فى أول لقاء له مع صحيفة أمريكية منذ عزل الرئيس محمد مرسى 3 يوليو الماضى، وجه وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى انتقادات حادة لرد الفعل الأمريكى، متهما إدارة باراك أوباما بتجاهل الإدارة الشعبية المصرية وعدم تقديم الدعم الكافى وسط تهديدات بحرب أهلية.
وقال الفريق السيسى فى مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، نشرتها على موقعها الإلكترونى مساء السبت، موجها حديثه لحكومة الولايات المتحدة: "لقد تخليتم عن الشعب المصرى وأدارتم ظهوركم له، لذا فإنه لن ينسى ذلك".
وتقول الصحيفة إن السيسى، الذى تحدث بسخط عن الإدارة الأمريكية، يعد على نطاقا واسعا أنه الرجل الأقوى فى مصر حاليا، كما أنه المتحكم أكثر من أى شخص آخر فى اتجاه البلاد بعد عامين ونصف صاخبين نحى فيهم الجيش اثنين من الرؤساء فى أعقاب انتفاضات شعبية.
وتشير الصحيفة إلى نفى قائد الجيش المصرى أى اهتمام نحو الترشح للرئاسة، وخلال لقائه مع الصحيفة الذى استمر على مدى ساعتين داخل غرفة الاستقبال فى وزارة الدفاع، الخميس الماضى، أعرب السيسى عن خيبة أمل عميقة حيال موقف الولايات المتحدة.
وقال فى رده على سؤال، هل سيرشح نفسه لمنصب الرئيس "أنه لا يطمح إلى السلطة"، موضحًا "أنت لا تصدق أن بعض الناس لا يطمحون إلى السلطة"، وسُئل "هل أنت منهم؟" فرد بقوله "نعم."
وتضيف الصحيفة، أنه قدم شرحا أكثر تفصيلا بشأن أسباب عزل مرسى. وتقول إن تعليقات السيسى تقدم مقياسا دقيقا لكيفية تسبب الإدارة الأمريكية فى نفور المصريين بجانبيهم منها.
وفيما قامت واشنطن بتأجيل بيع أربع مقاتلات "إف 16" لمصر، فى تحرك رمزى يشير إلى استعداد واشنطن لمعاقبة الجيش المصرى، فإن السيسى انتقد التحرك متحدثا بقوة قائلا: "هذه ليست الطريقة التى يتم التعامل بها مع الجيش الوطنى لمصر".
وتقول واشنطن بوست، إنه مثل كثير من المصريين المؤيدين للجيش، فإن السيسى بدا غاضبا من الموقف الأمريكى الذى لم يؤيد بشكل كامل ما وصفه بـ "إرادة شعب حر ثار ضد حكم سياسى جائر"، وفق تعبير الصحيفة.
وقال قائد الجيش المصرى ووزير الدفاع، إن نظيره الأمريكى تشاك هاجل يتحدث إليه بشكل شبه يومى، بينما لم يتلق أى اتصال من الرئيس أوباما منذ عزل مرسى.
واقترح السيسى أنه إذا كانت الولايات المتحدة ترغب فى تجنب المزيد من إراقة الدماء فى مصر، فعليها أن تقنع الإخوان المسلمين لفك اعتصاماتهم. وأوضح: "إن الإدارة الأمريكية لديها الكثير من النفوذ والتأثير على الإخوان المسلمين، وأود حقا منها استخدام هذا النفوذ لحل الصراع".
وأشار السيسى أنه واجه مشكلات مع مرسى منذ يوم تنصيبه رئيسا فى 2012. ويقول: "لم يكن مرسى رئيسا لكل المصريين، لكن رئيس يمثل أتباعه ومؤيديه".
وتقول الصحيفة الأمريكية أنه خلال اللقاء بدا الجنرال الذى لا يتجاوز الـ58 من عمره، قاسيا فى نقده لجماعة الإخوان المسلمين، قائلا إن أعضاء الجماعة لديهم ولاء لمعتقداتهم أكثر من ولائهم لمصر. وأوضح: "الفكرة التى تجمعهم معا ليست القومية، وليست الوطنية، وليست الشعور بمصر".
