» » عمرو الشوبكي،الاخوان،ثورة25 يناير

عمرو الشوبكي،الاخوان،ثورة25 يناير

Written By Unknown on الخميس | 13.6.13

هل يذكر الإخوان، ومعهم معارضو مبارك، كيف تعاطف قطاع واسع من المصريين مع الجماعة، واعتبروها ضحية للقمع الأمنى وللقهر السياسى، بعد أن تعرضوا لإقصاء مؤكد على مدار عقود طويلة، واستبعدوا من كثير من الوظائف العامة ومن مؤسسات الدولة، وكان يكفى أن تعرف الأجهزة الأمنية أن هذا الشخص إخوانى حتى يستبعد من مواقع عديدة؟!
والمؤكد أن الظلم الذى وقع على الجماعة دفع بقطاع واسع من الشعب المصرى أن يتعاطف معهم باعتبارهم ضحايا للنظام القائم حتى لو لم يوافق على برنامجهم، وهو ما جعلهم يحصلون على 88 مقعدا فى انتخابات 2005 التى أشرف عليها القضاة (الذين يشتمونهم الإخوان الآن) وحصدوا أصواتا رافضة لهيمنة الحزب الوطنى أكثر من كونها متعاطفة مع الجماعة.
ونال الإخوان تعاطفا واسعا عقب تزوير انتخابات 2010، واستخدام نظام مبارك البلطجة والعنف بحق كل المعارضين، بمن فيهم الإخوان، وحصل الحزب الوطنى بقياده أحمد عز وعصابة التوريث على 97% من الأصوات بعد تزوير غير مسبوق كان أحد أسباب الثورة، وكان ربما طريق وصول الإخوان للسلطة بعد ذلك.
والمؤكد أن هذه الحاضنة الشعبية نالتها الجماعة بسبب تواصلها الاجتماعى مع عموم الناس، بالإضافة للأنشطة الخدمية والخيرية الكثيرة التى قامت بها لصالح بسطاء المصريين، وعمقت من رصيدها بينهم، خاصة فى ظل عدم قيام الدولة بالحد الأدنى من واجباتها فى الصحة والتعليم والخدمات تجاه غالبية الشعب.
وجاءت ثورة 25 يناير، ولحق بركبها الإخوان المسلمون، وأعقبها إجراء انتخابات 2011 البرلمانية، وحصل فيها الإخوان على حوالى 40% من أصوات الناخبين، وجاءت ممارسات كثير منهم تحت القبة مخيبة لآمال قطاع يعتد به من المواطنين، وأبدوا رغبة واضحة فى الاستحواذ والسيطرة لا الإصلاح وبناء التوافق، وانقلبوا على المجلس العسكرى بعد أن استبعد خيرت الشاطر لأسباب قانونية من سباق الرئاسة، وبدأوا فى عملية تصفية حسابات مع مؤسسات الدولة، خاصة القضاء.
وجاء حكم المحكمة الدستورية العليا بحل البرلمان بعد 4 أشهر من وجوده، وشهدت بعدها البلاد أول انتخابات رئاسة، دون دستور يحدد صلاحيات الرئيس ودون برلمان أو قواعد منظمة للعملية السياسية، وانتخب مرسى كأول رئيس مدنى منتخب منذ 60 عاما.
وعلى مدار عام من حكمه، لا يذكر المصريون قراراً إيجابياً واحداً له إلا إقالة طنطاوى- ولو بالترتيب مع بعض قادة فى الجيش- بعد 20 عاما قضاها كوزير للدفاع.
لقد تجاوز الأمر رفض الناس سياسات مرسى الفاشلة، ليصل إلى تحول فى وجدان قطاع واسع من الشعب المصرى الذى تعاطف، فى مرحلة ليست بعيدة، مع الإخوان ليصل إلى حالة رفض وكراهية غير مسبوقة.
وأصبح السؤال كيف كره قطاع واسع من المصريين الإخوان بهذه السرعة، ولماذا فقط الجماعة وليس التيار السلفى الذى يختلفون معه، وليس حزب مصر القوية الذى يقوده إخوانى سابق ولا كثيرا من التيارات الإسلامية الأخرى؟!
الحقيقة أن قوة الجماعة ونقطة ضعفها تتمثل فى بنائها التنظيمى الذى عاشت من أجل الحفاظ عليه 85 عاما، وبفضله وصل مرسى إلى الرئاسة، وبسببه قد يتركها ومعه الجماعة كلها.
صحيح أن هناك من يكره الإخوان، لأنهم إخوان، وهناك من لديه فوبيا من التيار الإسلامى، ولا يفضل أن يراه إلا فى السجون، تماما مثلما هناك إسلاميون يخلطون خلافهم السياسى مع القوى المدنية بالدين، ويعتبرونهم بالحد الأدنى ناقصى إسلام وبالحد الأقصى غير مؤمنين.
ورغم وجود هؤلاء هنا وهناك، فإن السؤال: هل كل هؤلاء متآمرون يكرهون الإخوان، أم أن سياسات الإخوان واستئثارهم بالسلطة بأى ثمن قد جعل الجميع فى خصومه معهم، ولو بدرجات مختلفة؟.
والمؤكد أن هذا التنظيم القوى المحكم لجماعة الإخوان المسلمين والقائم على الولاء المطلق والثقة المطلقة فى القيادة، ،الذى اعتبره الراحل سيد قطب «مظهر العبقرية الضخمة فى بناء الجماعات» وأن «عبقرية البناء تبدو فى كل خطوة من خطوات التنظيم... من الأسرة إلى الشعبة، إلى المنطقة، إلى المركز الإدارى، إلى الهيئة التأسيسية، إلى مكتب الإرشاد».
