» » نوارة نجم تكتب : الانشغال بالانشغال

نوارة نجم تكتب : الانشغال بالانشغال

Written By Unknown on الأحد | 21.7.13


فى خضم انشغالنا باللوثة الجماعية التى أصابت جماعة الإخوان المسلمين والمشتملة على بطح أنفسهم علينا، والحديث على منصتهم بالإنجليزية المضحكة، مطالبين «العالم» بالتدخل لإنقاذ مرسيهم المنتظر، نسينا أننا على مشارف كتابة الدستور، ثم الانتخابات النيابية، ثم الرئاسية. والحقيقة أننا حتى الآن نحقق الهدف من اعتصام رابعة، وهو الانشغال بالانشغال عما يجب أن ننشغل به.
قامت حركة تمرد بتفعيل فكرة «اكتب دستورك»، على موقعها الإلكترونى، ورغم وجاهة الفكرة وجمالها، فإن حصرها على جمهور الشبكة العنكبوتية فيه ظلم كبير، أرى أن تقوم حملة تمرد بالنزول إلى الشارع وسؤال الناس عما يرغبون ويأملون أن يكون موجودا فى دستورهم، بالطبع سيكون الأمر أشق من مجرد جمع توقيعات بالرقم القومى، لكن الناس ستشعر أنها تشارك فى كتابة الدستور.
هناك سؤال آخر: هل أعددنا قوائمنا للانتخابات النيابية؟
على حد علمى، الحزب الوحيد الجاهز بقوائمه الآن لخوض الانتخابات النيابية هو حزب النور، تاااااااااانى، حنعيده تانى؟ لا يمكن أن نطرد الإسلام السياسى من الباب فيقفز إلينا من الشباك. الناس حقيقة لم تعد تطيق الحديث عن السياسة باسم الدين، بل لم تعد تطيق مظاهر التدين الزائفة من فرط ارتباطها بالأفاقين، لكنهم إذا لم يجدوا من ينتخبونه، سيقاطعون الانتخابات، ولن يصوت ساعتها إلا أنصار حزب النور الذى جهز قوائمه، وأعد أنصاره، وعقد صفقاته، وسنعود مرة أخرى إلى برلمان عمليات التجميل، وزواج القاصرات، وإلغاء الخلع، وزنق البنات فى العربيات على الصحراوى، وسباب المسيحيين، والتوعد بقتل الشيعة، والحديث عن مشكلات سوريا، ونسيان مشكلات مصر. وبما إن المستعدين الوحيدين لإجراء الانتخابات هم أصدقاء من ثار عليهم الشعب، فلا مانع من أن نجد تشريعات تسن خصيصا لإعادة الجماعة المحظورة شعبيا إلى مكانها الذى كانت عليه قبل الثورة عليها.
ينفع كده يعنى؟ هو إحنا كل ما نعمل ثورة تتسرق منا؟ لا نقفل البوك بتاعنا بقى ونحطه فى عبنا شوية.
علينا من الآن الانشغال بالقوائم الانتخابية لمجلس الشعب، وعلينا الاتفاق على الأسماء التى سيتم ترشيحها لمجلس الشعب، ودعمها بصرف النظر عن النفسنة الشخصية، هاه؟ واخد لى بالك أنت وهو؟ مش وقت نفسنة خالص دلوقت. ويجب أن تعد الأحزاب والتيارات المدنية قوائمها وتعلن عنها الآن حتى نتمكن نحن من المشاركة فى حشد الأصوات لصالحها. كما يجب أن لا يتكرر خطأ الانتخابات الرئاسية، فعلى القوى المدنية أن تطرح مرشحا واحدا فقط لا غير للانتخابات الرئاسية، وبرضه تانى مش وقت نفسنة و«اشمعنى أنا أتنازل له وهو ما يتنازليش».
هناك تنظيم دولى يشبه فى تكوينه وأفكاره وتشكيلاته ومناهجه، تنظيم المافيا، يستعين علينا بالولايات المتحدة الأمريكية التى ما زالت تقف حائرة (بصراحة أمريكا صعبت عليا.. دمرناها فى أفكارها)، يريد هذا التنظيم تعطيلنا ليبث النبض الاصطناعى لجثة قضيته الميتة، وليست هناك وسيلة لهزيمة هذه القوى الخائنة، التى تبين خيانتها للعالم أجمع، سواء اعترف أردوغان أم لم يعترف (هو كان هيلاقى ناس لقطة زى دول فين يخضعون له مصر ليحقق حلمه فى قيادة الشرق الأوسط على حساب مكانتنا وقيمتنا التاريخية)، سواء رضيت الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا أم لم ترضيا، سواء قبل الاتحاد الإفريقى الذى فرح بوجود «زبون» على رأس مصر أم لم يقبل، سوى استكمال عملنا، واستغراق المجتمع كله فى العملية السياسية والإسراع فى إنجاز مراحلها مهما أطلقوا من صرخات ترويع للمجتمع.. على فكرة هم مش النظرية خالص.
لن يرحل معتصمو رابعة بعد قراءة ورق ألقته القوات المسلحة فوق رؤوسهم، وبالطبع لن يقبل أحد أن يتم فض اعتصامهم بالقوة وأولهم كاتبة هذه السطور، لكن المعتصمين سيرحلون حين يعلمون أن مَن أخبرهم أن جبريل معهم فى الاعتصام كذاب أشر، وأن من أخبرهم أنه رأى الرسول يرقد بجوار مرسى يفترى على الله الكذب، وأن صفوت حجازى الذى أقسم بأن جاءته البشرى أن مرسى سيفطر فى القصر الجمهورى فى رمضان، يقسم كذبا للتلاعب بمشاعرهم وبث أمل زائف فى نفوسهم، لن يرحل معتصمو رابعة، الذى يعانى أغلبهم من انسداد فى الوعى يحول بينه وبين معرفة أن القيادات المطلوبة للعدالة تتمرتس به وهى تعلم أنها تخدعه، إلا حين يكتشفون، على أرض الواقع، وبشكل عملى، أنهم يعيشون خدعة كبيرة، غزلها لهم قياداتهم التى لا ترغب سوى فى أن تتخذ منهم دروعا بشرية حتى تنهى تفاوضاتها بشأن الخروج الآمن.

المقــال الاصــلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes