تذكرت كل السخريات والإفيهات والنكت التى صدرت على الرجل حين وقف وراء عمر سليمان وهو يقول بيان التنحى، ثم تذكرت المناشدات التى خرجت تسرد تاريخه الذى لم نتأكد منه أصلاً، ومناشدات أبنائه أن يكف الجميع عن السخرية من أبيهم، ثم بعض الصور التى خرجت لكثيرين التقطوا صوراً معه فى مقابلات بالصدفة ووقفوا وراءه فى الصورة ليكملوا الإفيه، ثم تذكرت صوته لأول مرة حين سمعناه وهو خارج (قفاه يقمر عيش) بعد تقديم طعن عمر سليمان على استبعاده ورفضه وصاحبنا يردد كلمة واحدة: لا تعليق.. لا تعليق.. لا تعليييق، وأخيراً ظهور الرجل بعد وفاة عمر سليمان فى أكثر من برنامج تليفزيونى ليحكى أسراراً يتضح أنها ليست أسراراً، ويقول كلمات محفوظة ومعروفة وكأنه يأتى بالديب من ديله، ثم ظننت -وبعض الظن إثم- أن الرجل سيهدأ قليلاً، ويستمتع بحياته بعيداً عن صخب السياسة ووجع الإفيهات، لكن الرجل لم يفعل.
أصارحك بأننى لم أهتم بما قال البعض إنه سيكشفه فى مؤتمره الصحفى الذى دعا إليه أمس، ليكشف ما وصفه بحقائق عن الإخوان، لأكثر من سبب ليس من بينها توقعى لمزيد من الإفيهات، تخرج منه شخصياً، ولا لأن الرجل يبدو أن الكاميرات وحشته، وسيقول أى كلام يا عبدالسلام فى وجود ميكروفونات وفضائيات وأبوك السقّا مات، وإنما لأن هذا (الكورس) المكثف الذى يخرج علينا من رجال المخابرات طيلة الفترة السابقة بمنهجية بدءاً من حسام خيرالله مروراً بثروت جودة وصولاً للراجل اللى واقف ورا عمر سليمان، ولا ننسى سامح سيف اليزل الذى كان أكثر ذكاءً واحترافاً فاختار دور المحلل بدلاً من أن يلعب بطريقة (الحلوانى نزل الملعب) التى يلعب بها الآخرون بخيابة تجعلك تشك أنهم كانوا فى المخابرات، وإنما فى فيلم كارتون أنتجته المخابرات، وها هم يسيئون بأفعالهم وتصريحاتهم وأدائهم ودخولهم فى المعمعة والخناقة للمخابرات، وللكارتون على حد سواء.
هذا الكورس المكثف يجعلنا نضرب كفاً بكف، لأن هؤلاء، وغيرهم ممن يتمسحون الآن فى المعارضة، يسيئون لهذه المعارضة، و(يعوصوها)، فالمعارضة بالنسبة لى هى معارضة هؤلاء الذين عارضوا مبارك، وها هم يعارضون مرسى لأنه لم يختلف كثيراً، أما هؤلاء، أو ما يحلو لى أن أسميهم بـ(المعارضة الانتساب)، فكانوا مشهورين بـ(تمام يافندم)، ووقوفهم إلى جانب (العكش) ورفاقه وهؤلاء الذين كرهوا الثورة منذ يومها الأول وسبوا الشهداء، وكان بعضهم بيادة فى أقدام المجلس العسكرى فرع طنطاوى وعنان، ثم ها هم يقفون فى صفوف الثوار والمعارضين.
المهم أن الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان لم يقل شيئاً فى المؤتمر.. فقط هاجم الإخوان، والرئاسة، وكشف عن أنهم قابلوا عمر سليمان وطلبوا منه أن يترشح بس يسمع كلامهم، كما كشف أن الإعلان الدستورى وصل لمرسى بظرف من مكتب الإرشاد.
ماشى يا سيدى.. مرسى بيتظرف وادينا عارفين.. هل يحتاج هذا لمؤتمر صحفى؟؟؟
هل يحتاج ذلك لكل هذه الميكروفونات التى وقف خلفها الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان؟؟
عايز إيه يعنى؟؟؟
الرجل قال المفيد فى جملتين بعد أن هاجم قطر وشاط فى عصام العريان وصلاح عبدالمقصود الشهير بصلاح تعالى وانا اقول لك فين.
قال: انزلوا يوم 30 (جاب التايهة بسلامته)
ثم قال: اللى عايزين الجيش ينزل.. طب ما تنزلوا انتو الأول عشان الجيش ينزل!!!!!!
وهكذا دمر الرجل فى مخيلتنا صورة رجل المخابرات المحترف بدءاً من الأستاذ أدهم صبرى وصولاً للأستاذ محسن ممتاز والأستاذ نديم قلب الأسد!!!
وهكذا فقع الرجل لدى الكثيرين مرارتهم وأشياء أخرى لدرجة أن إحدى الحاضرات قالت له: لما حضرتك مش هتقول معلومات جديدة امال إحنا جايين ليه؟؟
الغريب أن الرجل ظل ينفى أنه يستند إلى جهاز المخابرات، أو إنه واخد معلومات من هناك، ولم يكن ينقصه سوى أن يقول: «أنا مش مخابرات بس بحترمهم».
عموماً سيظل الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان بالنسبة لنا هو الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان، ووظيفته هى الراجل اللى واقف ورا عمر سليمان، ولا أعرف لماذا لم يكمل هذه الوظيفة للنهاية.
المقال الاصــلي
إرسال تعليق