توقع بسام أبوشريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام الجماعات التي وصفها بـ"الجماعات التكفيرية" في مصر بعمليات تخريبية كالاغتيالات والتفجيرات ، بعد عزل الرئيس محمد مرسي ،كما توقع أن تتركز هذه الاعتداءات ضد الجيش المصري وقوات الشرطة.
وبين أبوشريف في تصريحات خاصة بدنيا الوطن أن عددا من الأسرار الخطيرة سيكشف عنها قريبا مثل قيام الولايات المتحدة بدفع أربعين مليون دولار لحملة مرسي الانتخابية ،وما دار بين وفد قيادة "الإخوان المسلمين" والمسؤولين الأمريكيين في السفارة الأمريكية على مدار سبع ساعات قبل انتخاب محمد مرسي ،وسر حقائب الأوراق المالية التي حملها معه رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم للإخوان المسلمين في مصر ،و شحنة السلاح التي وصلت للإخوان المسلمين بعلم وموافقة مرسي تحت بند" خردة".
وقال أبوشريف أن تحرك الجماهير العربية في مصر جاء في اللحظة المناسبة لمنع توريط الجيش المصري في المؤامرة ضد سوريا .
واعتبر أن مصر تواجه الآن مرحلة دقيقة وحرجة ،اذ أن كافة الدول التي مولت ودعمت المخطط الأمريكي الاسرائيلي الذي يستهدف شطب القضية الفلسطينية وشل كل القوى العربية القادرة على الصمود والتصدي لهذا المخطط،سوف تبدأ بمحاصرة الوضع الجديد وذلك على ضوء توقعاتها من أن الجماهير العربية في مصر سوف تنتخب قيادة ذات ارتباط قومي عربي وملتزمة بالتصدي للتوسع الصهيوني.
وأشار أبوشريف إلى أن الولايات المتحدة ستبدأ بحملة عنوانها رفض الانقلاب العسكري، لذا يجب الإسراع في اجراء انتخابات ديمقراطية تعيد لمصر مكانتها وموقعها وموقفها .
وتابع أبوشريف أن الولايات المتحدة ستبدأ بالضغط على الجيش المصري عبر تخفيض تدريجي في التسليح الذي تعتمد عليه مصر وتصل قيمته قرابة ثلاثة مليارات دولار .
وكشف "أن بعض الاجراءات الأخرى قد بدأت مثل وقف التسهيلات المصرفية الدولية ووقف فوري لبحث طلبات مصر لقروض من بنوك مركزية وأوروبية ،إلا أن المشكلة الأكبر ستكون مشكلة تسليح الجيش وذخائر أسلحته".
واعتبر أبوشريف "أن الجماهير العربية في مصر كشفت المؤامرة التي دبرت لإخراج مصر العظيمة وجيشها البطل من الإطار الواسع للصمود والتصدي في وجه الهيمنة الاسرائيلية الأمريكية على الشرق الأوسط ومقدراته ،ورأت ترابط المواقف التي اتخذها مرسي مع مجمل المخطط التآمري الذي يستهدف الأمة العربية وقضية فلسطين" ،على حد تعبيره.
وقال أبوشريف أن "المصريون لمسوا أن مرسي الذي رهن مصر لبنوك الغرب كما كانت قبل تأميم قناة السويس ، لا يعير التوسع الصهيوني وامتداد الاستعمار الاستيطاني على أرض فلسطين ولا يعير تهويد القدس والخليل أي اهتمام ، لا بل يصمت وكأنه ضالع في هذا المخطط".
وأضاف :"ليس هذا فحسب بل قام بكل وضوح بقطع العلاقات مع سوريا وفتح الباب أمام المصريين المتطرفين(التكفيريين) للتوجه الى سوريا للقتال واعتبر كما يعتبر التكفيريين أن العدو الصهيوني ليس هدفا بل حث على الجهاد للهيمنة على سوريا وليس لتحرير القدس الشريف ،وهذا يتنافى مع تاريخ مصر وارتباطها العفوي عربيا وتصديها لاسرائيل في كل المراحل وآخرها حرب أكتوبر التي أنزلت بالعدو الاسرائيلي هزيمة كبيرة ".
واعتبر أبوشريف أن الترابط بين ما اعتبره "صمود سوريا في وجه المؤامرة" وبين اسقاط الجماهير العربية المصرية لمرسي والتكفيريين هو ترابط متين ومباشر .
وبين أن "هذه بداية مواجهة كبيرة وشاملة في المنطقة ضد مخطط واشنطن - تل أبيب ، لتمكين التكفيريين أو الذين يستخدمون ويسخرون الدين لأغراضهم السياسية من الهيمنة على المنطقة والانصياع لاملاءات تل أبيب وواشنطن" ،كما قال.
واعتبر أبوشريف أن لعبة الحرب الباردة التي استعادة حرارتها وفاعليتها في سوريا بدأت تلوح تباشيرها في مصر ،لافتا إلى أنه "لأول مرة منذ زمن بعيد تخرج روسيا بتصريح رسمي حول ما يدور في مصر مطالبة كافة الأطراف بضبط النفس والاحتكام للانتخابات".
وكشف أبوشريف عن أن روسيا أرسلت خلال هذا الشهر عدد كبير من خبراء المنطقة والمتخصصين في شؤون مصر، لمراقبة تطور الوضع في مصر عن كثب ،مضيفا أن روسيا لم تعد تراقب ما يدور في الشرق الأوسط دون أن يكون لها دور فاعل ،وأنها أصبحت الآن، مرة أخرى اللاعب الرئيسي أمام اللاعب الأمريكي الاسرائيلي الذي استفرد في المنطقة
وقال أبو شريف أن العراق ، بعد اخراجه من أسر البند السابع ، لم يبحث في موسكو صفقة السلاح فقط ..! بل مجمل الأوضاع في المنطقة وما تتعرض له من تآمر .
وكشف عن أن روسيا والعراق متفقتان على التحليل والخلاصات ،وتوقع أن تزداد الضغوط الاسرائيلية على الحدود ،وارتكاب اعتداءات ضد الجيش والشرطة المصريين.
وأضاف:"لن يخدعنا السيد هولاند ، الذي يلعث في الشرق الأوسط بحثا عن فتات الموائد، فقد بحث مع النظام التونسي موضوع مصر وأمور لوجستية تتعلق بليبيا ومصر .!".
واعتبر أبوشريف أن البوصلة الفلسطينية هي البوصلة الحقيقية التي تشير للهوية السياسية لأي طرف . فمن وقف الى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وانضوى تحت لواء مقاومة الاحتلال ورفض التوسع الاسرائيلي ، هو طرف وطني وقومي ومقاوم للمشاريع الاستعمارية .
وأضاف:"مقابل البوصلة التي حددت موقع مرسي ، لا بد أن يأتي رجال مخلصون كعبد الناصر تكون بوصلتهم متوجهة فقط نحو التحرير والتحرر والعدالة والديمقراطية ".
وكشف أبوشريف أن مرسي اتفق مع الاسرائيليين لنقل أسلحة مصرية للجماعات المسلحة في سوريا خاصة الأسلحة المضادة للدروع ،وقامت اسرائيل بتمريرها لهم عبر الجولان وسمح مرسي لأكثر من مئة من أعضاء "التكفير"-على حد وصفه- بالتوجه لسوريا عبر بلدان عربية محيطة ، وتوجهوا لسوريا ليقاتلوا في صفوف "المتآمرين" على وحدة وعروبة سوريا .
نقلا عن دنيا الوطن
إرسال تعليق