ليس للأمر علاقة مباشرة بعجز السولار وانقطاع الكهرباء وسد النهضة، ولكن الفكرة ببساطة أننا فى طريقنا لأن نتحول إلى مسخ، الفكرة أننا كمصريين نفقد بريقنا الذى لا نمتلك غيره تقريبا فى ظل سذاجة هذا النظام الحاكم والدائرة المحيطة به. نحن نعيش فى كابوس قلة القيمة الذى لا بد أن ينتهى بأى طريقة، نعيش تحت إدارة أسراب من قناديل البحر اللزجة التى تفسد الشاطئ، لأنها لا تعرف شيئا عن قوانين الحياة على الأرض.
ليس للأمر علاقة بالمرتبات والدين العام، ولكن الفكرة أن الحاكم غارق فى ضلالات فكرية وبصرية، يعتقد أن بضعة آلاف فى صالة مغطاة هم الشعب، ويعتقد أن تصفيقهم له إذا ما تمطع بأبيات شعر ركيكة وقرارات عنتريتُها كاذبةٌ يعنى أنه يقف على قمة جبل الشرعية، وإذا ما خال عليهم أنه يقطع علاقته مع سوريا نصرة لها وليس نصرة لأمريكا صاحبة الفكرة قبل يومين فإن الأمر «هيخيل» على بقية الشعب، يعتقد أنه يستطيع أن يخدع المصريين الطيبين اللى لابسين زعابيط باشتغالة سوريا، بينما الهتاف يرج الملعب «سمع هس مافيش كلام الريس مرسى تعظيم سلام» و«مرسى فاضل له كام سنة يا اولاد.. سبع سنوات يا أبله»، ويطمئن ضميره عندما يلقى بتهمة شق الصف والتفرقة على بواقى الفلول، بينما نظرة واقعية للأمر تجعل رحيلك ضرورة لأن الفلول انتصروا عليك وفرقونا - هذا لو افترضنا صحة كلامك وتغاضينا عن كون من يفرق الصف رئيسا جمع أصدقاءه فى الصالة المغطاة التى كانت على رأى أحد الأصدقاء على «تويتر» مصدرا لتوحيد الجماهير فصارت رمزا للتفرقة.
الكارثة أن مرسى ومن يحيط به يصدقون ما يفعلونه ويرونه رسالة قوية للغاضبين، وهو بالفعل رسالة قوية تؤكد حتمية أن يرحل هذا النظام، ويؤكد أن فكرة انتخابات رئاسية مبكرة هى كرم أخلاق زائد عن اللزوم مع طائفة تريد أن توهمك بأنها تدافع عن الشرعية، والحقيقة أنها تدافع عن فرصتها التى لم تحلم بها من قبل، تدافع عن فكرة أنهم لو رحلوا عن المقاعد الجلد «مش هيشوفوها تانى»، طائفة صنعت من الرئيس صنما تدور حوله وتلتمس له الأعذار وتبحث طول الوقت عن الإعجاز العلمى فى لفتاته وحركاته واجتماعاته وتصريحاته، طائفة بحاجة إلى أن تجدد إيمانها بنفسها لتتحرر من كل هذا الخوف بدلا من أن تجتهد طول الوقت لتحبسنا معها فيه، كل من وقف فى الصالة المغطاة يهتف لسوريا وهو فى أعماق نفسه يعرف جيدا أنه يهتف لمرسى ولبقائه هو شخص منافق صنع من مأساة الشعب السورى «كوبرى» لتمر من عليه زفة الرئيس بسلام.
لم تعد الأزمة فى فساد الدولة، ولكنها الآن فى فساد الفكر الذى يدير الدولة.
أكثر ما كان يقلقنى هو ما بعد 30 يونيو، ولكن مشاهد من تلك النوعية فى الصالة المغطاة أو قاعة المؤتمرات تجعل الواحد لا يهتم بما سيحدث بعدها، يفكر فقط فى أمرين، أن لا يسقط قتلى جدد وأن لا يأتى إلى الحكم من يحولنا إلى مسخ باسم الشرعية أو الدين أو الثورة.