«وفى النهاية، هذه الاستجابات المشتركة والمشاعر المشتركة التى تجعل نظام الجماعة عقيدة تعمل فى داخل النفس قبل أن تكون تعليمات وأوامر ونظما».
والحقيقة أن قناعة عضو الإخوان المسلمين بأن مجرد انتمائه للجماعة «جهاد فى سبيل الله» وأن الحفاظ على هذه الجماعة هو هدف وغاية فى حد ذاته- تحولت بعد وصوله إلى السلطة إلى عنصر ضعف، لأنه أصبح عامل انغلاق وعزلة عن باقى أفراد المجتمع، وتحول فى فترة قليلة إلى عامل رئيسى فى كراهية الناس لهذا التنظيم الذى يحرص على مصلحة أعضائه قبل المجتمع، وهو التنظيم الوحيد الذى لديه «ميليشيات إلكترونية» تهاجم خصومها بشكل جماعى بإشارة من قادتها، وتختلق الأكاذيب بدم بارد، لأنها تعتبرهم أعداء الوطن والدين.
لقد تحولت الرابطة التنظيمية والتربية الدينية لدى الجماعة إلى شعور بالتمايز والتفوق على الآخرين وتحولت الطاقة الدينية التى حافظت على تماسكها حين كانت فى المعارضة إلى طاقة كراهية وتحريض على المنافسين والخصوم وانغلاق وعزلة عن باقى المجتمع.
فكثيرا ما اشتكى الناس من الحلقة الضيقة التى يحكم من خلالها وزراء الإخوان، فيجتمعون فيما بينهم فى جلسات خاصة يهمس فيها الوزير الإخوانى مع مستشاريه الإخوان، كما اعتادوا أن يفعلوا أثناء وجودهم فى المعارضة، ودون أن يعلم باقى الموظفين شيئا عن اجتماع «الأسرة» أو «الشعبة» الذى انتقل من الأماكن السرية للتنظيم إلى داخل الوزارة.
إن تفاصيل ما يجرى فى التليفزيون كارثة وعار على الجماعة، وما يجرى فى وزارة الثقافة جريمة فى حق مصر قبل أن يكون بحق الثقافة، وهى أمور لا تلتفت لها الجماعة، لأن الهدف هو التمكين والسيطرة حتى لو كان على حساب الشعب المصرى كله.
وأى مستمع لتعليقات المستقيلين من مستشارى الرئيس ومن كانوا جزءا من السلطة الحالية- معظمهم إسلاميون- سيكتشف لأى حد شعروا بالتهميش والغربة والمرارة من الطريقة التى كان يتعامل بها الإخوان مع كل من هو خارج تنظيمهم.
لقد شعر قطاع واسع من المصريين بأن هناك كيانا اسمه الإخوان المسلمون فى مواجهة كيان آخر اسمه مصر، وتطرف البعض، ووصفه بالاحتلال، واستخدم البعض الآخر- وهو محق- تعبير «الجماعة الوافدة» التى بدت فى حالة نهم للسلطة بعد جوع طويل ورغبة فى الاستحواذ والإقصاء شملت الجميع واستفزت الجميع أيضا.
إذا لم يشعر الإخوان بأن مشكلة الناس ليست مع قرار يصدره الرئيس، إنما مع صورة الرئيس الذى تحركه جماعة من خلف الستار، فإن الكارثة قادمة لا محالة، وقد يقولون إن هذا غير صحيح، ولكن فى السياسة التعامل يكون بما يدركه، أو يتصوره الآخرون عنا، وليس ما نعتقده فى أنفسنا.
إن هناك قطاعا واسعا من المصريين بات يلفظ من الأساس وجود الجماعة المهيمنة، ومازلت أذكر هذا المواطن البسيط، حين قال لى منذ أسبوعين إن الإخوان يكرهون الشعب المصرى، لأنهم يعتقدون أننا لم ندافع عنهم حين كانوا معتقلين.
نعم، لهذه الدرجة يشعر قطاع واسع من المصريين بغربة حقيقية مع حكم الإخوان، ويشعر آلاف من ضباط وأفراد الشرطة بأن الرئيس وجماعته متواطئون مع من يقتلونهم، ويشعر القضاة بأن الإخوان يردون جميلهم طوال فترة مبارك بالانتقام منهم، والجيش لولا انضباطه ومهنيته والحسابات الدولية والإقليمية التى تحكم تحركاته، لكان انقلب على الجماعة
نعم، هناك غربة حقيقية بين الجماعة التى اختارت أن تتعامل بمنطق الجماعة الوافدة مع الدولة ومع المجتمع، ولأن الإخوان غير قادرين على أن يعترفوا بعمق المشكلة، أرجعوا الأمر لـ«الإعلام المضلل» ومؤامرات الخارج، ونسوا أن قوة التنظيم الذى أوصلهم للحكم ستصبح هى الطريق الذى سيخرجهم منه، لأنه حين يصبح هناك تنظيم فوق الدولة وفوق القانون وفوق الشعب فإن مآله حتماً الانهيار، وبصورة أسرع مما يتخيل من حرسوا هذا التنظيم لعقود طويلة.


المـــقال الاصلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes