من الخصوص إلى أبومسلم يا قلبى لا تحزن، إن كل ما وصلنا إليه الآن نتيجة عدم محاسبة الجناة فى القضايا الطائفية والاعتداءات المتكررة على كل من يختلف فى الفكر والعقيدة، إن هذا التسيُّب والفوضى التى أصبحنا فيها نتيجة الفتاوى والخطابات العدائية المتكرّرة من قِبل التيارات الدينية المتشدّدة ومباركة الحزب الحاكم ومؤسسة الرئاسة لهذه التيارات، إما بالسكوت أو بتقلد المناصب لهذه التيارات، إذ ﻻ بد أن تتحول مصر إلى شريعة الغاب لأن احترام سيادة القانون غائبة فى ظل هذه التيارات التى ﻻ تنتمى إلى هذا الشعب المصرى العظيم الطيب الودود الذى يتميز بثقافته فى التعايش مع الآخر بكل حب واحترام، أصبح الآن يسحل ويحرق ويقتل الأقليات التى تختلف معه فى الفكر أو العقيدة، وهذا عامل من ضمن العوامل يوم الجمعة الماضية والخطابات العدائية لكل الشعب المصرى وتياراته من الليبراليين أو اليساريين والعلمانيين والنصارى الذين يعتبرونهم جميعاً من وجهة نظرهم كافرين وأقلية حتى أصبحت مصر كلها أقلية منبوذة، وهم فقط الأغلبية وحماة الدين، وكأن الدين الإسلامى لم يدخل مصر إلا على يد هؤلاء.. وهم فى الحقيقة بعيدون كل البعد بممارساتهم عن تعاليم الإسلام الصحيحة.. وإنهم أكثر الناس إساءة إلى الإسلام وإن هؤلاء غرباء على هذا الشعب الطيب العريق، مصر سوف تظل للمصريين جميعاً أصحاب هذه الأرض التى ذُكرت فى كل الأديان التى تُحرّم قتل النفس إلا بالحق، وبالرغم من كل هذا الظلام والضباب يُظهر دائماً معدن هذا الشعب من خلال القضاء المصرى الشامخ الذى لا يخشى شيئاً فى الحق. ظهر هذا فى حكم محكمة الاستئناف بالإسماعيلية فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون الذى فسر غموضاً عاشه الشعب المصرى منذ ثورة 25 يناير من (شريعة الغاب).
اقتحم السجون مَن قتل أبناءنا، مَن اعتلى أسطح المنزل وأطلق النار على
شهدائنا، بالتأكيد لم يكن هؤلاء القتلة من المصريين، فلك أيها المواطن أن تعلم
حقيقة هؤلاء القتلة الذين خدعوا هذا الشعب الطيب المسالم الذى خرج يُطالب بحقه فى
العيش والحرية والكرامة الإنسانية، ولكن عدالة الله تفوق الجميع، ومن عظمة مصر أن
لها جيشاً وطنياً عظيماً من أبنائها الشرفاء الذين ﻻ يرتضون للخلود بديلاً، فهم
صمام الأمان، وهم حماة هذا الشعب، وحينما يحاول بعض الخبثاء التشكيك فى كلمات
قادتنا العظماء، نقول لهم جيش مصر خير أجناد الأرض، لن يكون إخاضعاً لأى سلطة وﻻ
حاكم، فهو ملك لمصر والمصريين، وأخيراً أقول لكل المصريين دافعوا عن كرامة وعظمة
وثقافة وحضارة 7000 سنة، كنا دائماً شعباً أبياً عظيماً ﻻ يخضع أبداً لطاغٍ ولا
محتل، فهو قاهر لكل الغزاة، سوف ننزل للدفاع عن مستقبل أبنائنا وأحفادنا وأعيد
وأحذر من يتاجر بالدين، فنحن شعب عظيم متدين قبل وبعد هؤلاء.
إرسال تعليق