استقبل المتظاهرون المعارضون للرئيس المصري خطابه بالكثير من السخرية والإنتقادات وطالبوا برحيله. وفيما احتدمت المواجهات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في عدة محافظات، أحرق المحتجون ممتلكات خاصة بقيادة الإخوان.
وعلق رجل الأعمال، نجيب ساويرس، على خطاب الرئيس محمد مرسي، قائلا: مرارتي خلاص فرقعت.
وكتب في حسابه على «تويتر»، مساء الأربعاء: «مرارتي خلاص فرقعت ، وقال في تدوينة أخرى مخاطبًا مرسي: «أنت مطلوب من العدالة أيضا».
وقال بلال فضل، الكاتب الصحفي، إن الإخوان عملوا إنجازات هايلة في «النجاسة وتابع في حسابه على «تويتر» مساء الأربعاء: «بعد أن حكى مرسي أن كمال الشاذلي قال له السياسة نجاسة وانتو أطهار سيبوا لنا النجاسة، الحقيقة في سنة بس الإخوان عملوا إنجازات هايلة في النجاسة».
وأضاف «فضل»: «وهو يا دكتور مرسي الراجل الشايب اللي هو أنت مش عيب يكذب برضه ويخلف في وعوده ولا
وقال مرسي إن القيادي السابق بالحزب الوطني كمال الشاذلي قال له في مجلس الشعب: «يا دكتور مرسي السياسة نجاسة وانتوا ناس أطهار.. سيبوا لنا النجاسة وخليكوا في الطهارة»، مؤكدا أن «مصر ما بينضغطشي عليها إحنا غير قابلين للانضغاط».
وأصدر مرسي في خطابه بمناسبة العام الأول من ولايته، عدة قرارات، منها: تشكيل وحدة خاصة لمكافحة البلطجة وأعمال الشغب. وتشكيل لجنة مستقلة لإجراء التعديلات الدستورية المقترحة، من كافة الأحزاب التي تختار رئيساً من بينها، لجمع التعديلات الدستورية وتقديمها كمقترح من الرئيس للبرلمان. وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية تعمل على إعداد الإجراءات التي تعمل على المصالحة بين جهات الدولة المختلفة، والتوافق على محاور العمل الوطني الفترة المقبلة بما يعلّي مصلحة الوطن.
كما كلف مرسي الوزراء والمحافظين بإقالة كافة المتسببين في الأزمات التي تعرض لها المواطنون خلال اسبوع. الزام المحافظين والوزراء بتعيين مساعدين لهم من الشباب اقل من 40 عامًا خلال 4 اسابيع، وسحب تراخيص كل محطات البنزين التي امتنعت عن استلام حقها وتوزيعه على المواطنين، وتكليف وزارة التموين باستلام محطات الوقود التي تمتنع عن العمل.
وإتهم مرسي العديد من رجال الأعمال التابعين للنظام السابق، ونقيب الصحافيين الأسبق مكرم محمد أحمد، بالوقوف وراء الثورة المضادة، وتساءل عن سبب عدم وضع اللواء محمود وجدي، وزير الداخلية الأسبق، ضمن المتهمين في موقعة الجمل، وأضاف أن "حسن عبد الرحمن رئيس مباحث أمن الدولة الأسبق يعتبر نفسه الآن من الثوار".
واتهم رجال الأعمال أصحاب القنوات الفضائية بالفساد، وتسليط قنواتهم ضد النظام، وقال: "محمد الأمين بيعمل إيه؟ متهرب من الضرائب وبدل ما يدفعها بيسلط علينا القناة بتاعته، وأحمد بهجت عليه 3 مليارات جنيه للبنوك وبيسلط علينا القناة بتاعته". ويمتلك الأول قنوات "سي بي سي"، والأخير قنوات "دريم"، مشيرًا إلى أن هذه القنوات الفضائية تستضيف "مطلوباً للعدالة مثل أحمد شفيق، ومعادياً لمصر مثل محمد دحلان".
واعتبرت المعارضة أن خطاب مرسي لم يقدم جديداً، بل ساهم في زيادة الاحتقان بالشارع، ووصفت داليا زيادة، مديرة مركز بن خلدون للدراسات الإنمائية، الخطاب بأنه "طويل جداً، ومحبط ومخيب لآمال أغلب المواطنين الذين كانوا يتطلعون إلى سماع حلول عملية للمشاكل اليومية التي يواجهونها بسبب فشل النظام الحاكم وحكومته في إدارة شؤون البلاد".
