الجـــديد

بهجة العيد تطغى على قتامة الحياة في مصر

Written By Unknown on الخميس | 8.8.13


بعيدا عن ضجيج السياسة وما يجري على ساحتها من مشاحنات، تحتفي أغلبية الشعب المصري بعيد الفطر المبارك غير مبالية بالعراك السياسي ولا باعتصامات جماعة الإخوان الارهابية ومظاهراتها ولا الحرب التي يشنها الجيش المصري ضد الإرهاب في سيناء، حيث نزلت خلال الأسبوع الأخير إلى الأسواق تبحث عن جديد الملابس والأحذية ولعب الأطفال والاكسسوارات ومستلزمات البيت وتشتري مستلزمات صناعة كعك العيد أو شرائه جاهزا من الأفران أو محلات الحلويات الشرقية. وعلى الرغم من الارتفاع الملحوظ للأسعار إلا أن هناك إقبالا كبيرا على محلات الجزارة والدجاج والملابس والأحذية والحلويات وغيرها.
وقد تجولت "ميدل إيست أونلاين" في عدد من الأسواق التي لم يكن في بعضها من الزحام موضع لقدم، ولم يكن إقبال الأسرة المصرية قصرا على محال ومنتجات بعينها، بل كان الإقبال شاملا، وكأنها قررت أن تعمل نيولوك لنفسها وللشقق التي تقطنها، حيث محلات المفروشات قد حظيت بإقبال خاص.
وأكد حسن أبو جهاد صاحب محلات جزارة شهيرة بمحافظة الجيزة أن المحلات تعمل بشكل متصل منذ 6 أيام، وقال "هناك إقبال يشبه إقبال عيد الأضحى، نحن دبحنا جاموس وعجول وأبقار وخراف تساوي ما ذبحناه في عيد الأضحى الماضي".
وفسر أبو جهاد ذلك بأنه الناس لديها إصرار على أن تعيد عيد الفطر المبارك دون "نكد"، وأن تنفق ما لديها لتعيد البهجة للعيد باستقبال الأبناء والأقارب، وعمل دعوات غداء وعشاء ولمّ شمل الأسر، تعرف أنه تقريبا منذ قيام ثورة يناير أغلب الناس لا تتزاور أو تجتمع بسبب الاضطرابات الأمنية، يبقى ابنك هنا في أكتوبر ولا تستطيع أن تذهب إليه خوفا من قطع الطريق أو خروج إرهابيين في مظاهرة.
أما صاحب حلواني "بلاك هورس" محمود عبد الرزاق، فقال "الحمد لله، هناك إقبال اشتد في الأيام الثلاثة الأخيرة، وكل ما نصنعه الآن من بسكويت أو كعك أو غريبة.. إلخ يتم بيعه أولا بأول، والأسعار لم تزد بدرجة كبيرة".
وأضاف " بصراحة لم يكن أحد يتوقع إقبالا خاصة أننا حتى الأسبوع الأخير لم يكن يسأل أحد عن الكعك والبسكويت، فجأة أصبح المحل عن آخره ولا نستطيع ملاحقة طلبات الزبائن، ولاحظ أن الزبائن أنواع هناك منهم من يشتري بالعشرة كيلو كعك على بسكويت على غريبة .. إلخ، وهناك من يشتري نصف كيلو من كل نوع، وهناك من يشتري كيلو مشكّل، أقصد أن الاقبال طال جميع أفراد الشعب".
وشهدت الأسواق الشهيرة للعب والملابس والأحذية كالموسكي والعتبة بوسط القاهرة، وكذا الأسواق الخاصة بكل حي شعبي، حملات أسرية كبيرة، حيث ترى الأم والأب والأبناء يتجولون بين المحلات حاملين ما اشتروه، أما الشباب فقد امتلأت بهم شوارع وسط القاهرة التي تحولت شوارعها وحواريها إلى أسواق لبيع ملابس المراهقين والمراهقات بشكل خاص.
وقد أشار تاجر لعب الأطفال بالموسكي محمد جابر إلى أن أغلب اللعب الموجودة في الأسواق من العامين الماضيين وأنه لم يتم استيراد جديد، نحن لم نبع الكثير خلال العامين الماضيين، فتجار التجزئة لم يكن عليهم إقبال، وتقريبا كل البضاعة مخزنة من العامين السابقين، وقال "الحمد لله تقريبا كل البضاعة تم بيعها، هناك إقبال كبير من القرى والأحياء الشعبية، "الناس عاوزه تفرح، عيد وراء عيد والحالة نكد وكآبة، الناس قررت كفاية كده".
وأضاف جابر "لنا عامان لم نذهب للمصيف، والأولاد اتخنقوا، لا، كفاية، لابد أن تعيّد الناس وتفرح مهما كان الثمن".
ولفتت ربة منزل بصحبة أطفالها في محل للملابس بوسط القاهرة إلى أن الله حقق دعاء المصريين واستجاب لهم فجاء رمضان بدون الشيخ محمد مرسي وجماعته وها هو العيد يأتي دونهم، ونأمل أن يطهر الله منهم البلد ومن كل الإرهابيين، وقالت " نريد أن تعود القاهرة والبلاد كلها إلى ما كانت عليه قبل 25 يناير، آمنة، لقد تعلمنا الدرس، لا قيمة للحرية ولا قيمة لأي شيء دون أمان ودون أمن".

ميدل ايست أونلاين ـ من محمد الحمامصي

جهاد الخازن يكتب : تخريب مصر عمداً


الإخوان المسلمون يعملون لتدمير مصر. هم مثل ذلك العاشق الذي تتزوج فتاته شاباً آخر فيقتلها وشعاره: إذا لم تكن لي فلن تكون لغيري.
أنصار الإخوان لا يعملون ليعيلوا أسرهم فعملهم الاعتصامات والتظاهرات وهذه هدفها واحد: منع الحكم الانتقالي الجديد من إصلاح ما خرب الإخوان في سنة لهم في الحكم. كان الاقتصاد المصري نشطاً في العقد الأول من هذا القرن، يتقدم سنة بعد سنة بحسب أرقام صندوق النقد الدولي لا رأيي أنا. وكان هناك فساد، فجاء الإخوان وحاربوا الاقتصاد وأبقوا على الفساد وزادوه، فكانت سنتهم كارثية على مصر.
هذا في الداخل، أما على الصعيد الخارجي، فقد أحجمت الدول العربية القادرة عن مساعدة مصر بسبب سوء علاقتها مع الجماعة عبر عقود، وتآمر الإخوان المصريون والمحليون في دول الخليج على هذا البلد أو ذاك. (التأييد القطري للإخوان أساسه خلاف شخصي مع الرئيس حسني مبارك، وهذا الموقف سيتغير، أو يعدل، والشيخ تميم بن حمد في الحكم).
وهكذا فالإخوان المسلمون لم يحققوا أي هدف وعدوا الشعب المصري به في الداخل، وبنوا علاقة طيبة واحدة مع العدو إسرائيل، ومع ولية أمرها الولايات المتحدة، وسقط محمد مرسي فأخذوا يتحدثون عن الشرعية والانتخابات الرئاسية الحرة. في الأخبار أن وزير الدفاع الأميركي تشك هاغل يتصل بوزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي يوماً بعد يوم لحماية الإخوان المسلمين بطلب من إسرائيل.
كانت الانتخابات ديموقراطية إلا أن نتيجتها زُورت، وحتى إذا قبلت مزاعم الجماعة منعاً للجدل، فان ما حصل في الأيام الأخيرة من حزيران (يونيو) الماضي كان ثورة شعبية هائلة، أو الثورة المصرية الثانية في سنتين، ومع ذلك فالإخوان يتحدثون عن الشرعية ولا يرون ملايين المصريين الذين تظاهروا ضد الرئيس وطالبوا برحيله، وكانت أعدادهم تفوق الذين تظاهروا ضد حسني مبارك.
ثمانون سنة والإخوان يحلمون بالحكم وجاءهم فجأة على ظهر شباب الثورة سنة 2011 فصدق فيهم المثل الشعبي الشامي «مشتهية وعزموا عليّ.» وأصبح همهم السيطرة على أجهزة الحكم كأنهم حزب شيوعي، وبعد انتخابات البرلمان انتزعوا الرئاسة بعد أن كانوا قالوا إنهم لن يرشحوا أحداً منهم وكذبوا، واتبعوا ذلك بمحاولة السيطرة على القضاء. السيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية ثم القضاء ليست ديموقراطية وإنما ديكتاتورية وأخونة مكشوفة، حكم حزب واحد ورأي واحد واجتهاد واحد واستثناء لكل معارضة، مع أن تعريف الديموقراطية أنها جامعة تضم جميع أطياف الشعب. هل كنا بحاجة إلى تصريحات محمد بديع لنعرف أن الإخوان للإخوان وليسوا لمصر؟ إطاحة محمد مرسي أسوأ من هدم الكعبة المشرفة حجراً حجراً؟ رئيس فاشل أهم من قبلة المسلمين. هذا الكلام إهانة لكل مسلم حر من رجل أصبح رئيس الرئيس المصري يمشي أمامه في كل مجلس من دون أن ينتخبه المصريون. وبما أن المرشد ونائبيه أحيلوا إلى محكمة الجنايات فأنني أطالب لهم بمحاكمة عادلة.
اليوم يخاطب الإخوان غرائز أنصارهم لا عقولهم، فالحكم الجديد قادر على انتشال مصر من كبوتها لأن رجاله ليسوا دعاة، وإنما كل منهم خبير في الموقع الذي يشغله. وقيادات الإخوان تحرض أنصارها على مهاجمة قوات الأمن، وحتى قواعد الجيش، ولعلهم يعتقدون أنهم إذا قتلوا فستكون لهم الجنة.
أسجل معلومات أهل مصر شهود عليها، ثم أرجو لمصر ولأهلها الخلاص، فلا مصلحة لي في مصر غير حب أهلها والغيرة عليهم. وأطلب من الحكم الانتقالي، ومن القوات المسلحة بقيادة الفريق الأول السيسي، الضرب بيد من حديد، ولكن ضمن نطاق القانون حتماً، لمنع المخربين من تحقيق هدفهم الوحيد وهو تخريب مصر، فهم لا يتقنون شيئاً آخر، ونحن نرى الإرهابيين الذين خرجوا من تحت عباءتهم وما يرتكبون في سيناء. أقول ربنا يكون بعون شعب مصر، وبعون أمة لا مستقبل لها إلا معهم.

المقـال الاصـلي
 

كعك وكفن في «رابعة» و «بطة ماكين» على موائد المصريين


صحيح أن توقيت صلاة العيد واحد، وتكبيراته لا تتغير، وكعكه بالدقيق والسكر والسمن ذاته، لكن بالتأكيد في مصر بات هناك عيدان: عيد المصريين حيث صلاة العيد في الميادين وباحات المساجد والدعاء لمصر بأن يحفظها الله من كل شر ويبقي على وحدة أبنائها من خطر الفتن ومحاولات التمسك بمظاهر الاحتفال الكلاسيكية رغم أنف الغضب والتوتر والقلق، وعيد «رابعة العدوية» حيث صلاة العيد في الإشارة والشوارع المحيطة والدعاء للجماعة والشرعية والشريعة والرئيس المعزول محمد مرسي وأن يصب الله غضبه على كل من تسوّل له نفسه أن يعارض أو يحتج أو يرفض، وأن يبقي الله على وحدة أبناء «رابعة» وتمسك فطري للبسطاء، مدعوم بأموال الأغنياء، بمظاهر العيد من ملابس جديدة للأطفال وكرنفال عجن وخبز كعك العيد في الخيام، لا سيما بعدما وعدت المنصة البسطاء بأن النصر قريب، وفقرات الترفيه لن تتوقف، وحفلات الزفاف ستتوالى، وركوب أرجوحات الأطفال بـ «بلاش».
مجانية الركوب ومتعة الخبز الجماعي وفقرات السيرك ووجبات الطعام ووعود ملابس العيد للصغار، حتى وإن كانت كفن العيد بدل بذلة العيد، عوامل جاذبة محببة للبسطاء في «رابعة». لكن ما لن يفهمه البسطاء هو هذا الاختفاء الكامل المفاجئ لهتاف «يا سيسي يا جبان، يا عميل الأمريكان» بعدما اعتادوا على ترديده خلف ملقني المنصة، بل إن العبارات التي يلطخون بها الجدران في الطريق من «رابعة» إلى المنشآت الحيوية التي يحاصرونها ليلاً والطرق الحيوية التي يقطعونها نهاراً ستخلو من نسب نعت العمالة إلى وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، مع القائمة المعتادة من الوصف بالصهيو-ليبرالية والوصم بالعبرية والوسم بالأميركية.
«بيقولك الأمريكان سيرسلون إليهم كعك العيد في رابعة»، يتفكه أحدهم على عيد «رابعة» ذي النكهة الأميركية، فيرد صاحبه: «ما وفق إلا ما جمع». جموع «رابعة» استيقظت يوم الوقفة على عبق أميركي يملأ أرجاء الاعتصام. صحيح أن مشايخ المنصة وأمراءها فسروا العبق بأنه «إذعان أميركي لقوة رابعة وصلابة رجالها الأشداء وحرائرها الطاهرات وأطفالها الأبرار»، وصحيح أن شبانها غردوا بأن «التاريخ سيذكر أن ثبات معتصمي رابعة والنهضة جعل الأميركيين يتراجعون عن موقفهم ويتوقفون عن شرعنة الانقلاب»، مذيلة بعبارات مثل: «إحنا جامدين أوي» و «تحية للأسود» و «عاش معتصمي رابعة عاش» وغيرها، إلا أن مشايخ المنصة سيحتفظون لأنفسهم على الأرجح بالسبب الحقيقي وراء اختفاء هتاف «يا سيسي يا جبان، يا عميل الأمريكان»، وذلك بعدما تحولت دفة «العمالة» إلى الاتجاه المعاكس، لكن ليس كل ما يعرف يقال بالطبع حتى لا تفسد متعة العيد.
غير أن متعة العيد خارج حدود «رابعة» مختلفة كل الاختلاف، فرائحة كعك العيد المنبعثة من أفران اعتصامي «رابعة» و «النهضة» وأشكاله غير التقليدية حيث خرجت كعكات على هيئة العبارة الخالدة «نعم للشرعية» تكاد تكون منعدمة في الخارج. علامات القرف ومعالم الزهق وأعراض الانسحاب الأميركي واضحة لا ريب فيها. وتشير كتب الطب إلى أن أعراض الانسحاب ذات أبعاد نفسية وعصبية وجسدية، لكنها تظل أعراضاً إيجابية تجعل المريض قادراً على رؤية ما فعله المخدر به من دون أن يعلم.
وسيكتب التاريخ أن «لمة العائلة» حول الشاي بالحليب وكعك صباح أول أيام العيد اقتحمتها بطة عنوة، لكنها بطة عضو الكونغرس الأميركي جون ماكين الذي غادر القاهرة بعد زيارة قلبت موازين «رابعة» تجاه العم سام، فلم يعد ممثلاً للغرب الكافر والعدو الصليبي، بل تحول بين زيارة وضحاها إلى صوت الحق الذي يعلو خفاقاً في سماء اعتصام «الشرعية والشريعة».
فماكين الذي حوصر بأسئلة الصحافيين مساء أول من أمس عن تعريفه للانقلاب الذي ظل متمسكاً به دفعه إلى التأكيد أنها «لو كانت تمشي كالبطة، وتصيح كالبطة، فهي بطة»، وهي المعلومة التي زلزلت أرجاء مصر باستثناء «رابعة»، إذ إن ما حدث في كانون الثاني (يناير) 2011 بدا كالبطة ومشى كالبطة، لكن الولايات المتحدة لم تعتبره بطة، وهو ما يعد ازدواجاً للمعايير، وتلميحاً إلى أبطال جدد لـ «العمالة» الأميركية واستقواء مستجد بالخارج لا يتناسب وأجواء العيد المبارك.
الرئيس السابق حسني مبارك حضر أيضاً وبقوة في أول أيام العيد، إذ دفعت بطة ماكين وشهر العسل الحالي بين الجماعة والعم سام إلى تذكر الهتاف الكلاسيكي على مر العصور والذي يوجه اتهام العمالة إلى الأميركيين إلى شتى الشخصيات بحسب التساهيل. فسيبقى مبارك، ربما بسبب طول فترة حكمه، يحتل مكانة الصدارة في قائمة أكثر من صدح ضده هتاف: «يا مبارك يا جبان، يا عميل الأمريكان».
وتستقبل مصر أول أيام العيد بعدما تكشفت أمامها حقيقة أن «الأمريكان» و «العمالة» لهم بمثابة «ترمومتر» الاحتقان السياسي في أي وقت من الأوقات، وهما أيضاً «ترموستات» يستخدم لضبط درجة حرارة الجماهير والتحكم في توجهاتهم سواء كانت صوب الإسلام السياسي أو النظام الاشتراكي أو الفصيل الصهيو-ليبرالي أو أنصار «الشرعية والشريعة» أو أتباع «مصر لكل المصريين».
وكما أن مصر ستظل لكل المصريين، فإن العيد سيظل أيضاً فرحة لكل الصائمين، حتى وإن كان شعاره في «رابعة»: «كعك كسر الانقلاب» أو كان عنوانه في بقية مصر «كعك تثبيت الانقلاب». وبينما يأكل الجميع الكعك، تنتاب بعضهم مشاعر بأن العيد الحقيقي يتحقق في حالين، إما بعودة مرسي ورحيل السيسي ورفع رايات الجهاد، أو بتثبيت رحيل مرسي والتشديد على بقاء السيسي ورفع أعلام مصر.


 الحياة اللندنية - أمينة خيري

مي عزام تكتب : وياريتها دامت «معلش»

