حاول أن تتخيل الدكتور «محمد مرسى» الآن، فى أى قصر يختبئ؟.. أى قناة يشاهد؟؟.. أى صوت يصدق: «مرشده».. أم هدير شعبه: «ارحل»؟
حاول أن تتصور طريقة حكم على رأسها رئيس «معزول»، ملايين الشعب يطالبون بإسقاط نظامه، يتنقل «خفية» بين قصور الرئاسة فى حماية الحرس الجمهورى.. ولا تناصره إلا جماعات إرهابية تعتصم بمسجد «رابعة» انتظاراً للحظة الانقضاض على أرواحنا!
رئيس بلا شرعية دستورية، بعد حكم محكمة الإسماعيلية باتهامه هو وجماعته -ضمنياً- بالتخابر.. وبعد أن وقع أكثر من 22 مليون مواطن استمارة «تمرد» للمطالبة برحيله.
رئيس بلا شرعية شعبية، بعد أن اجتاحت أمواج البشر ميادين الحرية فى كل مدن مصر وقراها ونجوعها تهتف: «الشعب يريد إسقاط النظام».
هل هناك رئيس فى مثل هذا المأزق يبحث عن مخرج، أم يخرج علينا بتصريحات مستفزة، كما فعل الدكتور «محمد مرسى» فى تصريحاته لصحيفة «الجارديان»؟؟.. لو كان مثل «مرسى» فوقه تنظيمياً «مرشد»، ومعه ميليشيات مسلحة ويستورد أنصاره من «حماس» وسوريا لقال: «لن تكون هناك ثورة ثانية»!.
أليس ما يحدث فى مصر الآن «ثورة» يا دكتور «مرسى»؟؟.. أدر مؤشر التليفزيون من على قناة «الجزيرة».. شاهد BBC مثلاً التى قالت إن مظاهرات 30 يونية بلغت 33 مليون مواطن، لتعرف أن الثورة بدأت ضد حكم المرشد.. أم أن هناك «إعلاناً دستورياً» يحصنكم ضد ثورة الشعب؟
استقل يا دكتور «مرسى» ولا تحمل هم من سيأتون بعدك للحكم، استقالتك ليست روشتة للفوضى.. فلو أردت «الحفاظ على الوطن وسلامة أراضيه»، كما أقسمت على ذلك، ستكون استقالتك روشتة حقن الدماء وتجنيب مصر الحرب الأهلية.
حتى استقالتك ستبقى الحكم فى يد الجماعة، لأن الحكم ينتقل دستورياً إلى رئيس الوزراء، فلا تفعلها.. الشعب أيضاً تجاوزها لم يعد يطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، بل انطلق يطالب بإسقاط النظام بكل ما تم أخونته!.
هذا الشعب لا يتحاور مع قتلة أياديهم ملوثة بدماء جنودنا فى رفح، وشهداء الاتحادية وغيرهم.. لن نتحاور مع جماعة متأسلمين ليسوا من إخواننا.
هذا الشعب حمل «كفنه».. أظهر «الكارت الأحمر» وكبر.. وهلل.. وهتف.. لأنه يؤمن بأن الخلاص من الديكتاتورية قد بدأ.
يااااااااااااه هل فعلا تصدق أن كل هؤلاء فلول وبلطجية ومأجورون، فأين الشعب إذن؟؟.
نحن شعب جبار لا ترهبنا تهديدات الرئيس ولا جماعته، لن نتراجع أمام رصاصكم وخرطوشكم ومولوتوفكم.. فمطالبنا عادلة وديمقراطية.
نحن لا نقصى أى فصيل من وطننا، فلا تجهزوا الطائرات للهرب من مصر، إخوانك فى «قطر» أبعدوا الدكتور «يوسف القرضاوى» عن أراضيهم.. فإلى أين تفرون؟!.
ابقوا.. فثورتنا هذه ستعقد «محاكمات ثورية» للقصاص للشهداء من «الجماعة»، ابقوا لتروا «قيادات التكفير» تهرب مثل الجرذان، ابقوا لتروا مصير كل مستبد حين ترفع أمريكا دعمها عنكم وتفتش عن بديل لنظامكم!!.
إنه الدرس الأخير، مصر محروسة بأمر إلهى، وبحماية جيشها العظيم، وشرطتها الوطنية.. وشعبها الحر.. وفى القلب من تلك الملحمة الوطنية سقط نظام المرشد بالفعل.
فإن كنتم رجالاً اذهبوا إلى ميادين الحرية لتتأكدوا بأنفسكم.. وتواجهوا مصيركم!!.
المقــال الاصـــلي
إرسال تعليق