» » جمال فهمي يكتب :عندما احتشد شياطين الطائفية

جمال فهمي يكتب :عندما احتشد شياطين الطائفية

Written By Unknown on الثلاثاء | 18.6.13


ربما يكون مفيدا تذكير من يستحقون الذكرى بأن آخر مؤتمر لحزب المخلوع أفندى وولده كان مقره الصالة المغطاة فى استاد ناصر، ثم بعد ذلك تبخر الحزب واندثر وتوزعت عصابته القيادية ما بين ظلامين، ظلام السجن، وظلام النسيان من بعد الاندحار!
والحال أن جماعة الشر السرية التى ترقد حاليا على أنفاس الوطن بعدما نشلت ثورة المصريين وورثت من المخلوع حكم البلاد متوسلة بالكذب والخداع والبطلان لتستكمل بغشم وجلافة مشروع الخراب الشامل، يبدو الآن بوضوح أنها تستعجل قضاها وتستدعى كل إشارات النهاية المحتومة ومنها (مثلا) اختيار هذه الصالة المغطاة نفسها لكى تأكل حضرتها بين جنباتها «عشاؤها الأخير» مع قطعان أتباعها وعواجيز القتل والإرهاب، فى مشهد طائفى بغيض ومخيف ومجنون يشبه اجتماع شياطين القبور على وجبة جثث وجِيَف.
هذا المشهد على قرفه وبشاعته وغربته عن التحضر والترقى الإنسانيين عموما (أغلب مكوناته مستوردة من كهوف تورا بورا) فضلا عن فراقه وتناقضه التام مع طبيعة مصر وثقافة شعبها، لم يخل من مظاهر كوميديا سوداء ومسخرة فاقعة جدا، فقد تداعى الأتباع والقتلة ليلة أول من أمس تحت لافتة «نصرة سوريا» لكن سوريا ومصر ومصالح شعبيهما كانوا أبرز الغائبين عن المشهد المزرى، فالقطعان البائسة مسلوبة العقل المجلوبة من المغارات المظلمة ظلت تهتف وتزعق وتنشد بالأوامر، مزامير التحريض والإرهاب والتكفير والكراهية الطائفية من دون أن تعرف أو تدرى شيئا عن الهدف الحقيقى لهذه الزفة القبيحة.
ومع ذلك فلست أستبعد أن بعضهم ربما أدرك بالغريزة، لا العقل، أنهم جُرجِروا وجرى حشدهم ورصهم ليس من أجل الانتصار لسوريا (هم أصلا لا يصلحون ولا مأهلون لنصرة أية قضية عادلة) وإنقاذ شعبها وانتشاله من وسط مهرجان الموت والتهديم والفتن الجوالة التى يتنافس فيها حاليا نظام بشار الأسد مع جماعات وعصابات مسلحة سرقت الثورة السورية تماما كما سرق أشقاؤهم هنا ثورة المصريين، وإنما كان الغرض الأصلى الظاهر والواضح من الاحتشاد فى هذه الصالة فى هذا التوقيت هو الاستقواء بالأسياد الأمريكان على الشعب المصرى، بينما هو يتأهب لكنس «جماعة الشر» وتقيؤ سمومها من جوفه.
باختصار، لقد اجتلب هؤلاء المساكين المهاويس لكى يلعبوا دور النظارة فى عرض بذىء ورخيص هدفه الوحيد إعلان قادة «جماعتهم» أنهم مستعدون وجاهزون دائما لتقديم أثمن الهدايا وذبح أتخن وأسمن القرابين تحت أقدام الأسياد الأمريكان حتى يرضوا ويستمروا فى كفالة ودعم مشروع «التمكين» من رقبة مصر وخطفها من التاريخ وإلقائها فى هوة التخلف والضعف والخراب وحرمان أمتها العربية من قوتها وثقلها، بل وتحويل باقى الأمة إلى ساحة انحطاط وتأخر هائلة تعج بالحروب الطائفية والمذهبية وشتى صنوف القهر وعوامل التفتت والهزيمة الذاتية.. باختصار، هدفهم الذى يستطيع الأعمى أن يراه، أن يفلتوا بالسريقة الكبرى ويَضْحَى الوطن الكبير «خرابة» تقعد على تلِّها عصابة «الإخوان» وأتباعها القتلة (ومعهم العدو الإسرائيلى) مبسوطة ومرتاحة البال ومتهنية!!
عشم إبليس فى الجنة.. أليس كذلك؟


المقـــال الاصــلي




شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes