قرر مئات الآلاف، بل الملايين، من المصريين التعبير عن امتعاضهم من نظام الحكم الحالي في البلاد، من خلال التوقيع على استمارات تدعو إلى سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، كأسلوب بديل من فكرة التوجه إلى الاعتصام في ميدان التحرير، الذي كان ساحةً للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك في مطلع عام 2011.
حملة "تمرد"، التي تهدف إلى
إسقاط نظام الرئيس محمد مرسي بتاريخ 30 يونيو/حزيران الجاري،
استطاعت أن تجمع، وفقًا لما أعلنته، ملايين التوقيعات الرافضة لحكم مرسي.
وفي تقرير لها
حول تلك الحركة المتنامية، التي تدعو أيضًا إلى إجراء انتخابات مبكرة، نقلت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأميركية عن شاب
يُدعى شادي محمد، وهو وكيل عقارات في القاهرة، وقَّع على استمارة تمرد، قوله "مرسي لا يفهم أي
شيء. ولا يفهم الناس أو البلد... وتركيزه كله منصبّ على الإخوان، وليس على الشعب المصري".
أضافت الصحيفة
أنه، ورغم عدم ترتب أية آثار قانونية على تلك الاستمارات، وعدم طرح الحملة قيادات
بديلة، إلا أنها (الحملة) قد تُشكِّل مزيدًا من التحديات بالنسبة إلى الدولة المتعثرة للغاية، في
الوقت الذي تعهدت بدفع المزيد من الاضطرابات في البلاد.
وقال طارق رضوان،
وهو مدير مساعد في مركز رفيق الحريري التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن: "ربما تعتبر تلك
الحملة هي أكبر حملة شعبية نشاهدها منذ ثورة 25 من كانون الثاني/يناير عام 2011، وهو الأمر الذي
يحظى بدلالة، خاصة وأنها من جانب أناس مناهضين لحكومة مرسي ولجماعة الإخوان
المسلمين".
في المقابل، قام
أنصار مرسي من الإسلاميين بتدشين حملة مضادة بعنوان "تجرّد"، تدعو إلى ضرورة
السماح لمرسي بإكمال مدة حكمه، مؤكدة أنها جمعت حتى الآن أكثر من مليوني توقيع.
أما منظمو حملة "تمرّد" فيسعون إلى تجميع
15 مليون توقيع بحلول نهاية الشهر الجاري، وهو العدد الذي يزيد على الـ 13.2 مليون صوت، الذين
جمعهم مرسي في انتخابات الرئاسة في العام الماضي. ويسعى المتظاهرون إلى
تنظيم تظاهرات كبرى في العاصمة المصرية يوم 30 يونيو/حزيران الجاري،
تزامنًا مع مرور عام على تنصيب مرسي رئيسًا للبلاد.
وقال جيمس صنداي،
وهو منسق أكاديمي وأستاذ مساعد في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في
القاهرة: "على غرار الطريقة التي ستحصلون من خلالها عبر ديمقراطية متحررة على تعهد
بالتبرّع للحملة أو وضع أسمائكم في واقع الأمر على ثمة شيء يشبه الوعد بالمشاركة
بطريقة معينة، فإن ما تسعى الحملة إلى تحقيقه هو أن تحصل على ضمان أو تعهّد ممن
وافقوا على المشاركة في حركة كبرى".
هذا وتشهد البلاد
احتجاجات محدودة النطاق منذ فترة، وسبق أن طالبت الأحزاب السياسية المعارضة على
مدار العام الماضي بالتحضير لتنظيم مسيرات واحتجاجات كبرى.
ولفتت الصحيفة إلى أن استمارات سحب الثقة الخاصة بحملة ترد جاءت لتمنح فرصة
للأشخاص الذين لا يذهبون إلى ميدان التحرير، كي يعبّرون عن آرائهم وتمنياتهم
إرسال تعليق