» » محمد أبو الغار يكتب : سد إثيوبيا والخيبة الإخوانية

محمد أبو الغار يكتب : سد إثيوبيا والخيبة الإخوانية

Written By Unknown on الثلاثاء | 11.6.13

فى الأسبوع الماضى تلقيت دعوة من مؤسسة الرئاسة لحضور اجتماع لمناقشة مخاطر بناء سد النهضة فى إثيوبيا. وبعد التشاور مع قيادات الحزب رأينا أن نهر النيل هو شريان الحياة لمصر، واتفقنا على الذهاب بغض النظر عن موقفنا من الكوارث التى تسببها الجماعة، وبعد ذلك تلقى الحزب وتلقيت أنا شخصياً مئات الرسائل الإلكترونية والتليفونية التى تطالب الحزب بعدم الذهاب لأن ذلك لن يكون له فائدة وسوف يعطى شرعية لمرسى، فقمت بالاتصال بمجموعة أكبر من قيادات الحزب، واتفقنا على عدم الذهاب لاجتماع الرئاسة وعرض وجهة نظرنا على الرأى العام المصرى وسوف تقرؤه الرئاسة، وكان قرارنا بعدم الذهاب صائباً بعد الفضيحة التى تمت فى اللقاء. وسوف يعقد الحزب مؤتمراً صحفياً بخصوص السد.
نحن نعتقد أن الحكومات المتعاقبة قبل وبعد الثورة أساءت إلى شعب مصر ومستقبل الدولة. وحين كنت عضواً فى وفد الدبلوماسية الشعبية بعد شهور من قيام الثورة ذهبنا إلى إثيوبيا وقابلنا رئيس الوزراء السابق زيناوى، ثم حضرت غداء عمل مع وزير الخارجية ومعه رجال الأعمال، وقد عبر كل الإثيوبيين عن كراهيتهم الشديدة لحسنى مبارك وعمر سليمان وقالوا إنهما عرقلا مشروع سد النهضة عن طريق اتصالات مكثفة مع كل دول العالم المؤثرة فى القرار وكل منظمات وبنوك الإقراض الدولى، وحذروا الجميع بالتفاهم والضغط بجميع السبل وهددوا البنوك من أن القروض التى تمنح لبناء هذا السد لن تسدد لأن السد غير قانونى وسوف تكسب مصر أى قضية ترفع فى المحافل الدولية وسوف تخسر جهة الإقراض ما تقرضه لإثيوبيا بالكامل. وبعد أن ذهب مبارك لم يفكر المجلس العسكرى ولا الإخوان المسلمون بجدية فى الأمر حتى أصبح مشروع السد أمراً واقعاً وهم نائمون فى العسل ويركزون فقط على أخونة الدولة.
لقد عقد الحزب منذ أسابيع ندوات حوارية فى محاولة لإيجاد حل للأزمة وكانت الندوات بقيادة عضو الحزب الخبير الدكتور حسام فهمى.
والموضوع الأول الذى يجب أن يكون فى ذهن كل المصريين هو أن سد النهضة فى إثيوبيا وفى جميع الأحوال سوف يؤثر سلباً على مصر، إما بعجز مائى حاد لسنوات قليلة أو عجز دائم طفيف، وهناك احتمالات لخفض القدرة على توليد الكهرباء من السد العالى بنسبة من الصعب تحديدها الآن، وإذا ترك الأمر لإثيوبيا تفعل ما تشاء فسوف يكون هناك عجز ضخم جداً فى المستقبل فى حالة بناء سدود أخرى أو استخدام المياه فى الرى.
السؤال الآن هو كيفية مواجهة السد والحد من المخاطر والتداعيات. هناك خطوات على مرسى وعشيرته اتباعها فوراً:
أولاً: أن يقوم مرسى بإلغاء قراره بتحويل ملف سد إثيوبيا إلى هشام قنديل ومجلس وزرائه محدود الكفاءة، على أن يظل الملف بالكامل تابعاً لرئيس الجمهورية، مع تكوين مجموعة عمل مكلفة بمتابعة الملف وتقديم مشروعات قرارات يختار بينها الرئيس، وتكون المجموعة مكلفة من خبراء فى كل المجالات مع ممثل لوزارة الخارجية والدفاع والمخابرات والأمن القومى.
ثانياً: لا يجب فى أى حديث للحكومة أو المعارضة التهوين من الآثار المترتبة على السد، ويجب الحديث عن أن هذا تنازل عن حق مصر فى حصتها التاريخية، وأن بناء السد تم بدون توافق دول المصب وهى سابقة خطيرة قد تتلوها سدود أخرى، وليس من حق الرئيس أو أى حكومة التنازل عن أى جزء من حصة مصر دون الرجوع للشعب.
ثالثاً: الدخول فى تفاوض يجب أن يبدأ من عدم التهوين من الآثار الناجمة عن السد. وذلك بالإصرار على المشاركة فى الاستثمارات الخاصة بالسد وتقديم المعونة الفنية، بحيث نصبح شركاء فيه، مع صرف النظر بصفة نهائية عن أى سدود مكملة أخرى، والإصرار على استغلال السد فى توليد الكهرباء مع عدم استخدام المياه المخزنة فى الرى فى إثيوبيا أو السودان، وتحديد عدد سنوات ملء الخزان حسب ارتفاع الفيضان، وبناء عليه تعطى تعويضات عينية لمصر مقابل نقص المياه فى مدة خمس سنوات مثلاً فى صورة محاصيل أو ماشية، وتعترف إثيوبيا بحصة مصر من النهر 55 مليارا، وتوقع بعد ذلك اتفاقية دولية تضمنها منظمة الوحدة الأفريقية والأمم المتحدة والدول العظمى.
رابعاً: الضغط على الدول الكبرى والدول المشاركة فى بناء السد لتلبية مطالب مصر من إثيوبيا.
خامساً: تتلقى اللجنة أى مقترحات جدية من المصريين فى الداخل والخارج خاصة بحلول للمشكلة، وتعمل اللجنة بشفافية وسرية على أن يعلن كل شىء للشعب بالتفصيل الدقيق عند النجاح أو الفشل فى أى مرحلة.
و أخيراً، يجب أن يركز الإخوان ورئيس العشيرة، على مصر ومستقبلها لأنه إذا جف النيل سوف تموت العشيرة وينتهى مشروع أخونة الدولة بحكم تغيير الطبيعة والمناخ.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

المـــقال الاصلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes