» » عماد الدين حسين يكتب : من المسئول عن الحنين لمبارك؟

عماد الدين حسين يكتب : من المسئول عن الحنين لمبارك؟

Written By Unknown on الأحد | 16.6.13



فى السادسة من مساء الثلاثاء الماضى كان شاب يقف فى منتصف شارع البطل أحمد عبدالعزيز بالمهندسين، حاملا صورة كبيرة للرئيس السابق، محمد حسنى مبارك، معتمرا الكوفية الفلسطينية، ومكتوب تحتها «بنحبك ياريس»!.

مساء اليوم نفسه ركبت تاكسى أبيض من المهندسين إلى ميدان لاظوغلى، عندما وصلنا إلى قلب عابدين كان المرور مختلفا بفعل الحواجز المحيطة بوزارة الداخلية ومجلس الشعب والوزراء. السائق هتف فجأة قائلا: «الله يرحم أيامك يا برنس».
سألته: «مين البرنس ده». فرد بعفوية: «هو فيه غيره.. مبارك طبعا».
جادلته وقلت له إنه السبب الرئيسى فى كل ما نعيشه من كوارث ومصائب فكاد يطردنى من التاكسى، وحمدت الله أننى اقتربت من المنزل فنزلت.
مساء اليوم التالى وأثناء ركوب تاكسى آخر وبينما كنا نمر من ميدان التحرير فى اتجاه باب اللوق، كان مجموعة من الشباب يوزعون استمارة «تمرد» على ركاب السيارات، السائق قال للشاب: «وقعت عليها من قبل»، ثم بدأ يشرح لى أنه قرر العمل أكثر قبل يوم 30 يونيو لتحصيل الإيراد المطلوب حتى يتمكن من التفرغ فى هذا اليوم للاحتجاج.
هذه النوعية من المواطنين العاديين بدأت تتزايد، وهى نوعية لا يمكن حسابها على أحزاب المعارضة وجبهة الإنقاذ، ويصعب اتهامها بأنها فلول، ولسوء الحظ فإن الطرف الوحيد الذى لا يريد أن يرى حقيقة هؤلاء هم جماعة الإخوان.
موضوعيا يصعب إعطاء تقديرات حتى لو كانت تقريبية لعدد هؤلاء الرافضين، أو العدد التقديرى لمن قرر النزول يوم 30 يونيو، كما يصعب أيضا تقدير من يؤيد الإخوان ومن يعارضهم فى هذه اللحظة.
لكن ما يمكن أن نتحدث بشأنه هو الروح العامة التى تنتاب مواطنين عاديين يشعر معظمهم بأن الحياة صارت أصعب من ذى قبل.
بالنسبة لى فإن طائفة أصحاب التاكسى خصوصا وسيارات الأجرة عموما هم مؤشر وترمومتر «غير رسمى» للمزاج العام، هم تقليديا ضد أى سلطة تفشل فى توفير الأمن والاستقرار، معظمهم كان ضد الثورة لأنها عطلت حالهم، ومعظمهم كان ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة لأنه لم يردع أو «يشكم» الخارجين على القانون، ومعظمهم يعارض محمد مرسى والإخوان الآن، لأن الاضطرابات مستمرة كما هى.
إذن أين هى المشكلة؟ إن كثيرين للأسف بدأوا يندمون على سقوط مبارك.
المفروض أن هؤلاء يعرفون أن مبارك صاحب نظرية استقرار القبور، والمواطن الذى رفع لافتة تظهره معتمرا الكوفية الفلسطينية نسى أنه كان كنزا لإسرائيل ورهن استقلالنا لأمريكا، هو الذى جوعنا وسلم اقتصاد البلد لحفنة من مريديه وأصدقاء ابنه، وهو الذى سمح للأمن بقهر وتعذيب المواطنين.
شخصيا أعتقد أن ثورة 25 يناير كانت عظيمة وستظل مهما تعثرت، يكفى أنها رفعت الغطاء عن العفن الذى كنا نعيش فيه، وجعلتنا نرى حقيقة أنفسنا وحقيقة مجتمعنا، وبالتالى جعلتنا نتحرك فى اتجاه تنظيفه وعلاجه.
لكن أن يتزايد عدد الكافرين بالثورة والذين يحنون إلى مبارك وعصابته فمعنى ذلك أن الرئيس مرسى فشل فشلا عظيما فى إقناع الشعب أنه رئيس لكل المصريين.
لو كنت مكان الإخوان لأخضعت ما يحدث لدراسة حقيقية بدلا من المكابرة والإصرار على أن كل المعارضين هم ضد المشروع الإسلامى



المقــال الاصــلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes