قوبل الحكم بالسجن 4 اشهر نافذة بحق 3 ناشطات اوروبيات في منظمة "فيمن" تظاهرن قبل اسبوعين عاريات الصدور في تونس في سابقة بالعالم العربي بحالة من الغضب والسخط الاوربي يهدد بالمزيد من الصدور العارية احتجاجا علي الحكم الذي اعتبرته منظمة فيمين حكما سياسيا وتوعدت بمواصلة "عملياتها" في تونس.
وعلى الاثر اعلنت باريس عن "اسفها لقساوة الحكم". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان انه "في الوقت الذي كنا نأمل فيه اتخاذ اجراء متسامح، لا يسعنا سوى ان نعرب عن اسفنا لقساوة هذا الحكم".
وقال المحامي صهيب البحري "أصدر كريم الشابي القاضي بمحكمة الناحية حكما بسجن الفرنسيتين بولين هيليي ومارغريت سترن والالمانية جوزيفين ماركمان 4 اشهر ويوما واحدا بتهمة 'الاعتداء علنا على الاخلاق الحميدة' و'التجاهر عمدا بفحش'" بموجب القانون الجزائي التونسي.
وأضاف ان القاضي رفض تمكين محامين وكلتهم جمعيات اسلامية من "القيام بالحق الشخصي"، أي تمثيل هذه الجمعيات التي نددت بتعري ناشطات فيمن في تونس، أمام القضاء.
وقالت الاوكرانية اينا تشفشنكو القيادية في منظمة فيمن النسائية العالمية للمحتجات عاريات الصدور ان الحكم "قرار سياسي يؤكد الطبيعة الدكتاتورية لتونس حيث من السهل حبس فتيات على الاعتراف بحقهن في التصرف في أجسادهن بحرية".
وأضافت "نشعر بغضب كبير إثر صدور هذا الحكم القاسي جدا وسوف نواصل عملياتنا في تونس".
وأعلن المحاميان الفرنسيان باتريك كلوغمان وإيفان تيريل اللذين وكلتهما منظمة فيمن بأنهما سيستأنفان الحكم القضائي.
وقال كلوغمان "اركان الجريمة في هذه القضية غير متوفرة والحكم القضائي كان قاسيا ويمثل انتهاكا لحرية التعبير".
وذكر بأن ناشطات فيمن "يستعملن اجسادهن لإيصال رسائل سياسية وليس للإغراء (الجنسي)" على حد قوله.
في المقابل قال المحامي انور اولاد علي ان الحكم الذي صدر الاربعاء "يحقق جزءا من الردع (القانوني)"، معتبرا ان ناشطات فيمن اللاتي يلاحقن امام القضاء التونسي "قد يكن ضحايا تربية معينة وظروف معينة".
وذكر بأن محامين تونسيين (وكلتهم جمعيات اسلامية) طالبو بإعادة ملف القضية الى النيابة العامة وبفتح تحقيق قضائي جديد على اساس فصول أخرى من القانون الجزائي التونسي (عقوبتها أشد) باعتبار أن ما اقدمت عليه ناشطات فيمن يدخل ضمن "تكوين عصابة" و"التخطيط" للقيام بأعمال مخالفة للقانون.
وخلال استنطاقهن الاربعاء، تساءل القاضي كريم الشابي عن سبب تظاهر ناشطات فيمن الاوروبيات عاريات الصدور في تونس.
وقالت الناشطة الالمانية جوزيفين ماركمان "وصلت (الى تونس) يوم 28 أيار/مايو للقيام بتظاهرة سياسية ومساندة أمنية، اتفقنا عبر الانترنت وجئنا من باريس وقالت الفرنسية مارغريت سترن "تعرية نهودنا ليست للإثارة الجنسية بل هي شكل من اشكال النضال".
وردا عن سؤال عما إذا كانت الناشطات الاوروبيات يعتزمن التظاهر مجددا عاريات الصدور في تونس، قالت الالمانية جوزيفين ماركمان "أنا استمتع بكل لحظة أعبر فيها عن مواقفي السياسية" .
واصدرت محكمة القيروان يوم 29 ايار/مايو الماضي حكما بتغريم امينة 300 دينار (حوالى 150 يورو) من اجل حيازة عبوة غاز مشل للحركة دون ترخيص قانوني وقررت الابقاء عليها قيد الحبس بعدما وجهت لها تهما جديدة تصل عقوبتها الى السجن 14 عاما.
يذكر أن منظمة "فيمن" التي تأسست سنة 2008 بهدف الدفاع عن حقوق النساء الاوكرانيات اكتسبت شهرة عالمية بعدما ابتدعت ناشطاتها طريقة الاحتجاج عاريات الصدور وللمنظمة فروع في عدة دول من العالم.