قد لا يحدث التغيير الذى نحلم به فى 30 يونيو، لكن ما لم ننزل فى 30 يوينو فلن يحدث أى تغيير.
المقـــال الاصــلي
ليس للأمر علاقة بالمرتبات والدين العام، ولكن الفكرة أن الحاكم غارق فى ضلالات فكرية وبصرية، يعتقد أن بضعة آلاف فى صالة مغطاة هم الشعب، ويعتقد أن تصفيقهم له إذا ما تمطع بأبيات شعر ركيكة وقرارات عنتريتُها كاذبةٌ يعنى أنه يقف على قمة جبل الشرعية، وإذا ما خال عليهم أنه يقطع علاقته مع سوريا نصرة لها وليس نصرة لأمريكا صاحبة الفكرة قبل يومين فإن الأمر «هيخيل» على بقية الشعب، يعتقد أنه يستطيع أن يخدع المصريين الطيبين اللى لابسين زعابيط باشتغالة سوريا، بينما الهتاف يرج الملعب «سمع هس مافيش كلام الريس مرسى تعظيم سلام» و«مرسى فاضل له كام سنة يا اولاد.. سبع سنوات يا أبله»، ويطمئن ضميره عندما يلقى بتهمة شق الصف والتفرقة على بواقى الفلول، بينما نظرة واقعية للأمر تجعل رحيلك ضرورة لأن الفلول انتصروا عليك وفرقونا - هذا لو افترضنا صحة كلامك وتغاضينا عن كون من يفرق الصف رئيسا جمع أصدقاءه فى الصالة المغطاة التى كانت على رأى أحد الأصدقاء على «تويتر» مصدرا لتوحيد الجماهير فصارت رمزا للتفرقة.
الكارثة أن مرسى ومن يحيط به يصدقون ما يفعلونه ويرونه رسالة قوية للغاضبين، وهو بالفعل رسالة قوية تؤكد حتمية أن يرحل هذا النظام، ويؤكد أن فكرة انتخابات رئاسية مبكرة هى كرم أخلاق زائد عن اللزوم مع طائفة تريد أن توهمك بأنها تدافع عن الشرعية، والحقيقة أنها تدافع عن فرصتها التى لم تحلم بها من قبل، تدافع عن فكرة أنهم لو رحلوا عن المقاعد الجلد «مش هيشوفوها تانى»، طائفة صنعت من الرئيس صنما تدور حوله وتلتمس له الأعذار وتبحث طول الوقت عن الإعجاز العلمى فى لفتاته وحركاته واجتماعاته وتصريحاته، طائفة بحاجة إلى أن تجدد إيمانها بنفسها لتتحرر من كل هذا الخوف بدلا من أن تجتهد طول الوقت لتحبسنا معها فيه، كل من وقف فى الصالة المغطاة يهتف لسوريا وهو فى أعماق نفسه يعرف جيدا أنه يهتف لمرسى ولبقائه هو شخص منافق صنع من مأساة الشعب السورى «كوبرى» لتمر من عليه زفة الرئيس بسلام.
لم تعد الأزمة فى فساد الدولة، ولكنها الآن فى فساد الفكر الذى يدير الدولة.
أكثر ما كان يقلقنى هو ما بعد 30 يونيو، ولكن مشاهد من تلك النوعية فى الصالة المغطاة أو قاعة المؤتمرات تجعل الواحد لا يهتم بما سيحدث بعدها، يفكر فقط فى أمرين، أن لا يسقط قتلى جدد وأن لا يأتى إلى الحكم من يحولنا إلى مسخ باسم الشرعية أو الدين أو الثورة.
قد لا يحدث التغيير الذى نحلم به فى 30 يونيو، لكن ما لم ننزل فى 30 يوينو فلن يحدث أى تغيير.
المقـــال الاصــلي
إرسال تعليق