خيّم «الصمت» على الشارع الإيراني، اعتباراً من صباح أمس، بعد انتهاء عمليات الدعاية للمرشّحين في الانتخابات الرئاسية، المقرر انطلاقها اليوم حيث يتوجّه نحو خمسين مليون ناخب إيراني إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم السابع خلفاً لمحمود أحمدي نجاد، الذي يطوي الايرانيون صفحة عهده، في وقت يطمح الإصلاحيون للفوز بالانتخابات بعد نجاحهم في تشكيل تحالف مع المعتدلين في مواجهة معسكر المحافظين المنقسم.
ولا يُتوقع ان يجري الرئيس القادم أي تغيير كبير في السياسة الخارجية الإيرانية مثل البرنامج النووي أو تأييد الرئيس السوري بشار الاسد في ظل هيمنة الزعيم الاعلى علي خامنئي على القرارات المتعلقة بالقضايا الكبرى.
ويتنافس ستة مرشحين بعد انسحاب المرشح غلام علي حداد من المحافظين، ومحمد رضا عارف من الإصلاحيين من السباق الرئاسي.
ومن المرشحين الستة الذين لا يزالون يخوضون الاقتراع برز ثلاثة في صفوف المحافظين وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير المفاوضين النوويين سعيد جليلي.
وقد وحّد المعتدلون والإصلاحيون صفوفهم خلف المرشّح حسن روحاني بعد انسحاب عارف، بينما أخفق المحافظون قبل 24 ساعة من بدء السباق الرئاسي في الاتفاق على مرشح واحد.
وتحرّك مناصرو روحاني على شبكات التواصل الاجتماعي ودعوا إلى التصويت له بكثافة.
وحصل روحاني (64 عاما) على دعم الرئيسين السابقين أكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي.
في المقابل، تضاعفت الدعوات في صفوف المحافظين للتنازل لصالح المرشّح الأوفر حظا في وقت يبدو فيه أن قاليباف وجليلي في أفضل موقع.
لكن المرشّحين لخلافة أحمدي نجاد استبعدوا امس الاول فكرة الانسحاب من السباق، وأكدوا أنهم ماضون حتى النهاية.
وكتب حسين شريعتمداري كاتب الافتتاحية امس في صحيفة «كيهان» المحافظة ان المرشحين من خلال العناد «يشتتون اصوات المحافظين».
من جهته، قال رضا مراشي من المجلس الوطني الايراني الاميركي ومقره واشنطن: «حتى الان التحالف بين الاصلاحيين والوسطيين نجح حيث اخفق المحافظون: بناء تحالف والاتحاد حول مرشح واحد».
ودعت شبكات التواصل الاجتماعي التي نجحت في استئناف نشاطاتها المتوقفة منذ اربع سنوات ، للتصويت اليوم لروحاني.
وكتب مؤيد على «تويتر»: «روحاني كان رائعا في اجتماع الامس. كان ترحيبا كبيرا ولم يسبق له مثيل في مشهد».
وأظهرت صور في مواقع التواصل الاجتماعي ما بدا انه تجمع حاشد لصالح روحاني في طهران استمر حتى ساعة متأخرة من الليل.
كما نظّمت اجتماعات حاشدة كبيرة في العاصمة الايرانية من جانب مؤيدين للمرشحين المتشددين.
ويمكن أن تؤدي زيادة الاقبال على التصويت الى تعزيز فرص روحاني لكن الايرانيين الاكثر ليبرالية الذين يمكن أن يؤيدوه لم يحسموا أمرهم إن كانوا سيدلون بأصواتهم أصلا نظرا لاعتقادهم بأنّ النتيجة سيتم حسمها مثلما حدث في عام 2009.
وفي غياب استطلاعات رأي يعتد بها في ايران من الصعب قياس المزاج العام ناهيك عن مدى ما يمكن أن يمارسه خامنئي والحرس الثوري من نفوذ على الانتخابات.
إرسال تعليق