» » راجح الخوري يكتب :الدور على أردوغان؟

راجح الخوري يكتب :الدور على أردوغان؟

Written By Unknown on السبت | 13.7.13

يقف رجب طيب اردوغان مرتبكاً امام ذلك البناء الكرتوني الذي ينهار الآن على ترددات الزلزال الشعبي المصري، وكان يظن انه سيعيد احياء التاريخ السحيق: الامبراطورية وسلطانها وبابها العالي!
سقوط محمد مرسي وحكم "الاخوان" في مصر سحب بساط الحلم الواهم من تحت وسادة اردوغان، الذي كان يغمض عينيه مستمتعاً بمبالغات وزير خارجيته احمد داود اوغلو في الحديث عن الشرق الاوسط الاسلامي الكبير الذي يحكمه تنظيم "الاخوان المسلمين" وتكون انقرة تاجه ومرجعيته!
لم يكن من المبالغة ان تتهم الصحافة التركية اردوغان بأنه هو الذي حرّض مرسي على العناد ودفعه الى التمسك بموقفه المتسلط، وهو ما اسقط وساطة الأيام الاخيرة التي جرت بالتنسيق بين اميركا واحدى الدول العربية الخليجية، وكانت تقضي بتشكيل حكومة جديدة تضم الجميع مع نقل بعض الصلاحيات الرئاسية الى رئيس الحكومة، لكن اردوغان قال لمرسي: اصمد ولا تنحن، افعل مثلي. لا فرق بين ميدان تحرير عندكم وساحة تقسيم عندي!
مع انهيار حكم "الاخوان" في مصر شعر اردوغان بأن قاعدة الجسر الاساسية جنوباً قد تداعت، بما يعني حتمية سقوط المشروع الايديولوجي "الاخواني" التركي الاميركي، لهذا تسيطر على مواقف تركيا منذ عشرة ايام هستيريا محمومة تواظب على انتقاد العملية الانتقالية في مصر، وتغالي في القول ان ما حصل هو انقلاب عسكري، لا بل ان انقرة لم تتردد في تسخير مكتب "وكالة الاناضول للأنباء" في القاهرة لمساعدة مرسي على خرق الحصار الاعلامي الذي فرضه الجيش على مرسي بعد عزله، ومن ثم اعتمدت الوقاحة في دعوة مجلس الامن وغيره من الجهات الى التدخل في مصر "دفاعاً عن الشرعية"(!) وهو ما اضطر الخارجية المصرية الى استدعاء السفير التركي حسين عوني بوطصالي وابلاغه احتجاجاً رسمياً على التدخل في الشؤون الداخلية المصرية!
هستيريا اردوغان حيال ما جرى في مصر لا ترتبط بفجيعة انهيار حلم منطقة يحكمها تنظيم "الاخوان" فحسب، بل هناك ذعر مكنون من ان تصل عدوى "ميدان التحرير" الى "ساحة تقسيم". ففي حين حاولت حكومة اردوغان ان تلصق تهمة "الانقلابيين اعداء الديموقراطية" بالمتظاهرين في ميدان التحرير لتبرير الهجوم على المعتصمين في ساحة تقسيم، رد هؤلاء بوصف اردوغان بأنه مرسي التركي، بما يؤكد ضمناً ان جذور الربيع التركي تتحرك في المجتمع كما تتحرك جذور الاشجار في ساحة تقسيم!
عام ١٩١٤ انهارت الامبراطورية العثمانية والآن تنهار احلام اردوغان "الامبراطورية الاخوانية" فمحمد مرسي سقط، وراشد الغنوشي على الحافة في تونس، وحركة "حماس" الى اختناق، الاردن يواصل انتقاد "الاخوان" ودول الخليج تعوّم ربيع مصر المتجدد بالمليارات... والاقليم ليس ملائماً ليكون محمية سلطان تركي يتهدده ربيع الاناضول!



المقـال الاصــلي
شارك الموضوع :

إرسال تعليق

اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes