إذا لم تكن هذه هى الخيانة العظمى، فماذا تكون؟!
الصراع السياسى شىء، والجرائم فى حق الوطن شىء آخر. هكذا ينبغى أن نتعامل مع قيادة «الإخوان» وهى تتبنى عمليات الإرهاب فى سيناء، وتعلن -على لسان البلتاجى- أنها ستوقف هذه العمليات فى نفس اللحظة التى نوافق فيها على عودة «المشلوح مرسى» إلى الحكم!
ليس فى الأمر مفاجأة لمن كانوا يتابعون الموقف ويدركون المستنقع الذى سقط فيه مرسى وجماعته وهم يشرفون على تحويل سيناء إلى ساحة للإرهاب يحتشد فيها من هربوا من السجون مع مرسى، ومن منحهم «المشلوح» قرارات عفو رئاسية، ومن استقدمتهم الجماعة من كل أنحاء الأرض ليكونوا عونًا لها فى الحرب على شعب مصر وجيشها، وفى تنفيذ مخطَّط تصفية القضية الفلسطينية الذى توافقت فيه مع الأمريكان وإسرائيل بالتخلِّى عن أجزاء من سيناء مقابل الاستحواذ على حكم مصر بدعم أمريكا ورضا الصديق الوفى الإسرائىلى!
الآن تتبنى الجماعة علنًا عمليات الإرهاب فى سيناء، فتكشف المستور وتؤكد مسؤوليتها عن كل الشهداء الذين سقطوا برصاصات الغدر فى سيناء! الآن نعرف لماذا وضعت العراقيل أمام جيش مصر حتى لا يطهِّر سيناء ويأخذ القصاص للشهداء. والآن نعرف لماذا كان مرسى حريصًا على حياة من اختطفوا الجنود المصريين حتى لا يكشفوا الأسرار. والآن نعرف أن من قتلوا جنودنا فى رفح وفى كل أنحاء سيناء هم أنفسهم من يرفعون الآن صور «المشلوح» وهم يواصلون عملياتهم الإرهابية التى يهددنا بها قيادات «الإخوان»!
إن ما تفعله قيادات «الإخوان» يؤكِّد أن الخيانة ليس لها حدود، بخاصة عند جماعة لا تعرف معنى «الوطن» من الأساس. نعرف الآن أنهم حين هددونا قبل 30 يونيو بالعمليات الإرهابية والعربات المفخخة، كانوا يراهنون على تسرب مئات من العناصر الإرهابية فى سيناء إلى قلب الوادى، لكنهم خسروا الرهان بفضل قوات الجيش وأجهزة الأمن التى وقفت لهذا المخطط بالمرصاد!
ورغم ذلك تستمر قيادات الجماعة فى الغرق بمستنقع الخيانة حتى النهاية. يخوض جيش مصر الحرب لتطهير سيناء من عصابات الإرهاب، فترسل قيادات الجماعة الشباب المخدوع ليفتعل الصدام مع الجيش أمام مقر الحرس الجمهورى، أو فى محاولة الهجوم على وزارة الدفاع!
يدفع رجال الجيش والشرطة حياتهم وهم يستعيدون سيناء من قبضة الإرهاب.. بينما قيادات الجماعة الآثمة تعلن الحرب على شعب مصر وجيشها وأجهزة أمنها، وتستدعى التدخل الأجنبى لتجمع بين عار الإرهاب وعار خيانة الوطن!
يقف شعب مصر كله وراء جيشه الوطنى الذى حمى الثورة، والذى يخوض حرب استعادة سيناء من قبضة الإرهاب، بينما التنظيم الدولى للإخوان يجتمع فى تركيا للتآمر على مصر، ويكشف عن برنامج لمواجهة ثورة مصر التى أسقطت حكم «الإخوان» الفاشى، الذى يعرفون أن آثاره لن تقف عند حدود مصر بل ستجلب لهم الفشل فى كل أنحاء العالَمَين العربى والإسلامى.
نعرف أنهم يواجهون كارثة، ولكن هذا لا يبرِّر أن تكون النقطة الأساسية فى برنامج هذا التنظيم الدولى المشمول بالرعاية الأمريكية، هى محاولة زرع الانقسام فى صفوف جيش مصر، ومحاولة خلق الفتنة بين الشعب وجيشه الوطنى!
إذا لم تكن هذه هى الخيانة العظمى.. فماذا تكون؟! وإذا لم تكن هذه هى نهاية الجماعة التى سقطت فى بئر الإرهاب فمتى تكون النهاية؟! وإذا لم يخرج شباب الجماعة الآن ليمسح هذا العار، ويعود لأحضان الوطن.. فمتى يفعل ذلك!
المقــال الأصــــــلي
إرسال تعليق