 العيد هذا العام مختلف، ففرحتى بقدومه مضاعفة، الأولى لأنه يأتى بعد شهر طويل من الجوع والعطش، والثانية لأننى مللت القلق والتوتر الذى عشناه طوال شهر رمضان، وترقبت وصوله مصطحباً بهجته ليكسر هذه الحالة الكئيبة التى أعيشها.
تعودنا فى مصر أن يقابل الواحد منا الآخر فى العيد، أى عيد، ويهنئه قائلا «كل سنة وانت طيب» وهى العبارة التى يكرهها مفيد فوزى، فهو يعتبر أن الطيبة مرادفة للعبط والسذاجة، ولقد اقترح تغيير «طيب» بصفة أخرى لتكون العبارة «كل سنة وانت ذكى» «كل سنة وانت قوى» «كل سنة وانت مابتضربش على قفاك» أى معنى غير الطيبة، وأحب أن أطمئن السيد المفيد، فهذا العام الشعب المصرى ليس طيبا، ولكن موجوع مما يحدث على أرضه من غياب للأمن والأمان والسلام والطيبة التى كانت تنعم بها مصر.
البلد خرجت من توبها على رأى المثل، وارتدت ثوبا آخر، ولنكن صادقين ارتدت أثوابا عديدة، الاستقطاب والتشدد والمغالاة أصبحت سمة المرحلة، شعب «معلش» لم يعد موجودا، كلمة «معلش» التى كان يتنازل بها المصريون عن حقهم مقابل أن تسير الأمور ولا تتعقد اختفت، تلك الكلمة العبقرية التى ليس لها مثيل فى القاموس اللغوى لأى دولة فى العالم والتى كنا نتندر بها على أنفسنا، غابت من قاموسنا اليومى، الكل يريد حقه والآن ولو على أسنة الرماح، الصبر الذى كان من شيمة الشعب المصرى تبخر، الجميع يريد أن يرى حصاد ثورة يناير ويونيو بسرعة، يريد أن يقطف ثمارها، ولا يعرف أن الثمر حين يقطف قبل موعده يكون مرا، وهذا بالفعل ما نذوقه الآن، المرارة...
أريد أن أذكركم بأن الأعياد وجدت ليتشارك المحتفلون بها الفرحة، ومعتصمو رابعة والنهضة يحتفلون اليوم بعيد الفطر، لكنهم للأسف اختاروا أن يكونوا وحدهم، اختاروا العزلة، عزلة فى المكان وعزلة فى الزمان، فمن يريد فى القرن الواحد والعشرين أن تدار بلد بحجم مصر وفق مفاهيم الجماعة والعشيرة هو خارج عن هذا الزمن، وهذا لابد أن يكون واضحا للجميع، أن المعركة ليست معركة دين ولا إسلام ولا شريعة، فنحن جميعا مسلمون، صمنا سويا وفطرنا سويا، المعركة هى معركة على السلطة، وليكن سؤالنا بسيطا ومحددا: من الأفضل لإدارة البلد فى هذه الفترة؟ حكومة خبرة وطنية أم حكومة إخوانية؟ وهل من مصلحة مصر أن يظل الإخوان على كرسى الحكم؟
هناك قاعدة فقهية تقول: «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» فحتى لو كانت مصلحة الإخوان هى حكم مصر، فعدم شق مصر بهذا الشكل وإراقة الدماء مقدم على هذه المصلحة، لماذا لا يحول الإخوان ما يعتبرونه محنة إلى منحة؟ فالجميع بمن فيهم الإخوان يعلمون أنهم أخطأوا كثيرا أثناء السنة التى حكم فيها مرسى، وذلك ناتج عن قلة خبرة، فتحولهم من جماعة دعوية إلى حزب سياسى إلى سلطة تنفيذية لم يمر بمراحل تدرج طبيعية تسمح لهم باكتساب مهارات العمل السياسى وكيفية إدارة الدولة، والدعوة التى توجهها الحكومة للإخوان بالاندماج والمشاركة فى الحياة السياسية من جديد كحزب سياسى مفتوح، وليس جماعة دعوية مغلقة، فرصة عليهم أن يغتنموها ويتمسكوا بها ويعيدوا ترتيب أوضاعهم، ليصبحوا جزءا من نسيج الشعب المصرى وليس ورماً مؤلماً على جسده.
لم أكن أريد الحديث فى السياسة، لكن «معلش»...وكل سنة وانتم طيبين بالغيظ فى مفيد فوزى.

المقال الأصــلي

الببلاوي: لا تراجع عن فض اعتصامي رابعة والنهضة

Written By Unknown on الأربعاء | 7.8.13

 تقدم الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء، بالتهنئة للشعب المصرى بمناسبة عيد الفطر المبارك، معربا عن أسفه لوقوع ضحايا فى أحداث المنيا ومحاولة البعض إيقاظ الفتنة فى مصر، مشددا على أنه ستتم محاسبة المتورطين فى محاولة إثارة الفتنة لأن الدين لله والوطن للجميع.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالأوضاع الحالية فإن المجلس يؤكد أن فض اعتصامى رابعة والنهضة هو قرار نهائى لا رجعة فيه، قائلا: "كان هناك تأجيل لحرمة شهر رمضان والعشر الأواخر منه والتى راعى أن يكون هناك حل من خلالها دون اللجوء لتدخل أمنى".
وقال رئيس مجلس الوزراء، فى مؤتمر صحفى منذ قليل، إن صبر الحكومة قارب على النفاد فى تحمل أعمال العنف والبلطجة فى رابعة والنهضة وما أسفر عنها من إصابات وأعمال قتل واستخدام للسلاح وقطع للطرق وتعطيل للمنشآت العامة وترويع المواطنين واحتجازهم، محذرا من أن توجيه أى أسلحة لقوات الشرطة أو رجال القوات المسلحة أو المواطنين سوف يواجه بأقصى درجات الحزم والقوة.
وناشد الببلاوى المواطنين المغرور بهم فى الميادين بسرعة المغادرة والانصراف لمنازلهم دون ملاحقة لمن لم تتلوث يده منه بالدماء وتتعهد الدولة بتوفير كافة وسائل المواصلات مجانا.
ولفت الببلاوى إلى أن المجلس يحذر قيادات جماعة الإخوان المسلمين من استمرار التأثير على المواطنين الشرفاء المغرر بهم وهو ما يهدد سلامة الوطن.
وأضاف أن الحكومة ستبقى حامية للإرادة الشعبية التى تجسدت بقوة فى الثلاثين من يونيو، مشيدة بالجهود التى تبذلها رجال الشرطة.

مقتل واصابة 124 ارهابيا في حرب تطهير سيناء


نشر المتحدث العسكرى الرسمى للقوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد على نتائج أعمال القوات المسلحة فى القضاء على البؤر الإرهابية والتكفيرية بسيناء خلال الفترة من يوم [5 يوليو - 4 أغسطس 2013] قائلا : " خلال الأونة الأخيرة .. تصاعدت العمليات الإرهابية من قبل عناصر تكفيرية تسللت إلى أرض سيناء خاصة فى محافظة شمال سيناء حيث قامت تلك العناصر بإرتكاب جرائم ضد عدد من ضباط و جنود القوات المسلحة و الشرطة ... إضافة إلى قيام عناصر من المخربين بتدمير وإشعال النيران فى محطات ومواسير الغاز بمناطق [ العريش - الشيخ زويد - رفح ] ... وغيرها من أعمال قطع الطرق فى ربوع سيناء الأمر الذى أصبح يهدد بدو وأهالى سيناء الشرفاء وبالتالى تهديد الأمن القومى المصرى .
وأوضح المتحدث العسكرى أنه على تلك الأعمال قامت عناصر من قواتنا المسلحة بدعم أجهزة وزارة الداخلية فى شن حملة أمنية مكثفة بسيناء والتى أسفرت عن خسائر تقدر بعدد [227] فرد منهم [103 فرد تم القبض عليهم - 124 ما بين " مصاب / قتيل " ] ، وبلغ إجمالى الأفراد المقبوض عليهم [ عدد "103" فرد ] جارى التحقيق معهم بواسطة الجهات المختصة ، وقد تم القبض عليهم فى مناطق [ الجورة - درب القواديس - أبو طويلة - المزرعة - الشيخ زويد - المحاجر - جنوب المساعيد - المطار - الريسه - الكوثر - قسم ثان العريش - عمارات الصفا برفح - البنك الاهلى ] .
وأشار المتحدث العسكرى الى أن إجمالى خسائر العناصر الإرهابية على أثر تبادل إطلاق النيران مع عناصر التأمين عدد [124] فرد على النحو : [ عدد 60 فرد قتيل - عدد 64 فرد مصاب ] ... وقد وقعت المواجهات فى مناطق [ درب القواديس - السبيل - رفح - الشيخ زويد - البنك الأهلى - حى الكوثر - الجورة - المطار ] .
وحول تدمير ألانفاق قال المتحدث العسكرى أن نتائج أعمال تدمير الأنفاق خلال الفترة [ دأبت بعض العناصر بقطاع غزة على مدى سنوات سابقة على إستغلال الأنفاق فى تسلل عناصر إرهابية وتهريب الأسلحة والمخدرات والسيارات وغيرها ... هذا على الرغم من تواجد معبر رفح كمنفذ قانونى بين القطاع ومصر وعلى أثر ذلك قامت القوات المسلحة بتدمير عدد "102" من هذه الأنفاق خلال الفترة المشار إليها ] .
وأضاف : " نتائج أعمال تدمير البيارات خلال الفترة [ قامت عناصر القوات المسلحة بتدمير عدد "40" بيارة مواد بترولية كانت معدة لتهريبها إلى قطاع غزة بإجمالى "2.7" مليون لتر بنزين و سولار ] كما تم تدمير عدد من المنازل خلال الفترة [ قامت عناصر القوات المسلحة بتدمير عدد "4" منازل كانت تستغلها العناصر الإرهابية كأوكار للإختباء فيها والتخفى بداخلها لتنطلق من خلالها لشن عملياتها الإرهابية ] كما تم القبض على على العربات المخالفة [ القبض على عدد "38" عربة أنواع يستخدمها الإرهابيون فى الهجوم والتعدى على الكمائن التأمينية ونقل الأسلحة والمواد المتفجرة ] .

