» , » حرب الاستنزاف :الانتصار المظلوم

حرب الاستنزاف :الانتصار المظلوم

Written By Unknown on الخميس | 25.4.13



خرجت مصر من هزيمة 1967 محطمة عسكريا وسياسيا ونفسيا ، ولكن العجيب أنها استطاعت خلال أقل من عام أن تبدأ عمليات عسكرية هجومية ضد إسرائيل فيما عرف بحرب الاستنزاف والتي امتدت من يونيو 1968 إلى أغسطس 1970 ، حين وافقت مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار بعد مبادرة من وزير الخارجية الأمريكية ويليام روجرز. لقد كانت حرب الاستنزاف ملحمة بطولية للقوات المصرية ، ومن المثير للدهشة أن تأتي بعد هزيمة 67 الثقيلة. إن ما حدث يحتاج لدراسة ورصد ، إذ كيف تستطيع دولة أن تنهض بعد هزيمة قاسية بهذه السرعة وبهذا التصميم وبهذه الروح العالية ؟ ما الذي تغير بالضبط حتى تستطيع مصر أن تقف مرة أخرى على أقدامها بعد الضربة القاضية التي تلقتها في 67 ؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال المهم ، سنعرج قليلا على حرب الاستنزاف لنعرف قيمتها وقدرها. لقد قرر عبد الناصر خوض تلك العمليات العسكرية لعدة أهداف يمكن حصرها في:
• إعادة الثقة للجنود في أنفسهم وفي قادتهم والحفاظ على الروح المعنوية للمقاتلين.
• إبقاء مسألة إحتلال إسرائيل للأرض العربية فى قائمة المشاغل الدولية ضمانا لإستمرار الإتحاد السوفيتى فى الإمداد بالأسلحة والمعدات الأكثر تطورا.
• وضع إسرائيل تحت الضغط المستمر بسبب الخسائر التي تتكبدها على جبهة قناة السويس.
• رفع معنويات الشعوب المصرية والعربية وتهيئة الظروف المناسبة للإنتقال إلى مرحلة العمليات الهجومية.
• الحفاظ على إرادة القتال وإكتساب الكفاءة القتالية الميدانية وتطوير الخطط الحربية تبعا لتغيير العوامل المؤثرة عليها ، والحصول على المعلومات عن العدو والأرض عن طريق الإستطلاع ، وهذه كلها يتعذر تنفيذها بغير القتال الفعلي .
• الحصول على المعلومات الخاصة بتدابير الحرب الإلكترونية الإسرائيلية من خلال العمليات الاستطلاعية والأنشطة القتالية لتحسين وتطوير القدرات القتالية.
• إتاحة الفرصة للقوات المصرية للاشتباك الفعلي بالعدو الإسرائيلي لكسر حاجز الجهل به ، وهو ما شكل إحدى الركائز الأساسية لنجاح حرب أكتوبر 1973
وقد حققت حرب الاستنزاف كل أهدافها ، فقد بقيت قضية الاحتلال الإسرائيلي ساخنة على المستوى الدولي مما دفع الولايات المتحدة لتقديم مبادرة روجرز في مايو 1970 ، ولو بقيت جبهة القناة جثة هامدة ما اهتمت الولايات المتحدة بالتدخل السياسي. وقد لجأت إسرائيل لأساليب جبانة لإيقاف هذه الحرب وذلك بقيامها بضرب أهداف مدنية في عمق مصر في المعادي وأبي زعبل والخانكة وغيرها ، وكان أشهرها ضرب مدرسة بحر البقر الابتدائية بمنطقة الصالحية بشرق الدلتا وأدت إلى مصرع 31 طفلا وإصابة العشرات. ولكن مصر استطاعت بسبب هذه الهجمات الوحشية أن تبني حائط الصواريخ الشهير بصواريخ سام 2 و 3 السوفيتية ، والذي أمن العمق المصري وأفقد إسرائيل جزءا كبيرا من تفوقها الجوي.
لقد نشر بعض السياسيين كلاما يتهمون فيه عبد الناصر بأنه أخطأ بدخوله حرب الاستنزاف ، وهو كلام من قبيل المزايدات السياسية المدفوعة بأهواء شخصية أو سياسية ولا يحمل أي إنصاف أو موضوعية أو حيادية. ويكفي أن نطالع على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية على الإنترنت (بقلم/ نتانئِل لورْخ ) تقييمها لحرب الاستنزاف في التاريخ الإسرائيلي إذ تقول " ... بعد انتهاء حرب الأيام الستّة (1967) بوقت قصير، بدأ عبد الناصر بشن حرب دامية ومستمرّة غير شاملة: حرب الاستنزاف والتي شملت تبادلا لاطلاق نيران المدفعية على امتداد خط "بار ليف" على حافة قناة السويس، مما أدى إلى تصعيد الأوضاع بسرعة. ....وقد اتّفقت الولايات المتحدة مع الاتحاد السوفياتي على العمل من أجل وضع حدّ للحرب وفقا لصيغة "وقف إطلاق نار" تبناها مجلس الأمن الدولي (يوليو 1970). وقتل خلال حرب الاستنزاف 1424 جنديًا إسرائيليًا في الفترة ما بين 15 من حزيران يونيو 1967 و8 من آب أغسطس 1970......... وفي هذه الفترة أجرت مصر بالتنسيق السرّي مع سوريا، استعداداتها لجولة أخرى من الحرب. وكانت إسرائيل على علم بهذه الاستعدادات ولكنّها تمسكت بالرؤية بأن الرئيس أنور السادات لن يخوض حربًا إلا إذا تأكد من تعادل القوة الجوية على الأقل بين مصر وإسرائيل إذا لم تحصل مصر على تفوق جوي. فتجاهلت إسرائيل الوضع الراهن الذي أنذر بما لا يُحمد عقباه...."
ويكفي كذلك أن نقرأ للجنرال عيزر وايزمان نائب رئيس الأركان العامة الإسرائيلية إبان حرب الإستنزاف فى كتابه " على أجنحة النسور " ما نصه :
" إن حرب الإستنزاف التى سالت فيها دماء كثيرة لأفضل جنودنا مكنت المصريين من إكتساب حريتهم على مدى ثلاث سنوات للتحضير لحرب أكتوبر العظمى عام 1973 . وعلى ذلك فإنه قد يكون من الغباء أن نزعم بأننا كسبنا حرب الإستنزاف ، فعلى العكس كان المصريون ـ رغم خسائرهم ـ هم الذين حصلوا على أفضل ما في تلك الحرب ، وفى الحساب الختامى فسوف تذكر حرب الإستنزاف على أنها أول حرب لم تكسبها إسرائيل ، وهى نفس الحقيقة التى مهدت الطريق أمام المصريين لشن حرب يوم كيبور " إن حرب الاستنزاف لم تأخذ حقها في التاريخ ، وتحتاج إلى إعادة تسجيل لتعرف الأجيال الناشئة حجم البطولات والتضحيات التي تمت فيها في أحلك الظروف. إن الشعب المصري أحس لأول مرة بقرب قيادته السياسية والعسكرية منه ، خاصة بعد حادث استشهاد رئيس الأركان عبدالمنعم رياض على خط الجبهة الأمامي في مارس 1969. لقد كانت جنازته الشعبية والرمزية شاهدا على واقع جديد بدأ يتشكل في مصر.



نقلا عن الوسط
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes