يا حاكمنا من عابدين .. فين الحق و فين الدين
يا حاكمنا بالمباحث .. كل الشعب بظلمك حاسس
الصهيونى فوق ترابى .. والمباحث على بابى
هو بيلبس آخر موضة .. واحنا بنسكن عشرة في اوضة
هو بيلبس آخر موضة واحنا تاكلنا السوق السودة
هو بيبنى في استرحات .. واحنا نعانى من الآهات
هما بياكلوا حمام و فراخ .. واحنا الجوع دوخنا و داخ
في يوم الثلاثاء 17 يناير عام1977 كاد الشعب المصري أن يحقق ما نجح فيه أحرار تونس اليوم من خلع حاكمهم الفاسد المتسلط الملطخة يداه بدماء الشعب التونسى، في يوم 17 يناير 1977 خرجت صحف القاهرة تحمل في عناوينها الرئيسية أخبار رفع أسعار 25 سلعة أساسية مرة واحدة كان ذلك مخالف لكل الأمال الوردية التي ما فتئ الرئيس السادات يعد بها الشعب المصري عن الرفاهية والرخاء والخروج من اشتراكية عبد الناصر التي أفقرتهم إلى رأسمالية أمريكا التي تمتلك 99% من أوراق اللعبة في الشرق الأوسط.
يوم 18 يناير 1977 انفجرت المظاهرات فجأة في الاسكندرية حيث خرج عشرات الألوف من المواطنين للشوارع متظاهرين ضد السادات وحكومته
وفي القاهرة وبدون تنسيق مع مظاهرات الشعب في الإسكندرية خرج عشرات الألوف للشوارع متظاهرين ضد النظام وضد السادات، اندلعت المظاهرات في كل أنحاء مصر حتى وصلت إلى أسوان حيث كان الرئيس السادات في استراحة الخزان يجرى حديثا صحفيا وينتظر وصول الرئيس اليوغسلافي تيتو.
قطع المتظاهرون الطريق حتى كادوا يصلوا إلى الاستراحة حيث الرئيس السادات الذي سارع حرسه بنقله في طائرة هليوكوبتر على الفور إلى القاهرة وسط مخاوف من اقتحام المتظاهرين لاستراحة الرئيس.
وصلت طائرة الرئيس السادات للقاهرة والمظاهرات على أشدها ولم تفلح قوى وزارة الداخلية في قمعها، تلقى السادات اتصالا من صديقه شاه ايران يطلب منه سرعة التوجه هو وأسرته إلى إيران حتى تستقر الأوضاع في مصر، وعندما أخبر ه حرسه ان الطريق إلى المطار ليس مؤمنا، أبلغ الشاه الذي قال له أنه سيجرى اتصالات بالأمريكيين لمحاولة ايجاد حل
كانت المظاهرات تتصاعد ويبدو أنها لن تتوقف إلا بسقوط النظام عاود الشاه الاتصال بالسادات ليخبره أن حاملة الطائرات الأمريكية "انتربرايز" موجودة في البحر المتوسط أمام السواحل المصرية ويمكن للرئيس أن يتوجه هو وأسرته بالهليوكوبتر إليها ثم منها إلى إيران.
طلب السادات منه مهلة من الوقت لأنه أمر الجيش بالنزول للشارع، رفض المشير الجمسي وزير الحربية وقتها نزول الجيش للشوارع قبل الغاء الرئيس السادات للقرارات التي أثارت الشعب المصري، وافق السادات مرغما لأن الجمسي حذره أنه ما لم تلغى القرارات فقد ينضم الجيش للشعب ضد السادات، أسرها السادات في نفسه ضد الجمسي وما لبث بعد أن هدأت الانتفاضة أن أطاح به بعدها بعام.
نزلت قوات الجيش للشارع وانتهت الانتفاضة الشعبية يوم 19 يناير
خلال الأحداث قتل 160 مصري وجرح أكثر من 600 مصري و تم اعتقال 1250 شخص.
كان بالامكان أن تكون انتفاضة 17 و18 يناير عام 1977 الثورة الشعبية العربيةالأولى التي تسقط نظاماً لو أنها استمرت ثلاثة أو أربعة أيام أخرى وتوفر لها التنظيم النسبي الذي عرفته الثورة التونسية في يناير 2011، ولكنها انتهت للأسف دون أن تسقط نظام السادات بل على العكس استفاد منها النظام وثبت أركانه وأستمر بعدها لمدة 34 عاما كاملة.
المصدر: التجديد العربي
إرسال تعليق