إنهم فتية آمنوا بربهم وشعبهم فزادهم الله ثقة فى النصر، هؤلاء المتمردون الذين اتخذوا إلى الشعب سبيلاً، فآمن الشعب بهم وحوّل فكرتهم البسيطة إلى «مارد» يخيف الإخوان وتابعيهم باستبداد إلى قيام الثورة.
لم أكن أعلم وزملائى، ونحن نفكر فى كيفية تفعيل حملة تمرد على الأرض، أن الثورة ستأتى لنا بشاب فى الصف الأول الثانوى اسمه «إسلام» يؤمن بحق وطنه فى الكرامة والحرية، ورغم صغر سنه فإنه كان النواة الأولى التى أسست منطقة حلوان بالكامل والتى أصبحت من أكثر المناطق فاعلية فى حملة تمرد، كثيرون لا يعرفون «إسلام»؛ فهو ليس نجماً ولا يجيد الظهور أمام الكاميرات، لكنه يجيد العمل والتفانى من أجل الفكرة التى يؤمن بها.
لم نتوقع أننا سنقابل «الأستاذ أمير» كما يطلق عليه كل الأعضاء؛ فهو موجه بالتربية والتعليم نجح ببراعة مدهشة فى عمل لجنة الفرز فى «تمرد»، وقام بتقسيم الاستمارات حسب المحافظات على طريقة «كنترول الثانوية العامة» قبل إدخالها إلى قاعدة البيانات وشكّل أكبر مجموعة من المتطوعين للعمل فى هذه المهمة حتى يتسنى لنا إعلان الأرقام الدقيقة بسهولة!
أما شباب «المترو» فيعرفهم كل من اعتاد الركوب فى مترو الأنفاق؛ فهم فى محطة «العتبة» ينادون بحماس: «قرب قرب.. استمارات سحب الثقة من محمد مرسى»، وفى «السادات» يهتفون: «عشان الأمن ما رجعش للشارع مش عايزينك.. عشان لسه الفقير مالوش مكان.. مش عايزينك»، وهم فى ميدان عابدين يقدمون عرضاً مسرحياً قصيراً ليجمع الناس حولهم ويقنعهم بالتوقيع على استمارات «تمرد»، هم المبدعون الباحثون عن حقهم على وطنهم فى تبنى موهبتهم.
أما النقل العام فتم تمثيله فى «تمرد» بشخص خلوق اسمه «عمرو»، يأتى «عمرو» فى حوالى السادسة إلى المقر، يبدأ عمله فى الفرز مع باقى المتطوعين، فى تمام العاشرة يغادر حاملاً مائتى استمارة، فى اليوم التالى يقنع «عمرو» كل ركاب النقل العام بضرورة التوقيع على استمارات سحب الثقة.
هل تتوقع أن مثل هؤلاء يخشون تهديدات عاصم عبدالماجد؟ هل يمكن أن يغير قرار آن باترسون وأمريكا بدعم محمد مرسى من قناعتهم فى سحب الثقة من رئيس فشل فى تحقيق أدنى طموحاتهم؟ ألا بعداً لأمريكا وبعداً للإرهابيين!
هل يتوقع «مرسى» أن أهله وعشيرته أقوى من هؤلاء؟ هل يظن خيرت الشاطر أن المتمردين سيتركونه يحكم مصر من الباطن؟ هل يقبل الشاب المصرى الذى جاء من أقصى الصعيد يسعى إلى مقر الحملة ليسلم 10 آلاف استمارة نيابة عن زملائه أن يجبر «بديع» الشعب المصرى على استمرار محمد مرسى؟
أعلم أنه من الصعب أن يتعلم «مرسى» وإخوانه الدرس، فلو كانوا يعقلون ما أصروا على إقصاء الشعب المصرى من حكم بلاده مثلما فعل «مبارك»، لو كانوا يعقلون ما أمروا «مرسى» بإصدار إعلان دستورى ينصّب نفسه إلهاً فوق كل السلطات ويحصّن قراراته من الطعن أمام القضاء، وما أقدم رئيسهم على عدم حماية المتظاهرين السلميين وتركهم يموتون على أبواب قصره، وأصبح متهماً على طريقة الديكتاتور المخلوع وبنفس تهمته.
لو تعقّل «الشاطر» قليلاً ما التقى آن باترسون وما عقد اتفاقية «حماس مقابل السلطة»؛ لأنه يعلم جيداً أن أمريكا على شأنها ليست هى الله العلى القدير وأن أمريكا رغم قوتها لن تمنع الطيور من أن تطير أو كما قال الشاعر نزار قبانى!
لكننى أعرف أيضاً أن المتمردين قادرون على استكمال ثورتهم على كل ظلم وطغيان، أومن أنهم لن يتركوا وطنهم فى أيدى «رئيس درجة عاشرة» وسيكملون حملتهم السلمية حتى تحقيق مطلبها وإجراء انتخابات رئاسية، أومن أنهم سيجعلون الثلاثين من يونيو يوماً يعض فيه «المرسى» على يديه، ويقول: يا ليتنى لم أتخذ مع الإخوان سبيلا!!
المـقال الاصلي
إرسال تعليق