وأوضحت أن "كلام الرئيس حمل الكثير من المغالطات والمتناقضات، منها على سبيل المثال لا الحصر: الحديث عن جهاز الشرطة الذي لا ينام، وفي نفس الوقت الذي اعترف فيه الرئيس بأن البلطجية في كل مكان وذكر بعضاً منهم بالاسم"، وطالبوه "بالقبض فوراً على هؤلاء البلطجية وإعادة الأمن للشوارع".
وأضافت: "شكر الرئيس مرسي محافظ الأقصر لأنه قدم استقالته استجابةً للمتظاهرين ضده، ومن الأولى أن يتخذ الرئيس من هذا الموقف الذي أثنى عليه مثلاً ويقدم هو نفسه استقالته فوراً استجابة لاعتراض ملايين المواطنين عليه". وتابعت: "أدعى الرئيس أنه لم يتعرض للحقوق والحريات، ونحن نتساءل: ماذا عن كل الاعتقالات التي تمت في حق رجال الإعلام والمتظاهرين والقنوات التي أغلقت، والمرأة التي همشت، والقوانين التي يتم طبخها حالياً لتقييد المجتمع المدني؟".
وأعتبرت أن "كل الوعيد والتهديد للمعارضين بأن مكانهم سيكون السجن أمر غير مقبول ويمهد لتأسيس ديكتاتورية جديدة، وهذا أمر مرفوض تماماً في مصر الثورة".
ورد المتظاهرون في ميدان التحرير بالهتاف ضد مرسي عقب الخطاب، وقالوا: "إرحل.. إرحل"، "الشعب يريد إسقاط الإخوان"، "1-2 الجيش المصرى فين"، ورفع بعضهم الأحذية أمام شاشات العرض، أثناء الخطاب.
وتظاهر المئات في ميدان القائد إبراهيم، الذي يعتبر ميدان الثورة بالإسكندرية، وهتفوا "ارحل يا مرسي"، "إرحل يعني أمشي يا اللي مبتفهمشي"، "يسقط حكم المرشد"، و"يوم 30 العصر .. الثورة هتحكم مصر"، "يوم 30 العصر.. هنكون في القصر"، "يوم 30 يونيو.. عليك الدور".
فيما اشتعلت بعض المحافظات بأعمال العنف، وأضرم محتجون النار في مقر حزب الحرية والعدالة بمدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، مسقط رأس الرئيس مرسي، وأحرقوا صيدلية مملوكة للقيادي الإخواني الدكتور فريد إسماعيل، ومنعوا سيارات المطافئ من إخماد النيران. وحاصر المئات منزل إسماعيل، وحاولوا إحراقه، في ظل غياب تام لجهاز الشرطة.
ووقعت إشتباكات دامية بين معارضين ومؤيدين للرئيس أمام مقر محافظة الشرقية، وأصيب نحو 70 شخصاً، منهم 24 بطلقات الخرطوش، كما أصيب ضابط شرطة، كما وقعت إشتباكات مماثلة في مدينة الزقازيق، بالقرب من منزل الرئيس محمد مرسي، وأصيب نحو عشرة أشخاص.
.كما وقعت مصادمات بين مؤيدين ومعارضين للرئيس في ميدان الشهداء بمدينة الإسكندرية، أسفرت عن إصابة نحو 13 شخصاً. وفي المنوفية أصيب 15 شخصاً، في مصادمات بين معارضين ومؤيدين، استخدم فيها الطرفان مسدسات الخرطوش، والأسلحة البيضاء، وتبادلا القذف بالحجارة.
وشهدت مدينة المنصورة، أمس مواجهات دامية بين مؤيدين ومعارضين لمرسي، أسفرت عن مقتل شخصين، من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وإصابة نحو 243 آخرين، وعرضت صفحة حزب الحرية والعدالة لقطات فيديو للإشتباكات، قالت فيها إن البلطجية هاجموا المصلين في مسجد الجمعية الشرعية.
وقدرت وزارة الصحة المصرية، حصيلة الإصابات والوفيات في المواجهات التي شهدتها مصر، أمس الأربعاء، بين مؤيدي ومعارضي مرسي، بحالة وفاة واحدة، و 298 مصابًا بينهم 243 مصابًا بمحافظة الدقهلية، و53 مصابًا بمحافظة الشرقية، ومصابان بمحافظة الغربية، إضافة إلى حالة وفاة واحدة بمدينة المنصورة.
وقال الدكتور خالد الخطيب، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة بوزارة الصحة، إن 47 من المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم، فيما بقي251 مصابًا تحت العلاج بمستشفيات المنصورة الدولي وطلخا والرمد بالمنصورة والزقازيق الجامعي وطنطا الجامعي وطوارئ المنصورة.
إرسال تعليق