» » محمد البرغوثي يكتب : الانتقام من «الكذابين»

محمد البرغوثي يكتب : الانتقام من «الكذابين»

Written By Unknown on السبت | 20.7.13


متى سيتوقف «الإخوان» عن الكذب المتواصل فى كل شىء؟ لقد كان الكذب سبباً رئيسياً فى انهيار الشرعية السياسية والأخلاقية للرئيس محمد مرسى، وكان الكذب سبباً رئيسياً فى كراهية الشعب المصرى لقيادات الإخوان وأعضاء الإخوان، وكان الكذب سبباً رئيسياً فى اندلاع موجات عنف ضد الإخوان، انتهت فى بعض حلقاتها إلى حرق مقرات «الإخوان» وهم فى السلطة، وإلى سحل وقتل أبناء بعض قياداتهم وهم ما زالوا فى الحكم.
ولقد تصورت أن هذه «النقيصة»، المنحطة أخلاقياً ودينياً وسياسياً والمحتقرة اجتماعياً، ستكون محل تحقيق ومراجعة داخل جماعة الإخوان، خصوصاً أنهم فى مأزق بالغ، وأن الخروج من هذا المأزق قد يحتاج إلى مراجعة عاجلة لهذا الأسلوب المقزز فى التعامل مع الناس، قبل أن تشهد أوضاع الإخوان كبشر عاديين مزيداً من الانهيار.
لكنى كنت واهماً فى تصوراتى؛ لأن كل الذين استمعت إليهم من قيادات «الإخوان» بعد زوال حكمهم بثورة شعبية غير مسبوقة فى التاريخ الإنسانى كله، ما زالوا كما هم، لم يتغيروا فى شىء، ولا يبدو أنهم على استعداد للتخلص من نقيصة الكذب أبداً، حتى لو تعلق الأمر بحقائق ناصعة لا مجال فيها للجدال أو التضليل أو حتى الاختلاف، مثل أعداد المتظاهرين الذين خرجوا يوم 30/6 التى وصلت فى أقل تقدير إلى 20 مليون متظاهر فى كل محافظات مصر، فإذا بكل صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى تدعى أن الأعداد ملفقة وأن الكثير منها كان فى الحقيقة مظاهرات مؤيدة للرئيس الإخوانى محمد مرسى، وها هو أخيراً الدكتور أحمد أبوبركة، المحامى القيادى الإخوانى الشهير، يظهر فى برنامج طونى خليفة على فضائية «القاهرة والناس»، ليقول دون أن يطرف له جفن: إن الأعداد التى خرجت يوم 30/6 ضد الرئيس المعزول لا تزيد إطلاقاً على 3 ملايين مواطن، وإن المظاهرات التى خرجت فى اليوم نفسه تأييداً لـ«مرسى» تزيد على هذا العدد، لكن إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة تمكنت من قلب الحقائق، ومن تصوير الأمور على غير الحقيقة.
لمن يوجه هذا الشخص خطابه، إذا كان يعرف مسبقاً أن كل مستمعيه تقريباً كانوا شهوداً على ما حدث يوم 30/6، بل إن معظمهم شارك فى الأحداث بنفسه؟ على من «يكذب» هذا الشخص الإخوانى؟ وماذا يريد من «الكذب»؟
الحقيقة أننى احترت فى تفسير عشق الإخوان للكذب، وقد سبق لى أن عاينت بنفسى أكاذيب إخوانية لم يكن لها أدنى مبرر، مثل «كذبة» اكتشاف أكبر بئر بترول فى العالم فى صحراء مصر الغربية، وكذبة تحقيق مصر لأعلى إنتاجية من القمح فى تاريخها، والغريب أننى استشهدت مرة بأكثر من خمسة فلاحين وُجدوا بالصدفة فى عزاء ريفى كان يحضره واحد من القيادات الوسيطة للإخوان، وكلهم قالوا أمامه إن إنتاج الفدان لم يزد على 14 أردباً، وسألته: لماذا يصر باسم عودة على أن الإنتاج وصل إلى 24 أردباً؟ ولماذا أعلن محمد مرسى أنه وصل إلى 27 أردباً؟ فما كان من هذا الإخوانى المتعلم إلا أن ضحك باستخفاف وهو يجيب: بإذن الله الإنتاج سيزيد على ما ذكره الرئيس أيضاً!
لا شىء إذن تغير أو سيتغير فى هذا التنظيم الباطنى الذى لا يعرف وسيلة يتعامل بها مع العالم غير الكذب، ولقد أيقنت بعد عام واحد من حكم الإخوان، استناداً إلى الكذب، أن هذه «النقيصة» تحولت إلى وصفة مضمونة لتدمير وتخريب أى وطن وتقسيم أى أمة.. وها هم الآن بعد أن فقدوا الشرعية السياسية وفقدوا احترام الناس، يواصلون قصف الشعب بالأكاذيب، وهو قصف سيعقبه رد فعل شعبى، أخشى أن يكون عاصفاً ومدمراً للإخوان دون تمييز.. ودون رحمة!

المقـــال الاصــلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes