أكد الكاتب الصحفي، محمد حسنين هيكل، أن مصر تمر بفترة مبشرة جدًا لخروجها من مرحلة اللا خيارات إلى حرية الاختيار، مشيرًا إلى أن كل الأطراف تواجه موقفًا لم تتصوره بعد عام واحد على أول رئيس منتخب.
وأضاف «هيكل»، في تصريحات ببرنامج «مصر أين .. مصر إلى أين»، الذي يذاع على فضائية سي بي سي، اليوم الخميس، أن مصر في حاجة إلى نوع من الاستقرار وخطة عمل تصل بها إلى ذلك، مؤكدًا أن الارتجال لا يصلح، وخاصة ونحن بصدد بناء دولة جديدة.
وأشار إلى أن من أهم الضرورات هو إصدار إعلان دستوري سريع، وتشكيل أقوى وزارة في تاريخ مصر، مؤكدًا أنه لابد أن يكون للإخوان مكان في العملية السياسية.
وأكد، أنه آن لدولة العواجيز أن ترحل، ولابد من تعيين رئيس وزراء شاب واقتصادي، مشيرًا إلى أن هشام رامز اسم جيد لتولي منصب رئيس الوزراء.
وقال هيكل إن «30 يونيو أثبتت أن مصر دولة مدنية، وإن كانت عاشقة للدين»، مضيفًا أن «ما حدث في 30 يونيو، والأيام التالية ثورة، والثورة هي طلب للتغيير وإصرار عليه»، مضيفًا: «ما حدث ليس انقلابًا عسكريًا، لأن الانقلاب هو الاستيلاء على السلطة، والجيش يحمي العملية الديمقراطية دون التدخل فيها».
وأضاف «هيكل»، أنه سعد برؤية «موجة هائلة» من الشعب في ميدان التحرير، موضحًا أن «مصر استيقظت لاسترداد ما سُرق منها، وحجم الحشد الشعبي في ميادين مصر فاجأ العالم كله».
وأشار إلى أن «الشباب خرج بطموح زائد واستعاد روح وطنه، وخروج المصريين على مدار عدة أيام كسر قيودهم، والسياسيون العرب قالوا إن مصر التي نعرفها عادت إلينا».
وتابع: «مصر قادت الفكر والفعل على مدار القرنين الماضيين، والعالم استشعر الفترة الماضية خروجها من نطاق الجغرافيا والتاريخ والأمان، ودعوت الشباب إلى إعلان الإرادة بتظاهراتهم، ولم أكن أتخيل تعديها إلى كسر القيد بهذا الشكل».
وأوضح أن «كل الأطراف لم تستطع التعامل مع خروج المصريين 30 يونيو، والإرادة المصرية تجاوزت السلطات»، مضيفًا: «30 يونيو لم يستطع أحد أن يحتويه أو يقاومه، والطوفان اكتسح الجميع».
وأردف: «الصورة من الطائرة كانت بإيحاء من مرسي دون أن يقصد، وإصراره على أن المتواجدين 130 ألف فقط، والصور من الطائرة لم تكن بأوامر مرسي، ولكن لكي يثبت السيسي أنها ثورة جماهيرية، وليست جموع مدفوعة».
ولفت إلى أن «مرسي تصور أن مظاهرات 30 يونيو، تشبه مظاهرات سابقة، والبعض قال له إنه تسونامي، ولكنه لم يهتم».
وأوضح: «السيسي رجل متدين، ولكنه تدين مماثل لكل المصريين، وطلب من مرسي الغطاء السياسي لتحرك القوات المسلحة عبر توافق وطني»، لافتًا إلى أن «مرسي عارض دعوة السيسي القوى الوطنية للحوار، والاختلاف ظهر في عدة مواقف».
وأكمل: «مشكلة مرسي أن خطاباته لم تكن تتعلق بالجيش أو الشعب، ولكن بجماعته فقط، ووقع تحت ضغوط جماعته التي رأت أنه فشل في تمكينهم، والسيسي كان يستوعب ذلك»، مستدركًا بقوله: «ومغازلة مرسي للجيش في خطابه انعكاس لحوار (مصاطب الريف)، وكان يرفض وجود معارضة ضده، وهوسه بالسلطة وضغوط جماعته ساعد على ذلك».
وأكد أن السياسة الخارجية المصرية على مدار 40 عامًا اعتمدت على الولايات المتحدة، موضحًا أن «الأمريكان كانوا يرون أن الإخوان المسلمين أفضل من يخدم مصالحهم، واعتقدوا أن التيار الديني هو المحرك الرئيسي للشعب، وأن الإسلام السياسي يمكن أن يهزم فكرة الوطنية والقومية، وأن القضاء على فكرة القومية والوطنية يضعف تأثير مصر الإقليمي».
إرسال تعليق