اليوم يوافق الرابع والعشرين من يونيو وهو يوم عادى كأى يوم، ليس به شىء مميز غير أنه مرتبط ببعض الأسماء، فهو ذكرى مرور وفاة «محمد عبدالوهاب» مؤسس «الوهابية» فى الحجاز، وذكرى تولى «محمد مرسى» مؤسس «المرسية» فى مصر، وبين «الوهابية» و«المرسية» صلات قوية؛ فكتب «محمد بن عبدالوهاب»، هى ما أوصلت مصر إلى محطة مرسى، تماماً مثلما فعلت شرائط الخومينى فى إيران.
وفى الحقبة المرسية، تحولت مصر إلى مستشفى كبير للأمراض العقلية، مثل ذلك الذى وُضع فيه إسماعيل ياسين، تقترب فيه من شخص محترم ومتزن ينادى فى مظاهرة بـ«نبذ العنف»، تقتنع فى البداية، ولكنك تكتشف بعد لحظات أنه شارك فى قتل 118 مصرياً بأسيوط فى عيد الأضحى عام 1981!! ثم تذهب إلى آخر فتجده متورطا فى قتل ستين سائحاً أجنبياً فى الأقصر عام 1997، تذهب إلى ثالث فتجده أحد قتلة السادات، ورابع ممن حاولوا قتل مبارك، وخامس مؤسس جماعة إرهابية.. وما خفى كان أعظم، ومن «النبذ» ما قتل! طبعاً سنغنى معهم «سمعنا يا نيرون سمعنا»، ثم ننبذ العنف سوياً، خاصة أن من يتحدثون عن نبذ العنف يهددون الناس بالعنف!! فتحول أطراف الصراع إلى «نابذ» و«منبوذ»!
الثلاثون من يونيو هو الفرصة الأخيرة لإغلاق مستشفى الأمراض المرسية، فإما أن تكون فرصة الحياة التى نخرج بعدها من عنق الزجاجة، وإما أن تكون صحوة الموت التى ندخل بعدها القمقم! و«النابذ» سيفعل أى شىء للمحافظة على نفسه، حتى إن وصل الأمر إلى التضحية بالجنين (مرسى) لتعيش الأم (الجماعة).
ومن المؤكد أن «النابذ» مرعوب من «المنبوذ» وإن ادعى عكس ذلك.. والأمر حمّال أوجه لكن الشعب حمّال أسية، وقد صبر كثيراً، وإن كان عنِاد «النابذ» يؤدى إلى الكفر، فإن كبت «المنبوذ» يؤدى إلى الانفجار، وقتها لن يفيد لا نيرون ولا هتلر!
وضيق الحيلة يؤدى إلى اتساع الحيرة، ولذلك لا يعرف «النابذ» ماذا يفعل إذا انفجر «المنبوذ»، ولذلك فهو لا يجد وسيلة إلا تهديد البشر لمحاولة منع الأمر من المنبع، ولكنه لا يراعى أنه إن كان «النابذ» منزوع الإحساس، فإن «المنبوذ» منزوع الخوف، وعايزنا نرجع زى زمان هات آلة زمن وارجع لوحدك! فإن كنا لم نخف من نظام ديكتاتورى متكامل، هل يمكن أن نخاف من جماعة كانت تخاف من هذا النظام؟! بالتأكيد لا، لأننا لسنا أعضاء فى مستشفى الأمراض المرسية
المـقال الاصــلي
إرسال تعليق