قال الفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة السابق، مستشار الرئيس محمد مرسي المستقيل، إن بيان القوات المسلحة، الإثنين، وضع النقاط على الحروف وأكد عدم تخليها عن إرادة الشعب وأن البيان غير قابل للتأويل أو التحريف.
وأشار «عنان»، في مداخلة هاتفية لبرنامج «الحياة اليوم» على قناة «الحياة»، مساء الإثنين، أن بيان القوات المسلحة جاء حقنًا لدماء المصريين بعد اشتباكات المقطم، مؤكدًا أن الجيش لن يتخلى عن شعب مصر العظيم.
وأوضح «عنان»: «إننا قادمون على عصر جديد بفضل الشعب المصري، ونزول الشعب، الأحد، كان أسطوريًا لم يشهده التاريخ من قبل، وعلى الجميع حفظ دماء الشعب».
وتابع: «ملايين الجماهير ملأت ميادين التحرير، وهذا استفتاء يحمل شرعية ثورية، وعلينا أن نكيف أمورنا لتحقيق مطالب الشعب».
وأكد «عنان» أنه «لا يجوز المقارنة بين 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، لأن المشهد مختلف، وأنه يثق في قادة القوات المسلحة، وما يفعلونه في صالح الشعب».
وأضاف: «كنت مستشارًا شرفيًا للرئيس محمد مرسي ولم أكلف بأي مهمة، رغم المشاكل الكثيرة التي واجهناها خلال العام الماضي، ولم أتحدث مع المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع السابق، عن الاستقالة، وقراري كان منفردًا».
وكشف أنه سيشارك في الحياة السياسية، وبسؤاله عن إمكانية الترشح لرئاسة الجمهورية، قال: «كل الخيارات مفتوحة لخدمة الشعب».
وأردف: «الرئيس مرسي لم يدعُني أنا ولا المشير طنطاوي لأي احتفالات وطنية».
وكان الفريق سامي عنان قدم تقدم باستقالته صباح الاثنين من منصبه كمساعد لرئيس الجمهورية وقال في استقالته : "في العام الأخير، شهدت مصر العزيزة حالة غير مسبوقة من التدهور والتراجع، لم تعرفها عبر تاريخها الطويل المجيد، في ظل رئيس منتخب بعد ثورة شعبية متحضرة، ضحى فيها شبابنا الطاهر بالغالي والنفيس، واحتضنتها القوات المسلحة ومجلسها الأعلى بالعناية الواجبة، وأخذت على نفسها العهد بالابتعاد عن التفكير في الاستحواذ على السلطة، والحرص على تسليم المسئولية لمن يختاره الشعب عبر انتخابات حرة نزيهة، تعبر عن إرادة الأمة.
وأضاف :"لفد أوفت المؤسسة العسكرية الوطنية المخلصة بكل ما وعدت به، وسلمت السلطة في مشهد عبقري أبهر العالم، ولم يفكر أحد من أبناء القوات المسلحة في الاعتراض على الخروج غير اللائق للقيادات في الثاني عشر من اغسطس سنة 2012، وكان ذلك تغليباً لمصلحة الوطن وحرصا على أمنه واستقراره، وتجنبًا للانشقاق والتشرذم وإسالة الدم المصري الغالي.
وتابع :"بعد عام كامل، لابد من الاعتراف بأن الآمال جميعًا قد خابت، وأن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية قد تدهورت ووصلت إلى الحضيض، في ظل حكم استبدادي إقصائي غير رشيد، يعمل لمصلحة جماعة بعينها دون النظر إلى الأغلبية الساحقة من أبناء الوطن، وينجرف بذلك السلوك عن المنشود من الأهداف والطموحات ، وينحرف بثورة الخامس والعشرين من يناير عن مسارها الذي أراده الشعب .
واستطرد قائلا :"لكل ما سبق، ومن منطلق انتمائي الوطني وتاريخي الذي أعتز به في خدمة مصر وشعبها، أعلن تضامني الكامل مع جموع المصريين الشرفاء الرافضين للقمع والقهر وانتهاك الحريات وتقسيم المجتمع، وأقدم استقالتي من منصبي كمستشار رئيس الجمهورية للشئون العسكرية (حتى ولئن كان منصبا شرفياً دون مهام ) وأطالب القوات المسلحة الباسلة أن تضرب مرة أخرى مثالاً جديدًا في التضحية والفداء وحب الوطن والمواطن، وتنحاز لمطالب الشعب، حتى يعود المسار إلى ما قامت من أجله الثورة، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، فهي السبيل الوحيد لحقن دماء المصريين.
واختتم قائلا :"من أجل مصر نحيا.. وفي سبيلها نموت، عاشت مصر وطنًا لكل المصريين."
إرسال تعليق