الرئاسة تعلن موت الحوار الدبلوماسي مع الاخوان


أعلنت رئاسة الجمهورية أن الحكومة المصرية سمحت لمبعوثي الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى والإمارات العربية المتحدة وقطر بالزيارة والنقاش، من أجل استطلاع تفاصيل المشهد، وحث جماعة الإخوان المسلمين على الالتزام بمسئولياتها الوطنية واحترام الإرادة الشعبية التي تجسدت في الثلاثين من يونيو والسادس والعشرين من يوليو2013، وذلك في إطار حرص الدولة على إعطاء الفرصة كاملة لكافة الجهود الدبلوماسية للوقوف على حقائق الأوضاع عن التجمعين غير السلميين بكل من "رابعة العدوية" و"النهضة".
وأوضحت رئاسة الجمهورية في بيان لها اليوم، انه انتهت اليوم مرحلة الجهود الدبلوماسية، التي بدأت منذ اكثر من عشرة أيام بموافقة وتنسيق كاملين مع الحكومة المصرية، والتي سمحت بها الدولة إيمانا منها بضرورة إعطاء المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية التي من شأنها حث جماعة الإخوان المسلمين ومناصريها على نبذ العنف وحقن الدماء والرجوع عن إرباك حركة المجتمع المصري ورهن مستقبله، وكذلك الالتحاق بأبناء الوطن في طريقهم نحو المستقبل.
وأضافت رئاسة الجمهورية أن تلك الجهود لمٌ تحقق النجاح المأمول، رغم الدعم الكامل الذى وفرته الحكومة المصرية لتيسير الوصول إلى شارع مصري مستقر وآمن، يستقبل أبناؤه الأيام الطيبة لعيد الفطر المبارك بتسامح ووئام.
وأكدت رئاسة الجمهورية أن مصر سترحب دوما بجهود هذه الأطراف، وسٌتثمن مواقفها لدعم " خارطة المستقبل" وتعزيز الانتقال الديمقراطى.
وقالت رئاسة الجمهورية أن الدولة المصرية - اذ تشكر جهود تلك الدول الشقيقة والصديقة، وتتفهم أسباب عدم نجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة، فإنها تحمل جماعة الإخوان المسلمين المسئولية كاملة عن إخفاق تلك الجهود، وما قد يترتب على هذا الإخفاق من أحداث وتطورات لاحقة فيما يتعلق بخرق القانون و تعريض السلم المجتمعي للخطر.

نهضة تونس تبدأ في استخدام نغمة "انقلاب .. انقلاب "


قال عضو في المجلس التأسيسي عن حزب النهضة الحاكم في تونس إن قيام رئيس المجلس مصطفى بن جعفر بتعطيل عمل المجلس هو "انقلاب غير مقبول" من جانب بن جعفر.
وقال نجيب مراد من حزب النهضة لمحطة تلفزيون المتوسط المحلية "ما فعله بن جعفر جزء من انقلاب داخلي. انه انقلاب غير مقبول".
وحزب التكتل الذي ينتمي اليه بن جعفر جزء من الائتلاف الحاكم الذي تريد المعارضة العلمانية الإطاحة به. وتطالب المعارضة ايضا بحل المجلس التأسيسي الذي لم يبق له سوى أسابيع وينتهي من وضع مشروع دستور وقانون جديد للانتخابات.
 وكان  الالاف قد تظاهروا  مساء الثلاثاء أمام مقر المجلس التأسيسي (البرلمان) في العاصمة تونس مطالبين بحل المجلس والحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية فيما اعلن رئيس البرلمان تعليق جلساته العامة الى حين حل الازمة السياسية الخانقة التي فجرها اغتيال نائب معارض نهاية الشهر الجاري.
وقال مسؤول امني لمراسلة وكالة فرانس برس ان عدد المتظاهرين الذين احتشدوا ليلا امام مقر البرلمان في مدينة باردو بلغ 40 ألفا حتى الساعة 22.20 (21.20 ت.غ). وبعد ساعات، انضمت حشود كبيرة إلى هؤلاء بحسب مراسلة فرانس برس.
ونقلت وسائل اعلام تونسية عن منظمي التظاهرة ان عدد المشاركين فيها تراوح بين 100 و200 ألف. ولم يتسن التأكد من صحة هذه الاحصائيات من مصادر مستقلة.
وقال مراقبون ان هذا اكبر حشد تنظمه المعارضة ضد حركة النهضة التي وصلت الى الحكم اثر فوزها في انتخابات 23 تشرين الأول/ اكتوبر 2011.
وتعيش تونس ازمة سياسية خانقة منذ اغتيال النائب المعارض بالبرلمان محمد البراهمي (58 عاما) الذي قتل أمام منزله في العاصمة تونس يوم 25 تموز/ يوليو الماضي بعد اقل من 6 اشهر من اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد (48 عاما) في السادس من فبراير/ شباط.
واثر اغتيال البراهمي، جمد اكثر من 60 نائبا معارضا عضويتهم في المجلس التأسيسي وطالبوا مع احزاب معارضة بحل المجلس والحكومة التي تقودها حركة النهضة وبتشكيل حكومة "إنقاذ وطني" غير متحزبة. ورفضت حركة النهضة هذه المطالب.
وكانت احزاب المعارضة دعت الى التظاهر ليل امس امام المجلس التأسيسي بمناسبة مرور 6 اشهر على اغتيال شكري بلعيد.
وتأججت الازمة السياسية في تونس يوم 29 تموز الماضي عندما قتل مسلحون في كمين نصبوه لدورية للجيش بجبل الشعانبي (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر، ثمانية عسكريين وسرقوا اسلحتهم ولباسهم النظامي بعدما ذبحوا 5 منهم.
وأمس، أعلن مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي الامين العام لحزب "التكتل" وهو احد شريكين علمانيين في الحكم لحركة النهضة الاسلامية، تعليق الجلسات العامة للمجلس الى اجل غير مسمى بسبب الازمة السياسية في البلاد.
وقال بن جعفر في خطاب توجه به الى التونسيين عبر التلفزيون الرسمي "اتحمل مسؤوليتي كرئيس للمجلس الوطني التأسيسي لأعلق اشغال المجلس الى حدود انطلاق الحوار (بين الفرقاء السياسيين)، وأنا اقوم بهذا خدمة لتونس، هدفي الوحيد هو تونس، هو ضمان وتأمين الانتقال الديموقراطي".
وأمام مقر البرلمان، ردد المتظاهرون وبينهم اعداد كبيرة من النساء شعارات من قبيل "الشعب يريد اسقاط النظام" واخرى معادية لحركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي رافعين الأعلام التونسية وصور محمد البراهمي وشكري بلعيد.
وقال علي العريض رئيس الحكومة والقيادي في حركة النهضة في خطاب ألقاه امام البرلمان ان "كثرة التحركات والتجمعات (التظاهرات) هي تشويش لعمل السلك الامني وإكراه له على التواجد في المواقع غير المواقع التي يجب ان يكون فيها حيث (مكافحة) العمليات الارهابية".
والسبت الماضي شارك عشرات الالاف في تظاهرة امام مقر الحكومة، وسط العاصمة، دعت اليها حركة النهضة وأطلقت عليها اسم "مليونية بوحدتنا ننجح ثورتنا".
واعلن وزير الداخلية لطفي بن جدو (مستقل) امس ان اجهزة الامن اعتقلت 46 شخصا وانها تلاحق 58 آخرين بينهم 13 اجنبيا ينتمون الى "كتيبة عقبة بن نافع" المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي والتي يتحصن بعض أفرادها في جبل الشعانبي من ولاية القصرين (وسط غرب) على الحدود مع الجزائر.
وقال الوزير خلال جلسة عامة نظمها البرلمان لمساءلة الحكومة حول الوضع الامني في البلاد ان "مجموع المودعين (بالسجن) من كتيبة عقبة بن نافع 46" بينهم "خمسة من الجناح العسكري وهم من اخطر الارهابيين" و"14 شخصا ممن كانوا يمدونهم بالتموين والدعم اللوجستي".
واوضح ان تسعة من بين الموقوفين اعتقلوا في جبل الشعانبي وانهم مدوا اجهزة الامن بهويات كامل عناصر الكتيبة.
وتابع الوزير أن الملاحقين "من الكتيبة ذاتها هم 13 بينهم ثلاثة أجانب متهمون بادخال الاسلحة، و31 هم الآن في الجبال بينهم 10 أجانب، واربعة ضالعين في التمويل، وسبعة منتمين للتنظيم وثلاثة من الجناح العسكري (للتنظيم) وعددهم في النهاية 58". ولم يكشف وزير الداخلية عن جنسيات "الاجانب".
وكان لطفي بن جدو اعلن في وقت سابق ان كتيبة عقبة بن نافع تضم جزائريين وان بعض عناصرها قدموا من مالي.
وفي 21 كانون الاول/ ديسمبر 2012 كشف رئيس الحكومة الحالي علي العريض وكان حينها وزيرا للداخلية، ان "كتيبة عقبة بن نافع" سعت الى اقامة معسكر في جبال القصرين وتكوين خلية في تونس تابعة للقاعدة بهدف تنفيذ "اعمال تخريبية" واستهداف "المؤسسات الأمنية".
وكانت الكتيبة تنوي "القيام باعمال تخريبية (في تونس) تحت عنوان الجهاد او احياء الجهاد وفرض الشريعة الاسلامية (..) واستقطاب عناصر شبابية متبنية للفكر (الديني) المتشدد لتدريبها عقائديا وعسكريا (..) وارسالها للتدرب في معسكرات تابعة للقاعدة في ليبيا والجزائر" بحسب علي العريض.

هدى جمال عبدالناصر تكتب : رسالة مفتوحة إلى الفريق أول عبدالفتاح السيسي


تحية طيبة..
اسمح لى يا سيادة الفريق أن أعبر عن رأيى فى موضوع حساس يتعلق بمستقبل مصر..
لقد قامت ثورة 25 يناير بمبادرة من الشعب، وانضمت بذلك إلى ثورة 1919 التى نفخر جميعا بها؛ فقلبت نظاما بائدا أحس خلاله عامة المصريين بالعوز والحاجة، وعانوا من الفساد والقهر. وانتظرنا أن يبرز من شباب الثورة ورجالها زعيم يجسدها ويلتف حوله الشعب. وطال الترقب لأكثر من عامين ونصف، بل لقد سرق الإخوان المسلمين الثورة وصاروا يتكلمون علانية على أنهم صانعوها، بالرغم من أننا نعرف جميعا أنهم لم ينزلوا ميدان التحرير إلا بعد ثمانية عشر يوما؛ لما تأكدوا من نجاح الثورة!
سيادة الفريق..
أكتب لك لأدعوك لأن تترجم ثورة 30 يونيو إلى واقع.. فلقد كان نزولك على رغبة الجماهير بتغيير نظام أثقل على الشعب المصرى لمدة عام واحد فقط؛ لهو حدث تاريخى عظيم. لقد أهمل حكم الإخوان الاقتصاد المصرى؛ وبالتالى تسبب فى مزيد من الفقر والمعاناة، كما فشل فى توفير الأمن للمواطنين الأبرياء؛ مما زعزع الاستقرار المطلوب للتقدم الاقتصادى.
وأكثر ما أحزن المصريين ودفعهم للثورة على هذا النظام الرجعى الفاشستى المتخلف الخائن للوطن؛ هو تفريطه فى سيناء، واستقواؤه بالغرب، وتشويهه لصورة مصر.
ما أعنيه هو أن تتقدم بثقة إلى العمل السياسى وترشح نفسك فى الانتخابات الرئاسية، وتأكد أن الثلاثين مليونا الذين خرجوا فرحين منبهرين يؤيدونك يوم 26 يوليو، سيعطونك أصواتهم فى صناديق الاقتراع؛ فإن المواقف والمبادئ هى التى تصنع القادة.
أتدرى أنك حققت فى أقل من شهرين ما لا يستطيع السياسيون أن يحققوه فى عشرات السنين؟! ألا وهو التأييد الشعبى الكاسح. انظر إلى المعارضة المصرية؛ إنها مفككة، وزعماؤها ليسوا على مستوى هذه اللحظة الفارقة العظيمة التى تعيشها مصر.
إننى أسمع من يتكلمون عن الحكم العسكرى ويقولون: كفانا ستين عاما من البدلة العسكرية!
أرجوك ألا تلقى بالاً إلى هؤلاء؛ فهم مغرضون ومغالطون! لقد وضع جمال عبدالناصر مبدأ منذ بداية ثورة 23 يوليو 1952 وهو؛ عدم تدخل الجيش فى السياسة، وأن من يرغب من الضباط الأحرار فى أن يعمل بالسياسة فعليه أن يخلع البدلة العسكرية، وقد تحقق ذلك فعلا بالممارسة.
وعندما تم إقرار الدستور فى 16 يناير 1956 قام جمال عبدالناصر بحل « مجلس قيادة الثورة»، وبعد ترشحه لرئاسة الجمهورية فى نفس العام، انتفت عنه صفة العسكرية، وأصبح النظام مدنياً. ولقد أثبت التاريخ مدى حنكته السياسية فى المواقف الفاصلة فى تاريخنا القومى؛ مفاوضات الجلاء فى 1954، القضاء على احتكار السلاح والتوجه للشرق فى 1955، الانتصار على العدوان الثلاثى وإدارة المعركة السياسية والإعلامية بكفاءة شهد لها الجميع، التصرف على مستوى قومى عربى أثناء أزمة الانفصال فى 1961، بناء تنظيم سياسى شعبى فتح المشاركة لجميع الطبقات، إعادة بناء الجيش المصرى بعد هزيمة 1967 فى فترة وجيزة فى عمر الجيوش؛ من 11 يونيو 1967 إلى 28 سبتمبر 1970. وهنا أحب أن أشير إلى اثنين من أعظم السياسيين فى العالم، وهما الجنرال ديجول والجنرال آيزنهاور..
إن الجنرال ديجول رجل عسكرى فرنسى اشترك فى الحرب العالمية الأولى، وأنشأ المقاومة الفرنسية فى الحرب العالمية الثانية، ثم اعتكف بعد فترة حكم قصيرة من 1944 إلى 1946، ومع ذلك فعندما مرت فرنسا بظروف سياسية صعبة داخليا، ومعارك يائسة فى الجزائر، قام الجيش بانقلاب فى مايو 1958 وهرع جنرالات فرنسا إلى القائد المخلص ديجول، الذى أنقذ بلده من الانهيار المروع.
ولقد كان حكم ديجول ناجحا بكل المعايير؛ غير الدستور وشكل الحكم، حقق لفرنسا الاستقرار وبالتالى التقدم الاقتصادى الذى نقلها إلى مستوى ألمانيا، خلق لبلده صورة مشرفة فى العالم. كل ذلك بالمبادئ التى أرساها خلال أحد عشر عاما من حكمه التاريخى حتى عام 1969.
هل قال أحد فى العالم إن فترة حكم ديجول حكم عسكرى؟! لم يحدث. وهل كان يرضى بذلك الفرنسيون المعروفون بالتعددية والفردية؟!
ومثل آخر وهو الجنرال آيزنهاور الذى كان قائدا عسكريا أمريكيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم رشح نفسه للرئاسة بعد الحرب، وكان أيضا سياسيا بارعا وعلامة بارزة فى التاريخ الأمريكى.
سيادة الفريق..
إن رئيس الجمهورية الناجح هو من يجمع حوله أهل الخبرة من بلده فى مختلف المجالات، وقد يستعين بالخبرة الحرفية من الخارج؛ والعالم الآن وحدة واحدة تكنولوجيا.
إننى أدعوك بصفتى الشخصية والعلمية- كأستاذ علوم سياسية- أن تتقدم وتتحمل المسؤولية التى وضعك القدر أمامها، ولا تلقى بالاً للدعايات المغرضة؛ فتلك فرصة فى التاريخ لا تتكرر كثيراً ولا تملك القرار فيها وحدك، وإنما الفيصل هو الشعب صاحب الكلمة العليا.
سيادة الفريق.. وفقك الله للعمل من أجل مصرنا الحبيبة


المقــال الاصــلي

الياس الديري يكتب : مصر والإخوان... وأوباما!


من الصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، تعليق الآمال على "المساعي الحميدة" والوساطات الأميركية الأوروبيّة العربيّة الخجولة، واحتمالات توصّلها الى أية حلول فعلية ناجعة.
سواء على صعيد طواحين الناس والمدن والتاريخ في سوريا، أم بالنسبة الى طواحين الهواء و"الحالة المستعصية" التي زنّرت الوضع المصري بفضل التنظيمات الاخوانيّة والاصوليّات المتطرّفة، والتي دفعت أم الدنيا الى هوّة تطلُّ مباشرة على شفير الحرب الأهلية.
على كل حال، لا يزال من السابق لأوانه التكهّن بأية نتائج، أو تطورات، أو نهايات ما لم تتضح معالم الموقف الدولي "الحقيقي" من حركة "الاخوان" وتحديداً الموقف الاميركي. وخصوصاً بعدما قيل ونشر وأذيع عن "سعي الاخوان لاستدراج الأزمة المصريّة الى مواجهات مع الجيش، ونشر الفوضى".
ناهيك بما تتخبّط في بحره الغامض الأعماق "زعيمة" الربيع العربي الذي لم يعمّر طويلاً، والتي وجدت نفسها فجأة تأكل أصابعها ندامة... بعدما أكل "الاخوان" صحون السلطة في تونس بكامل مراتبها، ومعها الثورة والديموقراطية والحريّة.
أما الكلام على "قارة" ليبيا التي تحاول كلّ قرية فيها، وكل قبيلة، وكل "فرقة" من الفتيان اعلان "دويلة"، وبقوة السلاح، فليس من اليسير التحدّث عن نهايات سعيدة، أو واضحة على الأقل، أو أية مخارج لصراع انفتح له ألف باب وباب.
يصل بنا الحديث الى اليمن السعيد. هنا تدرك شهرزاد الصباح وتسكت عن الكلام المباح، والذي يروي ما تشيب من هوله رؤوس الأطفال عن "مملكة" خفيّة مترامية، أسستها القاعدة بتأن ودراية، وربطتها بسائر "القاعدات".
في الوقت نفسه رجع الجنوب اليمني الى مواله القديم، وحنينه الى "الانفصال" والاستقلال الذاتي. وهنا حدِّث ولا حرج.
تعيدنا هذه الجولة وهذه المشاهدات "المريحة" للبال والأعصاب، وهذه المستجدات العاصفة الى وطن النجوم ودولة النأي بالنفس، والنأي عن الحكم، والنأي عن الدستور، والنأي عن الأنظمة والمؤسسات والقواعد والمواثيق.
ولا "توصي حريص" بالنسبة الى الشعوب اللبنانية، التي تنتمي الى "الأمثال" لا الى القوانين والوطن والجغرافيا.
وفي رأس القائمة مثل "مطرح ما ترزق إلزق". ويليه مباشرة ذلك المثل البغيض الذي نغّص حياة العميد ريمون اده، ومفاده ان "كل مَنْ أخَذَ أمي صار عمّي".
فيصرخ اده غاضباً: هودي شعب بيحترم حالو، وبيحب بلدو؟ هَوْ بيعملو وطن ودولة؟
شططنا؟ لا. ما زلنا في قلب العاصفة التي تضرب العالم العربي، وتتخوّف صحيفة "الواشنطن بوست" من ان تودي بمصر الى حرب أهلية، تشبُّها بسوريا. فهل يستجيب باراك أوباما لدعوة الصحيفة الأميركية، وينقذ مصر والمنطقة من السقوط في الهاوية؟

المقــال الاصــلي

أسامة الغزالى حرب يكتب : رابعة العدوية.. معركة الإخوان الأخيرة!


لا أعرف بالطبع ماذا سيكون الوضع عليه فى منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر صبيحة نشر هذا المقال فى «الوطن»! فأنا أكتبه صباح الاثنين (5 أغسطس)، والأنباء تتناثر كل دقيقة عن احتمالات ما سوف يحدث فى «رابعة»، فضلاً عن أننى سمعت شخصياً من د.حازم الببلاوى، رئيس الوزراء (فى لقائه برؤساء الأحزاب السياسية مساء السبت الماضى 3 أغسطس) أن قرار «فض» الاعتصام الذى تم اتخاذه بالفعل لن ينفذ فى أيام عيد الفطر المبارك! ويعنى ذلك أنه إما يكون قد تم فض الاعتصام أو على الأقل بدأت عملية فضه بأى شكل، أو أن كل شىء باق على ما هو عليه إلى ما بعد عيد الفطر!
على أى حال، فإن ما يبدو حتى الآن هو أن الإخوان اختاروا فى معركتهم الراهنة مع الدولة المصرية (بل ومع الشعب المصرى!) أن يواصلوها حتى النهاية بلا أى تنازلات، غير معترفين بدلالة ومغزى الإجماع الشعبى فى 30 يونيو ضدهم، وألا يكتفوا بالاعتصام الكبير عند منطقة مسجد رابعة العدوية شرق القاهرة، وإنما أيضاً أن يكرروا هذا الاعتصام فى مناطق أخرى من القاهرة (محيط تمثال نهضة مصر بالجيزة) وغيرها من المدن الكبرى فى مصر وبهذا الاختيار يتصور الإخوان أنهم يضعون منطقة «رابعة العدوية» إلى جانب مواقع المعارك التاريخية بدءاً من غزوة بدر -كما ادعى بعض خطبائهم- وحتى حطين أو عين جالوت (!) ولكنهم بالقطع يريدونها مثل موقعة «السريدانية» -قرب القاهرة- التى وقعت منذ خمسمائة عام تقريباً (يناير 1517) بين الجيش العثمانى بقيادة سليم الأول، والجيش المصرى بقيادة السلطان المملوكى طومان باى، والتى انتهت بهزيمة طومان باى وإعدامه على باب زويلة! إننى أعلم أن هذا التشبيه به بعض المبالغة، ولكنى هنا أشير إلى سعى الإخوان، وإصرارهم فى ذلك المسعى، إلى جر الشرطة المصرية بل والجيش المصرى إلى موقعة رابعة العدوية، رافضين حتى الآن لكل جهود الوساطة «والحل السلمى»!
القضية التى أطرحها هنا تدور حول التساؤل: ما دلالة هذا الإصرار الإخوانى على الاستمرار فى «اعتصام رابعة» وغيره من الاعتصامات فى مدن مصرية أخرى؟
الدلالة الأولى المنطقية لهذا الإصرار، هو رفض الإخوان للاعتراف بهزيمتهم السياسية التى تجسدت أوضح ما تكون فى مظاهرات 26 يوليو التى خرجت لتفويض القوات المسلحة والشرطة «للقضاء على الإرهاب»، لقد استفاض زعماء الإخوان، والمتحدثون باسمهم -الذين انكشف الغطاء عن كثيرين جدد منهم- فى بيان تفسيرهم «الخاص» لتلك الحشود بدءاً من القول بأنها كانت لبضعة آلاف فقط أو أنها كانت مجرد تجمعات لفلول النظام القديم إلى من قال إنها نوع من حيل «الفوتوشوب» التى يمكن من خلالها اصطناع أو تزوير صور معينة لتوحى بإيحاءات كاذبة!
هذه الحالة الفريدة من الإنكار تكشف فى الواقع سمة سلبية لتنظيم الإخوان لا يمكن إنكارها، وهى «التصلب» وانعدام المرونة، والعجز عن رؤية حقائق الأشياء كما هى، لا كما يريدون هم، وبالتالى العجز عن التكيف مع تغيرات الواقع السياسى من حولهم، ومع ذلك يمكن تصور أن ذلك الموقف الإخوانى ربما يرجع إلى إحساس - له مبرراته بالقطع- بأن تلك المعركة -معركة رابعة- هى المعركة الأخيرة والفاصلة لهم، فإما أن «ينتصروا» فيها، ويفرضوا إرادتهم على الجيش والشعب معاً، وإما أن تكون تلك «نهاية» مؤكدة على الأقل لحقبة من تاريخهم!
ينقلنا ذلك إلى الدلالة الثانية للموقف الإخوانى يتصل مباشرة بالتساؤل السابق وهو سيادة شعور إخوانى كاسح بأن الغالبية الساحقة من الشعب المصرى معهم، وأن كل من يعارضونهم هم من «البلطجية» وفلول النظام القديم، وربما بعض السذج المخدوعين!
ولقد استمعت عصر الأحد الماضى (4 أغسطس) إلى الرسالة التى وجهها الشيخ يوسف القرضاوى من خلال قناة «الجزيرة مباشر مصر»! إلى «جميع أبناء مصر» للخروج فى تلك الليلة المباركة (ليلة القدر) مع أولادهم وأهلهم «لينضموا إلى إخوانهم فى ساحات الاعتصام» وأن ذلك الأمر سيجعل القضية «تنتهى»! مؤكداً أن «تكثير العدد» فرض عين على كل مسلم، صائحاً: اخرجوا أيها الرجال، اخرجوا أيها النساء، اخرجوا أيها الشباب»! ولم يتورع الشيخ عن أن يحرض من سماهم «الأحرار فى الجيش والشرطة» للخروج على طاعة الأوامر، مضيفاً: «أن الله سينتقم من القتلة» سينتقم الله من عبدالفتاح السيسى، ومن محمد إبراهيم، وكل من معهم من الظالمين ومن يغطون على جرائمهم»!!
وبكل صراحة، لقد شعرت بإحباط بل ومهانة بالغة عندما طالعت أنباء قرار الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر بحفظ الطلبات المقترحة لإسقاط عضوية الشيخ القرضاوى وعزله من هيئة كبار العلماء! إننى أناشد العالم الجليل د. الطيب أن يرجع إلى كلمة القرضاوى الأخيرة التى أشرت إليها، والتى أهان فيها شعب مصر، وجيش مصر، وثوار مصر، بل وأدعو رجال الأزهر المخلصين لوطنهم، وأدعو المثقفين المصريين إلى الرد على بذاءات القرضاوى، وإدانة تحريضه الرخيص على أبناء وطنه، ودعوته المقيتة للفتنة والوقيعة بين أبناء الشعب المصرى، فى واحد من أسوأ نماذج التجارة بالدين، والتلاعب السياسى المشبوه به.
والواقع أن هذه الأقوال للقرضاوى، تتسق تماماً مع ما يردده كل يوم العديد من القيادات الإخوانية والمتحالفة معها بل وتلك الشخصيات التى سبق وكانت مستترة أو متوارية وأسفرت بوضوح كامل عن وجهها الإخوانى متصورة أو متوهمة أن الغالبية العظمى من الشعب المصرى تقف فى صف «الشرعية» ضد «الانقلاب»، ولم يسأل أحد منهم نفسه: إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لم يتحرك الشعب المصرى، بجماهيره وقواه العريضة التى يمكن أن تغرق ميادين مصر كلها إذا أرادت؟
أخيراً، فإننى أتصور أن الدلالة الثالثة أو المغزى الثالث لهذا الموقف الإخوانى المتصلب فى «رابعة» وغيرها، ترتبط باللهجة العنيفة والدموية التى يتحدث بها معتصمو رابعة ومؤيدوهم، والتى تبدو وكأنها سلوك انتحارى فى مواجهة الدولة المصرية والمجتمع المصرى! إن هذا كله يذكرنا وينبهنا -ابتداء- إلى ارتباط العنف بالدعوة الإخوانية وبالسلوك الإخوانى فى تاريخهم كله، والذين حرصوا على أن يذكرونا به وينبهونا إليه، بدءاً من التحذير «بالرش بالدم» لمن تسول لهم أنفسهم رش «الرئيس» مرسى أو إخوانه بالماء، وحتى جمع الأطفال اليتامى من الملاجئ وتسييرهم فى مقدمة مسيرات إخوانية، حاملين أكفانهم (؟!!) وقد وضعوا على رؤوسهم وصدورهم عبارة «مشروع شهيد»؟!
حقاً، لقد خاض الإخوان انتخابات نيابية ديمقراطية، وسيروا المظاهرات فى مناسبات كثيرة وهى تهتف «سلمية.. سلمية»، ولكنهم عندما فقدوا رصيدهم لدى الشعب المصرى، بعد عام من ممارسات التمكين الكارثية، عادوا ليلوحوا بالعنف والدماء، وكأنهم يقولون للمصريين: إما أن نحكمكم أو نقتلكم! ولكن هذا كله ليست له علاقة من قريب أو بعيد بالديمقراطية التى يتشدقون بها، من الذى حكم عليه الشعب بالفشل أن يخلى مكانه، عن رضا واقتناع، لمن هم أقدر على قيادة البلاد ويعود إلى مقاعد المعارضة المشروعة، تلك هى الديمقراطية إذا كانوا فعلا قابلين بها، محترمين لقواعدها وأصولها!

المقال الاصــلي

ثروت الخرباوي يكتب : وللإخوان حج البيت الأبيض


أيها الحاج الكريم، يا من ستذهب حاجا إلى بيت الله الحرام بعد أشهر قليلة تبتغى مغفرة من الله ورضوانا، أرجو أن تتقن فى حجك تصويب الجمرات على إبليس اللعين، إذ إننى أراه مازال يتجول فى بلادنا ويقيم لنفسه القواعد، بل إنه استغل ثورات الربيع وقام بإعطاء رخصة الحكم لبعض تابعيه من شياطين الإخوان، ويقال إن إبليس اللعين صنع لنفسه كعبة هناك خلف المحيط سماها البيت الأبيض، جعل لها فروعا فى بلاد العالم يقال لها السفارات الأمريكية، وقد أذّن فى الناس بالحج إليها، فلم يذهب للحج هناك إلا فريق من الإخوان وبعض من العملاء ، ولعلنا رأينا قادة الإخوان منذ سنوات وقد ذهبوا للبيت الأبيض رجالا وركبانا من كل فج عربى عميق، كان عصام العريان يعتمر دائما بصحبة محمد عبدالقدوس فى السفارة الأمريكية، وعندما بلغ سن إقامة الفريضة ذهب إلى أمريكا يطوف حول البيت الأبيض ويسعى بين الأقانيم الأمريكية المقدسة، وكان قد أقام الفريضة من قبله الحجاج سعد الكتاتنى ومحمد مرسى وعصام الحداد وخيرت الشاطر،
وهناك نصب إبليس حجرا أسود يقال له (أوباما) تعوّد الحجيج من الإخوان تقبيله كى ينالوا البركة، لذلك من المعتاد أن ترى الأخ من هؤلاء وهو يسلم بيده على الحجر الأسود ويقوم بتقبيله من وجنتيه، فإذا عجز عن الوصول للحجر الأسود «أوباما» لكثرة زحام الحجاج حوله، فلا تثريب عليهم إن أقاموا سنة السلام عليه من بعيد ثم الاستعاضة عنه بوليم بيرنز وجون ماكين وجون كيرى، ويحكى لنا أحد الرؤساء المخلوعين تجربته فى الحج إلى البيت الأبيض، فعرفنا منه أنه كان لكى يكتمل حجه هناك فإنه كان يسعى بين البيت الأبيض والسى آى إيه، فإذا نسى فرضا من فروض الحج فعليه دم، إذ كان يقوم بذبح مائة من شعبه عند قصر الاتحادية وأمام مقر الإخوان بالمقطم ومدينة بورسعيد وغيرها.
ويقول إخوانى من الحجاج للبيت الأبيض إن حجه يختلف فهو حج «المفرد»، وفى هذا الحج عليه أن يتوجه لمقابلة السفير أو الملحق السياسى، فإن لم يجد فيكفيه مقابلة فرّاش السفارة أو السعى بين سفارة إسرائيل والسفارة الأمريكية.. أما الطواف فهو بين السفارات والاتحاد الأوروبى، وهذا فرض عين، أما زيارة رجال الرئيس المعزول فى محبسهم فهو فرض كفاية، إذا قام به الاتحاد الأوروبى أو الأفريقى سقط عن باقى الدول التابعة لأمريكا.
وبانتهاء مناسك الحج للبيت الأبيض وقتئذ ينقسم الحجيج من الإخوان إلى طائفتين أو فوجين: أما عن الفوج الأول فهو فوج الحكام، فهم يعودون إلى بلادهم كما ولدتهم أمهاتهم.. إذ إنهم سيكونون عرايا أمام شعوبهم لا يستر عوراتهم حتى ولا ورقة التوت.. إلا أن هذا كله لا يهم، فقد حصلوا على الوعود، ولكن هذه الوعود والحمد لله ذهبت أدراج الرياح، فمن حكمة الله رب العالمين أن من تاجر باسمه ليحصل على الدنيا فضحه الله فى هذه الدنيا بين الخلائق.
أما الفوج الثانى فهو فوج أعضاء مكتب الإرشاد، وعلى رأسهم عصام العريان، الذين أجهدوا أنفسهم فى الطواف حول البنتاجون، وهؤلاء مثواهم ميدان رابعة يزايدون فيه ويكذبون.
أما عن ذلك الحج التقليدى، الذى يفعله المسلمون منذ عصر النبوة، فهو لا يناسب حضرات الإخوان، إذ من الممكن أن يختلط الأمر على الحجيج أثناء الرجم فيحدث ما لا تحمد عقباه.. وكل واحد من الإخوان ينبغى أن يتريث وأن يحافظ على عقباه، ويقال إن حج الإخوان للكعبة المشرفة لا يجوز، إذ يجب أن يكون الحاج مسلما.. فمن شروط الحج الإسلام.. ومسألة إسلام الإخوان مسألة فيها نظر!

المقــال الاصــلي

الحياة بعد «رابعة» ليست نوماً هانئاً وأحلاماً سعيدة


يتساءل المصريون عن شكل الحياة بعد «رابعة». وتضع الغالبية العظمى من المناهضين لاعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أمام مسجد رابعة العدوية والدول العربية الضالعة في شأن «رابعة» دعماً أو دحضاً ومعها القوى الإقليمية، أياديها على قلوبها مما ستسفر عنه مجريات الأمور هناك بحكم تقارب التجربة وتطابق موازين القوى العسكرية و «الإخوانية»، مضافاً إليها الجهود الأميركية والزيارات الأفريقية والجولات الأوروبية لا ترى حالياً إلا «رابعة» واعتصامها وما ستؤول إليه الأحوال فيه.
فبين «خروج آمن» للجماعة، أو استقالة علنية لذراعها الرئاسية، أو نفي اختياري لرموزها، أو تفتيت عملي لكوادرها، أو تنضيب مقصود لمواردها، أو خطف ذهني لأتباعها، إلى آخر القائمة المقترحة للخروج من الأزمة تدور دوائر الحلول المقترحة ومعها حساب المخاطر المحتملة والمكاسب المفترضة. وبين توقعات بفض فجائي للاعتصام، وتكهنات بدفع نحو فض ذاتي، وأخرى تدفع في طريق فض تفاوضي، ورابعة تروج لفض إجباري، وخامسة تدور في أفلاك فض هزلي يتأرجح بين السخرية والجنون من محاصرة بمياه الصرف الصحي ورش غاز مخدر أو ضاحك أو مهلوس أو إطلاق أسراب الجراد، تتمركز اجتهادات شعبية وأخرى نخبوية وثالثة أسطورية لتحقيق غاية المنى ونيل كل المراد.
الجميع بات يحلم باليوم الذي يستيقظ فيه على صخب لم مستوطني «رابعة» ملابسهم المنشورة على حبال الغسيل، وطي خيامهم المنصوبة في ربوع الميدان وأنحاء الحدائق، وجمع متعلقاتهم القتالية من خوذات بلاستيكية وعصي خشبية وأسياخ حديدية، وإزالة أدواتهم التوجيهية ومنصاتهم التهييجية، وحزم حقائبهم البلاستيكية واصطحاب دروعهم البشرية من زوجات وأطفال وأصدقاء وجيران نزحوا من قرى ونجوع لنصرة الشرعية صباحاً وتناول الإفطار مساء والهتاف للشريعة فجراً وذلك إلى غير رجعة.
تظن الغالبية أن فض الاعتصام هو النهاية لصداع «إخواني» ضرب الرؤوس منذ وصل مرسي إلى الحكم مستمراً عاماً بأكمله ومنتهياً بعزل شعبي ومكللاً باعتصام للأهل والعشيرة أملاً بعودة الغائب. وتعتقد الغالبية بأن حزم الأمتعة وطي الخيام ودك الحمامات القبيحة المشيدة في العراء هي البداية لحياة أكثر إشراقاً ومستقبل أوسع فرصاً. وتهدف النخب الحاكمة في دول عربية ضالعة، وإقليمية مترقبة، وغربية متلهفة، ومعها هيئات أوروبية مسيسة وإفريقية حكيمة إلى تأمين حل ما للأزمة الراهنة في «رابعة».
مطار القاهرة الذي يعج بكبار الزوار جيئة وذهاباً على مدار الأسبوع الفائت، وطرق القاهرة التي تشهد زيارات مكوكية بين مكان احتجاز هذا ومحبس ذاك، والتصريحات الساعية إلى التهدئة حيناً والمؤدية إلى الغضب أحياناً والغامضة دائماً تقف كلها دليلاً دامغاً على رغبة حقيقية في الخروج من الانسداد السياسي الحالي والاحتباس التفاوضي الراهن مع الابتعاد قدر الإمكان عن مسألة التلويح بالقوة في فض الاعتصام، لا لحنان فجائي في القلوب، أو لمحبة مزروعة للحقوق في القلوب، أو لاحترام وتقدير للجماعة بأذرعتها المختلفة، ولكن كلاً وفق حساباته العربية والإقليمية والدولية والشرق أوسطية الجديدة.
كذلك الحال في الداخل، حيث تدور دوائر الجدل وتحتدم حلقات النقاش وتتضارب تصريحات الكبار وتتأرجح مواقف الناس بين مهلات منتهية للفض، ومنشورات ملقاة للحث، وحملات إعلامية للانقضاض، وأصوات خافتة للتعقل، ودعوات على استحياء للتفاوض، ناهيك عن أطنان من إشاعات «فض الاعتصام الليلة» أو «قوات مظلات تفاجئ المعتصمين بعد ساعة» أو «وحدات خاصة تخطف مشايخ المنصة حالاً» أو «ماسورات صرف صحي تحاصر الجموع بعد ساعة» أو «ترقبوا فض الاعتصام بقوة القانون بعد دقائق» أو «انتظروا فض الاعتصام بالقوة بعد ساعات» أو «موعدنا مع رابعة العدوية بلا معتصمين بعد أيام».
لكن يغيب عن كثيرين أن الغاية ليست في فض الاعتصام ووضع كلمة «النهاية» أمام عام من حكم «الإخوان»، فـ «رابعة» ليست مجرد اعتصام، بل أسلوب حياة ومنهج جماعة ومشروع يؤوي تيارات وفصائل ومجموعات عابرة للحدود وتنظيم دولي لن يسلّم بإخفاق ضلوع الجانب الدعوي والعنصر الخيري منه في الساحة السياسية، إضافة إلى جموع من المصريين الذين يؤمنون، سواء طواعية أو تحت ضغط الحاجة أو بفعل التغييب، بالجماعة وكل ما يصدر عنها.
هذه الجموع لا تتوقف كثيراً أمام لافتات المنصة المتأرجحة بين دغدغة مشاعر الداخل بـ «الشرعية» والقفز على حبال الجماعات الدينية بـ «الشريعة» ومغازلة الغرب الكافر بأنها «مع الديموقراطية» و «ضد الانقلاب» والإذعان لجماعات التكفير بالعدول عن معية «الديموقراطية» والتدليس على ثوار العالم بـ «فيفا ريفوليوشن» واستقطاب ثوار الداخل بـ «الثورة مستمرة».
كما أن هذه الجموع لا تملك من رفاهية الوقت أو ثراء التمعن بهدوء أو اكتفاء الجيب ما يمكنها من التفكير في مصادر تمويل الاعتصام وأسباب غياب أبناء أمراء المنصة ومشايخها وخطبائها، ولا يملكون من أمرهم شيئاً لمناظرة الكبار في ما يطلبونه منهم من المشاركة في مسيرة الآن، أو الهتاف بلغة لا يفهمونها بعد قليل، أو ارتداء أقنعة مرسي دائماً، أو خبز عجين كعك العيد غداً، فالسمع والطاعة جزء لا يتجزأ من «مانيفستو رابعة».
«مانيفستو رابعة» الذي هو «مانيفستو» الجماعة لن يزول بزوال الاعتصام، بغض النظر عن طريقة زواله، فالجماعة ترفع شعار «مستر إكس مش لازم يموت أبداً». وسبل مجابهتها لفشل ذراعها الرئاسية لم تتضح بعد، وأدوات تعاملها مع مرحلة ما بعد «رابعة» لم تتحدد بعد، ربما باستثناء ما يجري في سيناء وبعض المؤشرات الأخرى في صعيد مصر حيث الاعتداءات على الأقباط، وخططها المستقبلية في مسيرتها لم توضع بعد.
لكن الأخطر منها هم أيتامها من البسطاء الذين يشكلون جانباً مهماً من نسيج مصر. منهم من عالج أبناءه في مستشفيات الجماعة، ومنهم من يعلم بناته في معاهدها الدينية، ومنهم من يعتمد في مصروفات بيته على إعاناتها الشهرية، ومنهم من يملأ مطبخه بسلعها الغذائية، ومنهم من آمن بأنها كانت بالفعل «تحمل الخير لمصر»، ومنهم من صدق أنه تم عزلها لأن ذراعها الرئاسية تحفظ القرآن وتصلي في المساجد، ومنهم من لا يرى انعكاس صورته إلا في أعضائها.
الحياة بعد «رابعة» ليست مجرد هدوء في ميدان أو إشارة محررة، ولا نوماً هانئاً وأحلاماً سعيدة لسكانها ولا ضمانة لاحتفاظ قوى إقليمية بمكاسبها ولا تخلياً عن مشروعات طموحة بشرق أوسط كبير أو آخر صغير أو ثالث حليف، ولا نقطة ومن أول السطر للمصريين.