وأكد السيسى على أنه فعل كل ما بوسعه خلال عام كامل من حكم مرسى لمساعدته على النجاح. قائلا إن مرسى فشل مرارا وتكرارا للالتفات إلى نصيحة الجيش.
وأمام ملايين المصريين الذين خرجوا إلى الشوارع فى 30 يونيو مطالبين برحيل مرسى، قال وزير الدفاع، إنه لم يكن أمامه خيار آخر. مضيفا: "لو لم نتدخل، لتحول المشهد إلى حرب أهلية". وشدد على أن جنرالات الجيش ليس لديهم أى نية للاستمرار فى الحكم.
وأشار السيسى إلى أن الجدول الزمنى المقرر للانتخابات سيمضى قدما كما هو مخطط له ورحب بالرقابة الدولية. وأكد أنه لن يترشح للانتخابات، قائلا إنه لا يطمح للسلطة.
وخلصت الصحيفة بقول الفريق عبد الفتاح السيسى: "إن أهم إنجاز فى حياتى هو التغلب على هذه الظروف التى تمر بها البلاد، لضمان أن نعيش فى سلام، لنذهب معا إلى خارطة الطريق ونكون قادرين على إجراء انتخابات دون إراقة قطرة دم مصرية واحدة". وختم: "عندما يحبك الناس، فإنه الشىء الأكثر أهمية لى".
انتقد الفريق أول عبد الفتاح السيسى اليوم، السبت، الرد الأمريكى على الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى الشهر الماضى بشدة، متهماً إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعدم احترام الإرادة الشعبية المصرية وبتقديم دعم غير كافٍ وسط التهديدات بوقوع حرب أهلية.
وقال الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى مقابلة نادرة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ونشرتها على موقعها الإلكترونى، "لقد تركتم المصريين وأدرتم ظهركم للمصريين ولن ينسوا لكم ذلك"، متسائلا "أتريدون الآن مواصلة إدارة ظهركم للمصريين؟"
وأعرب السيسى أيضاً عن الإحباط الشديد من أن الولايات المتحدة لم تكن أكثر حماساً لتبنى أسباب إطاحته بمرسى، وأشارت الصحيفة إلى أن السيسى ككثير من المصريين الموالين للجيش، بدا غاضبا من عدم تأييد الولايات المتحدة بشكل كامل لما وصفه بـ"شعب حر ثار ضد حكم سياسى غير عادل".
وقال وزير الدفاع المصرى، إن نظيره الأمريكى تشاك هاجل يتصل به يومياً تقريباً، لكن أوباما لم يتصل منذ الإطاحة بمرسى.
وأضاف "أن الولايات المتحدة تمتلك الكثير من النفوذ والتأثير على جماعة الإخوان المسلمين وأود بالفعل من الإدارة الأمريكية أن تستخدم هذا النفوذ فى حل النزاع".
وتابع "واجهت مشاكل مع مرسى من اليوم الذى تولى فيه مقاليد الحكم، ولم يكن مرسى رئيساً لكل المصريين، بل كان رئيسا يمثل أتباعه وأنصاره".
وأشار السيسى إلى أن الفكرة التى تجمع الإخوان المسلمين ليست الوطنية ولا القومية، وهذا لا يعد إحساسا بالبلاد، وأكد أنه قام بفعل كل شىء يمكنه عمله خلال العام الذى قضاه مرسى فى الحكم لمساعدته على النجاح، لكن الأخير لم يبال بشكل متكرر بنصيحته.
وأوضح أنه فى نهاية المطاف لم يكن لديه خيار، حيث توقع أنه ما لم يتدخل الجيش، لتحول الأمر إلى حرب أهلية، لافتاً رغم ذلك إلى أن لواءات الجيش ليس لديهم نية للاستمرار فى الحكم، وشدد السيسى على أن الانتخابات ستمضى قدما كما هو مقرر وعلى الترحيب بالمراقبين الدوليين