أعرب الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، عن قلقه من أن تترنح مصر على حافة الهاوية، وقال البرادعى فى مقال بقلمه نشرته مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية على موقعها الاليكترونى :”ان مصر باتت تعانى أيضا من تآكل فى سلطة الدولة، فعلى الرغم من أنه ينبغى على الدولة توفير الامن والعدالة اللذين يعتبران أهم أسس الدول الا أن القانون والنظام فى حالة تفكك”.
وأوضح أنه ليست هناك سلطة للدولة تفرض القانون والنظام وبالتالى فان الجميع يعتقد أن كل شىء جائز ومسموح به مما يثير القلق ويزيد من المخاوف، مشددا على أنه فى ظل استمرار مثل هذه الظروف فان مصر لن تشهد حياة اقتصادية طبيعية حيث أن الشعب المصرى يشعر بالقلق الشديد وليس هناك أحد يريد الاستثمار سواء كان مصريا أو أجنبيا.
وأشار البرادعى الى أنه فى الوقت الذى تعد فيه مصر فى أمس الحاجة الى الاستثمار الاجنبى ووضع سياسات اقتصادية سليمة ومؤسسات عاملة وتحتاج أيضا الى اليد العاملة الماهرة فان الحكومة المصرية الحالية لم تقدم الا رؤية غير متكاملة وسياسات اقتصادية ذات أغراض خاصة ولا سيما فى ظل عدم وجود قبضة قوية على رأس الدولة.
وأضاف قائلا “رغم أن السلطة التنفيذية الحالية ليس لديها فكرة عن كيفية ادارة مصر الا أن الامر لا يتعلق بكونها من جماعة الاخوان المسلمين أو الليبراليين وانما بكونها بلا رؤية أو خبرة وليس لديها القدرة على تشخيص المشكلة أو التوصل الى حل لها مما يعنى ببساطة أنها غير مؤهلة للحكم”.
وفيما يتعلق بدور المعارضة المصرية التى يعد جزءا منها، أعرب محمد البرادعى عن أسفه البالغ لعدم استماع الحكومة لتوصيات المعارضة التى لا تلقى اذنا صاغية حيث ناشدت هذه المعارضة الرئيس محمد مرسى منذ أشهر تشكيل حكومة محايدة تتسم بالكفاءة ولو على الاقل خلال فترة الانتخابات البرلمانية القادمة بالاضافة الى أننا فى حاجة الى تعديل الدستور المصرى والى مشاركة سياسية بين الاحزاب الاخرى بما فيها الاحزاب الاسلامية وجماعة الاخوان المسلمين التى تشكل أقل من 20 % فى البلاد.
وأكد البرادعى أن الاخوان يفقدون الدعم الشعبى لهم بوتيرة سريعة فبالرغم من شعاراتهم الكبيرة الا أن الحكومة فشلت فى تلبية احتياجات الشعب الذى نزل الى الشوارع للمطالبة بها.
وأوضح أن الشعب المصرى يدفع الان ثمن سنوات القمع والحكم الدكتاتورى الذى انبثقت عنه معظم التحديات الحالية التى تعد من نتائجه الثانوية، وبالرغم من ضرورة وضع سياسات أكثر شمولية لمواجهة هذه التحديات الا أن سياسة النظام الحالى تقوم على الاعتماد على نفس السياسات والافكار البالية.
واعتبر أن ما يحث الان ليس الا تغييرا للاطار الخارجى لأن طريقة التفكير لا تزال كما كانت فى عهد مبارك ولكن مع غطاء دينى.
واختتم البرادعى مقاله قائلا :”اذا استمر تدهور حالة القانون والنظام فاننا سنواجه عدة سيناريوهات مختلفة ،فالشعب يطلب الان أمرا لم نكن نعتقد أنه سيحدث وهو عودة الجيش للعمل على اعادة الاستقرار، أو ربما تندلع ثورة الجياع التى ستكون ثورة غاضبة “.
إرسال تعليق