» » كمال الهلباوي يكتب : ألا فى الفتنة سقطوا

كمال الهلباوي يكتب : ألا فى الفتنة سقطوا

Written By Unknown on الخميس | 20.6.13


الفتنة المقصودة هنا ليست فتنة التكفير التى يحملها المكفراتية عموماً، ولا الفتنة الطائفية فى تكفير الشيعة الاثنى عشرية عموماًَ، الذين لم يكونوا كفاراً فى عهد الشاة، بل كانوا جزءاً من الحلف الإسلامى برعاية أمريكية، وأصبحوا كفاراً لأنهم شبوا على الطوق، وقاموا بالثورة العظيمة التى رفضت الهيمنة الأمريكية، ووصفوا أمريكا بالشيطان الأكبر، ورددوا مراراً وتكراراً، ضرورة زوال إسرائيل، مما أغضب أصحاب العروش العربية، الملكية منها والجمهورية من أصدقاء الغرب.
وليست الفتنة هنا هى الفتنة الطائفية، بين أبناء البلد الواحد من المسلمين والمسيحيين أو غيرهم، وليست الفتنة هنا أيضاً هى الفتنة الإسلامية الليبرالية، ولكنها فتنة السقوط فى فخ الغرب، ومخطط تقسيم الشرق الأوسط الكبير أو الجديد، والخروج على المعقول فى تقدير الأولويات، وهو المخطط الذى رسم معالمه برنارد لويس، وكيسنجر كذلك، يمثل هذه الفتنة فى ظنى بعض الفتاوى الدينية الغريبة التى دعت للجهاد مؤخراً فى سوريا على أساس الطائفية، وليس على أساس الظلم والفساد والديكتاتورية.
أمامنا نموذج واضح لما أقول وهو، ماجاء بخطبة الشيخ العريفى - السعودى الذى يزور مصر، وينسق مع بعض السلفيين، واستطاع أن يبكى المصلين فى مسجد عمرو بن العاص فى خطبة الجمعة الماضى، بشأن الجرائم التى يرتكبها النظام السورى فى حق المعارضة وأبناء شعبه، ومن ثم كانت الأولوية فى ظنى أن يدعو هؤلاء العلماء والمشايخ إلى إعلان الجهاد ضد الصهيونية وإسرائيل والهيمنة الأمريكية وضد القواعد العسكرية فى الخليج، قد يكون ذلك أولى ومن الأولويات قبل الدعوة إلى الجهاد ضد النظام الطائفى فى سوريا أو معه.
وقد ظهر ذلك التناقض وضعف تقدير الأولويات، أيضاً فى مؤتمر نصرة الشعب السورى فى الاستاد الرياضى فى مصر، والغريب أن يحدث كل ذلك فى إطار أو مصاحبة أو مصادفة مع الإعلان الأمريكى، عن ضرورة دعم المقاومة فى سوريا.
كل ذلك يؤدى إلى أفغنة سوريا، ويصب فى مساعدة إسرائيل بالقضاء على بعض مقومات ومقدرات الدولة السورية، وقدرات حزب الله، ناهيك عن القتلى والجرحى، سواء مَن كان منهم يأمل فى الجنة، ومَن كان منهم محكوماً عليه بالنار من قبل، من بعض العلماء ومن شايعهم وسار على دربهم.
أليس من الأولويات ومن الجهاد إخراج الأمريكان بقواعدهم العسكرية العديدة ولو سلماً وبالتفاوض من الخليج؟
أليس من الأولويات ومن الجهاد العظيم، دعم المقاومة فى فلسطين أولاً، لمواجهة الحركة الصهيونية وإسرائيل التى تحتل بعض أجزاء بلادنا ومنها سوريا حتى اليوم؟
لقد كان القرضاوى محقاً عندما كتب فى صفحة (733) من المجلد الأول من كتابه{ فقه الجهاد} يقول عن رأى العلماء الذين قرروا الاستعانة بالأمريكان لإخراج صدام حسين من الكويت: «وإذا كان العرب والمسلمون عاجزين عن مواجهة قوَّات صدام، وإجبارها على التخلّى عن الكويت، فليس أمامنا إلا الاستعانة بقوة أكبر من صدام، وهى قوة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، والاستعانة بهذه القوة الأجنبية (الكافرة) أمر فرضته الضرورة، وللضرورة أحكامها، وما يباح للضرورة يقدر بقدرها».
ثم يواصل العلامة القرضاوى كلامه، فيقول: «هذا ما قرره مؤتمر مكة، وقد حضره عدد كبير من العلماء، وكنت ممن وافق عليها بشرط: أن تأتى هذه القوات لمهمة محددة هى إخراج صدام من الكويت، ثم تعود من حيث جاءت، حتى قلت: إننى سأكون أول من يقاتل هذه القوات إذا بقيت فى المنطقة بعد التحرير يوماً واحداً».
إذا كان القرضاوى صاحب نظرية الجهاد ضد الأمريكان فى الخليج إذا بقوا يوماً واحداً بعد صدام، وهاهم بقوا آلاف الأيام وليس يوماً واحداً، فلماذا لم يدعُ العلماء جميعاً فى الخليج إلى جهادهم قبل سوريا أو مع سوريا؟ ولماذا لم يعرف العريفى بهذا الواجب وهذه الأولوية؟
قد يختلف العلماء والمحللون فى تقديراتهم، ولكن تحرير الأوطان من المحتل الأجنبى واجب شرعى فى ظل المذاهب كلها، والفتاوى كثيرة وتشير إلى أنه إذا نزل العدو أرضاً من بلاد المسلمين، وجب على الجميع الخروج لمقابلة ذلك العدو، حتى قيل تخرج المرأة بدون إذن زوجها والمدين بدون إذن دائنه، والأولاد بدون إذن الآباء، فهل حدث أو يمكن أن يحدث ذلك فى الخليج، أنا ضد المظالم والإجرام الذى ارتكبه نظام الأسد، ويجب محاربة ذلك وفق الشروط المعروفة، ولكن بعض المعارضة التى تقاتل ترتكب جرائم فى حق مواطنين أبرياء أشد وأنكى، وليس لهم ناقة ولاجمل فى الصراع.
الكل يشارك فى تدمير سوريا، ولايصب ذلك إلا فى صالح إسرائيل والهيمنة الغربية، فهل نستوعب الدرس اليوم؟ لا أظن، لأن ذلك يحتاج إلى حكمة وهى مفقودة، ويحتاج إلى تجرد والنظرة الطائفية لا تسمح به.
والله الموفق.




المـقـال الاصــلي

شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes