال هو إعطاء إيحاء للقارئ بأن هناك فرصا حقيقية للتقدم بالفعل، وهناك من يسعون لإجهاضها، فضلا عن أن الحوار في مجمله تفادى توجيه أي سؤال جاد وحقيقي يتعلق بأخطاء الرئاسة وعجزها وتناقضاتها".
ولفت عبد العزيز إلى أن الأسئلة الأولى في الحوار "كانت عبارة عن أسئلة ترويجية من التي يتم ترويجها في برامج الدعاية والعلاقات العامة، وليس في حوار صحفي يتوخى الإجابة عن أسئلة حقيقية يطرحها المجال العام".
واختتم عبد العزيز تصريحاته مؤكدا أن حوار الأهرام مع مرسي هو حوار مخزٍ، لا يعبر عن صحيفة مملوكة للدولة تصدر بعد ثورة عظيمة كانت الحرية على رأس مطالبها، مشيرا إلى أن هذا الحوار ينضم إلى ما أوردته مجلة أخبار الأدب على غلافها من وضع صورة خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، والتساؤل عن احتمال أن يستعيد روح مصر الثقافية، مؤكدا أن هاتين الواقعتين تبرهن على استمرار استلاب وسائل الإعلام المملوكة وعدم تغير أحوالها في عهد الإخوان عن ما كانت عليه في عهد الحزب الوطني
إرسال تعليق