الحياة اللندنية - أمينة خيري

يوسف الديني يكتب : الإخوان بين إعدام سياسي أم موت رحيم!


 خرج الإخوان من المشهد السياسي في مصر، ويبدو أن تصدعات كبيرة ستطال بقية نسخ «الجماعة» في دول الربيع العربي، لكن الحنق من تجربة إخوان الجماعة الأم في مصر من قبل شرائح كثيرة من المجتمع المصري المتدين وغير المسيس يزداد بشكل تصاعدي مخيف بحيث يتجاوز في قوة ردود أفعالهم موقف خصومهم السياسيين من الأحزاب والتيارات المدنية بمختلف تنوعاتها، فهذا الغضب السياسي هو عادة ما يسلط عليه الضوء في وسائل الإعلام، بينما الغضب الشعبي الذي لا مس «الذات» القومية في أعز ما تملكه وهو هذا الحب الجارف لمفهوم «مصر» كما يتجذر في الوجدان الشعبي البسيط عمقا وضخامة ويقترب من حدود الأسطرة والشوفينية، هذا الغضب الشعبي هو الذي ينبغي أن يقرأه حزب النور بذكاء شديد، إضافة إلى شخصيات سلفية مستقلة وغير معنية بالسياسة رأت في حجم هذا الغضب من قبل عامة الناس «رسالة ما» توجب محاسبة النفس على طريقة «أنتم شهداء الله في أرضه».
الاستقواء بالخارج والتلويح بإحراق البلد، وهما بالمناسبة لم يجرؤ الرئيس السابق مبارك من قبل على طرحهما، سيزيدان من حجم الضغينة تجاه الجماعة التي صحيح جدا أنها تشكل رقما صعبا على مستوى الأحزاب الدينية والسياسية المنظمة، إلا أن ذلك التصنيف مقارنة بأحزاب أخرى لها امتداد تاريخ كالوفد أو أنشئت بعد الثورة لكنها بسبب آيديولوجيتها العلمانية لا تنافس الإخوان، لكن الإخوان أنفسهم وفقا لأكثر التقديرات تسامحا لا يتجاوزن مليوني شخص، وهو رقم كبير حزبيا لكنه صغير جدا مقارنة بحجم الشعب.
حل التنظيم بالقوة وسجن قياداتها وملاحقتها قضائيا وتهجيريها الذي يتم الإصرار عليه الآن لن يجدي شيئا، بل على العكس قد يعطي التنظيم فرصة «المظلومية السياسية» ليعيد بناء نفسه من جديد، ذلك أن الإخوان ليسوا فصيلا طارئا على المشهد ما بعد الثورة وإنما حركة سياسية متجذرة في العالم كله لأكثر من ثمانية عقود، وهو ما يفسر حجم الهلع من قبل أنصار الإخوان في الأحداث الأخيرة وتسابقهم لتصوير المشهد على أنها محرقة للإسلاميين، بالطبع يتناسى هؤلاء موقف السلفيين ومؤسسة الأزهر وباقي المنشقين على الإخوان ممن يقتسمون معهم كعكة الشرعية الدينية.
إقصاء الجماعة بالقوة أيضا سيمنحها مبررا للعنف المسلح والعودة إلى مربع «القطبية» والعزلة الشعورية والحزب السري، وهو الأمر الذي لا تحتمله وضعية البلد التي وللأسف تعاني الآن من ضربات مجموعات جهادية صغيرة في سيناء، فكيف إذا انتقلت الاضطرابات إلى وسط القاهرة والمدن الكبيرة؟
الإخوان فقدوا الشرعية الدينية ولا شك، إلا أن من المهم أن يفقدوا الشرعية السياسية، وهذا لن يتأتى بالإقصاء القسري وإنما بالقانون، فمجرد دخول حزب سياسي ديني إلى اللعبة خطأ كان يجب عدم تمريره تحت أي مبرر، ومن يرِد أن ينافس على السياسية فعليه أن يدخل إليها من أبوابها عبر أحزاب سياسية خالصة لا تستخدم منابر الجمعة والمساجد والمعونات الخيرية لكسب أصوات الناس.
والحال أن كل مبادرات التسوية الآن لحل الأزمة العالقة هي مبادرات مرحلية فقط تهدف إلى التفاوض حول الشروط في التسوية مع النظام الجديد والتفاوض على الخروج من المشهد بشكل آمن، وهذا يعني سلامة القيادات والأموال والممتلكات.المبادرات «الوقتية» يجب أن لا تغيب إيجاد صيغة حلول جذرية لعدم تكرار ثغرة دخول أحزاب شمولية تتوسل الدين لطرح نموذج سياسي بأطر ديمقراطية لكن بمضامين فاشية، وهو الأمر الذي يغيب بسبب الأزمة وما تتطلبه من تحالفات مع أحزاب أخرى ذات هيكلية سيودينية لكنها تختلف مع الإخوان.
هذه المراجعة لقانون الأحزاب يجب أن تصاغ بشكل سياسي تكاملي سواء في طريقة إجراء الانتخابات أو البرامج السياسية، ويمكن طرح هذه المضامين بطريقة غير مستفزة لتيار عريض من الشعب المصري يتحسس من ثنائية علماني / إسلامي يمكن أن يقبل بصيغة منبثقة من مفهوم المواطنة / مصر للمصريين.
الأكيد أن صورة الجيش الآن باعتباره صمام أمان للأمن القومي، الذي يحظى بثقة وحب النسبة الأكبر من الشعب المصري غير المسيس غير قواعد اللعبة السياسية لتصبح مثلثة الأضلاع ما بين جيش وحكومة ومعارضة، وهو مطالب إذا أراد أن يبقي على هذه الصورة الجديدة أن يدع الحكومة تتشكل في المرحلة القادمة بعيدا عن أي تدخل مباشر، إضافة إلى ضمانه لحق التظاهر السلمي، وهو مفهوم يجب أن يؤطر بشكل قانوني، فنقاط التفتيش وحرق المنشآت وقطع الطريق لا يمكن أن تعتبر فعالية سلمية، فالمسميات لا تغير من الحقائق.
أما بعد، ففي الصورة الأوسع يمكن القول إن الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي استطاع منذ عقود تكوين حالة دولة داخل الدول، التي يبدو أنها ستكون لب الصدام في المرحلة القادمة، كما أن من الواضح أن مصر كعادتها ستدفع الثمن أولا في التحولات الكبرى في المنطقة، ومن هنا فالإعدام السياسي ليس الحل وإنما الموت الرحيم بفعل سيادة القانون.

المقــال الأصــلي
اضف الى اضافتى Top Social Bookmarking Websites

كلوديا نزلت الاتحادية هيدي كلوم عارية بكاميرا والدتها صديق جيا شجعها علي الانتحار ! ميس حمدان في انتظار ابن الحلال سلمي تتعامل مع الشيخوخة بهدوء

الأكثر قراءة

للاشتراك في خدمة RSS Feed لمتابعة جديدنا اضغط هنا,او للاشتراك في خدمتنا البريدية
 
Support : Creating Website | Johny Template | Mas Template
copyright © 2013. التيار - All Rights Reserved
Template Created by IBaseSolutions Published by Ibasethemes
Proudly powered by Ibasethemes